الساعات الأولى من اللقاء هي الساعات التي ترسم في ملامح افكارنا الكثير من الأمنيات والسعادة، وها نحن نلتقي معكم أعزائنا القراء في مائدة رمضان لهذا العام وفي أولى ساعاتنا معكم نقول لكم «شهركم كريم» وأعاده الله علينا وعليكم بالصحة والعافية وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. ولكن ماذا عن الساعة الأولى في استقبال شهر رمضان (أول ساعة من النهار _ بعد صلاة الفجر)قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار: (اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح). وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كآجر حجة وعمرة تامة تامة تامة) رواه الترمذي وقال حديث حسن. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء. ونصّ الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وفي الحديث (اللهم بارك لأمتي في بكورها). لذا يُكره النوم بعد صلاة الصبح لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق، فلا ينبغي النوم فيها بل إحياؤها بالذكر والدعاء وخاصة أننا في شهر رمضان الذي فيه يتضاعف الأجر والثواب. الساعة الثانية: (آخر ساعة من النهار قبل الغروب) هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار والتهيّؤ له، وهذا لا ينبغي لمن يحرص على تحصيل الأجر، فهي لحظات ثمينة ودقائق غالية.. هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله تعالى، فهي من أوقات الاستجابة. كما جاء في الحديث: (ثلاث مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) رواه الترمذي. وكان السلف الصالح لآخر النهار أشد تعظيماً من أوله لأنه خاتمة اليوم والموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في دعاء الله. الساعة الثالثة: (وقت السحور) السحور هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر قال الله تعالى: {والمستغفرين بالأسحار}. فاحرص أخي الصائم على هذا الوقت الثمين بكثرة الدعاء والاستغفار حتى يؤذّن الفجر خاصة أننا في شهر رمضان، فلنستغل هذه الدقائق الروحانية فيما يقوّي صلتنا بالله تعالى، قال الله تعالى حاثاً على اغتنام هذه الساعات الثمينة بالتسبيح والتهليل: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى}. وقال الله تعالى: {وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}.