ماذا قال القادة العرب في البيان الختامي للقمة العربية في البحرين بشأن اليمن والوحدة اليمنية؟    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    انطلاق دوري "بارنز" السعودي للبادل للمرة الأولى عالمياً    جماعة الحوثي تتوعد ب"خيارات حاسمة وجريئة".. ماذا سيحدث؟    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    تاليسكا سيغيب عن نهائي كأس خادم الحرمين    كريستيانو رونالدو يتصدر قائمة فوربس للرياضيين الأعلى أجرا    الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً ويشنّون حملات اختطاف في احدى قرى حجه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    موقف بطولي.. مواطنون يواجهون قياديًا حوثيًا ومسلحيه خلال محاولته نهب أرضية أحدهم.. ومشرف المليشيات يلوذ بالفرار    إصابة مواطن ونجله جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات شمال لحج    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    من يقتل شعب الجنوب اليوم لن يسلمه خارطة طريق غدآ    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



11فبراير.. ميلاد اليمن الجديد!!
بعد «حولين گاملين» لانطلاقها
نشر في الجمهورية يوم 11 - 02 - 2013

“يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى.. بل صنعناه بأيدينا” كان هذا ديدن الشباب الثائر منذ خروجه الأول لإسقاط النظام ، آمال وأحلام تشرئب نحو يمن سعيد، ودولة مدنية تتسع للجميع، أحلام ما كان لها أن تولد أو حتى تعيش لولا يوم ثوري كيوم الحادي عشر من فبراير2011م..
شرارة الثورة.. شباب بعمر الورد
يحتفل شعبنا اليمني اليوم الاثنين 11فبراير بالذكرى الثانية لانطلاقة الثورة المجيدة بتاريخ 11 فبراير من العام 2011م ابتهاجا بهذه الذكرى التي ستظل روحها تبعث النقاء والصفاء لهذا البلد الطيب، يوم انطلقت منه سيمفونية الحب والإخلاص لهذا الوطن الكبير، الوطن الذي حلم أهله أن يعيشوا فيه بأمن وسلام، ينعم الجميع فيه بالخير والعطاء الذي ينغمر فيه.. وحديثنا اليوم عن الذكرى الثانية للثورة لن يكون مجرد حديث عابر، بل حتى الفرح المتجسد على شفاه الثائرين في ساحات الثورة لن يمر مرور الكرام، بل سيكون حديثاً للتاريخ وفرحاً يعقبه عمل لبناء اليمن الجديد الذي ضحى من أجله الشهداء والجرحى ، ولن نجد أفضل من الشباب الذين خرجوا كنواة أولى وشرارة للثورة للحديث عن هذا اليوم الملهم بعد أن ضحوا بدمائهم وأرواحهم وناضلوا في سبيل انتصار هذا اليوم.. وهناك العديد من الشباب إلا أنه لا يتسع المكان لاستضافتهم جميعا فحاولنا الاكتفاء بثلاثة من بين 47 شخصا فجروا الثورة كما تدل على ذلك وثيقة معترف بها من جميع المكونات الثورية والسياسية.
دعاني واجبي الوطني
مجيب المقطري وهو من أوائل الشباب الذين خرجوا إلى نقطة التجمع بمنطقة ديلوكس يقول عن سبب خروجه: نحن جزء من أمتنا العربية نؤثر ونتأثر مع بعضنا البعض هب الربيع العربي من تونس ومصر وصولاً إلينا واتضح جلياً بأن مشاكل وهموم أمتنا هي الأنظمة نفسها ، فخرجنا لإسقاط النظام في 11فبراير لتغيير واقعنا المرير واستجابة لأنين المقهورين والمظلومين من أبناء شعبنا، دعاني واجبي الوطني للخروج من أجل التخلص من هذا النظام الذي جثم على صدورنا طيلة 33 عاما وبعد عجز هواة السياسية “ قادة أحزاب المعارضة” في تلك الفترة كان لابد لنا أن نتحمل نحن الشباب المسؤولية التاريخية على عاتقنا في كل ساحات وميادين الحرية من أجل إسقاط هذا النظام الاستبدادي الظالم الذي نال من كل شيء حتى سلوك وقيم المجتمع اليمني حاول النيل منها لكي يبقى، إلا أن تضحيات شباب 11 فبراير كانت نقطة تحول فارقة في تاريخ اليمن الحديث وأعادوا مسار أهداف ومبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر ها نحن مستمرون في التغيير المنشود بكل الطرق والأساليب للوصول إلى الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة الإنسانية.. ويرى مجيب بأن أهداف الثورة لم تتحقق بأكملها فقال: الثورة مستمرة حتى الآن لأنه لم يتحقق كل ما خرجنا وضحينا من أجله وما حلمنا به من التغيير سوى رحيل رأس النظام وإننا نناضل من أجل إكمال ملامح ثورة 11 فبراير رغم التغييرات الحاصلة لكنها لم تلب تطلعاتنا وآمالنا في التغيير المنشود ونعرف جيداً بأن نجاح أي عمل في استمراريته ونعول كثيراً على إرادتنا وعزيمتنا وتضحيات شهدائنا على المضي قدماً في تحقيق هذه الأهداف..ويقول مجيب عن هذه الذكرى: في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا نترحم على شهدائنا الأبطال والمجد والخلود لهم إن شاء الله والشفاء العاجل لجرحانا الذين لم يتمكنوا حتى الآن من معالجتهم لولاهم لما كانت حكومة الوفاق ولم شاهدنا إزاحة على صالح من السلطة وعلينا مواصلة ما بدأنا معهم ونعاهدهم على ذلك، ثم على الرئيس هادي وحكومة الوفاق اعتبار يوم 11فبراير من كل عام عيداً من الأعياد الوطنية, ويجب أن نحتفي به كل عام كما في هذه المناسبة العظيمة يجب تكريم شهدائنا الأبطال الذين ضحوا بدمائهم رخيصة من أجل هذا الوطن وأن يكون هناك هيئة وطنية مستقلة لرعاية أسر الشهداء والجرحى..
فخورون جداً
الشاب الثائر عصام الفقيه كان كذلك من أوائل الشباب الذين خرجوا يشعلون الثورة.. جُرح في محرقة ساحة الحرية في كتف يده اليسرى.. يقول عن الذي دفعه لذلك: أولاً دعني أرفع التحايا والتبجيل للشهداء الأبرار الذين يحلقون الآن في السماء وللجرحى الذين سالت دماؤهم فداء لهذا الوطن.. نحن فخورون جدا في هذا اليوم ونحن نحتفل في إحياء الذكرى الثانية لانطلاق ثورة 11فبراير كما أننا قلقون من بقاء بعض الفاسدين في بعض مراكز صنع القرار والتي تخص دماء الشهداء والجرحى .. وأنا أقول هنا كجريح لا يهمنا أي طرف سواء اللقاء المشترك أو حكومة الوفاق أي طرف ما لم تتحقق أهداف الثورة وإننا قلقون على بعض الجرحى الذين لم يعالجوا حتى الآن، وكذلك تهميش الشباب الذين فجروا الثورة وهذه إساءة للثورة وللشهداء والجرحى بأن هناك أناس ثوريون لهم مصالحهم الخاصة والضيقة.
لن نفرط بحق الشهداء
ويرسل عصام العديد من الرسائل بقوله: أود أن أوجه رسائل بهذه الذكرى لكافة الأطراف السياسية وأقول فيها بأن هناك قضايا هامة وتعني القوى السياسية، ويجب أن ينظر لها بعين الاعتبار وسرعة وضع الحلول لها دون المكوث والاستمرار على سياسة وممارسة النظام السابق.. كذلك هناك العديد من أسر الشهداء مشردون.. فكيف لأناس ضحوا بأنفسهم لأجل الوطن، ويجازون بالإهمال والتهميش.. ونحن هنا كشباب ثورة نقول لن نفرط بحق الشهداء والجرحى أبدا هم قدموا كل تضحياتهم أفلا يستحقون منا أن نقف معهم ونخرج لهم حقوقهم..
ذكرى سعيدة
واختتم عصام قوله: وهنا أعاود وأقول إن هذه الذكرى ذكرى سعيدة وقيمة فهي تذكرنا بالعزة والكرامة تذكرنا بيوم انطلاق الشرارة الأولى للثورة المجيدة ولم يتحقق من أهدافها إلا 30 % فقط وهنا لابد من تفعيل الفعل الثوري والمطالبة بالقصاص ومثول القتلة أمام القضاء.. ونطالب المجتمع الدولي بتحريك قضايا الشهداء ومحاكمة المتسببين بذلك.
خرجت لأعيش
من ناحيته قال معاذ المعمري الذي قيل إنه هو أول من أطلق لقب “الحرية” على الساحة وفقد خطيبته لنضاله الثوري وعربته التي كان يسترزق منها ببيع الآيسكريم فيقول عن خروجه في 11فبراير: بعد وصول البلاد إلى نفق مظلم من قبل النظام السابق والسياسيين وكما كان يتقن أسلوبه الماكر في الحكم وإدارة البلاد في العديد من الأمور مما نتج عن ذلك قضايا هامة جداً مثل القضية الجنوبية وقضية صعدة وتغافلهم عنها.. كثيرة هي القضايا والدوافع التي أخرجتنا في ثورة 11فبراير.. هناك العديد من القضايا التي لا يستطيع المواطن بها أن يعيش ففقد حاله وماله يبحث عن قوت يومه ولا يجده، يفكر بلقمة عيشه فمنهم من يذهب للاغتراب ومنهم من يلحف التراب جوعا وعطشا.. بالله عليك من ينكر أن النظام السابق أودى بالبلاد إلى الهاوية رغم امتلاك بلادنا كل المقومات التنموية التي تساعد على نهضة شاملة قادرة على صنع المستحيل.. خرجنا لنقول للظلم كفى.. للطاغي ارحل.. نقول مرحبا بك يا دولة القانون يا دولة النظام ومرحبا بك يا عيش الرغيد .. خرجت لأعيش ...خرجت لأعيش كريما في وطن كريم ...رغم كل المعاناة التي عانيناها نحن اليمنيين فإنها تختلف جدا عن بقية الدول التي انتفضت فيها الثورة كمصر وتونس وكانت لدينا اشد إلا أنها شاءت الأقدار أن تضعنا بعد هاتين الدولتين لنوقف زحف الظلم والقهر الذي شمل أرض اليمن..
تنحني هامتي للشهداء
في هذه الذكرى أولاً أرفع تحايا التبجيل والتقدير ونرفع هاماتنا ونزف لهم التهاني إلى أولئك الأطهار الذين ضحوا بأرواحهم لهذا الوطن ووهبوا له أنفسهم الزكية ..أهدوا روحهم الغالية رخيصة لهذا الوطن ولأجل أن ينعم شعب اليمن بكل خيراته بعيدا عن الظلم والجبروت ...إلى شهداء ثورة 11فبرراير ..تنحني هامتي لكل بطل شهيد حر أروى بدمه أرض السعيدة لينال الشهادة ويمنحنا الحياة.
مستمرون
وما أقول في هذه الذكرى سوى أننا مستمرون في ثورتنا وفاء للشهداء والجرحى وفاء للوطن بأن يحفظ من أيادي الغدر والظلم.. مجددين عهدنا الذي اقسمنا به طوال ثورتنا في فعاليتها ومسيراتها وأنشطتها بأننا على خطاك ماضون يا شهيد، بأنا يا يمن لك مخلصون أنت قيمتنا العظمى وما دونك لن نرضخ له حتى وأن على أرواحنا.. هكذا سنستمر... وهكذا نواصل المشوار.. هكذا ثورتنا ..وإنها ستستمر ...
سيكون الصباح
آهاتي تسبقني بأن أقول أن هناك شيء أو هدف تحقق أو لم يتحقق.. تنهداتي يا بسام تذكرني فقط بذكرى جميلة بين طيات ساحات الحرية وميادين التغيير.. هكذا لم نرى شيء تغيير لأجله كان الحلم وسيكون الصباح.. وبالفعل سيكون هناك صباحا مشرقا عندما نواصل المشوار دون أن ننحني إلا لله والوطن.. نعم الوطن وليس لشيء آخر.. ونقول بأن عيدنا الحقيقي هو تحقيق كافة أهداف الثورة عندها سيكون العيد تلقائيا نحتفل به وها نحن نحتفل به..
رسائل
ويرسل معاذ بلغته الثورية رسائل عدة للشهداء فيقول لهم: أيها الشهداء والشهيدات أنتم القادة الميامين، وأكرم الناس، وأنبل بني البشر، سلامٌ عليكم يوم ولدتم ويوم ناضلتم من أجل الحرية ويوم استشهدتم بصدور عارية، سلامٌ عليكم منَّا شباب الثورة إليكم في السماء تفوح منكم رائحة زكية مفعمة بالعزة والكرامة والحرية والإباء.. أيها الشهداء والشهيدات إننا نعاهدكم الله اننا لن ننساكم ما حيينا ولن ننسى نضالكم، كما لن ننسى من خطف أرواحكم الطاهرة برصاصته الغادرة التي أرعبته صدروكم العارية وشعاراتكم المدوية فكانت وقعا عليه كالصاعقة..كيف ننساكم وأنتم من قدمتم أغلى وأثمن ما تملكون وضحيتم بدمائكم الغالية من أجل أن يعيش الشعب اليمني العظيم مستقبلا أفضل يسوده العدل والمساواة بين كل الناس.
للجرحى
ورسالتي للجرحى: كيف لنا أن ننساكم ودماؤكم من خضبت ملامح الدولة المدنية ..ودماؤكم من شربت منها أرض العزة والحضارة ...بالفعل لن ننساكم كذلك، ولن ننسى أنينكم ...فهي الوقود نحو الاستمرار.. أيها الجرحى إنا مستمرون فلا تقلقوا!
كانت ضمن الشباب الذين خرجوا مساء 11فبراير 2011م ونشدو الشعب يريد إسقاط النظام .. ياسمين الصبري ل «الجمهورية» :
ثورتنا لم تكتمل بعد!
قالت الناشطة الحقوقية ورئيسة حركة شباب نحو التغيير «ارحل» ياسمين الصبري إن سبب تفجر ثورة 11فبراير هي مجموعة من الأسباب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي أهملها النظام السابق.. ودعت الصبري الشباب الثائر والقوى الثورية في حوار مقتضب أجرته معها (الجمهورية) أن يصبحوا يدا واحدة لأجل تحقيق أهداف الثورة.
يجب أن نبني هذه الدولة بالمحبة والعدالة والتعايش السليم علي مبادئ التسامح والسلام والعدالة والمساواة.
^^.. ما تأثير ثورة 11فبراير في نفوس وسلوكيات وقيم الشباب اليمنى؟
إن سؤالك هذا يجعلني أرجع بذاكرتي إلى ما قبل هذا التاريخ 11فبراير 2011م لتكون صورة هذا الوطن كما يلي: حراك ملتهب في الجنوب وقتل وتدمير وتشريد مئات المواطنين في الضالع.. وصعدة (شمال الشمال) تغرق في بحور من الدماء لسبع حروب مجهولة الكيف والكم والماهية والسبب.. وضع سياسي متدهور في ظل جبروت ودكتاتورية نظام لا يعرف سوى القتل والفتن والتدمير والتنكيل كأدوات يدير بها الدولة التي تحولت بفعله وإرادته إلي إقطاعية خاصة به وبأسرته، ليقابله معارضة هزيلة شاخت وهي تفكر في كيفية تفكير هذا النظام وعقليته العفنة لعقود طويلة.. شاخت وهى تبحث عن أرضية لحوار مشترك بينها وبينه.. ليصاحب ذلك انسداد للقنوات السياسية وأزمة علاقات وثقة بين النظام والمعارضة، والوصول بحالة الحوار للاحوار.. حالة اقتصادية متدهورة يهرب شبابنا خوفا من الموت جوعاً في أرضه وطمعاً في لقمة عيش كريم ..ليموت حرقاً وذُلا ًعلى حدود الدول المجاورة.. عداد غير منتهى من انتهاكات حقوق الإنسان ومصادرة للكثير من الصحف المحلية وارتفاع عدد الصحفيين المُحالين لنيابة الصحافة والمحاكم الجزائية المتخصصة علي خلفية آرائهم وكتاباتهم الصحفية.. زيادة عدد قضايا الفساد وحالة الفساد المسكوت عنها والتي طالت كل شيء حتى الحياة، أرض ملتهبة وشعب في حالة سُبات عميق لا يفيق منه إلا للبحث عن لقمة العيش الذي أصبح الهم الشاغل .. لتصبح حالة الخمول وفقدان الأمل و اللاحياة عنصرا متلازما لحالة كل فئات الشعب وخاصة فئة الشباب الذين هم أساس عمارة الحياة.. هكذا كان حالنا باختصار يخفي في طياته الكثير من الألم والموت ليصبح المشهد العام للوطن بأكمله شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً في منحدر الهاوية ليسقط في قعر الجحيم.. وفي لحظة تاريخية قرعت فيها أجراسِ الحرية لتنطلق منها صرخة في وجه كل هذا العبث (الشعب يريد إسقاط النظام.. ارحل) لنجد أنفسنا وقد تحررنا من قيود الصمت والذل والإفاقة من حالة السبات صرخة دوت في حنايا أنفسنا أولاً وخرجت بقوة كمارد القمقم هزت عرش النظام وأركانه .. فانطلقنا في الساحات والميادين نزرع أحلامنا ونرويها بدمائنا ونخط بقلم عريض دولتنا المدنية التي قررنا أن نحققها، فمضينا بصدور عارية ونفوس مؤمنة نجابه الرصاص والقنابل المسيلة للدموع ومعه كنا نجابه كل مخلفات الماضي وتبعات النظام كنا نجابه الرصاص الحي ورصاص الفقر ورصاص المرض ورصاص الفساد ورصاص البطالة ورصاص تكميم الأفواه ورصاص تغتال الحق في الحياة والحق أن أكون إنسانا ..هكذا غيرت ثورة 11فبراير فأصبح الشباب يعرفون تماماً ماهية حقوقهم وما يجهلون عنه يعودون ليبحثوا عنه في المراجع .. أصبحت ساحات الحرية وميادين التغيير منابر للثقافة والتوعية .. أصبح الجميع يتحدث بما كان يمنع التحدث به .. أصبح كل شاب يفهم الكثير من أمور السياسة وأدوات الثورة التي تنوعت بفضل ابتكارات الشباب, أصبح الفن حاضراً ليحكي المشهد السياسي ويبني مستقبله ودولته ..يخطط ويصيغ رؤيته للدولة المدنية في تجمعات وتكتلات يجسد من خلالها قيم الحوار والتعايش ..أصبح الإحساس بحب الوطن والولاء له والانتماء له شعوراً حاضراً وبقوة ولأول مرة حتى وجدنا أنفسنا تهتز للنشيد الوطني ودموعنا تذرف مع إيقاعات لحنه؛ ليعترف الكثير من الشباب بأن النشيد الوطني لم يكن يعني له شيئا أو يحرك به ساكنا وهناك الكثير أيضا لم يكن حافظاً لكلمات النشيد الوطني، فهذا ما يجسد الولاء للوطن وحبه الغائب ... أصبح يراقب انحرافات الساسة والحكومة وهو في حالة ثورة مستمرة .. ليصبح حاضراُ في كل حسابات الساسة بعد إن كان مغيب ومدفون ...ليكون المكسب الحقيقي من ثورة 11فبراير هو الشباب الحاضر والحي والمراقب والمثقف والمتعايش مع الآخر .. ظهرت المرأة اليمنية الثائرة والتي كانت هي الأقوى حضورا وتأثيراً بين كل ثورات الربيع العربي. شاركت جنباً إلى جنب في المسيرات والوقفات الاحتجاجية بل وتعداها لتقود هي الثورة .. كسرت حاجز الخوف والتهميش والعزلة التي فرضتها العادات والتقاليد البالية الخاطئة ولحق بها ما لحق بشباب الثورة من اعتداءات وضرب وقتل من قبل جنود النظام .. ومع الاعتراف بوجود الكثير من الخلل وظهور الكثير من العور في مجتمع ما بعد الثورة والذي قد يقول البعض هل هذا هو ما أنجزته الثورة!؟ هل هذا هو التغيير الذي ينشده الشباب!؟ ظروف اقتصادية زادت تأزما وقتل وانفلات أمنى .. حوثيون في الشمال وانفصال وفي الجنوب!؟ و..و.. ولكن باعتقادي وما أؤمن به أن كل هذا هو بداية لتنظيف جروح الماضي لتستمر الثورة بكل أشكالها، حتى تحقيق الهدف (الدولة اليمنية المدنية الحديثة القائمة على العدالة وسيادة القانون وعدالة اجتماعية حقيقية للوصول إلى تنمية حقيقية إنساناً وأرضاً وبأدوات ووسائل تكنولوجية متقدمة وفي ظل تعليم متقدم وحديث.
^^..ما الذي دعا ياسمين الصبري للخروج في ذلك اليوم؟
كما تعلم أنا محامية وناشطة حقوقية كان ظلم وفساد نظام صالح يتجسد يومياً أمام عيني وبصورة حية من خلال القضايا التي كنت أترافع فيها لأجد المرأة التي تنتهك حقوقها قضائياً وقانونياً ومجتمعياً وإنسانيا على مرأى ومسمع وبصمت رهيب من المجتمع ومباركة غير معلنة من الدولة.. كنت أرى ذاك الشيخ الذي يبحث عن قتلة ابنه فيقعده قلة الحيلة وفساد ذمم القضاة وطول فترة النزاع وسيطرة أصحاب السلطة والنفوذ على القضاء ليذهب دم ابنه هدراً .. كنا نعاني يومياً نحن كمحامين من وقاحة بعض موظفي المحاكم وجهات الضبط القضائي، في طلب الرشاوى والإتاوات.. كنا نرى سرقات المتنفذين واستيلاءهم على أراضي البسطاء تحت قوة السلاح ومنفذي القانون.. هذا فضلاً عن كل ما ذكرته من أوضاع حياتية جعلني أقرر التوقف عن الاستمرار عن مزاولة مهنتي، والتفرغ الكامل للثورة لشعوري حينها بأن الثورة وحدها من ستغير كل هذه الأوضاع وتعطينا الأمل في أن يكون القادم أجمل، يستطيع الجميع أن يمارس مهامه وأعماله بجدارة وأكثر مهنية لتحضر أخلاق المهنة في عمله وأستطيع أن أساهم حقيقة من خلال مهنتي في إرساء قيم العدالة وسيادة القانون ولأفتخر أكثر بمهنتي كمحامية قادرة على أن أساعد الآخرين في الحصول على حقوقهم والحفاظ علي كرامتهم وإنسانيتهم.. هذا على المستوى الشخصي والمهني.. إضافة إلى ما ذكرته مسبقاً في مستهل حديثي عن الأوضاع التي كان يعيشها المجتمع ككل وعلي كل الأصعدة لتجيب بهذا وذاك عن سؤال خروجي للثورة، ولهذا لم يكن خروجي يوم 11 فبراير وهو الميلاد الحقيقي للثورة.. فقد كان انطلاقتي للثورة يوم أن أعلن المشترك عن الهبة الشعبية والتي كنا نعلم مسبقاً أنا ومجموعة شباب نحو التغيير (ارحل) والتي تأسست في 27يناير 2011م وكانت أول حركة ثورية منظمة علي مستوى الجمهورية، بأنها وكما هي عادة المشترك في سقف مطالبه التي أصبحت غير مجدية في عصر وجيل الثورة فقررنا يومها ومعنا الكثير من الأحرار بأن نعلن الشعب يريد إسقاط النظام وكذا التمرد علي فعالية المشترك وتحويل وقفتهم الاحتجاجية إلي مسيرات غاضبة, ورغم منع المشترك واعتراضه على الشعارات والمسيرة إلا أنه يومها خرجت العديد من المسيرات وفي اتجاهات مختلفة لنعلم بعدها بأن فكرة الثورة قد بدأت بالنضوج... لتفكر بعد تلك الحركة في كيفية استمرار حالة النضوج الثوري كاستحقاق تاريخي لا سيما وأن كافة عناصر الثورة قد تحققت في وضع اليمن أكثر من غيرها من دول الربيع العربي لاسيما وأن الحراك السلمي في الجنوب في عام 2007م قد بدأ بإعداد عناصر هذه الثورة .. فقررت حركة شباب ارحل تنفيذ وقفة احتجاجية للمطالبة بإقالة كل أفراد الأسرة من مقاليد السلطة والجيش وكذا تنحى رأس النظام من رئاسة قوات الجيش والأمن، وطالبت الحركة في بيانها بالإفراج عن كل الصحفيين والمعتقلين السياسيين ووقف كافة أشكال القتل في صعدة والضالع والجنوب بشكل عام وإطلاق الحريات العامة والتأسيس للدولة المدنية الحديثة، ومحاسبة الفاسدين، كان هذا هو بيان الحركة في وقفتها الاحتجاجية التي نفذت أمام مبنى محافظة تعز بتاريخ 8 فبراير 2011م للبدء في عملية التصعيد للاحتجاجات ليعتقل الأخ محمد مخارش من قبل قوات الأمن التابعة لمديرية أمن المنطقة الجنوبية والغربية الواقعة جوار مستشفى الجمهوري علي أثر توزيع بيان الحركة .. وأثناء التحضير لفعاليات تلحق بسابقتها .. جاء خبر تنحي دكتاتور مصر عن الحكم ليخرج ليلة 11فبراير مجموعة من الشباب ابتهاجاً بثورة مصر وإعلاناً لبدء الثورة اليمنية وهكذا بدأت الثورة.
^^.. ما الذي تودين قوله في هذه الذكرى لثورة 11 فبراير؟
أود أن أخاطب نفسي أولاً ومعها كل رفاق الثورة بأن ثورتنا لم تكتمل بعد فالثورة فعل مستمر وتختلف معها الأدوات فيجب علينا أن نكون الآن أكثر حرصاً وتنظيماً وثقة ببعضنا البعض وأن لا ندع مجالاً للثورات المضادة وزعماء الفرقة والتمزيق وسارقي الثورات والتاريخ وأعداء التقدم والحداثة والدولة المدنية في الداخل والخارج من أن يسرقوا منا حلم دولتنا .. يجب أن نبني هذه الدولة بالمحبة والعدالة والتعايش السليم على مبادئ التسامح والسلام والعدالة والمساواة .. يجب أن نكون أكثر يقظة من ذي قبل فثورتنا نحن الأجدر بحمايتها ..علينا أن لا نرتمي بأحضان القتلة .. علينا إعادة صياغة أهداف ثورتنا وتقيم مسار الثورة وتدارك ما فاته وما أصابها من خلل .. علينا إن نتذكر دماء رفاقنا التي سقطت أمام أعيننا وحملنا جثامينهم الطاهرة بأكفنا ورغم حبنا لهم إلا أننا لم نبكيهم لأننا كنا علي ثقة من مواصلة مشوارهم وتحقيق هدفهم وهدفنا، يجب علينا عندما ننجر للصراعات والانقسامات التي يعول عليها أعدائنا أن نتذكر صورة شهدائنا مازن البذيجي ونزيه المقطري والشهيد خلدون والشهيدة عزيزة والشهيدة تفاحة ..وقافلة الشهداء ويجب علينا أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا ونحن نرى وفي الذكرى الثانية لانطلاقة ثورة 11 فبراير رفاقنا من جرحى الثورة وهم يتجرعون المهانة والجراح معاً للمطالبة بحقوقهم.. علينا أن لا ندع مجالاً لمن يحاولون جاهدين تحويل ثورتنا إلي أزمة وزعزعة ثقتنا بهذه الثورة العظيمة أقولها وبكل فخر ويقين مهما حاول البعض من عدم الاعتراف بها وعدم جعل ذكراها عيداً وطنياً فهي ثورة وسنحتفل بها دون الحاجة إلي قراراً جمهوري أو أمراً وزاري فنحن لم نخرج بقرار جمهوري أو رسمي .. هي الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي أبهرت العالم بسلميتها وحكمت أبناءها، فكل عام والوطن في مجد مستمر وشهداؤنا في خلود دائم وجرحانا وثوارنا بخير..
ثائرون في الذگرى الثانية للثورة:
لابد من تقييم حقيقي لمسار الثورة!
الطريق طويل وشاق
يصف الناشط الحقوقي والسياسي عفيف المسني شعوره بالذكرى الثانية للثورة قائلاً: الشعور الذي ينتابني في هذه الذكرى بأن الطريق طويل وشاق وأن الركون إلى التسويات السياسية لا يؤتي أكله خاصة وأن هذه التسويات لا تتكافأ شرفاً مع أهداف وقيم ثورتنا المباركة والتي ضحى من أجلها خيرة شباب هذا الوطن الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم زكية لنحيا بكرامة.. وهنا وجب القول بأن ثورتنا مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها وأننا لن نسمح للمراهنين على الوقت بالانقلاب على أهداف ثورتنا وأننا على الطريق مستمرون ولن تثنينا الصفقات والمؤامرات عن مواصلة مشوار بناء الدولة المدنية الحديثة.
- ويتابع المسني حديثه عن ماذا استفاد المجتمع اليمني من سلوكيات فيتحدث قائلا: تميز المجتمع اليمني على مر التاريخ بأنه شعب ذو حضارة عريقة ثم أتى الإسلام ليعزز من القيم النبيلة التي يتمتع بها اليمنيون وقد تجلت واضحة للعيان العديد من القيم والسلوكيات لدى هذا الشعب العظيم، من حيث الحكمة واللين والتأني والصبر والتفاني والإخلاص والصدق والصمود والتراحم وغيرها كثير وقد تجسدت هذه الصفات سواء على مستوى السلوك الجمعي لعموم الثوار أو على المستوى الفردي بحيث رأينا نماذج ومواقف متميزة على مسار المحطات الثورية .ومن أهم ما أضافته الثورة إلى قيم المجتمع اليمني هي الشجاعة وكسر حاجز الخوف وارتفاع صوت المظلوم للمطالبة بحقوقه وعدم قبول الظلم والسكوت عنه, إضافة إلى قيم المساءلة والمحاسبة والنقد والتي سيكون لها أثر كبير في تقييم أداء المؤسسات والأفراد خلال مرحلة بناء الدولة.
الوفاء لشهدائنا
واختتم المسني حديثه قائلا: في الأخير لا بد من الوفاء لشهدائنا وأسرهم ولجرحانا ورعايتهم وبذل العناية الكاملة كواجب على الدولة والمجتمع وأن لا نسمح بامتهانهم ونكفل لهم الحياة الكريمة والمشرفة، كما نؤكد اعتبار يوم 11 فبراير عيداً وطنياً لما مثله من لحظة فارقة في تاريخ اليمن الحديث.
الكثير من النضال
من ناحيتها تتحدث الناشطة بساحة الحرية بتعز بلقيس العبدلي عن شعورها بالذكرى الثانية للثورة: أنا أقول بأنه كلما مرت سنة من هذه الذكرى من الخروج الأول في 11فبراير 2011م يزداد لدي الشعور بمسئولية اكبر تجاه القضية التي نحملها كشباب وهي قضية وطن بكل ما يحتويه من اختلاف وتنوع ، واشعر بأن الطريق مازال طويلا وما زال أمامنا الكثير من الجهد والتضحيات التي سنبذلها في المستقبل فكنا نتوقع أن تأتي الذكرى الثانية على الأقل و قد أصبح للشباب دور حقيقي وفعال في اتخاذ القرارات السياسية وفي رسم ملامح اليمن القادم وللأسف حتى على مستوى التمثيل في مؤتمر الحوار الوطني نجد أن الشباب الذين تم اختيارهم حسب المناطقية والبعد الجغرافي وما يحلو لمركز القوى فقط.. فمحافظة مثل تعز تمثل بصوت واحد كما بينت مصادر إعلامية .مؤخرا ..وإذا كانت هذه أطروحات أشخاص فإن المستقبل يحمل لنا الكثير من الجهد والنضال حتى نصل إلى ما نصبو إليه ...
- وتتابع العبدلي قولها عن سبب خروجها للساحة: الذي أخرجني في ثورة الشباب هو ذلك الذي أخرج الكثير من شباب الثورة في اليمن وفي الوطن العربي هو وما تعانيه الشعوب العربية من ظلم وقهر واستبداد وانتهاك للحقوق والحريات، خرجنا طلبا لعدالة اجتماعية، لمواطنة متساوية؛ لتطبيق سيادة القانون؛ لحكم مدني؛ يمنح المواطن حقه ويجعل الشعب هو مالك السلطات ومصدرها بشكل حقيقي وليس فقط نصوص مكتوبة لا نرى لها أثرا على أرض الواقع.
إنهاء حكم الفرد
الإعلامي مروان المنصوب يتحدث عن مشاركته بالثورة قائلا: لاشك أن خروجي منذ بداية الثورة وتحديداً في فبراير عندما كان إيذان الخروج الأول في الساحة التي سميت فيما بعد بساحة الحرية كان للدوافع التي خرجت ملايين الجماهير في تعز من أجلها وعلى رأسها إقامة الحكم الرشيد وإنها سيطرة حكم الفرد على مقدرات البلد أرضاً وإنساناً، حيث وصلت البلد إلى تخوم الفشل إن لم تكن قد دخلت فيه، لذا كان خروجي مع جملة من خرج من شباب تعز لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتدارك الانزلاق في هوة الفشل الذي شارفنا الوقوع فيه.
رحى الثورة تدور
ويضيف المنصوب عن تحقيق أهداف الثورة أم لا بقوله: بالنسبة لأهداف الثورة فلا ينكر تحقق بعضها إلا جاحد، لكن ما لا يمكن إنكاره أن ما تحقق لا يعدو كونه جزءا بسيطا من تلك الأهداف التي خرجت تهتف لها الجماهير في الميادين والساحات لذلك فالثورة مستمرة لتنجز الأهداف التي سقط في سبيلها الكثير من الشهداء والجرحى على الأسرة البيضاء يكابدون لعنات الإعاقة؛ لذلك مازالت رحى الثورة تدور لتنجز هذه الأهداف.
نجدد العهد للسير
ويتابع المنصوب قوله في هذه الذكرى الثانية لثورة 11فبراير: لا يسعنا إلا أن نجدد العهد للسير في درب الثورة، الثورة التي عشناها لحظة بلحظة وألما بألم، وشهيد وجريح، لن نحيد عنها قيد أنملة طالما بقي فينا معنى من معاني الحياة ، هذا عهدنا لشهدائنا الأطهار وثورتنا المجيدة، سنحتفل في الذكرى مع علمنا بأن الكثير من أهداف الثورة لم تتحقق، سنحتفل لا لأجل الاحتفال ولكن لتجديد العهد والمضي على الدرب.
الثورة لم تبدأ بعد
ويقول الناشط السياسي عيبان السامعي في الذكرى الثانية للثورة : برأيي لازلنا في وضع ثوري وإن صار في لحظته الراهنة بحكم تدخل العامل السياسي في مرحلة الجمود, فالثورة لم تبدأ بعد, والحالة الثورية القائمة بحاجة ماسة إلى تعبئة طاقاتها والنهوض بها في سبيل استكمال مهام التغيير, وتحقيق الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية الاتحادية الحديثة..
ونحن اليوم في الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة .. بحاجة إلى تقييم حقيقي ومراجعة للمسار الثوري والمآلات.. ورسم آفاق جديدة للفعل الثوري في سبيل الانتصار لقيم الثورة أولاً وتحقيق أهدافها النبيلة ثانياً ..
الاستئثار بالحكم
ويتابع السامعي قوله عن مشاركته بالثورة فيقول: هناك مسببات موضوعية كثيرة دعتني للخروج في الأيام الأولى لانطلاقة الثورة.. فلا يخفى على أحد أن “نظام صالح” قد أوصل الوطن إلى حافة الهاوية, وانتهج في ذلك سياسات تدميرية بحق البلد أرضاً وشعباً وثروة, وسعى إلى الإلغاء والاستئثار بالحكم, وتحويله إلى حكم عصبوي أسري مقيت عبر الحروب تارةً والانتهاكات الجسيمة بحق الناشطين المعارضين والمناوئين أو بالتصفيات والاعتقالات والإخفاء القسري تارات أخرى.
- لقد أراد النظام السابق أن يمحق هوية الوطن, والمواطن, ويمنحهما صفة تتفق ومساعيه في التوريث وقتل روح الإرادة وتعميم حالة الاستلاب والخنوع.. وقاد إلى التردي المعيشي للمواطن من خلال تدميره للموارد والثروات الوطنية, وحالة الفساد الذي صار له علاقة هوية مع النظام السياسي.. فأنتج البطالة المتفشية والفقر الذي وصل إلى مستويات خيالية, وتردي الخدمات والعمل على تدمير التعليم وقتل قيمة الإبداع والإساءة للفكر والثقافة الوطنية والإنسانية..
حالة من الأمل والأسى..
ويختتم عيبان حديثه عن الواقع الثوري اليوم فيتحدث قائلا : تنتابني حالة ممزوجة من الأسى والأمل.. الأسى على مآل الثورة وتضحياتها الجسيمة, ومفرزات الواقع السياسي وتشوهاته..
- وفي المقابل أجدني متسلحاً بالأمل في أن تستعيد الثورة ألقها.. وأن يخرج اليمنيون من حالة الانسداد السياسي والفلتان الأمني إلى الإسهام في بناء الوطن, والدولة المدنية المنشودة, عبر مخرجات حقيقية للحوار الوطني المرتقب, الذي نتمنى أن يكون حواراً حقيقياً وجدياً ينتج حلولا لأوجاع الوطن ولا ينتج أزمات جديدة تأتي على ما تبقى..!!
(الفيس بوك).. أرادها ثورة!!
كان لشبكة مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت المساهمة الفعالة في إشعال ثورة 11فبراير فكان الحدث والصورة التي تنتقل إلى العالم ..كان سباقا لمناصرة المضطهدين وإرساء قواعد الدولة المدنية، فظهرت العديد من المجموعات على تلك الشبكات الثورية والمناوئة للنظام السابق بدأت تنشد الشعب يريد إسقاط النظام؛ فأسهمت بالفعل الثوري المتقد والحماس النضالي المشتعل فكانت مؤشرا للمسيرات وموعدا للتصعيد..
(تعز سيتي)
صفحة تعز سيتي هي إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي أبرزت أحداث الثورة والتي تأسست بتاريخ 6 مايو 2010م .. أحمد الباشا مسئول الصفحة يتحدث لنا عن دور (الفيس بوك) في الثورة وكيف كانت البداية لإشعال الثورة.
- فيتحدث الباشا عن ذلك بقوله: كان لمواقع التواصل الاجتماعي دور هام وفعال في الثورة اليمنية حيث اعتمدنا نحن شباب الثورة على الإنترنت في تبادل الأخبار والأحداث في ظل التعتيم الإعلامي وكان مصدراً هاماً لوسائل الإعلام الداخلية والخارجية للحصول على التوثيقات المرئية للأحداث التي رافقت الثورة ، كما لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً هامًا في ترتيب وتنظيم المظاهرات وعملت على ربط جميع ساحات الاعتصام في مختلف أنحاء الوطن وكان الجميع يعمل في غرفة عمليات واحدة للتنسيق وتوحيد الكلمة والصف الثوري والرسالة الإعلامية كما أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت المتنفس لشباب الثورة والنخبة السياسية التي تؤثر في المجتمع وتوجهه وقد استشعر النظام السابق الدور الهام لهذه المواقع وقام بتجييش الكثير من الشباب لخلط الأوراق وتقوم بالرد والدفاع عن النظام السابق بمبدأ الهجوم الإعلامي المضاد..
بروز الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي دليل على أن التأثير كبير جدا لإشعال الثورة شبكة تعز سيتي كان لها السبق في إبراز الشرارة الأولى لانطلاق الثورة فهي تأسست في 6 مايو 2010م وتعتبر من أوائل الشبكات اليمنية على مواقع التواصل الاجتماعي فكانت تقوم بدورها الاجتماعي والثقافي حتى انطلقت الثورة فقامت بتغطية الأحداث الثورية وحول ذلك يقول الإعلامي الباشا وهو مؤسس الشبكة: كانت الشبكة تقوم بدورها الاجتماعي والثقافي وكانت شبكة تجمع أبناء تعز خاصة واليمن عموما لمناقشة القضايا الاجتماعية وهي ملتقى ثقافي وسياحي حتى بدأت بالانخراط في العمل السياسي تدريجيا وبدأت بالأخبار والأحداث فبدأت ذلك في التمهيد الإعلامي للهبة الشعبية في 3 فبراير وكانت الوحيدة في تلك الفترة.
- ويتابع الباشا: بدأنا في تلك الفترة بالتغطية للأحداث السياسية وما يترتب عنها من وقفات احتجاجية وأصداء إعلامية وسياسية وتوثيقها ونشرها في الشبكة والى الوسائل الإعلامية..إلى أن انطلقت الثورة الشبابية الشعبية السلمية في 11 فبراير كان لنا السبق في التغطية الإخبارية للأحداث والتوثيق الإعلامي للمظاهرات والاعتصام منذ ذلك التاريخ حتى اليوم وذلك بكادر من المراسلين المتطوعين من مختلف المحافظات لينقلوا الأحداث لحظة وقوعها لأكثر من “44ألف متابع لشبكتنا على (الفيس بوك) وما يقارب 4000 متابع على تويتر..
- وقدمت شبكة تعز سيتي الكثير للثورة فكانت الخدمة الإعلامية التي تعتبر أهم ركائز قيام الثورة كما أنها كانت عبارة عن حلقة وصل بين الجمهور عبر الخطابات والرسائل السياسية والإعلان والتنظيم للمسيرات والاعتصامات ..وأرشفت الشبكة أحداث الثورة اليمنية بأكثر من 10 آلاف صورة وتسجيل مرئي.
- ويتحدث الباشا في الذكرى الثانية لثورة 11فبراير قائلا: في هذه الذكرى نحيي فيها الشهداء الأبطال و الجرحى الذين ضحوا بأنفسهم.. وهنا أقول في الحقيقة لم يستطع اليمنيون تحقيق وإنجاز جميع أهداف الثورة وإيصالها إلى بر الأمان فبعد مرور عامين من انطلاقة الثورة لم يلمس الشعب اليمني الأثار الإيجابية للثورة في حياتهم ولم يأتي التغيير المنشود الذي أرادوا تحقيقه .. وربما يرجع سبب ذلك للثورة المضادة ومخططها الذي يسعى إلى عرقلة ملامح التغيير وإقناع الشعب أن الأوضاع كانت أفضل.
«ديلوگس» البداية گانت من هناك..
“يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى.. بل صنعناه بأيدينا” كان هذا ديدن الشباب الثائر منذ خروجه الأول لإسقاط النظام، آمال وأحلام تشرئب نحو يمن سعيد، ودولة مدنية تتسع للجميع، أحلام ما كان لها أن تولد أو حتى تعيش لولا يوم ثوري كيوم الحادي عشر من فبراير2011م ...
في ذلك اليوم ما إن أذيع خبر تنحي حسني مبارك عن منصب رئاسة الجمهورية إلا وهب الشباب إلى الشارع يسارعون لنيل الحرية واستعادة كرامتهم ...خرجوا ابتهاجا بشباب مصر للإطاحة برئيسهم وتدشينا لثورتهم، في تعز مساء 11فبراير للعام 2011م كانت السماء قرصا من لهب تعتلي فيها، الألعاب النارية تتزين بفرحة لأهل مصر وتشعل فتيل ثورة قادمة لاجتثاث الفساد من البلاد ونيل الحرية والكرامة ...فكانت نقطة البداية في منطقة ديلوكس “ وسط المدينة بتعز“ تجمع فيها الشباب ورفعوا شعاراتهم وهتافاتهم المطالبة بإسقاط النظام ورحيله حتى ساروا إلى أمام مبنى المحافظة مرددين تلك الشعارات حتى باشرتهم قوات الأمن واعتقلت بعضهم.
اثبت الشارع الشبابي حينها انه عصي على الإسكات والتطويع مطلبه الوحيد هو رحيل النظام .. لم الرحيل!؟ ..لأنه أراد أن يعيش بعزة وكرامة ..أراد أن يعانق العيش الكريم.. هكذا هدف الشباب الذين خرجوا في تلك الليلة و كان الأبرز من بين أهدافهم هو إعادة الاعتبار للهوية اليمنية التي سلبت من النظام السابق .. خرجوا بنمط جديد للثورات وفكر حديث لثورات اللاعنف.. خرجوا بحلم الماضي ليصبح حقيقة الغد..
هتافات وشعارات الانطلاقة
الشعب يريد إسقاط النظام ..
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ...
يا حمدي عود عود ...شعبك يشحت بالحدود ..
نحن قررنا المصير ..من تعز يبدأ التغيير ..
يا شباب الحالمة شدوا شدوا العزيمة ...
ثورة ثورة يمنية ...بعد الثورة المصرية..
الفنان هشام النعمان ل (الجمهورية) :
الفن وهج ثورة 11 فبراير وسباق للنضال فيها!
لا يمكن لثورة ما أن تستمر سياسياً إذا لم يكن لها رافد ثقافي وفني، فالثورة لا تحصر فقط مطابخ السياسيين والدهاة من المخططين لها.. والثورة التي يقودها الفن ( بشتى ألوانه ) تكون أكثر وقعاً من ثورات السياسة ، فالثورة منتج يحتاج إلى ذوق وشعور وإحساس عميق وبلا شك كل هذا يحويه الفن.. ولولا الفن والإبداع ما سمع صدى لكثير من الثورات التي عرفها العالم؟ ولأن ثورتنا المجيدة كذلك لا تخلو منه فلقد كان الفن سباقًا فيها ليعبر عن الحرية والتخلص من القيود والبحث عن مجتمع أفضل وحياة كريمة؛ ولأننا لا نعرف من هو الثوري رقم واحد في ثورتنا.. إلا أن هناك أوائل لزموا الساحة ( ساحة الحرية) سطعوا بفنهم وإبداعاتهم ، من بين هؤلاء فنان ثار بفنه وإبداعه ، إنه الفنان المتألق هشام النعمان الذي أجرينا معه هذا الحوار المقتضب حول الفن وعلاقته بالثورة..
.. لماذا خرج النعمان إلى الساحة في 11فبرير؟
جاء خروجنا في هذا اليوم الذي يمثل لنا نحن اليمانيين تاجا على رؤوسنا بأن نتوج أنفسنا بالحرية والولوج في الدولة المدنية ..أردنا بذلك اليوم أن يكون لليمن نقطة تحول نحو التغيير والإصلاح نحو دولة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون والحكم الرشيد ...خرجنا من المآسي والآهات التي عانينها وحبا للعيش الكريم وان نحيا كراما في وطننا الحبيب ونستعيد مقدرات وثروات هذا البلد.. فهنا يا عزيزي الدوافع عديدة والكل يعلمها ، كالظلم والفساد والوعود الكاذبة لهذا الشعب العريق والثروات المستغلة بل وعدم الاعتناء بالمواهب والإبداعات التي تمتلكها هذه الأرض الطيبة..طبعا وكان خروجنا لأجل أبنائنا وليس لنا.. لكن كي يعيش أبناؤنا بسلام وأمان وبعيش رغيد..
..ما علاقة الفن بالثورة؟ وما الذي قدمته أنت شخصيا للثورة؟
نعم الفن ذلك الشيء الكبير، بل والعظيم جدًا لما يحمله من رسائل وأهداف؛ لأنه يخاطب العمق ويحاكي الأحاسيس والمشاعر ، وعلاقته بالثورة علاقة وطيدة جدا فلا تكتمل ثورة دون فن فهو يولد الحماسة والإرادة ويعزز من الوطنية، بل ويمنحك روح الحرية والتعبير ، ويصنع جو الخيال فالفنان دائمًا يطرح بفنه وإبداعه معاناة الناس وبذلك تحتاج الثورة إلى فن غنائي ومسرح وفن تشكيلي ولا يمكن سماع شعارات تتوق إلى بعد الثورة إلا ويرافقها خيال شاسع وإحساس عميق ولا يتم ذلك إلا عن طريق الفن ... فالفن كان وهج ثورة 11فبراير وسباقا للنضال فيها ..وما قدمته للثورة قمنا بأصدرنا العديد من الأغاني الثورية فمنها فلاشات ومنها الكوكتيل الثوري كذلك عدد من الأغاني وتم توزيع لكل ساحة من ساحات الحرية والتغيير في الجمهورية.
.. يقال إنك فقدت أجهزة صوتية وتم تعرض محلك للرصاص؟
- نعم هناك أشياء فقدناها مثل الصوتيات التي كانت في الساحة أُحرقت في المحرقة التي تعرضت لها ساحة الحرية .. وتم الاستغناء عن محل لي للصوتيات وأجهزة موسيقية بسبب تعرض المحل لوابل من الرصاص وتراكم الإيجار علي بسبب توقف العمل مما أدى صاحب المحل لإخراجي من المحل.. لكن والله لو قدمنا أي شيء للثورة كل ذلك لا يساوي شيئا أمام تضحيات الشهداء وأنين الجرحى.
.. في هذه الذكرى الثانية لانطلاق الثورة ما الذي يتذكره النعمان؟
آآآآآه ..نتذكر الأيام الأولى والجميلة للثورة وللفعل الثوري الحماسي والنضالي كما أتذكر شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم لأجل هذا الوطن وأبنائه وكي يعيش أبناء هذا البلد بعيش كريم وحرية وهنا بهذه الذكرى ابعث لهم التحية والإجلال فهم قادتنا في الثورة هم وجرحى الثورة .... وأتذكر أيامي الحالية وأتألم عليها .. فللأمانة لم أر شيئا تحقق من أهداف الثورة ..لم نشعر بأي تغيير كنا ننشده إلا أن هناك أرى التغيير الوحيد وأراه شيئا جميلا هو تعيين شوقي احمد هائل محافظا لتعز وهذا أراه إنجازا كبيرا للثورة ولأبناء تعز وإلا فإن الإحباط واليأس قد بدأ يتخلل إلى أنفسنا.
تم نصبها من قبل الثائر يوسف عبدالله حسن وزملائه الأوائل أمام فندق المجيدي بساحة الحرية..
13فبراير 2011م نصبت أول خيمة!
يوسف عبد الله حسن الثائر الذي نصب أول خيمة في ساحة الحرية بتعز والتي تعتبر الأولى على مستوى الجمهورية في ثورة 11فبراير.. فتم نصبها مساء 13/2/2011م أمام فندق المجيدي أسوة بثوار مصر وجلبا لأبناء المحافظة للمطالبة بالتغيير وإعلانا للاعتصام حتى رحيل النظام..
- بعد نصب الخيمة تم مداهمة الثوار هناك من قبل قوات الأمن وتم اعتقال من في الخيمة حتى صباح اليوم الثاني.. لم يتردد يوسف وزملائه عن النزول مرة أخرى للساحة بعد اعتقالهم بل زاد إصرارهم وعزيمتهم ونضالهم ازداد أكثر فأكثر.
- يقول يوسف في الذكرى الثانية للثورة إنه خرج في تلك اليوم للبحث عن عيش رغيد وكريم لكل اليمنين وان يعيش بحب ووئام ويستعيد كرامتنا وثرواتنا من النظام العائلي التي عمل على نهبها ...بهذه الذكرى قدم التحايا للشهداء والجرحى الذين ضحوا بأنفسهم ودمائهم لهذا الوطن أرضاً وإنسانا..
- ويتابع يوسف: ودعني أنتهز الفرصة هنا لأقول بأننا خرجنا ولدينا العديد من الأهداف التي توصلنا إلى دولة مدينة دولة النظام والقانون إلا أننا لم نلمس شيئا.. وإن قلنا إن ذلك لا يتحقق بشكل سريع إلا أننا لم نلمس حتى مؤشرات لتلك الأهداف ..لا أخفيك يا صديقي أن الإحباط يصيبني تارة ويذهب عني تارة لما أراه اليوم على الواقع.. فقط نكتفي بقضية الجرحى وما لقوا من إهمال وهم كانوا سببا للتغيير والنهوض بالبلد فكثيرمنهم يعانون الإعاقة وعدم الحركة فمثل هؤلاء لابد أن يلقوا الرعاية الكاملة.. وبه ندعو الحكومة إلى تشكيل لجنة خاصة لرعاية شهداء وجرحى ثورة 11فبراير اعترافا بدورهم الجبار في إيقاظ شعلة التغيير وإشعال الثورة.. ويختتم يوسف حديثه قائلا: للأسف يا صديقي الكثير والكثير ممن كانوا معنا في الثورة عرفنا عن طريقهم معنى العبارة التي تقول“ لثورة يخطط لها المفكرون وينفذها الشجعان ويتسلمها الجبناء ...” ولك أن ترى ما يحدث من كثيرين كنا في صف ثوري واحد سواء حزبيين كانوا أو مستقلين فغلبوا المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.
«البذيجي» وردة الربيع الأولى!!
مازن البذيجي الشاب الذي لم يكمل ربيعه الرابع والعشرين من أوائل الشباب الذين خرجوا لإشعال ثورة 11فبراير.. شارك زملاءه إشعال الشرارة الأولى لانطلاق الثورة كان يطمح بأن يعيش في وطن كريم يمنحه العزة والكرامة.. كان يردد دائما منذ الانطلاقة“البلاد ستشرق الآن“ هكذا يردد....
- مازن سعيد البذيجي يسكن في حارة النسيرية وسط المدينة بين أسرة مكونة من سبعة أشخاص هو ثامنهم .. تعلم حتى الصفوف الأولى وعمل مباشرا في مطعم ..ومن ثم عمل في البناء والتشييد“ عامل “ ...
“ أماه لن يكون هناك شيء إلا ما كتبه الله.. أماه لا تقلقي سأكون بخير ..والقادم سيكون أجمل ..إنها الثورة يا أمي سننعم الآن في خير وامن ...نعم سيكون العيش الرغيد يا أمي ..فلا تقلقي ..لن يكون شيء إلا ما كتبه الله فلن تعديني إلى بطنك يا أمي .....” هكذا قال لأمه كلقاء أخير بينه وبينها، عندما ترجته أمه عدم الذهاب إلى الساحة“كأم حريصة على ولدها“ ...فترد امه “ ودعتك الله يا بني “ ....وهل هناك أجمل من الله أن نودعه ودائعنا!!؟
- أمه تقول وهي تدمع دموعها حسرة على ابنها عن ذكرى رحيل ابنها شهيدا فتحدثني: ذكرى ابني مازن لا تفارقني فهو كل يوم لي ذكرى وأتذكره كل يوم ..هذا فلذة كبدي ذهب عني ..هو كل لحظة ذكرى لي ....فلن أستطيع أن أقول شيئا ..كيف بالله عليك أن يستطيع قلب موجوع أن يتحدث أو يقول شيئا؟!
- ثم تتذكر الأم وليدها وتحكي بعد تنهدات بالقول : مازن كان يروي لنا تفاصيل الاحتشاد والتجمهر في الساحة .. كان يقول لنا ولوالده بأن جميع من في الساحة أخوة ، كان الهدف الواحد يجمعهم كأخوة في أسرة واحدة ، وان الكفاح هناك له مذاق خاص...
- تجفف دمعها ثم تقول: صحيح أني متألمة لفقد ولدي لكني اشعر بالفخر والعزة بأنه ذهب شهيدا في سبيل هذا الوطن وفداء للثورة وللوطن لكن لن ندع القتلة يفلتون من العقاب!
- وتختم: حياة البذيجي“أم الشهيد” بقولها: تم عرض عليهم الملايين والمنازل والسيارات الفاخرة مقابل التنازل عن دم مازن إلا أنها كانت ترد: كنوز الدنيا بأكملها لا تساوي ذرة أمام ولدي ولا تمحي ألمي عليه فكيف اقبل ذلك!؟ سأنام على كرتون وآكل اليسير إلا أن أفرط بدم ابني!!
- الحاج سعيد البذيجي والد الشهيد مازن والذي يبلغ من العمر قرابة الخمسين عاما يقول عن ولده الشهيد: أنا معتز جدا وفخور جدا بأن ولدي هو شهيد لأجل الوطن وأنه أول الشهداء ..ولن نرضى إلا بالقصاص!
- يقول الحاج سعيد إنه تم اختطافه في ظل المحافظ السابق إلى المحافظة وعرض عليه 25مليون ريال مقابل التنازل عن دم مازن معللين ذلك بأن من قام بإلقاء القنبلة ليس مستقصداً مازن ..إلا أن البذيجي الأب رفض ذلك ورجع إلى البيت بحجة أن يسأل أم الشهيد ....
- واستنكر البذيجي الأب بعض الثوار الذين يقومون بأخذ أموال من أناس باسم مازن وأن الكثير عمل ذلك ولديه الأدلة مناشدا كل وطني حر الوقوف أمام كل من يستغل الشهداء في مصالحهم الشخصية!
- كما استنكر أبو الشهيد البرلماني شوقي القاضي عن عدم إيفائه بوعده الذي قطعه على نفسه لأسرة الشهيد بأنه سيقوم ببناء منزل لهم في حالة تواجد لهم أرضية.. وعندما قاموا بشراء الأرضية تراجع القاضي عن كلامه حد قول أبي الشهيد موجها له رسالة بأن ذلك ليس من الحق..
- يظل مازن أول شهيد سقط في الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومازال القاتل فارا من وجه العدالة غير أن القضاء حكم غيابيا عليه بالإعدام في ظل تهديدات تطال أسرة الشهيد حتى يتنازلوا عن دم ولدهم ، مع أن هذه القضية لابد أن تلقى ذلك الاهتمام الإعلامي والحقوقي والقانوني.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.