بدء الثورة ضد الحوثيين...شجاعة أهالي إب تُفشل مخطط نهب حوثي    الحوثيون يصادرون لقمة العيش من أفواه الباعة المتجولين في معقل الجماعة    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    قرار مصر "الخطير جدا" يثير فزع "نتنياهو" ووزيره المتطرف يقول: حان وقت الانهيار    "أهل اليمن مايروحون للشّامي والشّام مايقبلون اليمانيه"..شاعر يمني الأصل يثير الجدل بشيلة في منصيتي تيك توك وانستقرام (فيديو)    شاهد: نجم الاتحاد السعودي "محمد نور"يثير اعجاب رواد مواقع التواصل بإجادته للرقص اليمني    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    انطلاق دوري "بارنز" السعودي للبادل للمرة الأولى عالمياً    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    تاليسكا سيغيب عن نهائي كأس خادم الحرمين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراما غير متكافئة
السينما الروائية للثورات التاريخية تعيد الماضي للذاكرة بمصداقية أم
نشر في الجمهورية يوم 26 - 09 - 2012

يحلو للسينما من بين مواضيعها المفضلة، وهي عادة كثيرة وتشمل تقريباً كل شيء من حكايات الحب إلى الحضارات إلى المواضيع البوليسية إلى الخيال العلمي والميلودراما وصولاً إلى السياسة وغيرها أن تعود بين الحين والآخر إلى نوع سينمائي يعرف في أغلب الأحيان كيف يستقطب جمهوراً واسعاً، خاصة وأن استعراضية الشاشة السينمائية والضخامة المطلوبة لمثل هذا النوع، تجعلان السينما من دون منافس تقريباً، حتى وإن زعمت الشاشة الصغيرة (التلفزة) القدرة على خوض النوع نفسه: وهذا النوع الذي نعنيه هو السينما التاريخية، وبالمعنى الحرفي للكلمة، طالما أن في إمكان كل فيلم أن يزعم لنفسه أنه يمكن أن يكون تاريخياً بمعنى أنه يعيد تركيب أحداث حصلت بالفعل أو يمكن أن تكون حصلت، أو يتوقع حصولها في المستقبل. فالسينما هي مرآة المجتمع تعبر عن مشاكله وقضاياه وهمومه التي تؤثر عليه بشكل جذري، وقد تناولت السينما المصرية العديد من هموم وقضايا مجتمعها ولم تغفل كذلك قضايا أمتها العربية فتحدثت عن نضال الشعب الجزائري الشقيق وأنتجت فيلما جسدت خلاله هذا الكفاح وهو فيلم “جميلة بو حريد”، كما أنها لم تغفل تقديم تحول آخر في تاريخ الأمة العربية وهو الثورة اليمنية الميمونة ومشاركة الجيش المصري في انتصار هذه الثورة ودعمها ومساندتها، ومن بين مظاهر الدعم للثورة اليمنية أنتجت المؤسسة الحكومية للإنتاج السينمائي في مصر فيلم (ثورة اليمن في مطلع الستينيات).
فيلم «ثورة اليمن» هل انصف الثورة اليمنية ...؟ وهل فعلا نقل صورة حقيقية عن الانسان اليمني..ولماذا منع حينها من العرض ؟ ولماذا الى الآن والثورة تحتفل بعيدها الذهبي لم نجد فيلماً سينمائياً يصور الثورة السبتمبرية بصورتها الحقيقية ......اسئلة سنحاول البحث عن اجابتها بالتحقيق التالي:
مجريات الفيلم
تناول الفيلم قصة كفاح الشعب اليمني وثورته بقيادة عبدالله السلال ورفاقه من قادة الجيش والمثقفين من خريجي الجامعات، ومنهم خريجو الجامعة المصرية على نظام الحكم الإمامي في اليمن الذي حول الشعب اليمني إلى أسرى في سجن كبير تحيط به أسوار لا يعبرها حتى المواطنين خروجا أو دخولا إلى صنعاء إلا بإذن من الإمام ، كما يروي الفيلم أبرز تفاصيل هذا النضال من أجل نيل الحرية ودعم مصر لثورة اليمن، ولا يزال الشعب اليمني العظيم يقدر لمصر مساندتها له من أجل نيل الحرية، وأقام نصبا تذكاريا للشهداء المصريين في صنعاء يحرص رئيس الجمهورية وكبار المسئولين على وضع أكاليل الزهور عليه إلى جانب شهداء اليمن من أجل الحرية والاستقلال والوحدة وذلك في المناسبات الوطنية.
الفيلم سيناريو وحوار علي الزرقاني، وإخراج عاطف سالم، وبطولة عماد حمدي، ماجدة، حسن يوسف، صلاح منصور، و قد وصف من بعض النقاد بالسطحية التي وصلت إلى درجة السخافة ..و يعتبر الفيلم فيلما سياسيا أكثر منه فنيا.
لقاء من الماضي
وفي احدى اللقاءات كانت مع نجل بطل الفيلم الفنان الراحل عماد حمدي الذي استهل حديثه عن ذكريات والده عن هذا الفيلم، حيث قال نادر عماد حمدي: “ثورة اليمن” من أكثر الأعمال الفنية إبداعا سجل حدث قيام الثورة اليمنية في إطار روائي محبك ، حيث تم تصوير الفيلم وأنا في المرحلة الإعدادية من الدراسة، وكان والدى معتادا على أن يروي لي كل تفاصيل أعماله السينمائية وكواليس التصوير لأتعايش معه . وفي أحدى المرات أخبرني والدي وعلى وجهه ارتسمت علامات السرور والحماسة بأنه سيصور فيلما جديدا بعنوان “ثورة اليمن” بمشاركة صلاح منصور وحسن يوسف وأنه سيجسد خلاله دور “عبد الله السلال” قائد ثورة اليمن، بينما سيجسد الفنان صلاح منصور “دور الإمام” ، وأدركت بعدها سر ترحيب والدي بالمشاركة في الفيلم وهو ارتياحه الشديد بالعمل مع عاطف سالم، خاصة وأنه تعامل معه لفترة طويلة منذ أن كان مساعدا للمخرج عز الدين ذو الفقار ، وعندما خاض والدي تجربة الانتاج في الخمسينيات تعاون في فيلمين مع المخرجين عز الدين ذو الفقار وعاطف سالم .
وعن أهم التسهيلات التي قدمها اليمنيون لتصوير الفيلم، يؤكد نادر حمدي وفقا لما أخبره به والده الفنان الراحل عماد حمدي أن كافة الجهات الأمنية والمعنية باليمن قد وفرت كافة التسهيلات لتصوير الفيلم باعتبار أن هذه الثورة غيرت من تاريخ اليمن وتاريخ المنطقة، حيث تم تصوير الفيلم في القصور والمواقع الحقيقية الأمر الذي أضفى عليه واقعية ومصداقية ليخرج بالشكل المناسب . وعن مشاركة الفنان القدير حسن يوسف مع والده خلال أحداث الفيلم ، يختتم نادر حمدي حديثه قائلا: لم تكن مشاركة حسن يوسف مع والدي في فيلم “ثورة اليمن” من قبيل الصدفة، حيث بدأت علاقتهما من خلال مشاركتهما في فيلم “الخطايا”، وكان والدي يعتبره كابنه تماما، ثم جمعهما المخرج عاطف سالم في فيلم “أم العروسة” وحقق من خلاله نجاحا كبيرا ونظرا لهذا النجاح اختارهما المخرج حلمي رفلة في أحد أفلامه مع الفنانة وردة الجزائرية ثم رشحهما المخرج عاطف سالم لفيلم “ثورة اليمن”، حيث جسد حسن يوسف دور الطالب اليمني الذي ثار على أوضاع الإمامة، وشارك في التحضير لثورة اليمن مما يوضح أن ثورة اليمن قام بها أبناؤها اليمنيون المخلصون المناضلون من أجل الحرية والكرامة.
- عبد الكريم مهدي - فنان وكاتب مسرحي في وزارة الثقافة أمين عام نقابة الفنانين اليمنيين (للمهن التمثيلية ) تعز.
كانت مرحلة قاتمة الملامح عصفت باليمن الكثير من الكوارث والمآسي ألإنسانية وربما أسوأها كارثة الجفاف التي اجتاحت معظم ألأراضي الزراعية وحصدت المجاعة آلاف من أبناء الشعب بعد أن أغلقت في وجوههم أبواب القصور ألإمامية وتحولت الحشود المستغيثة حول أسوار القصر أكواما من الموتى وامتلأت بالحيرة وجوه من تبقى شاهدا على المأساة من فقراء الشعب الذين لا يملكون ما يكفنون به موتاهم تلك الواقعة التي عرفها اليمنيون في رواياتهم ( بسنة الجوع ) وحدها تلك الوجوه المحفورة في ذاكرة ألألم تجسد ملامح الصورة القاتمة لأسوأ نظام عرفته البشرية في تأريخنا المعاصر تلك الصورة التي تجسد عمق وتفاصيل المأساة والدراما الحقيقية التي عاشها الشعب في ظل حكم مستبد من خلال تفاصيل هذه الصورة أجدها مدخل لرأي في فلم ( ثورة اليمن) للكاتب صالح مرسي الذي اعتمد في بناء النص على تفاصيل سطحية تبدأ بعودة الشاب منصور من دراسته العليا في مصر وحصوله على درجة الماجستير أثناء وصولة بطائرة إلى مطار تعز تظل الطائرة تحوم حول المطار حتى يطلب لها الإذن بالهبوط من الإمام.. مطار لا يوجد ما يدل على وجوده كمطار سوى موظف وغرفة بداخلها جهاز لا سلكي يطلب الإذن من الإمام لهبوط الطائرة قادمة من مطار القاهرة تقل طالب يمني وتظل الطائرة محلقة في السماء بينما الإمام مشغول بلعبة القطار الكهربائي كالأطفال يلاحق جواريه طبعا واضح أن المرحلة الزمنية التي تدور فيها الأحداث في الفلم تتناقض مع الواقع تحديدا بعد إصابة الإمام في محاولة اغتياله في مستشفى الحديدة ظل يعاني طيلة العامين في داخل ديوانه معتمدا في حركته على الحبال المتدلية من سقف ديوانه في الدور الأرضي معتمدا على حقن المورفين بينما الكاتب بنى الأحداث من خلال عودة الطالب وملاحقته والتنكيل بقريته عن طريق قبيلة أخرى مجاورة لقرية الشاب بتسطيح غير مقنع تسيد خيال الكاتب السياسي في تقديم تلك الصورة الساذجة للإمام على حساب الحقائق التاريخية المغيبة في أحداث الفلم وتغيب شبه كامل لدور الضباط الأحرار لذا الفلم لم يقدم الصورة الحقيقية الذي شكلت أرضية حقيقية لانطلاق الثورة بقدر ما قدم صورة ساذجة لشخصيات القصر لا ترتقي بمستواها للواقع ألظلامي المستبد الذي جثم على مقدرات الأمة .
ترى أفليس في إمكاننا أن نقول انطلاقاً من هذا أن السينما تكاد تكون اليوم “الوعاء” الأكثر حضوراً في احتوائه تاريخ البشرية؟ حسناً قد يذكرنا قارئ هنا بما قلناه أعلاه، من أن من الصعب، بل من المستحيل، اعتماد السينما كوسيط صادق ونزيه في رواية التاريخ. ... ولكن هل حقاً كان في إمكاننا أن نعتبر كتب التاريخ نفسها،السلف الحقيقي للسينما التاريخية، كمصدر صادق ونهائي لرواية التاريخ؟
كان الكاتب الفرنسي غوستاف لوبون يقول: “لو كانت الحجارة تنطق لبدا التاريخ كله كذبة كبرى”... وهذا القول ينطبق على التاريخ مكتوباً تماماً كما ينطبق عليه مرسوماً (في لوحات كبار الفنانين) واليوم ينطبق عليه حضوراً، حتى في أروع الأفلام وأكثرها صدقاً.فما الذي يمكننا أن نقوله هنا؟
بكل بساطة، إن ثمة- بعد كل شيء - صدقاً تاريخياً في هذا كله، ولكن ليس في المكان الذي يمكن توقعه... ولعل السؤال التالي يصلح مدخلاً لتوضيح هذا الأمر.
“لماذا لم تقدم أفلام تتناول تاريخ الثورة اليمنية بشكلها الحقيقي” سؤال استنكر به الوضع / الفنان عبدالكريم مهدي مفسراً.
( لو رجعت للخلف لثمانينات القرن الماضي ستجدي كل الأعمال المسرحية والدراما التلفزيونية التي اقتربت بتفاصيلها من الواقع التاريخي للثورة وجسدت بعمق مدرك حقيقة معاناة الشعب وقسوة الظلم وظلامية الحكم ألإمامي المستبد في العديد من الأعمال الدرامية منها على سبيل المثال مسلسل ( الفجر وتجسيد شخصية اللؤم ألإمامي من تلك الشخصية المشهورة في الدراما اليمنية بركتنا وكذلك مسلسل ( نجوم الحرية ) للمخرج القدير علي بن علي المبنن تجربة جسدت بعمق أحداث الحركة الوطنية ابتداءً بحركة 1948م الدستورية واغتيال الإمام يحيى حميد الدين وما عقبها من أحداث وإعدامات لقادة الحركة من مفكرين وعلماء ومثقفين مرورا بحركة الثلاياء عام 1955م ومحاولة اغتيال الإمام أحمد حميد الدين في مستشفى الحديدة عام 1960م وقد أصيب فيها إصابات بالغة ألزمته الفراش إلى أن مات قبل قيام الثورة بأسبوعين وتولى محمد البدر ولي العهد الحكم حتى فجر الخميس السادس والعشرين من سبتمبر انطلاق شرارة الثورة عام 1962م.
أما لماذا لم نقدم نحن أعمالاً سينمائية تتناول تاريخ الثورة . الأعمال السينمائية بحاجة إلى وجود أرضية صالحة لصناعة السينما في بلادنا ومازال للآن للأسف غير قادرين على إيجاد سينما باستثناء بعض المحاولات والجهود الذاتية لتقديم بعض الأفلام التلفزيونية التي تعرض بين الحين والأخر))
وشهد شاهد من أهله
قد تكون السينما المصرية لها مشوار طويل في الساحة الفنية ، ولها العديد من الإبداعات الفنية التي صورت الماضي والحاضر بأعمال روائية سينمائية ، وقد ربما كانت فترة الستينات تعتبر من فترات العصر الذهبي للفن السابع في مصر الأ ان فيلم ثورة اليمن بنظر البعض من النقاد والمشاهدين” بصراحة الفيلم سقطة في تاريخ السينما المصرية “ وجهة نظر ابدتها نوا ل عبد السلام ----أستاذة تاريخ في إحدى المدارس ولها أصول مصرية فوالدتها مصرية تزوجت من دكتور يمني لتصف رأيها ((بصراحة الفيلم سقطة في تاريخ السينما المصرية بالرغم من كم النجوم اللي فيه العملاق صلاح منصور في دور الإمام وحسن يوسف البطل وغيرهم فالحبكة الدرامية ساذجة لدرجة الإسفاف والسطحية والتفاهة وما ينفع حتى يبقى فيلم كارتون .والفكرة كانت مغيبه وغير منطقية وهي لتلميع صورة الثورة الكاكية الناصرية المباركة وتبرير تدخلها السافر في شئون الشعب اليمني وتوريط جنودنا الذين لا ناقة لهم ولا جمل في تلك الحرب التي أنهكت قوانا واستنزفت دخل البلد وكانت مُقدمة وسبب رئيسي في نكسة 67 لإن جنودنا كانوا لسه راجعين من اليمن مثخنين بالجراح وبقى لهم سنين ماشوفوش أهلهم ولا وطنهم وفجأة يُزج بهم في مغامرة جديدة من مغامرات الديكتاتور الطاغية الشهير بالزعيم الملهم عبد الناصر فكان ما كان وتم حصد الألاف منهم بدون أن نطلق رصاصة واحدة وتم إحتلال أرضنا المصرية والعربية بمباركة الزعيم الملهم صاحب النزوات والمغامرات الحربية العربية والأفريقية .)
مؤيد السيد ----طالب موفد للدراسة في اليمن (القصة بترسم شخصية الإمام على إنه أراجوز سكير زير نساء مُدعي بأنه خليفة المسلمين وأن الوحي ينزل عليه من السماء فيقتل من يشاء ويُحيي من يشاء
وبالتالي تولدت هناك ثورة شعبية من المثقفين باليمن ومن المحيطين به من الحرس العسكري
الغريب بقى إن مافيش إشارة كانت لا من بعيد ولا من قريب عن تدخل مصر العسكري ضد حكم الأئمة وان اللي شال الليلة كلها هم اليمنيون أنفسهم ... مش عارف كان قصد النظام الحاكم إيه من ذلك ؟
فأرجو من إخواننا الكبار في المقام أن يلقوا الضوء قليلاً على فترة حُكم الأئمة ولماذا أتخذ الزعيم عبد الناصر قرار التدخل العسكري باليمن .
كلما نرى أفلاماً نادرة لم تذع من قبل يتأكد لنا أن المسئولين في التليفزيون قد فعلوا لأول مرة الشيء الصحيح بحجبها عنا ، باستثناء أفلام قليلة جداً منها فيلم لاشين (1938) الذي كان فيلماً جيداً جداً ظلمه غباء الرقابة التي اتهمته بمهاجمة الأسرة المالكة في مصر وهي تهمة يتبين لمن شاهد الفيلم براءة صناعه منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب..
بعض هذه النوادر تفوق سوءاً أفلام المقاولات ، ومعظمها فشل فشلاً تجارياً وفنياً ذريعاً..
أما عن “ثورة اليمن” فهو واحد ضمن سلسلة طويلة من أفلام البروباجاندا السياسية الستينية التي لا ينظر لها أو يدافع عنها إلا المتعصبين سياسياً لاتجاهها السياسي ، كلها تشترك في ضعف الحبكة ومباشرة السيناريو وخطابية جمل الحوار ومسرحية التمثيل وبلاهة التنفيذ ،وفي تناسي أصحابها لحقيقة أن السينما فن بصري في المقام الأول أدوات المخرج فيه هي الكاميرا والمونتاج والصوت والضوء فضلاً عن التمثيل..هو باختصار دليل دامغ على أن حقبة الخمسينيات والستينيات لم تكن -تماماً - العصر الذهبي للفن السابع في مصر..))
الافلام الوثائقية اقرب للواقع ....
الفيلم الوثائقي هو كافة أساليب التسجيل لآي مظهر للحقيقة، يعرض بوسائل التسجيل المباشرة او بإعادة بنائه بصدق، وذلك لحفز المشاهد الى عمل شيء او لتوسيع مدارك المعرفة و الفهم الانساني او لوضع حلول واقعية لمختلف المشاكل في عالم الاقتصاد او الثقافة أو العلاقات الإنسانية،الوثائقي هو قصة مكونة من صورة و صوت و القصة عبارة عن رحلة لها بداية و وسط و نهاية فهو لا يعتمد على موضوعات مؤلفة و ممثلة في بيئة مصطنعة كما في الفيلم الروائي و انما يصور المشاهد الحية و الوقائع الحقيقية.
أشخاص الفيلم الوثائقي و مناظره يختارون من الواقع الحي، فلا يعتمد على ممثلين و لا على مناظر صناعية مفتعلة في الأستوديو مادة الفيلم الوثائقي تختار من الطبيعة دونما تأليف
منال سالم العريقي ----طالبة جامعية (( صراحة لم اعرف يوما شيئاً عن فيلم ثورة اليمن هذا !!! ولم اجد سوى افلام وثائقية تتحدث عن الثورة من منظور الواقع فقط بتصوير بدائي وبسيط وكما اعتقد انه كان مجرد تصوير من موثقين ومصورين اجانب او مصريين كما علمت ولكن لماذا لم يتم تجميع تلك الافلام الوثائقية وإصدار فيلم واحد يضم ثورتي سبتمبر وأكتوبر منذ انطلاقها وكيف انطلقت حتى تكون بمثابة عمل ضخم يرقى الى مستوى هذه الثورات ))
“الاتفاق على إنتاج فيلم وثائقي عن اليمن منذ فجر الثورة كان عنواناً قرأته ذات مره في وكالة الانباء اليمنية سبأ عام 2007م “ يستفسر محمد عبدالله --- استاذ تاريخ عن مشروع لفيلم وثائقي ربما أصبح في خبر كان ... ليواصل
((حيث افيد حينها ان وزير الإعلام السابق حسن اللوزي التقي المدير الإقليمي للصليب الأحمر في الشرق الأوسط/اندري روتشات/ الذي زار اليمن في ذلك الوقت ومعه فريق تلفزيوني سويسري لتنفيذ وإنتاج فيلم وثائقي عن نشاطات “اندري روتشات” في المناطق التي زارها وعمل بها في اليمن بعد قيام الثورة اليمنية المباركة السبتمبرية خلال عمله مديراً اقليمياً للصليب الاحمر في الشرق الأوسط خلال الستينيات من القرن العشرين .
وخلال اللقاء تسلم الأخ الوزير من روتشات/ والذي يحمل الجنسية السويسرية نسخة من الكتاب الذي ألفه عن اليمن باللغة الفرنسية والمدعم بمجموعة من الصور والوثائق التي تصور واقع اليمن بعد الثورة وانطباعاته ومشاهداته في معارك الدفاع عن الثورة التي عايشها في عدد من الجبهات حين ذاك بما في ذلك معارك الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني خلال عام 1964م .و عبر اندري روتشات /خلال اللقاء عن سعادته البالغة لزيارة اليمن الجديد بعد خمسة وأربعين عاماً .. مبدياً دهشته لحجم التطور الكبير الذي شهده اليمن في عهد الثورة .. وقال :« ماشاهدته في اليمن اليوم شيء يبعث على الارتياح كما أن التطور الهائل في اليمن اليوم شيء لا يصدق ولا يمكن مقارنته بما كان عليه الحال قبل الثورة”. وأضاف :مايمكن قوله إن اليمن الجديد استطاع اختزال الزمن بحق وحقيقة. وتم الاتفاق خلال اللقاء الذي شارك فيه المصور السويسري العالمي /فردريك جونفيت/ ومساعدته على إنتاج فيلم وثائقي شامل عن اليمن يستفيد مما هو متوافر من التصوير عن تلك الفترة التاريخية العصيبة التي تواجد فيها روتشات/ في اليمن ، إضافة إلى مراحل التطور اللاحقة وصولاً لدولة الوحدة والحرية والديمقراطية. كما تم الاتفاق على ترجمة الكتاب الوثائقي الذي ألفه روتشات باللغة الفرنسية عن تجربته ورؤياه وشواهده في اليمن بعد الثورة إلى اللغة العربية ليوفر الزاد المعرفي عن الحياة اليمنية في بواكير الثورة اليمنية في مختلف المناطق اليمنية ولتكون الأجيال الصاعدة في صورة الكثير من الحقائق التي لا تعرفها ..
الفن ابداع مدفون ..
“فيلم ثورة اليمن الذي مثلة المصريون في تعز خصوصا يدلل على ان اليمن عامة وتعز خاصة تحتضن ملكة من المواهب الرائعةتستنكر عواطف الباروتي رئيس جمعية الثقافة والابداع تعز بعبارتها لتواصل شرح وجهة نظرها (فكما وجدنا في طاقم العمل في فيلم ثورة اليمن الذي مثله المصريون في الستينيات وجود وجوه يمنية مثلت الادوار المنسوبة لها، ولكن مع الاسف ها هي ثورة 26 سبتمبر تطفي شمعتها الذهبية ولكننا ما زلنا في تعز نعاني الكثير من الاستهتار بالفن واهله ومبدعيه فلماذا لا يتم أحتوائهم في الأعمال الفنية بشكل عام.
لماذا لسنوات عدة طالت أرواحنا التهميش والإحباط ؛؛كم قهرنا وكم تم تصغيرنا وتقزيم إبداعاتنا ؛؛ كل عمل نصنعه يرمى في سلة الاستهزاء والسخرية ؛؛وننعت بالأطفال ؛؛ كم من موهوب على هذه الأرض قد سحق ؛؛وكثيرٌ قد رحلوا ؛؛ لذا أناشد كل الجهات المعنية بالوقوف معنا والأخذ بيدنا وتبني كل مواهبنا لما فيه الخير لنا وللوطن ؛؛ فالفن والمسرح هم المضمار الحقيقي للحديث عن تاريخنا وأمجادنا لأجيالنا وللأجيال المتعاقبة).
سام المحيا ---- من ممثلي مسلسل (خفافيش الظلام) وعضو في فريق المسرح الجامعي ((طبعا تحققت تحولات كبيرة وعملاقة لا نستطيع أن نقارنها بالماضي الكهنوتي وأجزم أن الذي لا يعرف الملكية والعهد الإمامي لا يمكن أن يقيم الإنجازات والتحولات التي تحققت في عهد الجمهورية فعلى سبيل المثال كان لا يوجد أي اتصالات سوى في قصر الإمام والذي كان موجودا ما يسمى السلك الذي يرسل البرقية وفي بعض الأوقات تصل ملخبطة وتصل خلال الثلاثة أو الأربعة الأشهر وهذا اليوم تكون فرحة كبيرة بوصول الرسالة كأنه عيد عندنا ، الشيء الآخر لم تكن توجد مواصلات ولا تعليم ولا كهرباء أو صرف صحي ولا أي من الخدمات لم يكن يوجد سوى الجهل والفقر والأمية والأمراض والتخلف والجوع والآن الحمد الله الناس في نعمة من الله وكل شيء متوفر والمستشفيات في كل مكان والكهرباء والماء وكل شيء توفر بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل تضحيات الشهداء والمناضلين في كل أرجاء الوطن الذي منّ الله عليه بنعمة الوحدة المباركة التي انتشر خيرها في كافة ربوع الوطن ولم يتبق سوى الشيء اليسير وبالأصح تصحيح مسار السينما والدراما في اليمن وهذا ما نتمناه مستقبلا لأن فيلم ثورة اليمن الذي مثله المصريون كان في الستينيات وتم الاستعانة بممثلين من مصر لأنه لم يكن لدينا حينها وعي بالفن ولا يوجد طاقم فني ولكن ان تمر 50 سنة ولم نقدم فيلماً سينمائياً ونحن اصبح لدينا الكثير من المبدعين والفنانين والكتاب والسينارست فهذا أمر لا يقبل صراحة).
الثورة لم تأخذ حقها
«إن ثورة 26 سبتمبر للأسف الشديد غير موجودة في ثقافة جيل الثورة » يواصل د. بشير عبدالله العماد أستاذ القانون بجامعة إب عبارته متألماً (فمن المعيب أن تكون إرهاصات وأحداث الثورة وكذا التحديات التي واجهت الثورة مجرد أحداث في ذاكرة الثوار تنتهي بوفاتهم ، فلا يوجد هناك إهتمام بتوثيق أحداث الثورة وبرامج لغرسها في ثقافة الأجيال وما يدرس في المناهج الدراسية عن الثورة اليمنية شحيح جدا كذلك لا توجد اعمال ثقافية أو فنية كافية تشرح للمواطن اليمني ثورة سبتمبروهنا نناشد الجهات الرسمية استكمال توثيق كل ما يتعلق بالثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ، وأن يتم تقديمها للمجتمع في قالب يتناسب مع ثقافات جميع الشرائح في المجتمع لكي لا تندثر من ذاكرة الأجيال ويصبح حجم ما يعرفه الطالب اليمني عن الثورة اليمنية أقل بكثير مما يعرفه عن الثورة الفرنسية).
فيما تشاركه الرأي د.حنان حسين كليه الحقوق جامعة تعز((مع الاسف الشديد ثوره 26 سبتمبر لم تأخذ حقها في الواقع رغم أنها الثورة الام التي ولد من رحمها اليمن الجديد وضحى فيها الكثيرين من أجل ان نعيش حياة كريمة لكن للأسف لا نتذكرها الا في ذكراها السنوية وربما اصبحت في ذاكرة الماضي حدثاً نغطيه إعلامياً في ذكرى مناسبته فقط ولكن لا وجود لها في مناهجنا الدراسية وإن وجدت ليس على النحو المطلوب كما ان الثوار فيها لم يأخذوا حقهم في التعريف بهم وبحياتهم النضالية وتفانيهم حتى حققوا الثورة وفجروها ولا بد من قيام الجهات الرسمية بتوثيق الثورة ومارافقها وحياة الثوار وإعادة تقديمها بشكل يتواءم مع ثقافة المجتمع من فعاليات وندوات وحتى أعمال فنية لأن عدم القيام به ستضمحل من ذاكرة التاريخ وينساها الاجيال القادمة أما بشأن فيلم ثورة اليمن الذي انتجه المصريون لا أعتقد أنه أنصف الثورة اليمنية مطلقاً ولم يكن منصفاً في التعاطي مع الشخصيات اليمنية ايضاً ولا أعتقد أن اي مجتمع آخر سيؤمن بثورة شعب آخر فلابد من تجسيد شخصيات يمنية لأحداث الثورة بعمل فني راقي ومتكامل ومنصف ليكون في ارشيفنا وواجهة حضارية لنا وبطاقة تعريفية لليمن واليمنيين وبشكل افضل مما طرح وقدم في ذاك الفيلم).
ثلاثة كتب وفيلم واحد
“على عجل، سلق بعض الفنانين المصريين فيلماً سينمائياً عن ثورة 26 سبتمبر عام 1962م” عباس غالب ---- في مقالة له ثلاثة كتب وفيلم واحد !!!!! ليواصل (( عقب قيامها بعنوان «ثورة اليمن» ولربما التمسنا للقائمين على ذلك العمل العذر في عدم القدرة على ترجمة الواقع المزري الذي دعا باليمنيين إلى الثورة على تلك الأوضاع.. ونظراً ربما إلى محدودية الإمكانات، وإلى القراءة المبتسرة للحراك الاجتماعي والسياسي الذي عاشه اليمنيون خلال تلك الفترة.
وأعتقد أن لدينا عدداً من الأعمال الإبداعية التي رصدت تلك الأوضاع بدقة، والتي تستحق أن تتحول إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية تذكّر الناس بصور البؤس والعزلة التي عاشها اليمنيون قبل ثورة 26 سبتمبر مطلع ستينيات القرن المنصرم، وتكشف وحشية الإمامة تجاه الأرض والإنسان في هذا البلد!. وفي حديث عباس غالب عن الكثير من الكتب والروايات التي تدلل على وجود الملكة الكتابية لدى بعض الكتاب الذين تناولوا وقائع الثورة السبتمبرية المباركة ولكنها لم تجد ربما مرتعاً خصبا ممن يقدرها ويحولها إلى سينار ست سينمائي يتمخض منه عمل سينمائي يرتقي بمستوى الثورة اليمنية المباركة حيث أردف قائلاً : وحسب ظني فإن رواية «الرهينة» للكاتب الكبير/زيد مطيع دماج واحدة من أهم الأعمال الإبداعية التي حلَّلت وعرَّت سوءات الحكم الإمامي في تعامله اللا إنساني واللا أخلاقي مع أبناء الشعب اليمني، حيث تضاف هذه الرواية إلى أعمال إبداعية قليلة صورت ورصدت الظروف القاسية والمريرة التي عاشها اليمن خلال تلك الفترة، ومنها ذكريات الطبيبة الفرنسية «كلودي فايان» في كتابها «كنت طبيبة في اليمن» والمليء بصور الحزن والخوف والجوع والمرض والضياع وحالة الانكسار التي عاشها اليمنيون تحت تسلط بيت حميد الدين.
وثمة كتب وروايات أخرى كتبها الباحثون والرحّالة الذين شاء قدرهم أن يزوروا اليمن في أصعب وأشد مراحلها انغلاقاً وتخلفاً، ومنهم الرحّالة الأوروبيون الذين بدأوا الرحلة إلى اليمن وكان عددهم خمسة أشخاص كما أتذكر لينتهي بهم المطاف في يمن السل والتيفوئد والملاريا والكوليرا والزنازين إبان حكم الإمامة؛ ولم يتبق منهم غير واحد ليصيغ في نهاية الرحلة تلك الأحزان والأوجاع في واحد من أهم الكتب التي رصدت تلك الفترة والمعروف بكتاب «من كوبنهاجن إلى صنعاء» حيث كان الوصول إلى مملكة الإمام مرهوناً بأمره، والحصول على «دمغة» الدخول إليها لابد أن يمر ببصمة إبهامه.
وتفتيش حاجيات الرحّالة أيضاً لابد أن يمر على عسس مولانا، وعيناه الجاحظتان لابد لهما أن تتفحصا وجوه القادمين حتى يقرر السماح بدخول مملكته أو العودة من بواباتها المتشحة بالسواد والألم والجروح !.
ويصف مستفسرا بسؤال استنكاري أهمية الالتفات إلى الأعمال الريادية والإبداعية وترجمتها إلى أفلام روائية وأعمال مسرحية ((وثمة سفر طويل من نضال مرصع بالاستشهاد أو النفي إلى زنازين ودروب لأجدادنا أمثال «الزبيري» و«النعمان و«اللقية» و«الهندوانة» و«الحكيمي» و«الوريث» وطابور طويل من العظماء الذين رووا بدمائهم دروب الحرية والاستقلال لا تتذكرهم الأجيال الجديدة، وسيرهم أحق ان تكون مادة في مناهجنا الدراسية وأعمالنا الدرامية والروائية تزيل عن هذه الأجيال غشاوة النظر إلى الحاضر وكأنه نتاج اللحظة!. أتساءل:
ألم يحن الوقت بعد لأن تترجم تلك الأعمال الريادية والإبداعية التي كشفت تفاصيل حالة اغتيال الإنسان اليمني ومحاولة اجتثاثه من على وجه هذه الأرض في عهود الإمامة إلى أفلام روائية وأعمال مسرحية ونصوص غنائية وقوالب فنية تقدم للناس حجم المعاناة والألم والبؤس الذي عاشه آباؤنا وأجدادنا قبل ثورة 1962م ، وبخاصة أجيالنا الجديدة التي ولدت وعاشت في عصر مختلف كلياً عن تلك الأزمنة حيث لم تدرك مدى تلك المعاناة وهي تعيش الحاضر وكأنه نبتة اللحظة وبمنأى عن معرفة الحرمان والجوع والخوف والمرض وانعدام أبسط سبل الحياة؛ إذ كانت اليمن تعيش أواخر الخمسينيات حياة أسوأ بكثير من حياة سكان الغابات الأفريقية التي لم ترتق وقتها إلى مستوى الحياة الآدمية!.
فهل تكفي ثلاثة كتب وفيلم وحيد لتصوير ورصد ما حدث ويحدث خاصة بعد مرور 45 عاماً على اندلاع الثورة؟!.))
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.