- كم أزهو وافتخر وأنا أتابع نجاحات بعض الزملاء في المهجر وهم يحققون نجاحات متتالية في أعمالهم ليقدموا أنموذجاً متميزاً للشباب اليمني الذي يقدر أن يتأقلم مع كل الظروف ويتعايش مع الكل أينما وُجد ، فاليمني بطبعه شخصية مسالم محب للخير، طموح متطلع للنجاح ، ولو تهيأت له الظروف محلياً وساعدته البيئة أن يكون مبدعاً في اليمن لما بحث عن منفذ يغادر فيه الوطن بحثاً عن تحسين ظروفه المعيشية وتحسين وضع أسرته في الوطن بما يكسبه من جهده وتفانيه في الغربة.. ومن النوارس المهاجرة في دولة قطر الزميل المبدع والقلم المتألق ناصر محمد الحربي الذي عرفته من خلال انطلاقته مع القلم الرياضي عبر الوسائل الإعلامية المتاحة في اليمن قبل مغادرته البلد إلى قطر. - ناصر شاب لم يستسلم للظروف ويقف عند نقطة الإحباط التى يعيشها الكثيرون اليوم ، ولم ينتظر أن تأتيه الفرصة بل تحرك إليها بما كان يمتلك من مهارة الكتابة الصحفية وكان لديه من مقومات النجاح التى مكنته أن يفرض نفسه على واقع كله «تثبيط وإحباط وتخذيل». - ناصر الحربي شاب ولد ونشأ في عدن ، ودرس فيها كل مراحل الدراسة وتخرج من ثانوية عبود «كلية عدن» رب أسرة بارك الله له فيها. - ناصر احترف الصحافة في وقت مبكر من حياته ، فكانت ميوله للصحافة أكبر من ميوله إلى وظيفة معلم أو مترجم كونه يمتلك لغة ساعدته ومكنته أن يهيئ لنفسه أرضية صلبة يقف عليها وينطلق منها نحو عالم كان يرسمه لنفسه ولم يرضخ لتدخلات أو أن يقبل الآخرين أن يفكروا له ففكر لنفسه وقرر لنفسه أن يكون غير ما يقرره الآخرون لشباب كثير اليوم..فهو شاب يتمتع بميزة الاستقلالية في اتخاذ القرار. - ناصر نموذج للتفاني والحب لعمله وهو اليوم صحفي محترف لايمكن التشكيك في مهنيته أو حبه لمجاله، فهو كان قد اقترن بالصحافة من خلال الكتابة السياسية في مطلع التسعينيات، وعمل في العديد من الصحف المحلية والعربية، يعمل حالياً كصحفي في دولة قطر، وقد هاجر بطلب خاص من الجريدة التي كان يعمل مراسلاً لها في اليمن وهي جريدة «استاد الدوحة»القطرية، وكان قبل هجرته قد عمل مراسلاً لعديد وسائل إعلام عربية ، ناصر ينتمي لاتحاد الإعلام القطري والاتحاد الدولي للصحافة. - يقول في إحدى المقابلات معه : منذ البدايات الأولى لممارستي الكتابة حيث كنت أهوى كتابة المجلات الحائطية في مدرسة 23 أكتوبر في عدن وبعدها في ثانوية عبود، حيث كنت أكتب الشعر والقصة والمشاركة في المسابقات المدرسية وأتذكر أنني خلال مرحلة الثانوية حزت على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة، وأتذكر أيضاً أن إدارة نادي الوحدة «عدن» اختارتني مع فريق النادي الثقافي وشاركت في مسابقة الأندية التي كانت تعرض على التلفزيون وأنا حينها في فريق الطلائع تحت 15 عاماً وكنت أصغر مشارك في المسابقة الثقافية للأندية مع نادي وحدة عدن ، بالنسبة للكتابة يقول ناصر:لقد شجعني على مواصلة الكتابة أستاذ سوداني مخضرم درسني اللغة العربية يُدعى هاشم عيدروس والذي قال لي : أنت مشروع كاتب كبير في المستقبل .. فكانت كلماته المحفورة في ذاكرتي خير تحفيز لي، وبلا شك الطموحات والآمال تبقى هي المحرك لكل فعل .. وعموماً أعشق التحدي في أي شأن وأؤمن أن عليّ فعل الأشياء التي يعتقد الآخرون أنني لن أستطيع فعلها..ويضيف ناصر بقوله: أما عن المؤثر فليس غير أولئك الذين ألهموني أن أصبح بعض مما كنت أريد وفي مقدمتهم الأستاذ الكبير محمد سعيد سالم الذي كنت أتابع كتاباته منذ الصغر مع نهاية السبعينيات حينما كان سكرتير تحرير مجلة الرياضة التي كانت تصدر في الجنوب حينها ..! - ناصر غربته بدون شك أضافت إليه الكثير ولذلك فهو يرى أن قطر داره وسكنه الإبداعي لأنه وجد فيها التقدير والاحترام .. ويقول : يكفيني شرفاً تقدير القائمين عليها وعلى الإعلام في قطر ككل ويزيدني شرفاً أكثر تقدير الناس والمتابعين لكل ما أقوم به .. والحمد لله أن لذلك صدى ليس في قطر فقط بل وخارج قطر وفي المقدمة بلادي الأم اليمن. - ناصر الحربي لم يعد مشروع قلم أو كاتب صحفي عادي بل أصبح اليوم هامة وقامة إعلامية متميزة يتعلم منها الكثير وأنا ممن شدني نشاطه وتميزه المهني وصرت أتعلم مما يقدمه من مهنية كثيراً في واقعي العملي .. ناصر انتقل نقلة نفاخر به وتحول إلى معلم نتمنى أن يستفيد من تجربته الزملاء في الداخل من خلال برامج تدريبية يقدمها للأقلام المحلية التى كثير منها لازالت كسيحة مهنياً ومادياً .. عمق الهامش : - إلى متى سيظل الوطن طارداً للمبدعين ؟ وإلى متى ستبقى النوارس مهاجرة خارج أوطانها ؟ نحن لا نعرف أن لدينا مبدعين إلا عندما يظهرهم غيرنا لنا ، فهل حان الوقت لإزالة الغشاوة عن أعيننا لنرى مبدعينا في الداخل قبل هجرتهم؟.