النرويج والدنمارك والسويد من أكثر شعوب الأرض سعادة من حيث إيجابية العلاقات الاجتماعية وثانيا على مستوى الأنظمة الاقتصادية الأفضل ومن حيث ريادة الأعمال وتوافر الفرص. والسعادة ( وفق تعريف ويكيبيديا ) هي “شعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً” ، والشعور بالشيء أو الإحساس به هو شيء يتعدى بل ويسمو على مجرد الخوض في تجربة تعكس ذلك الشعور على الشخص، و”إنما هي حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط على الأقل من وجهة نظره. إذن ليست السعادة أن نعيش عمليا حياة خالية من الآلام والضغوط تماما , وإنما أن تكون كذلك من وجهة نظرنا , أي أن زاوية نظرنا لحياتنا تجعلنا نعيش سعداء أو تعساء , ويتمثل ذلك في مثل لشخصين يعيشان في أسرة واحدة يعتقد أحدهم أنه سعيد فيما يوقن الآخر بأن حياته تعيسة! الحديث عن السعادة يجلب السعادة , والتصرف كأشخاص سعداء يجعلنا نقترب من تفاصيلها أكثر وهي التفاصيل التي تجعل لكلمة السعادة قواما واضحا ومفهوما له لون وطعم ورائحة , ويجعلنا نعرف لماذا نحن اليوم أكثر سعادة من أمس أو العكس. كما أن تعدد الخيارات والحرية لدى الناس لاختيار أسلوب الحياة التي يرضون يجعلهم أكثر سعادة وهذا ما أكد عليه 95% من النرويجيين. إذن كشعوب علينا توسيع نطاق الخيارات , والتعامل مع الحرية كخيار وحيد للسعادة لا كسلم نتسلقه للوصول إلى أهدافنا ثم التخلي عنه عند أول فرصة. وكما أن تعدد الفرص وريادة الأعمال تساعدنا على تحسين مستوانا الاقتصادي , هي كذلك توفر لنا حرية الاختيار للعمل وطريقة الحياة التي نحبها , ويجعلنا قادرين على الاستمتاع لحظة بلحظة في ظل الخيارات المتاحة والعمل وفق خيار ما نحب لا ما يجب علينا فعله ولا نجد سواه. وبالتأكيد أن قمة السعادة في رضى النفس وصفاء الروح والارتباط بالله وفق فلسفة الحب لا نظرية الثواب والعقاب ,والسعادة هي نظرتنا الداخلية لما يمكن أن يجعلنا سعداء بعيدا عن التوقعات الغير واقعية والنظرة المثالية.