فائقة السيد: نطالب بمنظومة دستورية وقانونية تمكن المرأة من حقوقها بدأت أمس بصنعاء أعمال اللقاء التشاوري للقيادات النسوية حول الأجندة الوطنية لمطالب النساء الموجهة إلى مؤتمر الحوار الوطني، والذي تنظمه مؤسسة كل البنات للتنمية والمنتدى الاجتماعي الديمقراطي بالتعاون مع مكتب شؤون المرأة برئاسة الجمهورية واللجنة الوطنية للمرأة. وفي افتتاح اللقاء أكدت المستشارة برئاسة الجمهورية لشؤون المرأة فائقة السيد أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تفصلنا عنه أيام قليلة سوف ترسم مخرجاته ملامح دولة اليمن المستقبلية القائمة على العدل والمواطنة المتساوية، وتمكين كافة المكونات الاجتماعية وفي مقدمتها المرأة التي تشارك في الدفع بعجلة التنمية لإرساء قواعد الدولة المدنية الحديثة. وقالت السيد:”إن مؤتمر الحوار الذي أعطى المرأة 30 بالمائة من قوام أعضائه واستوعب قضاياهن ضمن محاوره وأجندته المطروحة على طاولة نقاش الحوار، يتطلب منهن وقفة جادة وجهوداً مشتركة للخروج برؤية موحدة ناضجة تجسد مطالبهن وتضع الآليات لبناء منظومة دستورية وقانونية داعمة تمكن المرأة في الحياة السياسية وترسخ نظاماً صحياً يقدم خدمات الرعاية الأولية ويدعم وسائل تنظيم الأسرة وكذلك ترسخ نظاماً يحمي المرأة في مناطق النزاعات المسلحة والظروف الاستثنائية”. وأشارت فائقة السيد إلى أن رؤية النساء يجب أن تتضمن في طياتها حلولاً للواقع التنموي المتدني مؤشراته في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، رغم الجهود المبذولة من قبل الحكومات المتعاقبة منذ عام 90م في إصلاح البنية التشريعية وإيجاد آليات مؤسساتية معنية بقضايا النساء ودمج قضايا المرأة في السياسة العامة للدولة من خلال وضع استراتيجية الفقر مروراً بالخطة الخمسية الثالثة والبرنامج المرحلي للتنمية والاستقرار 2012م – 2014م. وعبرت عن بالغ سعادتها أن تحتشد النساء اليمنيات للمشاركة في أجندة وطنية تتيح للمرأة المشاركة الفاعلة في مختلف المجالات وتوفر البيئة المناسبة لوصول المرأة لمواقع صنع القرار سواء في الهيئات الحكومية الرسمية أو السياسية أو الحزبية أو منظمات المجتمع المدني، والذي سيسهم بإيجابية في عملية التغيير والتنمية في البلد، ويعزز من إسهاماتها في مسيرة البناء والتحديث. ودعت كل المشاركات والمشاركين في مؤتمر الحوار الوطني العمل بما تضمنتها خطابات وكلمات الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - منذ بداية توليه الرئاسة، واعتبرها مرجعية هامة يبنى عليها في الحوار. وخلصت السيد إلى القول:”إن القيادة السياسية ترقب وباهتمام بالغ وإعجاب كل الجهود المبذولة للنهوض بواقع المرأة، وتبارك كل تقدم يرصد لإيمانها الحقيقي بأن عجلة التغيير والتطوير للبلد لن تخطو إلى الأمام إلا بمشاركة حقيقية للمرأة ونهوض فاعل بواقعها”. من جانبه عبر وزير الإعلام علي أحمد العمراني عن سعادته المشاركة في هذه الفعالية الهامة، والتي تركز على مشاركة النساء في مؤتمر الحوار الوطني، مهنئاً المرأة اليمنية بيوم المرأة العالمي، وما حققته من نجاحات كبيرة وكثيرة في ميادين عدة.. وأوضح العمراني أن مشاركة النساء في مؤتمر الحوار الوطني بنسبة 30 بالمائة تعد بادرة طيبة ومؤشراً بارزاً على النجاحات التي صارت تحرزها نساء اليمن.. معرباً، بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، عن أمله أن تكون مشاركتهن في مؤتمر الحوار الوطني نوعية تسهم في التأسيس لليمن الذي طالما تطلعت إليه الأجيال. وأضاف وزير الإعلام: “إن مما يعزز الثقة بدور نساء اليمن هو أن اليمن صارت تكرم في العالم بجهود نسائها، وصارت تعرف بأدوارهن ونضالهن، ولعل هذا مما يعزز الثقة بمستقبل نساء اليمن ومستقبل اليمن كله”.. مشيراً إلى أن دور المرأة لم يعد هامشياً أو مكملاً، بل أصبح رئيسياً بالإمكان أن تحقق ما يعجز عنه كثير من الرجال. وتحدث عن أهمية دور المشاركات في الحوار إزاء ما يحدث لليمن من بعض أبنائها المتهورين وأعدائها الطامعين؛ كون اليمن ليست في أحسن أحوالها هذه الأيام، فالسلام والوئام والتلاحم والتراحم لم تعد كما كانت، وينبغي أن تكون، بل إننا نرى التحريض والتعبئة على الكراهية صارت سيدة المواقف عند البعض للأسف الشديد. داعياً في ختام كلمته إلى أن تركز جهود النساء وأدوارهن في مؤتمر الحوار الوطني على كل ما يجعل اليمن أكثر سلاماً ووئاماً وتوحداً ورحمة وعزة.. بدورها ثمنت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور الشراكة القائمة بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.. مشيرة إلى أهمية مشاركة المرأة في الحوار لتأصيل حقوقهن في صياغة الدستور وتمكينهن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فضلاً عن تطبيق نظام الحصص في الدستور على أرض الواقع، بما يسهم في تقليل الفجوة التنموية الكبيرة بين الرجل المرأة. وألقيت كلمات من قبل النائب الأول للأمانة العامة للجنة الحوار الوطني الدكتورة أفراح الزوبة، ورئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة شفيقة سعيد، ورئيسة مؤسسة كل البنات انتصار العاضي, أكدت جميعها أن اللقاء يهدف إلى نشر الوعي بالأجندة الوطنية للنساء ومناصرتها في مؤتمر الحوار الوطني، وتأكيداً لمبدأ الشراكة الوطنية والدور الفاعل الذي يجب أن تقوم به المرأة في بناء اليمن الحديث القائم على العدالة والمواطنة المتساوية. هذا وتناقش أكثر من 60 مشاركة من مختلف المكونات السياسية والاجتماعية في 12 محافظة على مدى يومين أربعة محاور تتمثل في : آلية سير مؤتمر الحوار الوطني ومحاوره المختلفة والدور الذي يجب أن يلعبه المشاركون، والتعريف بالأجندة الوطنية للنساء المنبثقة عن المؤتمر الوطني للمرأة، وعرض قرار مجلس الأمن رقم 1324 حول النساء والسلام والأمن، وكيفية تفعيل دور النساء في الحوار الوطني