على الرغم من الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، وأزمة خدمات طاحنة، بدأ اليمنيون شهر رمضان هذا العام، وسط جدل غير مسبوق ومفعم بالتعليقات والنوادر التي جمعت بين السياسية والاجتماعية والفكاهية، بعد أن استبقوا جميع الدول العربية في صيام هذا الشهر الفضيل في حالة نادرة جداً. ودافع عدد من اليمنيين عن صحة هذا الصيام الذي أكده أيضاً فقهاء الأهلّة فلكياً وشرعياً. وبدأ اليمن أول أيام شهر رمضان المبارك هذا العام 1435ه يوم السبت 28 يونيو الماضي، بعد إعلان دار الإفتاء الشرعية ثبوت رؤية هلال شهر رمضان مساء الجمعة ال29 من شهر شعبان، من قبل لجنة ألأهلة بمحافظة الحديدة واستنادا إلى الحكم الصادر من القاضي المناوب بمحكمة شمال الحديدة والمعمد من رئيس محكمة الاستئناف بمحافظة الحديدة القاضي أحمد البعداني. جاء ذلك في وقت أعلنت فيه المملكة العربية السعودية وكل من دولة قطر والإمارات والكويت والأردن ومصر وسوريا وتركيا والعراق أن يوم السبت مكمل لشهر شعبان، وأن أول أيام شهر رمضان المبارك هو يوم الأحد 29 يونيو، نظراً لعدم ثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك ولقول النبي صلى الله عليه وسلم “فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين”.. شافوا الهلال صمنا يقول المواطن حزام الخولاني: “هو صحيح أنه كل سنة نتبع إفطارنا وصومنا مع دول الجوار وبقية الدول العربية الأخرى، لكن هذه السنة ربما اختلفنا بسبب أنه أصبحت لنا استقلالية سياسياً”. ويقول المواطن حميد الوشاح: “ لو لاحظنا العام الماضي صمنا مع بعض دول الجوار وطلع صيامنا غلط، بمعنى فطرنا يوم بداية شهر رمضان، ورجعوا اعتذروا. وهذا العام صمنا السبت وطلع صيامنا صحيح، وهو ما اثبته ظهور الهلال في اليوم الثاني. هذا الأمر يؤثر أو ما يؤثر على علاقة اليمن بالدول الأخرى ما يهمناش، أهم شيء نرضي الله، رضى الله قبل رضى الناس. ما دخل السياسة في الدين، الدين على جمب والسياسة على جمب، عندنا مثل ديني أو مقالة دينية تقول “خامس الصوم صوم” ولو حسبنا على العام الماضي صمنا الثلاثاء إذن هذا العام صومنا السبت”. من جانبه قال بكيل قراضة، هو الآخر مواطن: “علماء أجلاء راقبوا الهلال وبلغوا القضاء أن هذا أول أيام رمضان، لن يكون الصوم باطلا هكذا على مزاج أي واحد ولا سياسياً، شافوا الهلال صمنا، افطروا لرؤيته وصوموا لرؤيته”. وتابع قراضة: “رمضان تميز هذا العام بنوادره التي من أهمها استبقانا في صومه للعرب جميعاً. في المقابل جاء الشهر الكريم هذا العام في ظل أزمة غير مسبوقة في الخدمات، الكهرباء وسائل النقل معطلة نهائياً..”. صيام اليمنيين صائباً فلكياً وشرعياً بدوره يؤكد الخبير في علم الفلك القاضي أحمد الجوبي، أن صيام اليمنيين كان صحيحاً، وهو الفلكي الذي سبق وأعلن مطلع يونيو الماضي أن أول أيام شهر رمضان المبارك سيصادف يوم السبت 28 يونيو 2014م،: “صيام اليمنيين كان قرارا صائباً لأن الهلال غرب بعد غروب الشمس بثلاث دقائق و19 ثانية، يعني وقتاً كافياً لرؤية. القمر طلع يوم الجمعة 27 يونيو بعد شروق الشمس بدقيقة و 51 ثانية، وتوسط بعد زوال الشمس بدقيقة وخمس ثوان، وغرب بعد غروب الشمس، وهذا هو المكث، بثلاث دقائق و 19 ثانية، وكان يعتبر يوم الجمعة الموافق 27 يونيو 2014م هو اليوم الأخير من شهر شعبان فلكيا وشرعيا”. وأضاف الخبير الجوبي: “دائماً نحن نقدر المنازل والحساب ونتحرى في دقة غروب الأهلة سنوياً، ولكن ما نجده عند دول الجوار من دخول رمضان مخالف للتوقعات العلمية سنوياً، نعلن أن بداية رمضان يوم كذا، ويصادف أن إعلانهم بعدنا بيوم، هذا ينم عن أنه قرار سياسي ليس أكثر. هلال رمضان وتقنية HD قرار بدء صيام اليمنيين بمفردهم هذا العام كان مجالاً للنكت السياسية أيضاً. إذ تداول اليمنييون عديد الطرائف والنوادر على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك ووأتسآب. وقالت إحدى النوادر “الدول التي بدأ فيها رمضان يوم السبت: أمريكا، كندا، روسيا، تركيا، أوروبا، اليمن، كلها دول عظمى.. والله وصرنا ننافسهم بدون كهرباء، كيف لو معانا كهرباء. وذكرت بعض النوادر أن سر رؤية لجنة الفتوى باليمن لهلال رمضان هو الظلام الدامس الذي يعيشه اليمنيون بسبب الإنطفاء المستمر للتيار الكهربائي وقالت “الشكر موصول لوزارة الكهرباء اليمنية التي أطفأت الأضواء فشاهد اليمنيون هلال رمضان بتقنية HD”. مخالفة في مرات قليلة منذ سنوات طويلة لم يخالف اليمنيون دول الجوار في غرة رمضان سوى مرات قليلة يصيبون فيها غالباً، كما يقول المواطن يحيى عبدالقادر زبارة: “أتذكر آخر مرة صمنا خلافاً لدول الجوار السعودية في عام 2006م أثناء الانتخابات الرئاسية، صمنا قبلهم وكان صيامنا صحيحا. وهذا العام كان صيامنا صحيحا أيضاً لأننا صمنا قبلهم بيوم.
