كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    تعليقا على ترند البنك المركزي: لماذا التصعيد؟!    "إنهم خطرون".. مسؤول أمريكي يكشف نقاط القوة لدى الحوثيين ومصير العمليات بالبحر الأحمر    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    ما نقاط القوة لدى كلا من البنك المركزي في عدن ومركزي صنعاء.. ما تأثير الصراع على أسعار السلع؟    صحفي يمني يفند ادعاءات الحوثيين بركوع أمريكا وبريطانيا    لماذا تصمت البنوك التي عاقبها البنك المركزي؟!    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    مشهد رونالدو مع الأمير محمد بن سلمان يشعل منصات التواصل بالسعودية    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    - بنك يمني لأكبر مجموعة تجارية في اليمن يؤكد مصيرية تحت حكم سلطة عدن    نجاة رئيس شعبة الاستخبارات بقيادة محور تعز من محاولة اغتيال جنوبي المحافظة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    قرارات البنك المركزي الأخيرة ستجلب ملايين النازحين اليمنيين إلى الجنوب    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    هل يحتاج المرء إلى أكثر من عينين وأذنين؟؟    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الامتحانات.. وبوابة العبور    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرآن خطاب معرفي
نشر في الجمهورية يوم 24 - 07 - 2012


ال(خطاب)
- (الخطاب): باعتباره مقول الكاتب، عند الفلاسفة العرب القدماء ، هو بناء من الأفكار يحمل وجهة نظر أو هو وجهة النظر هذه مصوغة في بناء استدلالي.
- (الخطاب): باعتباره مقروء القائل (نص المقول) هو بناء من الأفكار يحمل وجهة نظر أو هو وجهة النظر هذه مصوغة في بناء استدلالي، بعد تحويل الكلام نفسه إلى صورة الكتابة؛ فهو نص مكتوب، يصل الطرف الآخر بالاتصال البصري بعد أن كان يصل بالاتصال السمعي.
- (الخطاب الإلهي): باعتباره مقول (كلام) الله، هو تجلي مقول المتكلم (الله) ،في العالم، نصوصاً، مكتوبة فيما يعرف بكتب الأديان السماوية والتي يشكل كتاب القرآن آخرها.
- الخطاب باعتباره (لغة النص) هو ذلك النسق المعجمي الذي يسود النص ويصبح سمته.
المعرفي: المعرفة كظاهرة هي (علاقة الفاعل بالقابل؛ نسبة الذات إلى الموضوع.)
و(الخطاب المعرفي): نشير به إلى هذا النص (المقول مكتوباً) أو ذاك على أنه يحتوي ،في معظمه، ألفاظاً وتعابير وصيغاً وجُمَلاً معرفية؛ والمسؤول عن تحديد نوع الخطاب في النص هو موضوع و/أو بناء النص الاستدلالي نفسه.
إن التمايز في الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) بين العهد القديم( التوراة) والعهد الجديد( الإنجيل) يتوقف على الخطاب باعتباره معجمية السرد؛ التي ستشكل في العهد الجديد أطروحة1(= الفكرة، الموضوع، المضمون) والتي هي جديدة – موضوعياً أو تاريخياً – بالضرورة، في زمن جديد؛ وهي تفترض لغتها المستقلة و/أو نظامها المعجمي الخاص؛ وعليه فإن (الخطاب القرآني): هو ما يتسم به بناء النص القرآني من معجمية سردية ينفصل بها عن نصوص كتابي العهد القديم والعهد الجديد (الكتاب المقدس). كما أنه ذلك النسق المعجمي الذي يسود النص ويصبح سمته.
ويمكن وصف تلك المعجمية بال(إدراكي/معرفي)؛ فال(إدراك، (cognition: المعرفة في أوسع معانيها، ويشمل الإدراك الحسي وإدراك المجرد والكليات.
وباعتبار ال(معرفة knowledge): ثمرة التقابل والاتصال بين ذات مدركة وموضوع مدرك.
وفي النظام الدلالي الشامل للقرآن (= المعجم القرآني) ليست المعرفة ضد الجهل، بل تخلص فيه أو تستحيل إلى (هُدى) ضدها الضلال.
(الهدى)
دلالات (الهدى) ومفهومه
الهدى لفظ معرفي عام إذ ورد، بكل أحواله، في القرآن ليدل على أنه: ضد الضلال.
وقد جاء دال(الهدى) وصروفه(هُدى ،هَدي، يهدي، هادي،...إلخ)في النص القرآني ليشير إلى ثلاث دلالات :
1- الهدى كدلالة فطرية(حيوية) ترتبط بالخلق والتكوين: الحركة والوضعنة للمادة ،والسلوك الفطري للكائن الحي ، وللغرائز والنزوع:
“قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى”( [طه : 50]
“وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى” ( [الأعلى : 3].
2- الهدى كدلالة لفطرة(=استعداد) العقل الإنساني على التفكير: (التساؤل، الاستدلال، الاستنتاج) وحرية اتخاذ القرار:
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان : 3]
{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد : 10]
3- الهدى كدلالة لأهمية المعرفة الحسية:
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ}[يونس : 43]
{أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الزخرف : 40]
وغالبا ما يأتي النص القرآني بدلالات مجازية ومباشرة للمعرفة الحقيقية من مثل : الضوء، النور، وما يشير إليهما:
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)} [الأنعام : 97]
إذ تأتي كلوازم (أعراض) لدلالة (الهدى):
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور : 35]
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الشورى : 52]
{أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[النمل : 63]
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}[الجاثية : 23]
{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}[البقرة : 16]
كما يأتي النص القرآني بكلمات مناقضة للهدى ودلالاتها كالظلمة والغشاوة والعمى.
4- (الهدى) كدلالة ناجمة عن المعرفة العقلية والمعرفة الحسية:
{فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} [الأنعام : 77]
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة : 258]
فلا يمكن للفظ الإيماني (الهدى) ومشتقاته، في النص القرآني إلا أن يدل على المعرفة والعقل و/أو الفكر، بل هو لفظ إيماني معرفي فكري عقلي ، يُثبت ذاته على أنه (الدلالة) أو أنه معنى يتوسط بين الإيمان والمعرفة أو العقل أو الفكر ؛ ويُفهم معنى (الهدى) - بحسب النص- بالوظيفة وهي تفعيل التفكير والمعرفة والعقل الإنساني لتحقيق الإيمان. أي أن (الهدى)يرتبط بالفكر والتفكير ،ولهذا الارتباط حالات عدة هي بحسب النص:
- الاهتداء الإنساني الذاتي إلى الإقرار بوجود خالق ،واحد، لكل شيء ،ثم بوجود حياة أبدية بعد الموت(الإيمان)[وهذا الأخير + العمل الصالح – في ما بعد– يهدي ويرشد ويقوّم:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [يونس : 9]
- الاهتداء أو الهدي بعد تحقق (الإيمان) حيث يصبح (الهدى) معنىً عاما يضم التشريع والمناسك ،وهو المعنى الذي جاء فيما بعد باسم : دين أو الدين ،والمتعلق بأوامر ونواهي الشرع ،ويسمى هدى السبيل، الرشاد، الصراط المستقيم،(الدين)،ديناً قيماً، الاستقامة.
- الاهتداء لحل خلاف بين المؤمنين.
- الاهتداء إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم (دين الحق) عن طريق الإيمان به.
والفاعل الأساس للهدى (الهادي) في كامل النص القرآني هو الله سبحانه ،وأنه وراء كل فاعل للمراحل المجالية التالية للهدى والتي هي بحسب القرآن :
- مرحلة البدء للهدى: والتي فيها توصل العقل الإنساني إلى فكرة وجود خالق وحياة أبدية بعد الموت؛ وهي مرحلة تعرّف وتكوّن لمسألة الإيمان لدى الإنسان والاهتداء الذاتي إليه.
- المرحلة التالية للهدى مجالها الدعوة إلى الإيمان، والفاعل لها (=الهادي) ،هنا، هم الأنبياء والرسل.
- (الهدى) في ما بعد الإيمان ومجاله الدين، والتعلق بالشريعة، ودعوة الناس للالتزام بها؛ ويعرف الهدى هنا بالهدى إلى سبيل الرشاد، الصراط؛ والهادي، هنا، هم الرسل والكتب المنزلة.
- مرحلة الهدى ما بعد الإيمان وتكوّن الأديان: وهو هدى يختص بحل الخلافات والاختلاف بين المؤمنين.
- هدى يختص بدين محمد صلى الله عليه وسلم ويدعو إليه؛ ويعرف الهدى هنا بالهدى إلى الحق ،والفاعل(الهادي) هم الرسل والكتب وبعض المؤمنين.
لكن فعل الهدى (الاهتداء) في كل مراحله وموضوعاته أو مجالاته يخضع لشرط واحد هو عدم الخروج على التفكير السليم، بالاستجابة للنفس غير السوية ؛والتي تدفع بصاحبها إلى سلوك التالي: الظلم، الفسق، الفساد، الكذب، الإسراف، الكفر.
هكذا يكون ل(الهدى) ثلاث حالات أو مراحل:
- الاهتداء العقلي الفطري إلى الحقيقة (الله، الوجود، الخلود) والوقوف على التسليم بها.
- تأييد الله لمن اهتدى، ذاتيا، إلى الحقيقة(سلم بها) – أول الرسل والأنبياء – بالمعجزات طلبا للوثوق أو الاطمئنان(الإيمان) ثم إنزال مناسك العبادة وتعليم التقوى.. ويسمى كل هذا ب(الهدى).
- الهدي إلى الإيمان و/أو إلى بناء الدين؛ أو الهدي=عرْض مشروع إيماني على العقل. حيث يصبح (الهدى) عرْضاً، ويتحول الإيمان تعبيراً عن مشروع إيماني جديد بالضرورة – كان دين محمد r آخر مشروع إيماني – يتطلب اعتراف المستهدف أو المتلقي بانسجامه مع العقل أو انسجام العقل معه؛ أي الاعتراف بتعقل المشروع.
ومعنى أن القرآن خطاب معرفي: أنه يخاطب بالإدراك ( يعرّف، ويطلب التعرُّف، ويروي معرفة، معروفة وغير معروفة) بمعنى أوضح أن القرآن يطالب بأن تتحقق العلاقة: « التقابل والاتصال بين ذات مدركة وموضوع مدرك.» مع المخاطب بالمعنى الحرفي؛ لتحصل أو يتحصّل على الثمرة التي ما هي إلاّ الإيمان في النظام المعجمي للقرآن. ما يعني وبعبارة واحدة أن القرآن هو: كتاب استدلال إلى الإيمان.
لكن لماذا كان خطاب القرآن معرفياً ؟ أو هل يمكن أن نجد سمة سائدةً للنص القرآني غير (المعرفية)؟
إن صياغة البناء للنص القرآني لا يحتمل أسلوبا أو سمة أو صبغة أو مساراً عاماً غير المعرفية؛ وهو ،بها، لم يُنزّل عن إرادة و مشيئة، أو لأن الله، سبحانه وتعالى، أراده أو شاءه معرفياً، بل لأنه، جلّ في علاه، قضى أو حكم أو قرر بمعرفية القرآن؛ فالقرآن ليس ناجماً عن مشيئة إلهية وإنما عن قرار أو حكم إلهي.
والفرق واضح بين ذينك.. فما ينجم من تحقق ،بالفعل، عن إرادة أو مشيئة الله لا يشترط وجود ضرورة أو مبرر لوجود ذلك المتحقق أو على الأقل، لا يتطلب تفسيراً لذلك الشكل أو تلك الكيفية التي اتخذها ذلك التحقق مظهراً له – وبهذا يكون متحققاً موضوعياً (متموضعاً) – في الوجود أو العالم الفيزيقي. أما ما ينجم من تحققٍ عن حكم أو قرار إلهي – أو غير إلهي – فإنه يفترض سبباً أو علّة لوجود المتحقق في الوجود، ولا يُحْجَب علينا تفسير تلك الكيفية أو الشكل الذي اتخذه للظهور في الوجود أو العالم. لكن لماذا هذا التأكيد على أهمية المعرفية أو الخطاب المعرفي في كتاب ديني ،سماوي، مثل القرآن؟ أو ما السبب في أن القرآن صادر عن قرار الله أو حكمه على هذا النحو: معرفياً؟
لا شك في أن تحقق (الإيمان) فكرةً ومفهوماً وشعوراً واعتناقاً، كان في الخبرة البشرية – وما زال نظرياً – مرهوناً بالمعجزة؛ التي هي برهان حاسم على صدق دعوى حاملها(الأنبياء). إنها الرحم الذي ولد منها الإيمان؛ بل هي ماهيّة الإيمان، فما إيمان الإنسان إلاّ سعي نحو ما هو إعجازي ومعجز.. ولولا المعجزة ما كانت لتوجد فكرة الله أو الخالق أو القوة المطلقة الخارجة عن الوجود. إن مفهوم الإيمان، هنا، يقوم على هذه العلاقة:
مُعجز(نبي)
إيمان (إنسان يؤمن)
بمثل هذه العلاقة تكون علاقة القرآن ب(المعرفية)؛ بل إن القرآن يُنْهِض معرفية خطابه ليكون المعادل، المقابل – والمناهض في ذات الوقت – للمعجزة في علاقتها بتحقق الإيمان تحديدا:
معرفة (ذات/موضوع)
إيمان (إنسان يؤمن)
لقد جاء القرآن ليهدم علاقة: الوسيلة (معجزة) بالغاية (الإيمان)؛ أو ليفك ارتباط الإيمان بالمعجزات (تدل على ذلك آيات كثيرة، لعل أهمها قوله تعالى:
(وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [الأنعام/35]
فمع زمن مجيء القرآن انقسم التاريخ والفكر الدينيان إلى قسمين أو مرحلتين:( مرحلة البرهنة بالمعجزات وهذه شملت جميع الأنبياء وانتهت بالرسول عيسى عليه السلام؛ ومرحلة الاستدلال بالعقل والتي بدأت بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم لتنتهي بنهاية مستقبل الإنسانية).
إن حقيقة الموقف القرآني من المعجزات هو تأكيدها، بل شدد على تأكيد وقوعها واعتبرها إرثاً إيماناً لجميع المؤمنين؛ وللأميين (= المؤمنين المسلمين) على نحو خاص؛ إلاّ أنه في الوقت نفسه يؤكد ،في العديد ،بل الكثير من الآيات على عدم جدوى المعجزات في تحقق الإيمان بالله ورسله، بل أن أولئك الذين شهدوا المعجزات كانوا لا يلبثون حتى يعودون إلى كفرهم السابق:
(تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ) [الأعراف/101]
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) ) [الأنعام/158]
(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) ( [الأعراف/133-135]
(إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97) ( [يونس/96، 97]
وعليه يمكن صياغة علاقة الإيمان بالمعجزات وبالمعرفة – في الموقف القرآني– على هذا النحو:
لا كفر مع معرفة؛ ولا إيمان مع معجزة.
المعرفة المعجزات
الكفر الإيمان
القرآن ككلمة مركز في القرآن
نقصد ب(الكلمة- المركز) كل « كلمة يبرز بموجبها نظام ضمني له خصوصيته ويتميز عن البقية، أي أنها مركز مفهومي لقطاع دلالي مهم من المعجم يشتمل على عدد محدد من الكلمات المفتاحية. وهذا لن يمنع الكلمة نفسها من أن تكون كلمة مفتاحية في حقل أو حقول أخرى.»
والجدير بالذكر أن ثمة كلمة كان يجب لها أن تكون هي الكلمة المركز، بل هي ، في الواقع، أكثر مركزية في المعجم القرآني من كلمة القرآن نفسها، وهذه الكلمة هي الكتاب وذلك لكثرة تناوله والتشديد عليه في النص القرآني بأن جُعل مفتتحاً ل29 سورة. ولئن كان القرآن والكتاب (كلمتا- مركز) متوازيتين فقد تداولهما المسلمون بمعنى واحد إلاّ أن هذا لا يمنع تحري التفريق القرآني بين معنى اللفظين على اعتبار أن معجم القرآن قد أنتج ألفاظه وفق نظام دلالي وظيفي مرحلي، ما يجعل من ألفاظه مفاهيم لا مترادفات. وسيكون تتبعنا للقطاع الدلالي وسيلتنا لاكتشاف مفهومهما في القرآن.
الحقل الدلالي لكلمة القرآن
ارتبطت ألفاظ كثيرة بلفظ أو كلمة (قرآن) في معجم القرآن الكريم؛ لكن كان أهمها بعض الألفاظ يمكن أن تمثل كلمات مفتاحية، شكلت لكلمة(قرآن)هذا الحقل:
{ تذكرة، صحف، ذكر، الحديث،(القرآن)، الذكر( اسم جمع لل “تذكرة”؛ ويرد الاسم في زمن الحديث والقرآن والكتاب.)، كتاب، الزبور، سورة}
ليس من الصعب التأكيد، في هذا الحقل، على أن:
1 - كل ألفاظه معرفية أو أنها – في أقل تقدير– علامات أو إشارات معرفية.
2 - لكل لفظ تلازمات أو روابط وعلاقات بألفاظ (تشكل حقلاً صغيراً) ينجم عنها ألفاظاً نوعية لها وظيفة التمييز والفصل بين الكلمات الأساس أو المفهومية – وهذا ما قد يجعل منها مصطلحاً مفتاحياً (term-key) أي كلمة ذات أهمية خاصة – وسيتضح هذا في تحليلنا لكل ألفاظ ذلك الحقل؛ و ستكون بدايتنا بكلمة القرآن.
تلازمات وعلاقات لفظ القرآن
من بين جميع الألفاظ التي قد تتعالق مع كلمة القرآن والتي تتمتع بأهمية خاصة تجعل منها مصطلحاً مفتاحياً يسهم في الكشف عن محتوى كلمة القرآن هي كلمة التصريف؛ التي لم ترتبط بأي لفظ من ألفاظ حقل القرآن غير لفظ أو كلمة القرآن.
ف(التصريف) صيغة فعل يأتي مع كلمة القرآن مفعوله الأمثال والآيات، بل وفي القرآن للأمثال(=التصريف قرآني):
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الأحقاف/27]
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ) [الأنعام/46]
( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام/65]
(وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [ [الأنعام/105]
كل تصريف- في تلك الآيات- هو آية مثل ،أي أن نص الآية هو مثل ؛فالتصريف للآيات هنا يأتي في نطاق التصريف في القرآن.
ونلاحظ أن جميع آيات(تصريف الآيات) باستثناء:
( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)) [الأعراف/58، 59]
لا يتجه فيها الخطاب (ضمناً ولا صراحة إلى ضمير جمعي مخاطب).. وفي الوقت نفسه تنتهي الآيات بضمير الجمع الغائب ليدل ذلك على موضوع يستهدف- ولا يخاطب- أولئك ال”هم” الغائبون.
- ولفظ القرآن هو مدار خطاب القرآن مع الأميين فقط.
- يطلب القرآن من الأميين الإيمان بأن القرآن منزل من قبل الله.
- القرآن يحتوي كتاب/كتب وصُحف.
- تلازم (الوحي)مع القرآن.
- تلازم (الذكر)مع القرآن.
- تلازم (القص/صص)مع القرآن
- ارتباط القصص مع القرآن
- ارتباط الذكر مع القص والتبيين ،والتفكر
- ارتباط القص بالغفلة والعكس
- القرآن يتميز بخاصية الذكر
ثمة أية تشير- بخطاب – إلى أن القرآن هو لقوم:
( يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)).
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) [الشورى/7]
- لاحظ : (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأحقاف/29، 30]
- الوحي: يرتبط لفظ الوحي ،غالباً، بكلمة القرآن مع مراعاة أن:
(وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا) [الإسراء/106]
- ويمكننا تأكيد هذا الارتباط السلبي: لا تفصيل لقرآن..(الكتاب يُفصّل قرآناً عربيا)،(القرآن لا يُفصِّل كتاباً ، وكتاب عربي). وعليه نخلص إلى أن القرآن هو الشكل والصيغة العربيان اللذان نزل وأنزل بهما الكتاب و/أو الكتب (= التفصيل له/لها).
تلازمات ومتعلقات لفظ الكتاب
- المعنى الجذري: كتاب، الكتاب هو النص مدوناً، وموجّهاً: الرسالة كتاباً.
- المعنى الأساس: المعنى الشائع والمتداول الشكل الذي يتم به الاحتفاظ بالنصوص.
- المعنى العلاقي: خضوع المعنى للسياق ومنه: (كَتَبَ)فعل؛ واسم(كُتُب)؛ كتاب (الكتاب) اسم وصفه.
- المعنى(علاقي) في المكي: - كتاب: غيبي يحوي سجلاً للأعمال؛ ونصوص الجزاءات - كَتَبَ: أي قرر والتزم - كتبنا: أي ألّف ودون - كُتُب= (الدراسة).
- المعنى(علاقي) في المدني: - كَتَبَ: سُنَّ وفُرٍض وأُقرّ- بمعنى التدوين، (الكتابة)- اكتبنا بمعنى صنّفنا ضمن..- سنكتب بمعنى الحفظ- كتب: وَسَمَ وطبع.
الكتاب مصطلح مفتاحي، بمفهومه العام (الأوراق مجموعة بين دفتين وقد دوِّنت عليها النصوص.)
- حقل الكتاب الدلالي الشامل: (قرآن، الحكم، تشريعات، الحق، القصص، الحق، التبيين، الهدى، اللسان، الآيات، التفصيل، الإيمان، الإنزال، الصحف، التلاوة، الحساب، )
الكتاب هو نص موضوع محدد:( القصص، الأنباء، الشريعة: المناسك، الشعائر، الأحكام ، القوانين للحكم بين الناس، القواعد، التحريم، التحليل ؛ وغير ذلك )؛ وقد يكون ذلك الموضوع موزعا في مجموعة سور، وقد تنفرد به سورة واحدة وقد تحتوي السورة الوحدة عدة موضوعات (= كتب) مكتملة أو غير مكتملة نجد تتماتها في سورة و/أو سور أخرى.
والسور التي تحتوي على تلك المواضيع ويمكن اعتبارها من الكتاب هي:
- كتاب هو نصوص تحريمات:
(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء/24]
وانظر الآيات التي قبلها:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23)) [النساء : 19 - 23]
وقياساً عليه فإن في الآية:
(فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) [البقرة : 181]
يكون موضوع التبديل أو ما هو محل للتبديل، هنا، هو كتاب = آيات التشريع السابقة والتي نصها:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) [البقرة/178-180]
وإذا قلنا إن المقصود هو الآيات.. باعتبارها مقول الله فإن الله قد أنزل قوله مكتوباً مدوّناً فهو كتاب.
- التفصيل في الكتاب للآيات (=التفصيل كتابي )
- الكتاب للحكم ،وفيه الأسس العامة ل(الدين)الحق ، وبه (الدين الإسلامي)
- لفظ كتاب (الكتاب) هو مدار خطاب القرآن مع (أهل الكتاب) والمسلمين و/أو المؤمنين
- يطلب القرآن من (أهل الكتاب) الأيمان، فقط، بما أنزل – في القرآن – من ال(كتاب)
- تلازم “ الكتاب” و” الإيمان”
- تلازم اللسان مع الكتاب
- الإنزال للكتاب
- ارتباط الكتاب بتبيين الاختلاف
- كل الكتب/الكتاب/الآيات نزلت قرآناً عربيا
- ارتباط الكتاب بالمؤمنين ويؤمنون
- ارتباط الكتاب ب “بالحق” و”الحق”
وثمة ما يشير الى ان الكتاب لقوم :
(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [الأنعام/92]
- ونلاحظ في:
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ) [الأحقاف/29، 30]
إن ما سمعته الجن هو جزء من القرآن وتسميتهم له بأنه “كتاباً” هو وصف متقدم للقرآن وبأنه “يهدي الى الحق والى طريق مستقيم” بينما قالوا عنه سابقاً:
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) (الجن/1)
وقالوا:
(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)) [الجن/13]
- الكتاب هو حصول (نزول)المكتوب باعتبار الشهادة للنفاذ (أي الاكتفاء بمجرد التقيد بالنصوص) لا باعتبار القراءة [ التذكرة (= الالتصاق والتفاعل و/أو الانفعال المستمر مع الكتاب او نصوصه)- المزاولة الفكرية للتقوى..
=النزول: غالباً ما يرتبط هذا الفظ بكلمة الكتاب مع استثناء:
(وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا) [الكهف/27]
وفي الآيات:
(الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) [يوسف/1-3]
(ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) [يوسف/102]
(وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ) [يوسف/104]
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [يوسف/111]
- الكتاب -المبين- أنزل قرآنا عربياً
- قصة يوسف من “أحسن القصص”-التي هي الكتاب أومن الكتاب- والتي جاءت وحياً مع الوحي بالقرآن
- قصة يوسف “من أنباء الغيب”
حدث/الحديث
- المعنى الجذري: حَدَثَ (اسم): الحَدِيثُ: نقيضُ القديم؛ وحدث(فعل) وحَدَثَ أَمرٌ أَي وَقَع.
- المعنى الأساس: هو مجمل الكلام بين أو أحد طرفين.
إن الحديث يتبدى وكأنه خال من أي غاية نفعية: « إن الاستجواب أو النقاش السياسي لا يمكنهما أن يكونا حديثاً: (إننا نبحث، من خلال الحديث، عن الألفة والأنس، لا عن المعلومات)»
المعنى العلاقي
المعنى(علاقي) في المكي: (حديث)هو قصة معينة؛ لا يرتبط الحديث مع دينونة من يكفر به في السور المبكرة.
- حقل ومعنى الذكر في القرآن المكي:
- الحديث (أحسنه)هو كتاب متشابه مثاني ؛ تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ؛ ذلك هدى الله :
( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر/23
تحويل الحديث إلى كتاب ..بسبب اقشعرار جلود المؤمنين.. لكن وبعد ذلك تلين مع قلوبهم (بذكر الله / عند ذكر الله / إلى ذكر الله = عندما يتلون الذكر)
- لهو الحديث ضد سبيل الله [الحديث ،هنا ، هو المتناوَل من معارف غير مؤَكدة من شأنها إعاقة سبيل الله] :
« وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ »
- الحديث = ذكر الأقوام السابقة (دينونتها) + دينونة الآخرة + أنباء الأنبياء + تشريعات :
(أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) [النجم : 59]
- الحديث = دمار العالم (القيامة) + البعث + الدينونة (مشاهد عن حال الفريقين): (أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) )[الواقعة : 81]
- الكتم /الحديث =حديث الله : ) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا( [النساء : 42]
- الحديث هو الدينونة في الحياة الآخرة + القصص + أنباء الغيب:
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف : 111]
- الأحاديث ،هنا، هي الكلام الغامض أو موضوعات غامضة تحتوي على حقائق ،وهذه الأخيرة تتطلب الكشف عنها:
(وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)) [يوسف/6]
- نفسه [الاحاديث موضوعات معرفية قد تعاش لكنها غامضة ولا تُفهم..] :
(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)) [يوسف/21]
- أحاديث :موضوعات للتناول والتداول بين الناس ولا تُنسى:] ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) [[المؤمنون/44، 45]
- ..نفسه: (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)) [سبأ/19]
- {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ}[النجم : 59]
{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [القلم : 44]
- الحديث هو ذكر من حيث الموضوع (قص، قيامة، بعث، خلود):
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ} [البروج : 17]
{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}[الأعراف : 185]
{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}[طه : 9]
{أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ}[الواقعة : 81]
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[يوسف : 111]
{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[الأنعام : 68]
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[لقمان : 6]
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر : 23]
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}[الجاثية : 6]
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}[الذاريات : 24]
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}[الغاشية : 1]
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}[الكهف : 6]
( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) [الأنبياء : 2]
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [النازعات : 15]
المعنى(علاقي) في المدني:
حقل ومعنى الحديث في القرآن المدني:
- الحديث ، هنا، هو التواصل الصوتي بين اثنين أو أكثر تجمعهم علاقة خاصة :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}[الأحزاب : 53]
الحديث (حديثا) هو كلام بين طرفين في /عن / من موضوع يطلب الخصوصية (الإسرار)= [الإسرار/ الحديث الإنباء به]:
(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)) [التحريم/3]
- {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء : 42]
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء : 78]
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء : 87]
الأرجح أن هذه الآية:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}[النساء : 140]
تحيل إلى قوله تعالى:
(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68))
وهذه الآية من سورة الأنعام ما يعني أن سورة الأنعام تسمى كتاباً أو هي من الكتاب في القرآن المكي.
- صدق الحديث (في مقابل لهو الحديث)، والحديث هنا هو تقرير الله للبعث ،مع طرح ذلك للتداول بين الناس:
(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) [النساء : 78 ]
- مفهوم الحديث: الكلام المتبادل بين طرفين أو أكثر، متساوون في المنزلة نسبيا، حيث يكون التداول على الكلام حراً والموضوعات قليلة الإكراه نسبياً، كما أن المشاركون هم قريبون في الزمان والمكان وبينهم علاقات ألفة وأنس. [لهذا ربما لم يرد لفظ الحديث كاسم للقرآن في القرآن المدني....]
الحديث هو القرآن بعد أن يقرأه أو يلقيه الرسول ، وبعد حصول التلقي في المخاطب (=حصوله بين الرسول والمتلقي )؛ فهو (أي الحديث ) صفة للقرآن بعد افتراض حصول التلقي في المخاطب، وهنا فإن الحديث يكون « هدى ورحمة لقوم يؤمنون » من بين أولئك المخاطبين؛ وهو وصف مباشر لمجموعة آيات و/أو موضوع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.