«ماذا لو» من أروع الأفلام التي رأيتها، ودائما هو خياري الأول عندما أسأل عن فيلمي المفضل.. قصته تتلخص في استغلال الفرص واللحظات مادمنا نملكها فقد يأتي الوقت الذي نتمنى فيه أن تعود ولا نستطيع ان نعيد الزمن. يحكي الفيلم قصة رجل يفقد خطيبته بعد شجار جعلها تتركه وتخرج غاضبه من حياته ومن الحياة، اذ يشاء القدر ان تصتدم السيارة التي استقلتها بشاحنة مسرعة ، ويفقدها! بعدها تقع في يديه مذكراتها ليجدها قد كتبت « في كل علاقة اعلم انه يوجد من يحب الاخر أكثر.. وكل خوفي أن أكون أنا من يحبه أكثر» ويكتشف يومها انه لم تعلم يوما مقدار حبه لها فقد فارقته وهي على يقين بأنها تحبه أكثر مما حبها بل على يقين انه لم يحبها!! ويتألم كثيرا لانه احبها ربما اكثر مما احبته هي لكنها رحلت عنه وهي لاتعلم ذلك.. يستقيظ اليوم التالي متفاجئ إذ يجدها امامه، في البدء لا يستوعب ان كان فقدانها ام رؤيتها هو الحلم! ويستمر في يومه مستغربا بين أحداث رآها سابقا ، محاولته الفاشلة لتغييرتلك الأحداث يجعله يوقن انه سيفقد خطيبته في هذا اليوم مرة اخرى وأن النهاية قد اقتربت . عندما استسلم لفكرة اخذها بعيدا عن كل ما أشغله عنها يوما، وتذكر كل الاشياء التي عاتبته عليها وحاول اصلاحها .. سألها بعد أن هرب بها بعيدا «لو كان هذا اخر يوم في حياتك، ماذا تريدين؟» فردت عليه «الم تفهم ان هذا كل ما أريد أن تكون معي هو كل ما أردت وهو مالم تفهمه يوما» هكذا يستمر في تحقيق يومها المثالي وفي محاولاته اليائسة لابقائها بين المه وسعادتها، تمر اللحظات وتأتي اللحظة حين يلتقيان في مطعمها وبدل من ان تخرج منه غاضبة الى قدرها يخرجان يدا بيد والفرح يملأ قلبها وتستقل السيارة ويتبعها وهو على علم بالمصير لكنه ايضا بعد الم فقدانها الاول ايقن ان الحياة بدونها موت فلم يكن مستعدا لان يخسرها مرة اخرى ، لذا حين اقتربت الشاحنه حماها بجسده ولم يبالي .. تستيقظ هي في المشفى بدموعها ونفس الشخص الذي نقل له خبر وفاتها ينقل لها خبر وفاته. هكذا حين وجدته فارقها وحين تأكدت من حبه فقدته ، لكنها مع كل حزن الفراق، غادرت الحيرة بالها، وسكنها هو بكل لحظة وبكل اغانيها عاشت بحبه وبذكرى يومهما المثالي في كل تفاصيله .. وهو غادر الحياة التي لم يستطع عيشها بدونها لكنه عاش بداخلها وحقق لها كل ما تمنت .. فحتى لا نعيش حياتنا ب « ماذا لو « فلنفعل ! ونخبر من نحب اننا نحبهم ولنستغل يومنا ولحظتنا بتحقيق ماسنندم على عدم تحقيقه. ما دمنا نملك الفرصة فغدا ليس بيدينا ولا حتى اللحظة القادمة نملكها فلنحمد الله على الوقت الذي يعطينا لتصحيح اخطائنا ولنصححها .. فحياة ملؤها الندم ليست حياة.