سألني أحدهم عن سر العلاقة الحميمة التي تربطني بنجوم الزمن الجميل قلت له:إن ذلك الزمن لن يتكرر ولايمكن لملاعبنا المستطيلة اليوم أن تأتي بمن في مستواهم..واليوم أيها القارئ العزيز دعني أبحر معك عبر هذه الإطلالة الكروية والذكريات الخالدة مع واحد من أبرز نجوم كرة القدم في جمهوريتنا اليمنية في ستينيات القرن المنصرم..إنه النجم الأروع والهدّاف المرعب الدكتور عبدالله مرشد محسن نجم نادي السلام في الحالمة تعز.. ولأن الحديث عن نجوم الأمس في ملاعبنا المستطيلة هو حديث ذو شجون فأنا نجمنا الرائع والحديث عنه ربما يتواءم مع مثل هكذا مساحة لكني سأحاول بإيجاز شديد التطرق إلى أهم محطاته الرياضية كأحد النجوم البارزين في بلادنا. والدكتور عبدالله مرشد الهدّاف الأروع في نادي السلام الرياضي الثقافي في تعز(الطليعة حالياً) هو أيضاً أحد فرسان الصحة العامة في محافظة تعز والتي ترك فيها عديد البصمات الجميلة من خلال الرعاية الصحية الأولية ومن خلال الترصد الوبائي الذي يديره اليوم بنجاح. إذاً الدكتور عبدالله مرشد محسن لم تختلف بداياته الكروية مع معشوقته المستديرة عن باقي أقرانه في الملاعب الترابية آنذاك حيث كانت بداياته الأولى في الحارة كأي نجم من نجوم الزمن الجميل أثناء تواجده للدراسة في لؤلؤة البحر والجبل مدينة عدن الساحرة والجميلة كان ذلك في العام 65م،بعدها انتقل دكتورنا عبدالله مرشد إلى الحالمة تعز لينخرط في صفوف نادي السلام ليسطّع نجمه منذ المواجهة الأولى التي خاضها مع السلام في العام 66م وهو المواجهة التي جمعت فريقه مع فريق المركز الحربي ومن ثم المركز الثقافي،حيث تألق في تلك المواجهة إلى أبعد حدود التألق ولفت بمهاراته الفائقة كل الأنظار لتشكل مواجهته الأولى بوابة الانطلاق نحو مزيد من الألق والنجومية،حيث تم اختياره ضمن صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم ونجمنا الرائع عبدالله مرشد حظي بشرف تمثيل المنتخب الوطني الذي شارك في العام 66م في كمبوديا مع كوكبة من نجوم كرة القدم أمثال الحمامي يحيى الكحلاني – عبدالرحمن عبدالله عثمان – جواد محسن – محم المقشي وآخرين ليحظى يومها المنتخب الوطني بلقب المنتخب المثالي ومن أبرز المواجهات الكروية التي خاضها دكتورنا عبدالله مرشد بن محسن تلك المواجهة المثيرة أمام المركز الحربي والذي كان يضم مجموعة من النجوم البارزين مثل الدكتور عبدالرحمن خورشيد والحارس الأمين يحيى الكحلاني ولأن دكتورنا عبدالله مرشد كان من أفضل المهاجمين في تعز فإن الحارس الكحلاني دخل معه برهان خاسر حينما تحداه أن يضع هدفاً في مرماه لكن المهاجم الرائع الدكتور عبدالله مرشد كان عند مستوى التحدي ولدغ شبكة الكحلاني بكل ثقة ودهاء. وحينما يعود بنا لتدوير شريط الذكريات فأنه يتذكر بكل الود بعض النجوم الذين عايشهم إبان تلك المرحلة الذهبية كالحارس الظرافي وسالم عبدالرحمن وأحمد عبدالرحمن وخورشيد ومحمد صالح ومحمد خالد نعمان وعبدالعزيز القاضي وذياب وآخرين. ونظراً لتلك النجومية الفائقة التي كانت يتمتع بها نجمنا الرائع وفريقه السلام فقد سلطت الأضواء حوله وحول زملاءه وناديه السلام من قبل صحيفة فتاة الجزيرة التي كانت تصدر في عدن والتي تأسست في أربعينية القرن المنصرم حيث كتب ابن سيناء في العام 66م مايلي: عزيزي القارئ يسعدني أن أنقلك إلى الشمال المستقل لأعرفك عن أحد أنديته المشهورة ولاعبيه الذين يضمون نخبة ممتازة من كبار النجوم ويمثلون منتخبها هذا النادي ياعزيزي القارئ هو نادي السلام الرياضي في تعز والذي تأسس في يناير 66م كما لاننسى أن معظم أعضاء هذا الفريق من طلبة المدارس،حيث استطاع أن يفوز ببطولة الدوري العام بجدارة واستحقاق ومجهود مثمر من جميع لاعبيه واستهل ابن سيناء ذلك الاستطلاع الصحافي بالإشارة إلى نجمنا الكبير دكتورعبدالله مرشد بالقول:عبدالله مرشد محسن سكرتير النادي وهجوم الفريق يقصد مهاجم الفريق واصفاً إياه بالشغل الشاغل في خط الهجوم ويمتاز بفن المراوغة والتحكم في الكرة ويلعب بالقدمين والجسم والرأس ويشكل خطورة على أي خط دفاع مهما كانت قوته وهو من مواليد 1947م وواصل الكاتب حديثه عن باقي النجوم أمثال حسن عفيف ومحمد خالد ومن ثم الإشارة إلى انتصارات الفريق خلال ذلك عن باقي النجوم أمثال حسن عفيف ومحمد خالد ومن ثم الإشارة إلى انتصارات الفريق خلال ذلك الدور على فريق المركز الحربي والعمال والمضلات المصري...إلخ..واصفاً السلام في ختام ذلك الاستطلاع أنه مدرسة في فنون الكرة مشيراً إلى أهم نجوم الفريق مثل طه حسين الذي وصفه بأحسن حارس في تعز وهادي أحمد ناصر والشبلان عبدالله محضار ومحمد الجهمي..ولأن دكتورنا ونجمنا الرائع عبدالله مرشد بن محسن كان يولي اهتمامات كبيرة في التحصيل الدراسي فإنه لم يتخل عن عشقه الكروي خلال دراسة الطب فيما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي. وبعد أن أنهى دراسة الطب عاد كنجم متلألئ وساطع كما أنه عاد في الوقت ذاته بشهية مفتوحة ومتجددة لإحراز مزيد من الأهداف ومزيد من الحضور والتألق ليخوض مع ناديه الجديد فريق الصحة أقوى وأجمل المباريات وبزمن قياسي استطاع أن يسحب البساط من مهاجمين كُثر ليسطع نجمه في صفوف الصحة كأبرز مهاجم هداف حيث كانت مواجهته الكروية الأولى أمام فريق النادي الأهلي في العام74م ليحرز في مرمى الأهلي هدفاً من أجمل أهدافه الكروية وعاود دكتورنا عبدالله مرشد عشقه الأبدي في خدش الشباك أمام المركز الحربي وفرق أخرى مستعيناً بمهاراته العالية وإمكاناته الهائلة التي وظفها لصالح الفريق الصحاوي بنفس القدر الذي تميز به مع ناديه السلام والمنتخب الوطني إنه النجم الرائع دكتور عبدالله مرشد محسن.
