لأكثر من خمسة وعشرين عاماً في الحركة الكشفية كان يمر على شعار الكشافة كن مستعداً مرور الكرام ولم أعرف بأن السبعة الحروف لشعار الحركة الكشفية لا تعني فقط الجاهزية والإرادة لتأدية المهام الكشفية وتلبية دعوة الحضور للتشجير أو حملات النظافة والمشاركة في العمل الإنساني والاجتماعي فكلما دعوت للمشاركة في مخيم عربي كشفي أو مؤتمر عربي تصدمني الأحداث بما لم يكن في البال أو الخاطر وعرفت فعلاً بأن مقولة الأشقاء المصريين هم يبكي وهم يضحك كوني أصبت بالهمين الذي يبكي والذي يضحك فلأول مرة دعوت لمؤتمر عربي. فوجئت بالمطار كغيري من المسافرين بأن الكابتن الطيار الذي كان يفترض أن يقود الطائرة توفي في حادث سير وهو في طريقه مستعجلاً ليلحق بموعد وصوله وترحمنا على الطيار حينها ولكنا اعتبرناه نذير شئوم فتهرب كاتب السطور من السفر مع بعض المسافرين ولم أتمكن من السفر إلا بعد ثلاثة أيام من المؤتمر المفتوح وعندما دعيت للمشاركة في المخيم العربي الثالث عشر والدولي المشترك المتزامن والذي احتضنتهما جامعة الرئيس السابق مبارك سافر الوفد في الثانية عشر ليلاً وحجزت مع بعض المسافرين ليلاً في نقيل يسلح بسبب قاطرة بترول أصيبت بعطل وتمكن السائق من السيطرة عليها ولكنها حجزت الطريق للمسافرين بالخطين لصنعاء وتعز وانتظر الجميع أن تسارع الجهات المعنية لإنقاذ الموقف ولم يأت احد وتدخلت روح التعاون بين الحاضرين وازاحوا القاطرة برافعة وونش آخر فأدى هذا الأمر لسفري في ثالث أيام المخيم وكان يفترض أن أكون في الأسكندرية لأشهد افتتاح المخيم العربي بالاسكندرية الذي أفتتح مساء أمس ورتبت جميع أموري وتجهزت للسفر يوم الأربعاء الماضي إلى عدن وتعاون معي الأعزاء شاكر وعبدالله البسطي وفتحي الشر جبي وفوزي العماري وعمال وموظفو اليمنية بتعز وكانت الصدمة والترويع في مطار عدن بأن جوازي منتهي وعندما اخبرني ضابط المطار كيف بتسافر وجوازك منتهي منذ شهر أحسست بأن الملاكم نسيم حامد قد تجسد في شخص ضابط المطار ووجه لي لكمة يسارية خاطفة فأصبت بالدوار الذي ليس له دخل ببشائر الحمل فقال لي الضابط مالك ياابني حصلك هبوط فرديت عليه حصلي رجوع من المطار وعدت لأجدد جوازي بتعز ولألحق بالوفد يوم غدٍ ثالث أيام المخيم فعقدت العزم بأن أي مشاركة قادمة توجه لي الدعوة إذا أمد الله لي بالعمر سآخذها من قاصرها وأحجز ثالث أيام الفعالية وبس خلاص! .