الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تثقيف الأطفال .. مسؤولية مجتمعية في واقع اليمن الجديد
نشر في الجمهورية يوم 30 - 01 - 2014

الأطفال يولدون على الفطرة، ولابد من بنائهم بناءً تكاملياً جسدياً ونفسياً وعقلياً وعلمياً ومعرفياً...إلخ؛ حتى ينشأوا تنشئة صالحة ويكونوا جيلاً واعياً وصاعداً يحمل رسالة وقضية هادفة، وثقافة وتثقيف الأطفال منذ الولادة أمر في غاية الأهمية، وتتعدد الوسائل والأساليب والأنشطة ومصادر تثقيف الأطفال من أجل النهوض بهم ثقافياً في واقع اليمن الجديد والمعاصر، وهذا ما أحببنا أن نسلط الضوء عليه في الاستطلاع التالي:
إعادة نظر
الأخ عبده منصور المحمودي «طالب دكتوراه» قال: ثقافة الطفل تمثل البنية الرئيسة في تشكيل فكر المستقبل وإبداعه.. ويبدو مؤسفاً تدني مستوى الاهتمام بهذا المجال في الواقع اليمني، ولمعالجة ذلك لابد من التفكير الموضوعي المسئول بأهمية البناء العقلي والفكري السليم لمن سيكونون قادة المستقبل ومبدعيه.. ولعل البداية الحقيقية لتشخيص هذا الواقع المؤلم متمثلة في إعادة النظر في مسارات تثقيف الطفل مع شحتها والتي تقدمها المؤسسات الثقافية والإعلامية رسمية وغير رسمية. وبتضافر إجتماعي متكامل وإحساس مشترك يمكن الخروج برؤية استراتيجية وطنية واضحة تضطلع بتنفيذها والعمل عليها المؤسسات الثقافية والإعلامية كافة بموازاة إحساس الأسرة الذي لابد من تجسيده تشجيعاً وتحفيزاً ودعماً تتوافر من خلاله بيئة ثقافية متوائمة مع قدرات الطفل، ميَسِّرةً له عوامل النمو الإيجابي لبنيته الفكرية والثقافية المنشودة.
الاهتمام بالمستقبل
د. عبدالحميد الحسامي: ثقافة الطفل تعني الاهتمام بالمستقبل لأن طفل اليوم هو صانع المستقبل رجلا كأن أم امرأة، وتسعى الأمم الحية إلى رسم استراتيجيات دقيقة للاهتمام بالطفل من جميع مناحي التربية الجسدية والنفسية والعقلية والاجتماعية، ولا شك في أن الاهتمام بالطفل يأخذ مساحة كبيرة من اهتمام الدول المتقدمة، ولعل نظرة سريعة للمجلات التي تهتم بالطفل والقنوات الفضائية والبرامج والمكتبات المدرسية والعامة، تجعلنا نقف على ما ينبغي أن يكون عليه الطفل في اليمن . وأضاف: إن الاهتمام بالطفل اليمن لا يزال في دائرة الغياب فنحن اليوم نتمنى أن يحصل الطفل على حق الرعاية حتى لا يتحول من دور المعول في الأسرة إلى دور العائل ..فعمالة الأطفال في اليمن مرتفعة بأرقام مخيفة تجعل الحديث عن ثقافة الطفل أمرا ثانويًا أو طموحًا بعيدًا.
وأكد أن هناك كثيراً من الوسائل التي تجعلنا نقدم للأطفال ما يزودهم ثقافيًا من إنشاء المرافق الخاصة التي تستوعب الأطفال كالمكتبات المزودة بمتطلبات الطفل، وإنشاء قنوات فضائية خاصة بالطفل تنطلق برامجها من هويتنا وثقافتنا، والاهتمام بالمجلات الخاصة بالأطفال، والقيام بالمؤتمرات الخاصة بالطفولة التي من شأنها دراسة الأوضاع الثقافية للطفل والارتقاء بها، والاهتمام بالمواد الثقافية التي ترتقي بمستوى الأطفال ضمن المناهج الدراسية ضمن استراتيجية دقيقة وعلمية، وبما يتواكب مع تحولات الحياة المعاصرة .
فهم البيئة
الأخ مشتاق أحمد الفقيه «موظف» من جانبه قال: ثقافة الطفل تعني وعيه بما يدور حوله, وفهمه للبيئة المحيطة, بحيث يميز بين ما ينفعه وما يضره, وبين الصواب والخطأ .. وأضاف: المشكل الحقيقي في الحياة الأسرية أن أغلبها لا يعتني بتربية الطفل ومنها “تثقيفه”, وغالبية الأسر تهتم برعاية الطفل لا تثقيفه وتنميته وتربيته.. وللأسف نرى ذلك حتى في بيوتات الكثير من المعلمين وبعض المثقفين.. ولن نذهب بعيداً.. فالآباء والأمهات في كثير من الأسر في خصومة مع الثقافة والاطلاع.. فكيف بأطفالهم؟!! وقال الفقيه: لكي ننهض بالطفل ثقافياً يجب أن تعي الأسرة دورها أولاً , ثم على المدرسة أن تجعل “ثقافة الطفل” بضمن مناهجها ومناشطها التي تقدم للطالب, وكم سيكون جميلاً لو أن المدارس تنافست في هذا المضمار .. خاصة منها الأهلية, بدلاً من التنافس في الرسوم الدراسية ..!
وأضاف الفقيه قائلاً: لعل من أساليب تحبيب الثقافة للأطفال الابتعاد عن فرضها عليهم فرضاً, أو جعلها بمثابة العقوبة التي يلجأ إليها الوالدان تجاه الطفل.. وبدلاً من ذلك رصد الحوافز والجوائز لمن يقرأ كتاباً أو يلخصه..
وعلى الوالدين أن يكونا قدوة في هذا الجانب, وعليهم أيضاً أن يقتنوا لأطفالهم القصص المفيدة, والكتيبات التي تستحث تفكيرهم وتحرك عقولهم .. ومن المهم أن يكون هناك مراكز وأندية تعنى بالطفل وثقافته وقيمه بأسلوب شيق وماتع, باستخدام ما يعرف بالتربية باللعب.. وإن لم توجد مثل هذه المراكز يكون على الآباء مسؤولية إيجادها في أحيائهم ومساجدهم ومدارسهم.
احتضان الأطفال
وقال الشاعر عادل نور : ثقافة الطفل - أو بالأصح تثقيف الأطفال - أمر في غاية الأهمية؛ لصنع جيل صاعد يحمل رسالة وقضية برؤية واضحة وهادفة.
وأضاف: في الواقع اليمني لا نجد اهتماماً، أو حتى مجرد التفات لهذا الأمر، مع العلم بأهميته الكبيرة المتمثلة في العائد الإيجابي لبناء مجتمع واع.. وأكد قائلاً: يمكن النهوض بالطفل ثقافياً من خلال إنشاء مكتبات وجهات متخصصة تحتضن الطفل وتعمل على بنائه ثقافياً، وكذلك من خلال إقامة أنشطة ومسابقات خاصة بين الأطفال، سواء على مستوى المدارس أو المديريات أو المحافظات وصولاُ إلى مستوى الجمهورية عامة؛ مما يجعل ذلك حافزاً حقيقياً رغبة في المنافسة والتميز، وبذلك نستطيع أن نجعل أطفال البلاد يحبّون الثقافة ويمجّدونها بدلاً من استعمالهم كأداة لنعيش نحن.
التطوير بالوسائل المرئية
عماد غالب البريهي «خريج من جامعة صنعاء» بدوره قال : من المسلّم به بأن الطفل يولد على الفطرة، لكن للأسف في الواقع اليمني الآباء لا يدركون أن لديهم أطفالاً إلا حين يمرضون، ولذلك من أين سيأتي الاهتمام بالطفل وهو بحاجة إلى من يمد له يد العون كي يرتقي بالمعرفة كحاجته لليد التي سوف تعبر به الشارع كي يصل إلى بر الأمان.
وأضاف: من أجل أن ننهض بالأطفال ثقافياً لابد أن نطورهم بشتى الوسائل المرئية؛ فمثلاً عندما يسمعون للأناشيد الإسلامية أو يشاهدون قنوات فضائية هادفة، تزداد معارفهم وثقافتهم، وكذلك يجب التمييز بين الفروق الفردية بين الأطفال؛ فهناك أطفال حين تجلب لهم لُعب منهم من يحب يلعب ومنهم من يحب يفكها ويركبها ومنهم من عنده الفضول ليكتشف ما بداخلها.
وأكد أن الطفل دائماً ما يأخذ سلوكه من المجتمع الذي يعيش فيه ابتداء بالدرجة الأولى الأسرة ثم المدرسة والمجتمع فمنهم من يأخذ الحلو ومنهم من يأخذ القبيح، وأطفالنا بحاجة إلى رقابة مستمرة للثقافة والتثقيف، لكن هناك عقبة كبيرة أمامنا وهي الفقر، رب الأسرة منهك وراء لقمة العيش، والطفل يفكر بلقمة العيش فكيف سينمو ثقافياً؟.
وقيل: “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر” فمن أجل الرقي بالأطفال لازم نوفر بيئة صحية وبيئة اجتماعية سليمة ووسائل تعليمية بشتى أشكالها وأنواعها بصرية وسمعية...؟ ولابد أن يهتم المجتمع بالطفل فسيلوجياً وصحياً ومادياً، ولابد من نظام تعليمي مخطط يتماشي مع ميول وقدرات ومواهب ورغبات الأطفال.
وما يؤسفني أن التعليم في اليمن عكس الدول المتقدمة حيث في الدول المتقدمة، الأكاديميون الجامعيون هم من يعلمون في مراحل التعليم الأساسي والثانوى، لكن عندنا خريجو الثانوية يعلمون الأطفال؛ متجاهلين أن الأساس هو أهم جزء في البناء، والطفل إذا تعلم أن يخطو الخطوة الأولى ومشى مستحيل أن نعكس تفكيره عندما يكبر.
وهناك ملاحظة مناقشة الموضوع يختلف باختلاف ثقافة الوالدين؛ فهناك مجتمعات لا يهتمون إلا بتربية أجساد أبناهم ويتركوا تربية الأذهان، أما يكفي الطفل عندما يرى والده يقرأ ويصلي أو يكتب ويقوم بتقليده.
ترابط الثقافة بالتعليم
أما الصحفي نبيل الخديري فقال: ثقافة الأطفال تترابط مع تعليمهم، وعملية التثقيف عملية مستمرة لا تتوقف عند سن معين؛ لأن اللبنة الأولى في بناء الإنسان ثقافياً تبدأ منذ الطفولة، والطفولة تسهم إسهاماً هاماً ورئيساً وحاسماً في بناء الشخصية من شتى النواحي الاجتماعية والنفسية والعقلية.
وأضاف: في الوطن العربي ليس هناك أي اهتمام بثقافة الطفل، وإن وجدت فهي شحيحة، مثل توافر مجلات متخصصة بالأطفال.. ومن أجل أن ننهض بالطفل ثقافياً لابد من إنشاء مكتبات في كل حارة، وإصدار مجلات أسبوعية متخصصة بالطفل، وإصدار قنوات متخصصة بتنمية ثقافة الأطفال، ووضع حصص في المدارس تختص بثقافة الأطفال.
مسؤولية مجتمعية
بشير السيفي «يعمل في قطاع خاص» قال: ثقافة الطفل تعتبر مسؤولية مجتمعية، ومصادر ثقافة الطفل عديدة منها الأسرة والجيران والمدرسة ووسائل الإعلام، ومن الأساليب التي يجب زرعها في ثقافة أطفالنا أساليب ثقافة الحوار والاستماع ، وثقافة المشاركة والإبداع وإتاحة لهم وسائل الاتصالات المتطورة بدلاً من زرع أساليب الحفظ وحشو العقول بالمعلومات والتسلط واعتماد التعليم بدلاً من التعلم.
القراءة والاطلاع
المحاسب هشام السفياني يرى أن ثقافة الطفل تعني إبراز جيل مثقف ومتعلم في المستقبل وكيفية تثقيفه ورفع من مستواه الثقافي من عدة أساليب وقال وهذا الاهتمام من قبل وزارة التربية والتعليم يتطلب رفع مستوى المدرسين في المرحلة الابتدائية على وجه الخصوص من خلال تكثيف الدورات التدريبية ,ومن الأساليب لرفع مستوى الطفل ثقافياً هي تحفيزهم من خلال المسابقات والأنشطة الثقافية في المدرسة وتوزيع الجوائز للمبرزين في الجانب الثقافي ,وكذلك إصدار النشرات الثقافية سواء في الأندية التي تهتم بالطفل أو المدارس ,وكذلك وقبل كل شيء الاهتمام من قبل الوالدين من حيث تحفيزهم على القراءة في المجال الثقافي وخاصة في القصص والروايات، ومما يستوجب على الدولة في ظل اليمن الجديد الذي ننشده هو إيجاد انشطة وبرامج ثقافية للطفل في المدرسة وكذلك إصدار صحف ثقافية للأطفال.
الصورة والمجسمات
الزميل: شكري الحذيفي «رئيس قسم الأخبار الدولية في صحيفة الجمهورية» قال : ثقافة الطفل تعني لي أنها البنى المعلوماتية الأساسية التي ينبغي أن يتحصل عليها ضمن تربيته؛ حيث اقتصر فهم المجتمع للتنشئة في الجانب الصحي والبدني وتناسى الجانب العلمي والثقافي والنفسي والارتقاء بالمدارك العقلية والفكرية وإشباع الأطفال بها كل حسب المرحلة التي تتطلبها وبما تتناسب مع السن.. وأضاف: من أنجع الوسائل لإنماء ثقافة الأطفال وحثهم على حب الثقافة والتعلم والاطلاع أن نضع الأطفال منذ صغرهم في بيئة ثقافية تبدأ بالصورة والمجسمات التي تتضمنها الألعاب بحيث تكون الدمى مثلاً توحي بمدلول ومفهوم يمنح الطفل معنى فكرياً متلائماً مع سنه ومستوى تفكيره، وأن لا تكون سطحية ولا خرافية جداً، ومن أهم الوسائل الارتقاء بالوسائل المتبعة في روضات الأطفال حيث تكتفي الروضات بالدراسة الكتبية أكثر من المجسدات والملموسات الحسية التي تعمل على اختصاص الطفل لسنوات من التعلم والقفز قدماً في التفكير المبدع، فيمكن للطفل أن يحاكي تلك المجسمات بأن يصنع مثلها أو يرسم لوحات أو يكتبها أو يحاكي الممثلين أو الفنانين أو المتحدثين دون خجل أو الإحساس بالنقص وعدم القدرة .. وأكد الحذيفي أن العمل المبدع عند الأطفال يبدأ مبكراً ولابد لكي تتفتح مواهبهم أن نتعرف على ميولهم ونعززها، وبالتالي ندرك ما الذي يمكن لكل واحد منهم أن يجيد فنمنحه التثقيف المتناسب مع موهبته.
التنشئة الصحيحة
الطالب محمد الجلال قال: في هذا الوقت أصبحت ثقافة الأطفال هشة وضعيفة، وينبغي الاهتمام بهم وبثقافتهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة؛ كونهم سيكونون هم رواد المستقبل، مضيفاً أنه من الوسائل التي يجب أن تتوافر في ثقافة الأطفال: التنشئة الصحيحة ووجود القدوات في الأسر، بحيث يقتدي الطفل بمن هو أكبر منه، ولذلك ينبغي التركيز على القيام بحملات توعوية لأولياء الأمور بالدور الذي يجب عليهم بحيث يعملوا على تنشئة أطفالهم كما يجب.
مدينة مستهدفة
الأخ محمد نجيب الحميدي «طالب جامعي» لفت أنظارنا إلى تعز الثقافة حيث قال: تعز أصبحت مدينة مستهدفة بإغراقها في الفقر والبطالة، ولا خيار لمتعلميها؛ فإذا سألت أحدهم عن حقوق الطفل لاشك أنه سيجيبك ماذا تعني هذه الحقوق؟.. وأضاف: من أجل أن ننهض بالأطفال ثقافياً لابد من التربية على فطرة الأخلاق والمبادئ وأهداف التعليم أولاً، والسلطة المحلية يجب عليها إيجاد النشاطات المتنوعة في حياة الأطفال مثل: الرياضة والسباحة وغيرها من الأنشطة وكذلك البرامج والمسابقات الثقافية التي تسهم في تطوير الثقافة لدى الأطفال، وإيجاد المكاتب الثقافية وتحسين مستوى الأنشطة المدرسية بشكل متميز التي تجعل للوطن ثروة هامة في الوطنية هم الأجيال الواعية... من ناحية أخرى غالبية أطفال المحافظة الذين أعمارهم ما بين السابعة والخامسة عشرة تجدهم إما في الأسوق أو الشوارع يعملون، ويشقون على عوائلهم التي يعولونها. وهذا يؤثر على ثقافتهم.
اهتمام قليل جداً
العقيد علي مسعد المريسي «يعمل في وزارة الدفاع» قال: الأطفال يمثلون كل المستقبل وتربيتهم وتثقيفهم يقع على عاتق الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام . وثقافة الطفل تعني الاهتمام به وهو لايزال جنيناً في رحم أمه، فالاهتمام بالأم يعني الاهتمام بالطفل، وبعد الولادة يجب العناية بغذائه وصحته الجسدية والنفسية والعقلية في كل مراحله العمرية حتى يكمل الدراسة. أما الاهتمام بالأطفال في الواقع اليمني فهو قليل جداً، ولو درس في مدرسة خاصة، للأسباب التالية: أولاً: نسبة الأمية في اليمن كما يعلم الجميع عالية، وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه . ثانياً المنهج موسع ومعقد حتى المعلمون ينتقدونه، وهو باختصار كارثة على الطلبة، وأخيراً النهوض بالطفل هذا حديث ذو شجون، والمفترض أن المتخصصين يضعون خططاً للنهوض بالنشء، وإذا كان لابد من مشاركتنا فأقول: يحب تغيير المنهج بما يتناسب مع عقليات الأطفال، ووضع الأستاذ المناسب في المكان والتخصص المناسب، والتعامل مع الطفل باحترام من قبل الأسرة أو المعلمين ويلغوا معاقبة الأطفال بالعصا.
مسؤولية الجميع
واختتمت الأخت يسرى الشرجبي «مديرة مركز الطفل الاجتماعي بمؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية - فرع تعز» بالقول: ثقافة الطفل تعني مجموعة من المعارف والمهارات التي تتناسب مع هذه الفئة ويحتاجها ويجب أن يكتسبها، وهي مهمة لبناء شخصية الطفل. طفل اليوم ورجل الغد، وأضافت: النهضة بالطفل ثقافياً مسؤولية الجميع «الأسرة والمدرسة والمجتمع ومنظمات المجتمع المدني»، والاهتمام بهذه الفئة يكون بخلق فعاليات وبرامج ثقافية تتناسب مع عقول هذه الفئة الصغيرة حجماً الكبيرة بما تحويه من قدرات، وأكدت أنه إذا بدأنا بتزويد الأطفال بالمعارف والمهارات منذ نعومة أظافرهم وسن مبكرة فاعلم أنهم سيكبرون وهم حريصون على اكتساب كل ماهو مفيد، فالطفل منذ الميلاد يتلقى ثقافة مجتمعه وأسلوب العيش وطريقة الأكل وهي تعتبر ثقافة، واكتساب الوليد ونطقه بعض الكلمات تعتبر ثقافة، وكلما كبر كبر احتياجه واتسعت دائرة الثقافة عنده.
وعدّدت الشرجبي بعض الوسائل والأساليب والأنشطة التي تنهض بالطفل ثقافياً وأهمها: قراءة قصص الأطفال والكتب المصورة والملونة، وزيارة المكتبات وتشجيع الأطفال باختيار قصص بأنفسهم، وزيارة المراكز العلمية والثقافية، وزيارة المعالم الأثرية والمتاحف، وإقامة دورات وبرامج تخص الأطفال وتكسبهم المعارف والمهارات وما قد تتضمنه من ورش عمل وألعاب وحلقات نقاش والتعبير بالرسم وغيرها.
ووجّهت نداءً بالاهتمام بهذه الفئة وتلبية احتياجاتها؛ وقالت: للأسف هذه الفئة واحتياجاتها مغيبة ومهملة في الواقع اليمني رغم أهميتها؛ فهي الأساس واللبنة الأولى في شخصية الفرد والمواطن الصالح والباني لمجد يمن جديد.. وهكذا رأينا أن ثقافة الطفل وتثقيفه منذ الصغر مسؤولية مجتمعية تبدأ من الأسرة فالمدرسة فالمجتمع، وكل واحد منهم له مسؤوليته للنهوض بالجيل الصاعد والواعد بمستقبل مشرق.. وبالله التوفيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.