خطوة عسكرية مفاجئة للإمارات مع اقتراب حرب جديدة ضد الحوثيين باليمن    الرئيس العليمي يصدر توجيهات عاجلة بشأن المنخفض الجوي في محافظة المهرة    بيان حوثي جديد: دول التحالف العربي ومناطق سيطرة الحكومة الشرعية ضمن أهداف "الجولة الرابعة للتصعيد"    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    عيدروس الزبيدي يصل عدن رفقة قيادات عسكرية بارزة.. والمجلس الانتقالي: غدا يوم تاريخي!    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    برشلونة قد يهبط للمستوى الثاني اوروبيا والخطر قادم من ليفركوزن    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الكشف عن كارثة وشيكة في اليمن    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    التلال يفوز بكأس إعلان عدن التاريخي على حساب الوحدة    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    45 مليون دولار شهريا يسرقها "معين عبدالملك".. لماذا لم يحقق مجلس القيادة فيها    ميلاد تكتل جديد في عدن ما اشبه الليله بالبارحة    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    عاجل..وفد الحوثيين يفشل مفاوضات اطلاق الاسرى في الأردن ويختلق ذرائع واشتراطات    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    الخميني والتصوف    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    دورتموند يفوز على سان جيرمان بذهاب نصف نهائي أبطال أوروبا    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلاب مسعورة تغزو محافظة إب ووفاة طفل لعجز والده عن شراء جُرَع داء الكَلَب وإصابة3 من إخوانه وحمارمسعور يعض طفلاً
فيما مديرعام الصحة يؤكد ل«الجمهورية»: نفاد الجُرع العلاجية ويكشف أسباب تزايد حالات الإصابات ويدعو إلى إبادة الكلاب
نشر في الجمهورية يوم 03 - 09 - 2013

شهدت مدينة إب وضواحيها وكذا عواصم مديرياتها خلال الآونة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً للكلاب المسعورة، ورغم المحاولات التي قامت بها الجهات المعنية والمختصة في المحافظة للحد من تلك الظاهرة التي لاتزال تشكّل خطراً كبيراً على المواطنين وحياتهم وبالذات الأطفال، إلا أنها فشلت في الحد منها ومكافحتها حيث سجّلت الجهات الصحية بالمحافظة حالات إصابة بداء الكلب في اكثر من منطقه ومكان بالمحافظة، وأعلنت الجهات الصحية عجزها عن استقبال أية حالات جديدة مصابه بداء الكلب لأسباب سنكشفها في السطور القادمة، والعجز الآخر أعلنته سابقاً الجهات المعنية في مكافحه الكلاب المسعورة والشاردة، والتي كانت قد بدأت في إبادتها إلا أن عجزها جعلها تفشل في إكمال العملية لعدم توفر الإمكانيات الخاصة بعمليه ووسائل الإبادة للكلاب التي يتزايد ضحاياها من المواطنين الذين سجّلت حالات إصاباتهم مؤخراً..
وفاة طفل لعجز والده عن شراء الجرع وإصابة
3 من إخوانه
مع ذكر حالات الإصابة فقد كان آخرها وأبشعها حادثة وفاة الطفل أمين علي عبده، يبلغ من العمر 9سنوات من أهالي منطقه مشورة قبل أيام نتيجة أصابته بداء الكلب بعد أن تعرّض لعضة كلب مسعور، وقام والده بنقله إلى وحدة داء الكلب بعاصمة المحافظة وصرفوا له جرعة داء الكلب ولكنها مع الأسف الشديد لم تكن جُرعة كاملة، وكان يجب على والده شراء بقيةالجرعة من الصيدلية ونتيجة لعجز والده الفقير عن شراء ما تبقى من الجرع العلاجية المحددة لابنه الذي توفي وعجزه هذا لم يقتصر على ذلك فقط، فقد عجز الأب الفقير عن إسعاف أبنائه الثلاثة الآخرين الذين أصيبوا بنفس المرض إثر تعرّضهم للعدوى التي نقلها إليهم أخوهم المتوفى، الطفل أمين في المنزل الذي يعيش حالياً حالة مأساوية صعبة لعدم قدرة والدهم في علاجهم وتوفير وشراء الجُرع الخاصة بداء الكلب بعد ان نفدت الجرع من مكتب الصحة والسكان بالمحافظة.
استنفدنا الجُرع العلاجية والإصابات
في تكاثر
كان ل«الجمهورية» نزول ميداني إلى مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة إب للتأكد من حقيقه أمرنفاد الكميه المخصصة لمحافظة إب المتمثلة في الجرع العلاجية لإصابات داء الكلب، حيث التقينا الدكتور-عبدالملك الصنعاني، مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بإب الذي أكد ل «الجمهورية » إن الجرعة العلاجية بالفعل تم نفادها بالكامل وليس بمقدورهم توفيرها قبل نهاية العام الحالي كون كمية الدواء التي تخصصها وزارة الصحة سنوياًلمحافظة إب من جرعات داء الكلب تم استنفادها في وقت سابق، نظراً لتزايد حالات الإصابة بالداء حيث يستقبل المكتب يومياً عشرات الحالات من المصابين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
أسباب تزايد الإصابات وانتشار الكلاب
وكشف مديرعام الصحة عن أن الأسباب الرئيسية لتزايد حالات الإصابة بمرض داء الكلب تأتي نتيجة لانتشار الكلاب الشاردة والمسعورة في المدينة بشكل كبير وانتشارها ناتج عن قيام أصحاب محلات ومهنة الذباحة (الجزارين) بذبح المواشي في دكاكين وحوانيت داخل المدينة أدت إلى انتشار الكلاب، والتي تهدّد حياة الناس، إضافة إلى تواجد أسواق ومسالخ بيع الدجاج في الحارات والشوارع المأهولة بالسكان والمواطنين.
يجب قتل الكلاب وإبادتها
ودعا الدكتور عبدالملك الصنعاني من خلال «الجمهورية» الجميع إلى ضرورة التعاون الجاد لقتل الكلاب وإبادتها بصورة عاجلة تفادياً لنتائجها الوخيمة، محملاً في الوقت نفسه ما يُعرف بصحة البيئة التابعة لمكتب الأشغال المسئولية الكاملة لعجزهم التام عن إنهاء تلك الظاهرة.
طفل بترت إصبعه عضة كلب مسعور
وأثناء حديثنا مع مدير الصحة وصل إلى المكتب عدد من الحالات من بينها الطفل خيري كمال هدوان 12 عاماً من أبناء مديرية بعدان وإحدى أصابع يده مبتوره نتيجة تعرضه لعضة كلب مسعور في قريتهم ببعدان..مايؤكد أن حالات الإصابة تعدت خط المدينة وباتت منتشرة في القرى، الأمرالذي يسبب إحراجاً كبيراً للجهات المختصة التي تشكو اليوم من نفاد الجُرع العلاجية للمرض الخطير وكيف سيكون حال الأسرالفقيرة من ذلك؟، كما حدث لوالد الطفل المتوفى أمين، العاجز عن شراء الجُرع لأبنائه الثلاثة.. لابد من تحرك جاد حيال هذه المشكلة.
حمار مسعور بداء الكلب يعضُّ طفلاً
في بداية شهريوليوتعرض طفل في ربيعه الأول لعضة حمارأدت إلى بتر أصابع يده اليسرى وسط مخاوف من احتمال أن يكون الحمار مسعوراً، لاسيما أنه تردد أن الحمار أصيب سابقاً بعضة كلب «مسعور» أدت إلى إصابة الحمار بسعار داء الكلب .. إن الطفل المصاب يُدعى، أنور العميسي وهو من أهالي مديريه المخادر محافظة إب وتعرض لعضة الحمار وذكرت المصادرأن الطفل قدم إلى وحدة داء الكلب في المحافظة لتلقي اللقاح والجرع العلاجيةالخاصة بسعار داء الكلب وأجريت له الإجراءات الصحية، إذاً ليس البشر والإنسان فقط معرضون للإصابة بداء الكلب بل حتى الحيوانات الأخرى معرضة لخطر الإصابة وهوما يزيد المشكلة تفاقماً، ويجدر بالجهات الحكومية التحرك السريع للحد من تلك الظاهرة ومكافحتها حتىالنهاية.
الحقائق الرئيسية:
- يحدث داء الكلب في أكثر من 150 بلداً وإقليماً.
- يودي الداء سنوياً بحياة أكثر من 000 55 نسمة، معظمهم من آسيا وأفريقيا.
- يمثّل الأطفال دون سن الخامسة عشرة 40% من الذين يتعرّضون لعضّات الكلاب المشتبه في إصابتها بداء الكلب.
- تتسبّب الكلاب في معظم وفيات البشر الناجمة عن الإصابة بداء الكلب.
- تطهير الجروح وإعطاء التطعيمات اللازمة، في غضون الساعات القليلة الأولى التي تعقب مخالطة حيوان يُشتبه في إصابته بداء الكلب، من الأمور الكفيلة بالحيلولة دون الإصابة بالمرض وحدوث الوفاة.
يقف داء الكلب، كل عام وراء وصف أكثر من 15 مليون مقرّرمن المقرّرات العلاجية التي تُعطى عقب التعرّض من أجل توقي ظهور الأعراض،ممّا يسهم، حسب التقديرات، في توقي مئات الآلاف من الوفيات الناجمة عن هذا المرض سنوياً.. وداء الكلب مرض حيواني المنشأ (ينتقل من الحيوانات إلى البشر) يسبّبه فيروس. ويصيب هذا المرض الحيوانات الأليفة والبرّية وينتقل من الحيوان إلى الإنسان من خلال التعرّض عن كثب للعاب الحيوانات الموبوءة عن طريق العضّ أوالخدش..والجدير بالذكر أنّ المرض بات منتشراً في جميع قارات العالم تقريباً، باستثناء القطب الجنوبي. غير أنّ أكثر من 95% من الوفيات البشرية تحدث في آسيا وأفريقيا. ويؤدي داء الكلب، بعد تطوّر أعراضه، إلى وفاة المصاب به في جميع الحالات تقريباً.. وداء الكلب من الأمراض المنسية التي تصيب الفقراء والفئات المستضعفة من السكان ممّن لايُبلّغ عن وفاتهم إلا نادراً، ويُبتلى بالمرض في المقام الأول المجتمعات الريفية التي تقطن مناطق نائية لاتُطبق فيها تدابير منع انتقال المرض من الكلب إلى الإنسان..كما يحول تدني مستوى الإبلاغ عن داء الكلب دون تعبئة الموارد اللازمة من المجتمع الدولي للقضاء على هذا الداء المنقول من الكلاب إلى الإنسان.
أعراض المرض
تتراوح عادة فترة حضانة داء الكلب بين شهر واحد وثلاثة أشهر، ولكنّها قد تتراوح أيضاً بين أقلّ من أسبوع وأكثر من سنة. وتتمثّل أعراض المرض الأولى في الحمى وألم يُصاب به الشخص الموبوء في غالب الأحيان أو شعور بالوخز أوالنخز أوالحرق (المذل) غير المبرر في موضع الجرح..وحيث إنّ الفيروس ينتشرفي الجهاز العصبي المركزي، فإنّه يُلاحظ وقوع التهاب تدريجي في الدماغ والنُخاع يؤدي إلى وفاة المصاب به.
ويمكن أن يعقب ذلك ظهور شكلين من المرض يتمثّل أحدهما في داء الكلب الهياجي الذي يُبدي المصابون به علامات فرط النشاط ورهاب الماء والهواء أحياناً، وبعد مضي بضعة أيام تحدث الوفاة نتيجة فشل قلبي تنفسي.
أمّا داء الكلب الصامت فهو يقف وراء حدوث 30% من مجمل الحالات البشرية، ويتسم هذا الشكل من المرض بوخامة أقلّ من الشكل الهياجي ويستغرق فترة أطول منه، وتُصاب العضلات، تدريجياً، بالشلل، انطلاقاً من موضع العضّة أوالخدش..وتتطوّر الأعراض ببطء، إلى غيبوبة تعقبها الوفاة في آخر المطاف، وكثيراً مايُساء تشخيص هذا الشكل المسبّب للشلل، ممّا يسهم في نقص الإبلاغ عن المرض.
تشخيص المرض
لا توجد أيّة اختبارات لتشخيص عدوى الإنسان بداء الكلب قبل ظهور أعراضه السريرية،وقد يطرح التشخيص السريري صعوبة إذا لم تكن هناك علامات رهاب من الماء أوالهواء الخاصة بهذا المرض، ويمكن تأكيد إصابة الإنسان بالداء أثناء حياته وعقب مماته بواسطة تقنيات تشخيص مختلفة تهدف إلى الكشف عن الفيروس ككل أوالمستضدات الفيروسية أوعن أحماضه النووية الموجودة في الأنسجة المصابة(الدماغ أوالجلد أوالبول أواللعاب).
سراية المرض
تنتقل عدوى داء الكلب إلى الإنسان عقب تعرّضه لعضّة أوخدش عميق في الجلد من حيوان مصاب بعدوى الداء، وتمثّل الكلاب ثويّ الداء وناقله الرئيسي، وهي تقف وراء مجموع الوفيات السنوية الناجمة عن هذا المرض في آسيا وأفريقيا والمقدّرعددها بنحو 000 50 حالة وفاة.
أمّا الخفافيش فهي تقف وراء معظم الوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، كما ظهركلب الخفافيش، في الآونة الأخيرة، كخطر صحي عمومي في أستراليا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الغربية، على أن عدد وفيات البشر بسبب داء كلب الخفافيش في هذه الأقاليم يظل ضئيلاً مقارنة بمن يلقون مصرعهم عقب تعرضهم لعضة كلب..ومن النادر جداً حدوث وفيات في صفوف البشر بسبب داء الكلب جرّاء التعرّض لعضّات الثعالب وحيوانات الراكون والظربان الأمريكي وابن آوى والنمس وغير ذلك من أنواع اللواحم البريّة الثويّة.
وقد يسري المرض أيضاً عندما تحدث مخالطة مباشرة بين الغشاء المخاطي البشري أوالجروح الجلدية الحديثة وبين مادة ملوّثة بالفيروس هي اللعاب عادة. ويمكن نظرياً سراية العدوى من إنسان إلى آخر عن طريق العض، ولكنّ هذه السراية لم تُؤكّد قط.
ونادراً ما يُصاب المرء بعدوى الداء عن طريق استنشاق ضبائب تحتوي على الفيروس أوعندما يُزرع في جسمه عضو ملوّث بذاك الفيروس، ولايمكن أن يُصاب الإنسان بالعدوى بعد تناوله للحوم أوأنسجة أخرى نيّئة لحيوانات مصابة بداء الكلب.
العلاج التالي للتعرّض لداء الكلب
فيما يلي مكونات العلاج التالي للتعرض لداء الكلب:
- استهلال علاج موضع الجرح في أسرع وقت يلي التعرض للداء.
- إعطاء دورة من اللقاحات الناجعة والفعالة التي تستوفي توصيات منظمة الصحة العالمية.
-إعطاء الغلوبولين المناعي المضاد للمرض، إذاما أُوصِي بذلك.
-توفير العلاج الناجع في أسرع وقت عقب التعرّض لداء الكلب من الأمور الكفيلة بالحيلولة دون ظهورالأعراض وحدوث الوفاة.
علاج مواضع الجروح
إزالة فيروس داء الكلب من موضع العدوى بالوسائل الكيميائية أوالمادية من أساليب الحماية الناجعة، وعليه فإنّ من الأهمية بمكان معالجة جميع مواضع الجروح والخدوش الناجمة عن العضّ والتي قد تكون ملوّثة بالفيروس المسبّب للمرض، ومن الإسعافات الأولى الموصي بها غسل وتطهير الجرح جيّداً لمدة 15 دقيقة على الأقل بالماء والصابون، أو بإحدى المواد المنظّفة أو بمادة البوفيدون اليودي أو غيرها من المواد المبيدة لفيروس داء الكلب.
الموصى به من العلاج التالي للتعرض للداء:
يعتمد العلاج الموصى به للوقاية بعد التعرّض على نوع المخالطة التي تحدث مع الحيوان المشتبه في إصابته بداء الكلب.
الجدول: فئات المخالطين والعلاج الموصظ به للوقاية بعد التعرّض لعدوى داء الكلب.
فئات مخالطي الحيوانات المُشتبه في إصابتها بداء الكلب تدابير مرحلة ما بعد التعرض الفئة الأولى- لمس أو إطعام حيوانات، أوالتعرّض للحس في جلد سليم.
الفئة الثانية- التعرّض للعضّ في موضع جلدي مفتوح أو لخدوش طفيفة أوسحجات دون نزف التعجيل بالتطعيم وعلاج موضع الجرح.
الفئة الثالثة- التعرّض، مرّة واحدة أوأكثر، للعضّ أوالخدش أواللحس في موضع جلدي مفتوح؛ أوتلوّث الغشاء المخاطي بلعاب اللحس؛ أوالتعرّض للخفافيش، التعجيل بالتطعيم وإعطاء الغلوبولين المناعي المضاد للكلب؛ وعلاج موضع الجرح.
ويلزم إعطاء العلاج التالي للتعرّض لداء الكلب في جميع حالات التعرض التي تندرج ضمن نطاق الفئتين الثانية والثالثة، وتزداد خطورة الإصابة في الحالات التالية:
إذا كان الحيوان الثديي الذي تسبب في العض من فصيلة معروفة على أنها مستودع لداء الكلب أومن ناقلات الداء.
إذا بدت على الحيوان علامات المرض أوسلوكيات غير عادية.
إذا كان الجرح أوالغشاء المخاطي ملوثاً بلعاب الحيوان.
إذا حدثت العضة من دون استفزاز.
إذا كان الحيوان غير ملقح.. وينبغي في البلدان النامية إلايُنظر حصراً إلى حالة تطعيم الحيوان المشتبه فيه لدى البتّ في إمكانية بدء المعالجة الوقائية أوعدم بدئها.
التخلّص من داء الكلب بين الكلاب
داء الكلب من الأمراض التي يمكن توقيها باللقاحات. وتتمثّل أكثرالاستراتيجيات مردودية في مجال وقاية البشرمن داء الكلب في التخلّص من المرض بين الكلاب عن طريق تطعيمها، وقد مكّن تطعيم الحيوانات (الكلاب أساساً) من خفض عدد الحالات البشرية(والحيوانية) في عدة بلدان، لاسيما في أمريكا اللاتينية..غير أنّ الزيادة المُسجّلة مؤخراً في الوفيات البشرية الناجمة عن هذا الداء في بعض المناطق من أفريقيا وآسيا وأمريكيا اللاتينية تشير إلى عودة ظهور المرض كإحدى المشكلات الصحية العمومية الخطيرة.. ومن الجدير بالذكر أنّ الوقاية من داء الكلب البشري بمكافحة داء الكلب بين الكلاب الأليفة من المرامي التي يمكن بلوغها في مناطق واسعة من أفريقيا وآسيا، وهي من الأمور المبررة مالياً بالتكاليف التي ستوفّرها في المستقبل بفضل وقف إعطاء علاجات ما بعد التعرّض الوقائية التي تُوفّر للناس.
تمنيع الناس من أجل وقايتهم
يمكن استعمال لقاحات مأمونة وناجعة لأغراض التمنيع السابق للتعرّض، ويُوصى بإعطاء هذه اللقاحات للمسافرين الذين يمضون وقتاً طويلاً في الهواء الطلق، وخاصة في المناطق الريفية، ممّن يزاولون أنشطة من قبيل ركوب الدراجات أوالتخييم أوالمشي لمسافات طويلة،وكذلك للمسافرين لفترة طويلة وللمغتربين الذين يعيشون في مناطق ترتفع فيها بشدة خطورة التعرض للداء.. كما يُوصى بإعطاء التمنيع السابق للتعرّض لمن يمارسون بعض المهن الشديدة الاخطار، مثل عمال المختبرات الذين يناولون فيروس داء الكلب الحيّ وغيره من الفيروسات الكلبية، والأفراد الذين يزاولون أية أنشطة أخرى قد تحتم عليهم، بحكم المهنة أوبهذا الشكل أوذاك، أن يخالطوا مباشرة الخفافيش، وآكلات اللحوم، وغيرها من الثدييات في المناطق المتضرّرة بداء الكلب، وحيث إنّ الأطفال معرّضون تحديداً لمخاطر الإصابة بهذا المرض، لأنهم يميلون إلى اللعب مع الحيوانات، أوقد يتعرضون لعضات أشد ضراوة، أوقد لايخطروا أحداً بأنهم تعرضوا للعض، فإن من المستصوب النظر في إمكانية تمنيعهم إذا ما كانوا يسكنون في مناطق شديدة الاختطار أويزورون تلك المناطق.
استجابة منظمة الصحة العالمية
خاضت منظمة الصحة العالمية(المنظمة)على مدى ثلاثة عقود من الزمن على الأقل معركة كسر “طوق الإهمال” الذي يعوّق خدمات الوقاية من داء الكلب ومكافحته، وخصوصاً في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، وذلك عن طريق أنشطة الدعوة وإجراء المسوح والدراسات والبحوث المتعلقة باستخدام أدوات جديدة.. وتواصل المنظمة تعزيز وقاية الإنسان من داء الكلب من خلال القضاء على الداء في الكلاب وإدارة تنفيذ مشاريع رائدة في بلدان مختارة، فضلاً عن توسيع نطاق الحصول على العلاج التالي للتعرّض باستعمال لقاحات حديثة مضادة لداء الكلب، ولاسيما عن طريق تقليل تكلفة اللقاح بنسبة تتراوح بين 60 و80%.. وتؤيد المنظمة بلوغ الأهداف الرامية إلى القضاء على داء الكلب الذي يصيب الإنسان وذاك الذي يصيب الكلاب في جميع بلدان أمريكا اللاتينية بحلول عام 2015، وعلى داء الكلب الذي تنقله الكلاب إلى الإنسان في جنوب شرق آسيا بحلول عام 2020، وثمة خطة خمسية (2012-2016) وضعت في هذه المنطقة الأخيرة تهدف إلى أن يُخفض إلى النصف العدد المقدّر حالياً للوفيات الناجمة عن داء الكلب الذي يصيب الإنسان في البلدان الموطونة به.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.