الحوثيون يعرضون مشاهد لإسقاط طائرة أمريكية في أجواء محافظة مأرب (فيديو)    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وفاة طفلين ووالدتهما بتهدم منزل شعبي في إحدى قرى محافظة ذمار    رئيس الاتحاد العام للكونغ فو يؤكد ... واجب الشركات والمؤسسات الوطنية ضروري لدعم الشباب والرياضة    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ريمة.. موطن الطبيعة والحصون الأثرية
نشر في الجمهورية يوم 20 - 09 - 2014

قد يتساءل الكثيرون عن ريمة؛ هل الاسم الذي نسبت إليه ريمة مدينة أم حصن أو وادٍ؛ وللإجابة عن هذه التساؤلات رجعنا إلى الأستاذ المؤرخ حيدر علي ناجي العزي الذي قال: يعتقد البعض أن الاسم ريمة دلالة على هذا الارتفاع الشاهق في الجبال، حيث يقول بن منظور في لسان العرب في تفسيره لكلمة ريم بالدرجة، وهذه الكلمة ربما تميل إلى معنى الجبال الصغار، إذا كانت التسمية جاءت من تهامة وأطلقت على جبال الحواز الغربية ثم تمّت السيطرة على الجبال العالية فيما بعد، وورد اسم ريمة في النقوش اليمنية القديمة «ذريمت» بأنها معبد أو إله.
والسؤال الذي يفرض نفسه إذا كان «ريمة» لفظاً مقدّساً يطلق كلقب للآلهة كما ذكر أن الملوك اليمنيين كانوا يطلقون على أنفسهم ألقاباً متعدّدة وأحياناً كانوا يستخدمون الألقاب الإلهية مثل ريام أو ريم؛ ما يعني أن ريمة تعني السامية أو المتسامية، ونجد الكثير من الحصون والقلاع تحمل اسم ريمة مما يدلُّ على أن إطلاق الاسم إنما يعني التبرك والاعتزاز مثل عزان من العز ونوفان من النيافة.
الموقع والحدود
تقع ريمة جغرافياً في وسط غرب سلسلة جبال اليمن الغربية المواجهة للبحر الأحمر المسمّى جبال السراة إلى الغرب من خط تقسيم المياه الممتد بين محافظتي صنعاء وإب، ويحيط بها من ثلاث جهات، أهم واديين من الأودية الخمسة التي تصب في البحر الأحمر وهما واديا «رمع وسهام» ويحدّها إدارياً من الشرق والجنوب مديريات جبل الشرق وعتمة ووصابين من محافظة ذمار، مديريات الحجيلة وبرع والسخنة وبيت الفقيه من محافظة الحديدة.
المساحة والسكان
تُعد محافظة ريمة من أعلى المناطق الريفية كثافة بالسكان نظراً لطبيعتها الجبلية ومساحات السفوح الواسعة الرأسية، حيث تبلغ مساحتها حوالي 2000 كم2 تقريباً، أي ما تساوي نسبة 0.37 % من مساحة الجمهورية اليمنية، وتختلف هذه المساحة بين مديرية وأخرى؛ فبينما تحتل مديرية بلاد الطعام 422 كم2 المرتبة الأولى بنسبة 21.7 % من مساحة المحافظة؛ فإن مديرية كسمة بعد إنشاء مديرية السلفية المرتبة الثانية 41 كم2، وتحتل المرتبة الثالثة مديرية الجبين 350 كم2 والرابعة مديرية الجعفرية 280 كم2 والخامسة مديرية مزهر 260 كم2.
وبلغ عدد سكان محافظة ريمة المقيمين حسب نتائج التعداد الذي جرى مؤخراً حوالي 395.076 نسمة بنسبة 2 % من سكان الجمهورية اليمنية؛ منهم 192.391 نسمة ذكوراً و201.685 نسمة إناثاً، ينتمي هؤلاء السكان إلى حوالي 52243 أسرة مقيمة؛ أي بمعدّل 7.56 نسمة للأسرة الواحدة، وهو معدّل يزيد عن المعدّل العام للجمهورية البالغ 6.83 نسمة للأسرة الواحدة، وتسكن هذه الأسر في 56409 مساكن، أي بمعدّل 0.92 أسرة للمسكن الواحد؛ بينما المعدّل العام للجمهورية يصل إلى 1.04 أسرة للمسكن الواحد.
من المؤشرات الديموغرافية التي تبرز أن زيادة عدد الإناث من جهة وزيادة عدد المساكن من جهة ثانية؛ نجد أن محافظة ريمة كانت طاردة للسكان نتيجة لظروف عديدة ألجأتهم إلى مغادرة مناطقهم بعد أن كانوا ينعمون برخاء معيشي مستقر.
ريمة عبر التاريخ
أشار الهمداني إلى أن تاريخ ريمة يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، حيث كانت تسمّى «مخلاف جبلان» الواقع ما بين يشجب مدينة الشرق حالياً ومخاليف غربي ذمار، وإليه ينسب يشجب بن قحطان، وقد لعبت ريمة أدواراً وجرت فيها أحداث تاريخية كما تشير الأبحاث والدراسات خصوصاً في عهد الدولة القتبانية والدولة السبئية والحميرية وكذا في الفترة الإسلامية وحتى العصر الحديث، حيث أظهرت النقوش التي عثر عليها مؤخراً في جبل الدومر بمديرية السلفية أن ريمة واحدة من دويلات الدولة القتبانية وفيها قبيلة تتبع أولاد عم الإله الرسمي لدولة قتبان، وهي قبيلة عجب بني الواحدي مديرية السلفية، كما ذكرت النقوش وجود معبدين للإله عم ومن مخلاف جبلان ريمة كانت الدولة القتبانية تسيطر وتحمي سواحل البحر الأحمر الذي كان يقع تحت سلطتها، ثم إن هذه المنطقة كانت مطمعاً لكثير من القبائل والأسر اليمنية التي انتقلت للعيش فيها مؤخّراً نظراً لأراضيها الخصبة التي تتميز بمدرجاتها الزراعية وجبالها المكسية بالخضرة وقراها المتنائرة على قمم الجبال وحصونها ومواقعها الأثرية المطلّة على عدد من القرى والوديان وسهل تهامة ووصاب وعتمة وآنس المشيّدة على قمم جبالها العالية والتي تمثّل حماية طبيعية لها وتتميّز بمواقع فريدة كغيرها من القلاع والحصون الحربية في اليمن استخدمت كمواقع دفاعية محاطة بالأسوار والأبراج الدفاعية شرف كل منها على أراضٍ شاسعة وانتشار المباني السكنية للفرق العسكرية مبنية بأحجار الصلصال المصقولة والمهذبة؛ غالباً تتكون أربعة أدوار خصّصت الثلاثة الأولى كمتارس حربية والدور الرابع خصّص للسكن طمست آثار مبانٍ معظمها ولم يبق من آثارها إلا بقايا أساسات المباني والأسوار والأبراج وبعض أكرفة صهاريج المياه المنحوتة في الصخر مطلية بمادة القضاض ومدافن الحبوب التي هي عبارة عن بناء على شكل اسطواني وسقايا اسطوانية التي كانت تستخدم لتجميع وتوزيع مياه الأمطار وكهوف مفتوحة على قمم الجبال بالإضافة إلى وجود العديد من المقابر التي لا يُعرف إلى أي الحقب تعود، كما توجد في بعض الحصون مساجد صغيرة مبنية بأحجار مصقولة ومهذّبة كما في مسجد ظلملم الذي تقدّر مساحته بطول عشرة أمتار وعرض عشرة أمتار مبنية بأحجار قديمة كبيرة الحجم، أما حصن مسعود في مديرية الجبين وحصن قلعة المنتصر في السلفية فلايزالان وتسكنهما بعض الأسر وكذلك قشلة الجبين التي تسكنها قيادة الأمن في الجبين وبعض موظفي الدولة يعود تشييد حصونها إلى فترات حكم العثمانيين؛ إلا أن بعض الأهالي يشيرون إلى وجود مخربشات وكتابات بخط المسند في بعض صخور حصن الطويلة في مديرية الجبين، وإذا ما تم بحث ذلك فإن تاريخ ريمة وحصونها يعود إلى عصر ما قبل التاريخ، وقد ذكرت أسماء بعض الحصون في كتاب معجم بلدان اليمن وقبائلها، وتتميّز مديريتا الجبين والسلفية بوجود العديد منها.
كما تتميز ريمة بمواقع طبيعية في عزل وقرى مديرياتها خاصة مديرية كسمة والجعفرية؛ حيث توجد العديد من الأودية والغيول الجارية طوال العام، كما تتميّز بمدرجاتها ومناظرها الخلابة لتشكّل تناغماً موسيقياً وسمفونياً بديعاً تستقبل زائريها بلوحة فنية بديعة الجمال بخرير ينابيعها ودعابة نسمّيها العليل وبتناظم موسيقى الطيور تشرح النفس، تتساقط مياه الأمطار فيها مكوّنة العديد من الشلالات والغيول الطبيعية مشكّلة لوحة طبيعية خلابة كشلال الذرح في عزلة يامن كسمة وشلال المورد في عزلة بني مصعب كسمة وشلال ضاحية الركب في مديرية الجعفرية، وشلالات عزلة بني الجعد التي على قمم جبالها ترى الغيوم الملبدة تتساقط أمطاراً مكوّنة الشلالات العديدة، فهذه الشلالات في مديريتي كسمة والجعفرية تمتلك مقوّمات طبيعية تؤهلها لتتبوأ مركز الصدارة في عملية الجذب السياحي الداخلي والخارجي إذا ما توافرت البنية التحتية من شق وإنارة ومياه وغيرها.
وإلى جانب المواقع الطبيعية والحصون الأثرية ينتشر في محافظة ريمة عدد كبير من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى فترات ما قبل الإسلام خصوصاً في مديرية السلفية كقرية الحقب المبنية فوق خرائب موقع الأثرية يعود تاريخه إلى عصر ما قبل الإسلام؛ تبدو خرائب المدينة الثرية في هيئة تل على هضبة مرتفعة جدران مبانيها يصل أحياناً إلى مترين بأحجار أثرية مميّزة، وتوجد في الناحية الشرقية من القرية توجد فيه مبنية بأحجار مزخرفة في أحد جدرانها حجر كتب عليها بخط المسند العبارة التقليدية التي كانت تُكتب بشكل ملحوظ على المباني القتبانية هي عبارة «ود أب» بمعنى هذا المبنى وضع في حماية الإله، ودر وجبل ذهبوا الواقع في جبل عزان على قمته خرائب لمدينة قديمة أحجارها من الجرانيت منحوتة ومصقولة، وعلى قمة هذا الجبل مقبرة يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام مغطّاة بألواح حجرية أحجار الجرانيت مصقولة بشكل بارع، وقد عثر على نقش للعبارة التقليدية «ود اب» كما وجد حجر ارتفاع 70×70 سم تقريباً عليه كتابة بخط المسند، وهذه الخرائب بقايا معبد من المعابد الثلاثة التي ذكر نقشها في جبل الدومر على هيئة سلسلة جبلية تنتشر على قمته قرى صغيرة متناثرة تزيّن بعضها القباب الجبلية والمدرجات الزراعية التي تنتشر على أجزاء متفرّقة منه، حيث يوجد في سفحه الغربي حصن ذهان وقرية محالية التي كانت تقوم أسفلها مدينة قديمة تعود إلى فترة ما قبل الإسلام عثر في خرائبها على نقش يحمل اسم «ه ج رن – ع ج ب م» أي مدينة عجيم، تسكن فيها عشيرة تابعة لاتحاد عشائر أولاد الإله «ع م القتبانية» كما يظهر من النقش والخرائب معبد ضخم للإله «ع م» ويحمل اسم المدينة عجم، كما أن النقش يذكر معبداً آخر للإله «س ح ر ن» الذي توجد خرائبه في جبل «رهبو» المشار إليه سابقاً ويذكر النقش معبداً آخر للإله عجم تقع خرائبه في قرية العدن في بني الواحدي التي فيها آثار خرائب بقايا المدينة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام، وقد عثر على تمثال برونزي لامرأة، أما خرائب مدينة عجم فهي تنتشر أسفل قرية محالية وحصن دهان، وهذه المنطقة بحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث الأثرية لوجود بعض النحوت الصخرية على بعض الأحجار من جدران المدرّجات الزراعية.
نخلص بالقول إن ريمة بمدرجاتها الزراعية ومناظرها الخلابة ومواقعها الطبيعية وحصونها وقلاعها ومبانيها الأثرية تمتلك مقوّمات ومعالم سياحية مهمّة ما يؤهلها لجذب السياحة المحلية والدولية خصوصاً إذا ما تم شق وتعبيد الطرق وتوصيل شبكة المياه وخطوط الكهرباء إلى تلك المعالم والقرى والعزل التي تمتلك مقوّمات السياحة الطبيعية بالإضافة إلى القيام بإعادة بناء وترميم وتسوير تلك المعالم وتوفير الخدمات السياحية من فنادق ومطاعم واستراحات ومنزهات فإنها بلا شك ستجذب العديد من السيّاح والزوار إلى المنطقة وتنال شغفهم وإعجابهم.
أهم الحصون والقلاع في ريمة
1 حصن قلعة المنتصر: في مركز مديرية السلفية عزلة بني نفيع يعود تاريخ بنائه إلى العام 1208ه وهو عبارة عن حصنين قائمين ويحيط بكلا الحصنين سور؛ يوجد داخل السور نوبتان للحراسة، واحدة في الشمال والأخرى في الجنوب، وداخل السور حوض للماء، كما يوجد في الحينين 15 مدفناً لخزن الحبوب والمؤن وجامع يعود تاريخ بنائه إلى العام 1214 ه ويوجد سد في الواجهة الغربية لحجز مياه الأمطار، وهناك آثار ضرب تعرّض لها الحصن من قبل القوات العثمانية، والحصنان مازالا قائمين تستخدم مبانيها للسكن من قبل أحفاد آل المنتصر.
2 حصن مسعود: ويقع شرق الجبين عبارة عن ثلاثة أدوار محاطة بسور لاتزال مبانيه قائمة وبعض أجزاء السور مهدمة، وتوجد وسط ساحته صهاريج ومدافن مطلية بمادة القضاض يتم استخدامها لخزن المياه والحبوب وعلى جدران الحصن عدة فتحات كانت تستخدم لفوهات المدافع.
3 حصن اللمهيل: يُعد من أهم المباني الأثرية في مديرية الجعفرية، حيث يعود بناؤه إلى مئات السنين وتميّز بفنه المعماري الأصيل، ويقع على قمة جبل اللمهيل مما يجعل القرى والوديان الواقعة أسفل منه وكأنها راكعة بين يديه؛ إذ يطل المبنى على واديين يعتبران من أهم الأودية في المديرية هما وادي بني سعيد ووادي بني الحرازي ويتكون الحصن من المباني الآتية: مبنى كان يستخدم مقراً لحاكم أو عامل المديرية، وهو مكوّن من ثلاثة أدوار ويقع في الجهة القبلية للحصن وله بوابتان كبيرتان شمالية وقبلية، وقد أعيد ترميمه ولايزال قائماً
4 حصن غوران.
5 حصن دنوة في بني الضبيبي مديرية الجبين.
6 حصن مشحم بني أبو الضيف بالجيبر.
7 حصن الطويلة محافظة الجبين، ويشير أهالي المنطقة إلى أنه توجد على صخوره كتابات ومخربشات بخط المسند.
8 حصن دار الجبل يقع على قمة بني العبدي مديرية السلفية، كما تتميّز مديرية كسمة علاوة على المواقع الطبيعية بالعديد من القلع والحصون الحربية على النحو التالي:
1 قلعة حصينة وتقع على رأس جبل الجون ويعود تاريخها إلى الفترة الأولى لحكم العثمانيين لليمن مبنية بأحجار صخرية مهندمة بدقّة وعناية، تنتشر في القلعة منشآت وأبراج دفاعية موزّعة على الأسوار المحيطة بالقلعة، وفي داخل القلعة صهاريج للمياه محفورة في الصخر طُليت جدرانها بمادة القضاض لمنع تسرُّب المياه بالإضافة إلى درج محفورة في الصخر لتسهيل النزول إلى قاع الصهاريج وفي الناحية الجنوبية من القلعة يوجد بناء مربع الشكل ربما كان يستخدم مسجداً للصلاة للمرابطين بالقلعة، وفي القرب من المسجد بناء مربع كبير مبني بأحجار مهندمة مصقولة تحيط بها أربعة أبراج دفاعية كان يستخدم لإقامة القادة العسكريين، وهناك تحصين رهيب للقلعة سوداء داخل القلعة أو خارجها، فهي محاطة ببرجين دفاعيين من جانبي البوابة في الناحية الغربية جدرانها بنيت بأحجار كبيرة لم يبق سوى بعض الجدران والإطلال منها والوصول إلى القلعة عبر طريق مرصوف بالأحجار المنحوتة في الصخرة مطلية بمادة القضاض مسقوفة ولها باب صغير يتم الدخول منه إلى الصهريج.
2 جبل القفل: في قمته قلعة حربية حصينة تشبه قلعة جبل الجون.
3 قلعة جبل ظلملم يقع الجبل في الجهة الغربية من كسمة شاهق الارتفاع يطل على مركز مديرية جعفرية من جهة الشرق على قمته توجد قلعة حربية حصينة رصفت الطريق المؤدّية إليه بالأحجار من أسفل الجبل حتى بوابة القلعة له طريقان في جهتين متقابتين ثم تلتقيان في المنتصف ثم تفترقان وتلتقيان في بوابة القلعة، وللقلعة بوابة وبرجان دفاعيان وسور يحيط بها، وبها صهاريج المياه ومدافن للحبوب خرائبها متفرّقة وأحجار القلعة مهندمة ومصقولة.
4 قلعة جبل هكر: يقع في عزلة الجبوب، وهو جبل مرتفع يشرف على وادي رماع، في قمته قلعة حربية حصينة بها صهريجان كبيران كانا يستخدمان لحفظ مياه الأمطار، ويتميّزان بحجمهما الكبير وجدرانهما المغطّاة بطبقة من القضاض لمنع تسرُّب المياه إلى الصخور.
5 جبل حذر يقع في عزلة البقعة بالجهة الغربية من ناحية كسمة؛ توجد في أعلى قمته بقايا القلعة حربية وصهاريج مياه محفورة الصخر جدرانها مطلية بمادة القضاض، إضافة إلى مدافن حبوب وبقايا طريق مرصوفة بالأحجار كانت ممتدة من أسفل الجبل حتى القلعة منتشرة في الناحية الجنوبية للجبل.
6 جبل كبورة يقع في الجهة الغربية من مديرية كسمة إلى جوار جبل حذر، حيث توجد على قمته بقايا القلعة ومدافن الحبوب وصهاريج المياه.
7 جبل بعشم يقع إلى جانب جبل القفر في عزلة الجون ويطل على وادي ضحيان مديرية مزهر حالياً الناحية الغربية وفي قمته أيضاً توجد قلعة حربية حصينة لم يبق منها سوى بعض الخرائب وبعض جدران المباني التي كانت قائمة فيها إضافة إلى صهاريج المياه ومدافن الحبوب.
8 جبل الشبوة: يقع في عزلة يامن يشرف على قرية الروض من مديرية كسمة على قمته بقايا خرائب القلعة وصهاريج المياه ومدافن الحبوب.
9 جبل السحوة: ويقع في عزلة يامن.
10 جبل بلق: يقع أيضاً في عزلة يامن ويشرف على وادي ضيحان.
11 جبل أسود يقع في مديرية الجعفرية وهو عبارة عن صحن قديم شُيّد في الفترة الأولى لحكم العثمانيين؛ استخدم كموقع عسكري وفيه توجد مدافن مطمورة وعدد من الأكرفة وصهاريج المياه مبنية من الأحجار ومطلية بمادة القضاض.
12 جبل شهران ويقع في مديرية مزهر.
13 جبل يفعان ويقع في مديرية السلفية.
14 جبل ظفار ويقع في مديرية السلفية.
15 حب الشرف ويقع في مديرية السلفية.
المواقع الأثرية
تتميّز مديرية السلفية بالعديد من المواقع الأثرية فيها وهي:
1 محل سبأ (قرية الحب) وقد أقيمت على هضبة مرتفعة فوق خرائب موقع أثري يعود تاريخه إلى عصور ما قبل الإسلام؛ وذلك من خلال أنواع الأحجار القديمة إضافة إلى الكتابات الموجودة على بعض الأحجار التي استخدمت في جدران المباني الحديثة وترتفع جدران المباني القديمة لارتفاع يصل إلى مترين بأحجارها الأثرية المميزة، كما توجد في الناحية الشرقية قبة مزخرفية هندسياً استخدمت في بنائها أحجار قديمة وفي إحدى جدران القبة حجر كتب عليه بخط المسند العبارة التقليدية التي كُتب على المباني القتبائية هي (ود/ ا ب) أي أن المبنى وضع في حماية الإله (ود) وللقبة محراب صغير وجدرانها من الداخل مطلية بمادة القضاض وفي وسط هذه القرية مسجد صغير وربما كان معبداً ببقايا جدران المدينة تنتشر أحجارها الأثرية بين الحقول الزراعية.
2 جبل ذهبو، توجد على قمته خرائب لمدينة قديمة أحجارها مصقولة منحوتة من أحجار الجرانيت وعلى سفحه توجد قبور محفورة كانت مغطاة باللوائح حجرية من أحجار الجرانيت مصقولة بشكل بارع.
3 جبل راعة على قمتة خرائب وأنقاض لقلعة حربية تعود إلى الفترة أولى لحكم العثمانيين، كما تتواجد العديد من القلاع في قمة جبال مديرية السلفية لوجود خرائب على قمتها.
4 تقع في بني الواحدي آثارها تعود إلى فترة ما قبل الإسلام وأخرى إلى العصور الإسلامية، حيث عثر على تمثال برونزي لامرأة، كما يوجد فيها مسجد يعود تاريخ بنائه إلى شهر ربيع أول 852ه مربع الشكل وسقفة محمول على دعامة خشبية مربعة الشكل يحتوي سقفه على مصندقات خشبية مزخرفة بزخارف نباتية ووريقات نباتية متداخلة ومتكرّرة استخدم في تلوينها ماء الذهب، وإلى جوار المسجد ضريح لأحد الأولياء على القبر تابوت خشبي.
5 جبل الدومر، هو عبارة عن سلسلة جبلية تتميّز بمدرجاته الزراعية المنتشرة على أجزاء متفرّقة منه، وقد وزّعت على أجزائه الشمالية قرى صغيرة متناثرة تزيّن بعضها البعض القباب الجميلة، وأهم موقع في هذا الجبل هو حصن «ذهاني» وقرية محالية التي في أسفلها مدينة قديمة تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، وقد عُثر على نقش في خرائبها أطلق علية اسم «ه ج ر ن- ع ج ب ماي» مدينة عجبم وهو اسم لعشيرة تابعة لاتحاد عشائر أولاد «الإله عم» القتباني وفي هذه المدينة معبد ضخم للإله عم يحمل أيضاً اسم المدينة «ع ج م» كما أن النقش يذكر معبداً آخر للإله عم الذي عُثر عليه في قرية العدن بنفس المديرية، كما يذكر النقش اسم معبد إله آخر هو الإله «س خ ر ن» وهي التي عثر عليها في جبل ذهبو، أما خرائب مدينة عجبم فهي تلك المنتشرة أسفل قرية محالية وحصن ذهاني وأخرى طمرتها الأراضي الزراعية.
6 قرية المكتوب، وتقع في عزلة الجداجد في مديرية بلاد الطعام وتوجد فيها صخرة كبيرة يزيد ارتفاعها عن خمسة أمتار وعرضها عن ستة أمتار عليها كتابات بلغة يمنية قديمة، وتقع هذه الصخرة في وادي منبسط وفي قمة الجبل بقايا أساسات لقرية قديمة.
7 قرية الثوري والتي تقع أيضاً في مديرية بلاد الطعام وهي عبارة عن بقايا أساسات لبنايات قديمة تهدّمت وعند شق الطريق عثر على حجر عليها كتابات بلغة يمنية قديمة وبها مدفنان وإليها يأتي سياح فرنسيون.
8 كهف عزلة المسخن، يقع أيضاً في مديرية بلاد الطعام على قمة جبل عزلة المسخن ويوجد فيه كتابات بلغة يمنية قديمة وبقايا عظام السبعة أشخاص تبدو هيئتهم إنهم قُبروا منذ عصور قديمة.
9 القشلة وتقع في مركز المحافظة الجبين، يعود تاريخ بنائها إلى عهد الدولة العثمانية، كما تستخدم كمركز رئيسي لسكن موظفي وجنود الدولة العثمانية إضافة إلى استخدامها كمخازن للأسلحة وتتكون من ثلاثة أدوار وعدة غرف يحيطها سور كبير وله بوابة كبيرة ويعتبر المدخل الوحيد والرئيسي لها، وفي وسط ساحتها توجد مدافن عديدة تستخدم لحفظ الحبوب وصهاريج لخزن المياه وبها مسجد صغير، ولاتزال تستخدم كسكن لموظفي الدولة وقيادة الأمن في الجبين.
10 مقابر جبل وزيم، وتقع في مديرية كسمة أعلى جبل هكر، وهي من ذلك النوع المعروف بالمدافن، ويحتمل إنها تعود إلى فترة ما قبل الإسلام؛ لأنه لم يراع فيها اتجاه القبلة، وإلى جانب المقابر توجد بقايا أساسات مبانٍ يصعب تحديد تاريخها وتاريخ المقبرة.
المواقع الطبيعية
تتميّز ريمة كما سبق أن أشرنا إلى عدة مواقع ومناظر طبيعية ساحرة وخلابة خصوصاً مديريتي الجعفرية وبعض عزل مديرية كسمة وبعض عزل تابعة لمركز المحافظة الجبين ومن أهم هذه المواقع:
1 جبل شرف، ويقع في الحدية عزلة بني الجعدي مديرية الجعفرية، أشجاره مرصوفة على جانبي الطريق المعبدة وعلى قمته جبال مكسية بالخضرة والمدرّجات الجميلة الرائعة، وعلى قمّته يلاحظ وجود أحجار غريبة يصل طولها إلى متر تقريباً مدبّبة الرأس شكلها كالهرم، وربما أن الجبل بركاني.
2 شلال ضاحية الركب: يقع في مديرية الجعفرية، يعتبر من الشلالات الكبيرة والجميلة، وهو عبارة عن مصب مائي تتدفّق مياهه منذ القدم من أعلى جبال الحدية ويجري عبر الصخور بعرض يقدّر بحوالي خمسة أمتار قابل للتوسُّع، ويمتد طوله حتى يصب في الوادي الأخضر بني الغربي مكوّنة لوحة بديعة وجميلة، وهو موسمي يرتبط بسقوط الأمطار.
3 عزلة بني الجعد، وتقع هي الأخرى بنفس مديرية الجعفرية؛ إذ تتمتع أيضاً بمناظر طبيعية جميلة وفريدة، فعلى قمم جبالها ترى الغيوم اللمبّدة تتساقط أمطاراً مكوّنة الشلالات العديدة وتشكّل لوحة ربانية بديعة الجمال، فسبحان الله العلي المتعال الذي وهب.
4 قرية الغرة، تعد قرية تاريخية قديمة تقع في عزلة بني أبو الضيف الجبين، وسمّيت بغرة نسبة إلى غرة العلم والعلماء، فيها وتقع على حافة هضبة جدارها يشكّل سوراً طبيعياً لها، بيوتها متلاصقة لا يصل ارتفاع المباني فيها عن طابقين، وأهم ما يميّزها هو عدم الدخول أو الوصول إليها إلا عبر بوابتها الرئيسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.