وتُوجت الحكمة اليمانية بالتوصل إلى التوافق والتوقيع على وثيقة الحوار الوطني الشامل بفضل من الله ثم بحرص وإصرار كل الوطنين المخلصين لوطنيتهم على إنجاح فعاليات المؤتمر والخروج بالوطن إلى بر الأمان.. (الجمهورية) ومواكبة للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية الغالية والإنجاز الوطني الكبير أجرت لقاءات قصيرة مع عدد من الشخصيات الوطنية والدينية والسياسية وكانت الحصيلة: ياسر الرعيني نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار أكد في حديثه أن مخرجات المؤتمر هي مخرجات أتت من الساحات الوطنية، ومن الشارع، وآراء الجمهور، وآراء الناس، ومن النزولات الميدانية لأعضاء فرق الحوار التي شملت كل المحافظات وتلمست هموم وقضايا أبناء المحافظات في الشمال والجنوب، وتجسدت وانعكست تلك الهموم والمطالب والقضايا في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ،وحتى أعضاء مؤتمر الحوار هم من عامة الناس، تم اختيارهم من بين الجمهور من بين الشباب في الساحات ومن بين أعضاء الحراك ومن الأطراف السياسية، ونعتقد أن رؤى الحراك أخذت بشكل كبير في هذا الجانب، وتم الأخذ بها بعين الاعتبار. ملبية لتطلعات الناس ويقول الرعيني: مخرجات الحوار الوطني ستكون ملبية لتطلعات الناس، وملامسة لاحتياجاتهم بدون استثناء، كما أنها خلصت إلى التوافق على معالجات لجميع القضايا الوطنية في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تلك القضايا البالغة التعقيد وذلك من أجل الخروج بهذا الوطن إلى بر الأمان، وهنا تقع على الجميع مسألة تعزيز التلاحم وتعميق روح الألفة والمحبة وبث ثقافة الإخاء والتسامح وتكريسها ونبذ النزاعات والخلافات وغيرها. - ويتابع الرعيني: وقد كان الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل الإشكاليات وإصلاح ذات البين ،والحرص على إحقاق الحق وترسيخ العدالة ومبدأ المساوة في ظل دولة مدنية حديثة يأمل الجميع اليوم أن يلمس خيرها في استتباب العدالة والمساوة وتكافؤ الفرص والشراكة الفعلية وهو ما يتطلب من الجميع الدفع نحو هذا الاتجاه لتجاوز كل ما يعيق مسيرة التغيير السلمية. - ويختتم الرعيني بقوله: وينبغي أن تكون رسالة المسجد ودور العلماء والمرشدين واضحة ومساندة وداعمة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وللحمة المجتمع ولبث رسالة التسامح وروح المودة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد، وكون المجتمع اليمني مجتمعاً محافظاً فإن رسالة المسجد هي رسالة مهمة في مثل هذه المجتمعات. توافق محافظ محافظة عدن المهندس وحيد علي رشيد قال: إن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قد تم التوصل إليها من خلال هذا التوافق العريض ومن خلال هذا التوحد الذي شكله كوكبة من أبناء اليمن الذين استطاعوا خلال ما يقارب من عشرة أشهر أن يحققوا مكاسب وتوافقات كبيرة يستطيع من خلالها اليمانيون أن ينشئوا دولة حقيقية، فالمخرجات التي توصل إليها المؤتمرون أتت بعد أن أصروا على تبادل ومناقشة القضايا بمختلف مسمياتها فكانت تلك المحاور التسعة التي جمعت كل شؤون اليمنيين وكونت اللجان وتم النقاش والحوار حتى تم التوافق، وخرجنا بمخرجات رائعة . معنيون جميعاً بالتنفيذ وأضاف رشيد: إن المعني اليوم بتطبيق المخرجات ليس حزبا بعينه ولا قبيلة بعينها ولا هيئة سياسية محددة، إنما المعنيون نحن جميعاً ، ومن أراد أن يؤمم أدوارنا أو أن يلغي حقوقنا، فليس له اليوم مكان، فاليوم لابد من إعادة الروح ومعالجة الأوضاع الصعبة والمعقدة من خلال اللقاء لكل الفعاليات في مختلف الميادين من أصحاب الرأي من أصحاب العقول النيرة.. كما نشير إلى أنه لولا التوافق لما وصلنا إلى ما أصبح اليوم واقعاً ملموساً نرسي مداميكه اليوم بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وفي وضع اللبنة الأساسية الأولى لبناء الدولة المدنية الحديثة، دولة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات وفي الوظيفة والثروة والعدالة والإنصاف. فهنيئا لشعبنا هذا الانتصار الكبير الذي قاد مسيرته وأدارها بنجاح كبير فخامة الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ليصل به إلى مستوى طموحنا في التوافق على حل القضايا الوطنية العالقة منذ ما بعد قيام الثورة. أهمية المخرجات الشيخ حسين الهدار وكيل وزارة الأوقاف لقطاع التوجيه والإرشاد تحدث عن أهمية مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ودور العلماء والخطباء في دعم هذه المخرجات من منطلق توجه الوزارة في بث روح التسامح والتآخي في المجتمع اليمني المسلم والذي ينبغي أن تزول عنه كل المشاكل والفتن لينعم بالراحة والهدوء والاطمئنان والمحبة والألفة التي هي من سمات ديننا الإسلامي الحنيف والتوعية بدعم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي قاده بنجاح الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومعه كل المخلصين من أبناء هذا الوطن. - وأضاف الهدار بالقول: كما يجب على أعلامه أن يوطدوا أسس الدولة المدنية بعيداً عن التناحر والتقاتل والاختلاف، فمخرجات المؤتمر ماهي إلا منبثقة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والذي من الله به علينا كأمة مسلمة، هذه المخرجات تخدم كل أفراد المجتمع اليمني المسلم، وعلى العلماء تحمل واجبهم في هذا الإطار وأن ينشروا هذه المعاني السامية وأن يدعموا مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل حتى ينعم المجتمع اليمني بالخير والصلاح والفلاح. بوابة العبور الشيخ فؤاد البريهي مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد قال: إن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني هي بوابة العبور إلى المستقبل الآمن الذي ينشده كل أبناء الوطن اليمني، وطن يشارك الجميع في بنائه ويشارك الجميع في رسم سياسته، وباعتبار الحوار مقصداً دينياً وسلوكاً نبوياً وغاية سامية وأخلاقية وإرثاً حضارياً يقف خلفه الجميع، وباعتبار ذلك المسلك الوحيد الذي يؤدي إلى تحقيق الشراكة والسلام، واليوم تتعاظم رسالة الخطباء والمرشدين لنقل مفاهيم ومخرجات الحوار الوطني إلى كل أبناء الشعب بالشراكة مع وسائل الإعلام المختلفة لخلق وعي وطني متنور، من خلال الندوات والخطب والملتقيات. القضية الجنوبية الشيخ علوي عبد الله طاهر (أستاذ جامعي وخطيب جامع الهاشمي بالشيخ عثمان) تحدث قائلاً: كثيرة هي القضايا التي تم مناقشتها في مؤتمر الحوار الوطني، ولكن القضية الجنوبية كانت الإشكالية الكبرى التي أخذت جدلاً كثيراً وطويلاً ومتشعباً ومن وجهة نظر مختلفة وبعد جهد جهيد خرج المشاركون بوثيقة حول أهم القضايا الأساسية ويكفي أنها حافظت على كيان الوحدة اليمنية التي كان البعض يريد أن ينهيها أو يعرقل مسيرتها فهذه يمكن أن نقول إنها أدت إلى الاتفاق حول دولة اتحادية، وأنه إذا ما أخلصت النية في التجاوب معها والتجاوب مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل فممكن أن تؤدي إلى خلق حالة جديدة من الاستقرار المنشود ويمكن أن تؤدي إلى حالة من الانطلاق نحو الأمام إذا ما بذلت الجهود المخلصة من قبل المخلصين الشرفاء من أبناء اليمن، ومما لاشك فيه أن ذلك سيكون نقطة البداية لطي صفحة الماضي ونسيان الأحقاد والضغائن وتناسي الماضي بكل سلبياته والبدء بمرحلة جديدة من العمل الجاد والمثمر في سبيل تحقيق أماني الشعب اليمني في الاستقرار والبناء والتنمية والنهوض. تعاطٍ إيجابي مع المخرجات وأضاف الدكتور علوي عبدالله طاهر: ونقول للقلة أو البعض ممن لا يروق لهم أن يروا مدينة عدن على وجه الخصوص والوطن بشكل عام والناس ينعمون بالهدوء والطمأنينة والتي لا تهدف دعاواهم إلا إلى نشر ثقافة الكراهية وقد نبهنا كثيراً سواء من خلال المقالات أو الخطب أو اللقاءات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية بأن ثقافة الكراهية لا تؤدي إلا إلى الدمار، بينما ثقافة التراحم والتآلف والتآزر تؤدي دائماً إلى الوئام والسلام الاجتماعي، ونستطيع القول بأنه إذا ما تم التعاطي الإيجابي مع هذه المخرجات فمن المؤكد أننا سنشهد مرحلة جديدة بشرط أن يتناسى البعض أحقاد الماضي وأن ننطلق إلى مرحلة أرقى في حب الوطن والعمل من أجله والتضحية من أجله والحفاظ على الكيان اليمني الواحد لأن العالم اليوم تربطه المصالح والتآلف والتعاون في إطار كيانات متماسكة وليس كيانات متفككة وهزيلة ونزولا عند قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، كما أن الوسطية هي المطلوبة في ظل التناقضات الموجودة. - واختتم الدكتور علوي حديثه بالقول: ينبغي علينا غرس قيم الخير وحب الوطن بين أوساط الشباب فحب الوطن من الإيمان، وإذا ما تجسد حب الوطن فيهم فإنهم سيضعون ذلك مقياساً ومعياراً للتمييز بين الحق والباطل، فالدعوات التي تريد بناء الوطن واضحة والدعوات التي تريد تخريب الوطن واضحة أيضاً فعلى كل شاب وشابة أن لا يصدقوا كل زاعق وناعق ولا يأخذوا بمقالات الافتراء التي تسيء إلى الوحدة الوطنية وتشتت شمل الأمة لأننا بحاجة إلى لم الشمل للنهوض بهذا المجتمع الذي تأخر كثيراً عن المجتمعات الأخرى، ولا يكون ذلك إلا بالشباب الذين يقع على عاتقهم بناء الوطن، وبنفس القدر نخاطب المؤسسات التعليمية التي تربي وتعلم هؤلاء الشباب أن تنطلق نحو بناء الشباب وتنمية عقولهم بحب الوطن وعلى أسس الوحدة الوطنية وتوثيق عرى اللحمة الوطنية وتعزيز الولاء الوطني فالنهوض بالوطن لا يكون إلا بتلاحم وتعاون وتكاتف الشباب وحتى يتمكنوا من إعادة بناء ما أنخرب وصناعة مستقبل مزدهر ومتطور.