غيمٌ بكفيّ أم دخانْ ! هذا ابتداءُ رسوِّ صاريتي على شطٍّ وأوّلُ ما أهشُّ بنرجسٍ، أو أستظلّ بزعفرانْ هذي خطايَ تعود بي نحوي ، وتُجلسني إليْ .. أرى الدنانَ كأنها ملأى بخمرٍ ليس تعرفها الدِّنانْ وأرى خيولي في العِنان، تزفُّ لي خيلاً ، وتبسط في مدايَ لها العنانْ. وأنا أعود إليَّ مُبتكِراً كأبهى ما يكون اليتمُ أو يمشي القرنفلُ للقرنفل، والشرارةُ في الصوّانْ . هذا رجوعي من سوايَ إليَّ، في عرشٍ وقافيةٍ وبدءُ وقوفِ أطماري على رأسٍ.. وتاجْ هذا هوايَ على مدى حضنٍ ، وأذرعةٍ . وقلبي مثلُ زخرفةٍ على سيفٍ، وهشهشةٍ على سَعَفٍ. وبعضي ليس يذكرني. وبعضي فاحمٌ أو فاحمٌ وأنا أسير إليَّ محتشداً.. وأدخل في هوايْ . آتٍ كمن يُدعى لشبك ضفيرةٍ بضفيرةٍ أو مزجِ عُنْق زرافةٍ في ذيل طاووسٍ، ويمضي صاعداً آتي، وأجعلُ من صدايَ شذىً، وأجعلُ من هواي هوايَ.. ثم أسير أقتلعُ الرتاجْ . لكأنّ لمعَ البرقِ بعضُ شواردي والغيمُ سنبلةٌ على إِبِطي ووجهي قُبْلةٌ، أو قِبلةٌ والأفقُ قبّةُ شذروانْ. وأنا كمن آتي إليَّ مُسلِّماً وأنا كمن أمشي إليَّ مُبَدِّداً. كفّايَ من مطرٍ وطينْ ويدايَ بسملةٌ وقيلَ مسلّةٌ وأصابعي ذهبٌ . وبين أصابعي ذهبٌ ولي هذا الفضاءُ المستريحُ كزورقٍ.. والمستتبُّ كطيلسانْ . وفمي كآخر ما تنوء قصيدةٌ في حبل قافيةٍ، وأوّلُ ما يسير على هلالٍ أو يُكسِّره زجاجْ . للغيم أن يُزجي الغمامَ براحتي عليَّ أن آتي إليْ عليَّ أن ألجَ الهُوينى.. أو أصولَ كمُديةٍ أسير لا ألوي إليْ . عليَّ أن أصل النراجسَ للبروق على بُراق فَراشةٍ . أسير أهدي الأقحوانَ بتاجها للأقحوانْ . عليَّ أن أهذي وأقتنص الفضاءَ بغمضةٍ.. أو رشقةٍ أو ياسمينْ . هدأتْ بقاعي الأرضُ. تلك مدائنٌ في الأفق ناكسةٌ وأخرى في هُلام الرملِ طافيةٌ. وأخرى في مدايَ تجيء بي نحوي وتُسلمني بروجُ ظنونِها . وأعود من أقصايَ أفترع اليقينْ . لكأنني في مهرجانْ . الريحُ تنفخُ نايَها وأنا أُدندن بالنسائم واللواقح والأريجْ. هذا ابتداءُ المهرجانْ . طفلٌ بأقصى القلبِ يعقدني بعمري قُبلةً ويُعيدني للخلف آلافَ الخطى ويُزيل عن كتفي الخرائبَ والحفائرَ ثم يُجلسني على كنف الفؤادِ مباركاً. فأعوذ بالسلوى .. وأزدرد النشيجْ . آن الأوانُ لكي أتيه وكي أتيه كسَرْوةٍ أو أستدير كصولجانْ . وأجيءُ أفتتح البروقَ بنرجسٍ وأسير أمسحُ من بياض الغيمِ ما كتب الدخانْ. شجرٌ بصوتي والجِنانُ تزفُّني نشوى إلى حضن الجنانْ. وأنا انقسامُ محارةٍ: شجواً وشجواً. قلتُ: هذا بلسمي أم خاتمي؟ هذا فضايَ. وذلك أوّلُ ما أرى في الماء من مُدنٍ.. وأوَّلُ ما أرى في الموجِ من ريشٍ وعاجْ . أمشي كأنّ الماءَ أكملَ خلقَه وجرى إليْ والواقفين بقامتي تعبوا.. ونصفي غائم أو حالمٌ والقلبُ أشبهُ ما يكون بقمحةٍ والقلبُ أشبهُ ما يكون بسنديانْ هذا انتصافُ المهرجانْ