الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة ال«26» من سبتمبر.. ملهمة الإبداع الأدبي والفني
حينما تعانق كلمات الشعراء حناجر الفنانين صادحة بالثورة

لعب الشعراء والأدباء والفنانون دوراً حاسماً في الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م، وكان لهم قصب السبق في كتاباتهم وأشعارهم وأغنياتهم الوطنية فكانت كلمات الأشعار كالأسلحة المقاتلة، وتمكن الفنانون باللحن والصوت المدوِّي من النهوض بالجماهير التواقة إلى الخلاص من الذل والاستعباد الملكي والاستعمار البريطاني وتعبئتهم والشد من أزرهم سنين من الدهر، حتى لذّة النصر، في لحظات ما كانت الأقلام في أيدي شعرائها كالجمر لتتحول وعلى أصوات تلك الكوكبة من الفنانين إلى قذائف فجرت من خلالها براكين الأمل المشرق ، لتبقى وعلى مر العصور مرجعاً فنياً وأدبياً يتداوله الأبناء جيلاً بعد جيل، وليس من حق أحد إنكار القصائد والملاحم الشعرية الوطنية الصادقة للشعراء عبدالله هادي سبيت وصالح فقيه ود. سعيد الشيباني وصالح نصيب ولطفي جعفر أمان وعباس الديلمي وإدريس حنبلة ومحمد سعيد جرادة والزبيري والموشكي والمقالح والبردوني ومسرور مبروك وعلي بن علي صبرة وإبراهيم صادق وعلي نصر وصالح أحمد علي سحلول وآخرين، إضافة إلى الدور الريادي الذي أتقن فعله الفنانون: إسكندر ثابت وحسن عطاء وعلي الآنسي ومحمد سعد عبدالله ومحمد مرشد ناجي ومحمد محسن عطروش وعبد الله السمة وأحمد قاسم وأيوب طارش، وأحمد السنيدار وغيرهم..
وهؤلاء جميعاً منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، والذين بقوا ألهموا كثيراً من الشعراء والفنانين اللاحقين والذين أثروا الساحة الأدبية والفنية بالكثير من قصائدهم وفنهم، وفي هذه التناولة سنذكر باختصار بعض الشعراء والفنانين وبعض ما ورد عنهم وجسدوه في ذاكرة التراث اليمني...
الزبيري
ونبدأ مع أبي الأحرار الشهيد (محمد محمود الزبيري) في قصيدته سجل مكانك في التاريخ، هذه القصيدة أشعلت نيران الحماس لدى الجماهير التواقة للتغيير وخاطبت الإنسان والأرض، حيث قال:
سجل مكانك في التاريخ يا قلم
فهاهنا تبعث الأجيال والأمم
وفي واحدة من أهم قصائده في تاريخ الشعر اليمني رائعته “صرخة إلى النائمين” التي كتبها في عدن في العام 1945، ويرى نقاد ودارسون أن هذه القصيدة تعد من ذخائر تثوير الشعب اليمني ضد نظام الإمامة الكهنوتي المستبد، وفي هذه القصيدة تحليل نفسي عميق للإمامة في اليمن ولؤمها وأساليب حكمها، قال في بعض أبياتها:
ناشدتُكِ الإحساسَ يا أقلامُ
أتُزلزلُ الدنيا ونحن نيامُ
قم يا يراعُ , إلى بلادك نادِها
إن كان عندك للشعوب كلامُ
فلطالما أشعلت شعرك حولها
ومن القوافي شعلة وضرامُ
لما أهبت بها تطارد نومها
ضحكت عليك بجفنها الأحلامُ
البردوني
ويقول البردوني مخاطباً النظام الإمامي المستبد بعد ان سئم الشعب من تأخر انفجار الثورة.
أيها العابثون بالشعب زيدوا
ليلنا واملأوه بالأشباح
لغموا دربنا ومدوا دجانا
أطفئوا الشهب وانتصار الصباح
سوف امشي على الجراحات حتى
نشعل الفجر من لهيب الجراح
صالح سحلول
وها هو شاعر الثورة اليمنية الكبير صالح أحمد علي سحلول الذي يقول النقاد إنه عندما قامت الثورة اليمنية المباركة عام 1962م كان شاعرنا الكبير أحد أبطالها ورجالها المخلصين وقد شارك في التصدي لأعدائها بسلاحه وشعره، قلده الزعيم المناضل المرحوم عبدالله السلال قائد الثورة وسام شاعر الثورة في الأسبوع الأول للثورة اعترافاً منه بنضال الشاعر ودفاعه المستميت عن الثورة، ومنذ بداية حياته وقف مع ثورته ووطنه وسخر قريحته الشعرية لمناصرة قضايا وطنه، ويعد شاعر الثورة السبتمبرية، ويؤكد أن الثورة اليمنية لم تقم إلا وقد تشكل حراك ثقافي سبقها وإن كان من قلة أمثال النعمان والأحمدي والزبيري وفي عدن جعل من العلم والاطلاع والمعرفة سلاحاً لها قائلاً: لقد كنت مرافقاً للزبيري والنعمان وتابعاً لهم في العلم والمعرفة فانضممت معهم، ومن الأمثلة على قصائده القصيدة التي قالها عام 1933م وكانت أبياتها ذلك مليئة بالنصح ومجسداً كل الفضائل التي يجب على الثائر التمسك بها كالصبر والصدق والعفو والقنع بالمقسوم وشد أزر الأخ وقت الملمات وغيرها ومحذراً من الرذائل التي يجب على الإنسان الابتعاد عنها كالكبر والفخر المصاحب للبطر والشر وغيرها قال في بعض أبياتها:
قال ابن سحلول يبدع بالفنك
حروف بالمعترف فيها شجاك
حكم بناها على شرع السكك
في البحر سويت للهاجس دكاك
والساع يانسان ذهنن باحذرك
من ذه وهاذه ومن تيه وتاك
(الأول) الصبر ربك يعصمك
تزود الصبر واخبه في شواك
إذا أوله مر طعمه يقيرك
فتاليه شهد من شربه دواك
( واثاني) الصدق هوذي ينجبك
يعليك عند الثريا والسماك
إذا أنت صادق فماحد يغلبك
وإن تحاكيت مسموعه حكاك
(والثالث) العفو عمن يظلمك
وإذا أنت قادر عليه إرفع يداك
كن اسلمه لجل ربي يسلمك
ولو يخايل لك إنه قد جفاك
(والرابع) الكبر حاذر يدهمك
يرديك لا حيث ما عاد لك فكاك
لا تحمل الفخر شف ماجل رك
الفخر يا إنسان مبلي بالهلاك
(والخامس) القنع بالمقسوم لك
وما تيسر من الباري كفاك
لئن ربك تدرك بك درك
ما ينفعك يالهوي كثرة هواك
(والسادسة)لا تفلت صاحبك
كن شد ظهره وهويوزي وزاك
سبيت والزبيدي
وقد ظل الشاعر والفنان اليمني يكتب ويغني للأرض والإنسان ليبين لنا مدى تلك العلاقة المتينة التي تربطه بوطن، فانظروا إلى الشاعر الأستاذ عبدالله هادي سبيت يقول قصيدة حملت أبياتها الثورية والحماسية الكثير من الصور والمعاني الوطنية العظيمة ، كما كان لكلماتها القوية ونبراتها الهادرة الأثر الكبير في نفوس الشباب الذين ازدادوا حماساً وشوقاً للالتحاق بصفوف المناضلين والثوار والقصيدة من ألحان كاتبها وصدح بها الفنان أحمد يوسف الزبيدي وتقول:
يا شاكي السلاح شوف الفجر لاح
حط يدك على المدفع زمان الذل راح
يا شاكي السلاح
أرضي والنبي ويل الأجنبي
ديني ومذهبي يأمرني أن أحمل السلاح
إلى أن يكملها الشاعر بقوله:
يا الله يا شباب آن الاكتتاب
أرضك ملك لك والمغتصب حتماً يزاح
يا شاكي السلاح
السلامي والزبيدي
وقام الشاعر والفنان محمد السلامي بتسجيل أغنيته المعروفة بصوته في إذاعة عدن, والتي اشتهرت فيما بعد بصوت الفنان أحمد يوسف الزبيدي. حيث تقول في مطلعها:
صابر ولا رحمة وباتألم
وأنا ساكت وباتظلم
وأنا ساكت الضحكة شكا فيها
سبيت والمرشدي
كما قدم الأستاذ عبدالله هادي سبيت قصيدة « هنا ردفان» والتي تجسد ارتباط ثورة سبتمبر الثورة الأم بثورة أكتوبر، وقد غرد بها ولحنها الفنان محمد مرشد ناجي وجاء في أحد مقاطعها:
هنا ردفان من فم كل ثائر
ومن روح القبائل والعشائر
إلى أن تقول:
هنا صنعاء العتيدة
هنا عدن المجيدة
هنا الأحرار تصنع مجد غابر
الشيباني والمرشدي
ولا ننسى أن المد الثوري في ذلك الوقت قد وصل إلى ربوع الجزيرة فكان ممن غمره النصر الثوري الشاعر الدكتور سعيد الشيباني والذي كان حينها طالباً في القاهرة فكتب تلك الأغنية المشهورة التي لحنها الفنان الكبير محمد مرشد ناجي وهي “ياطير يا رمادي” وتعبر عن فرحة المغترب بقيام الثورة وما يحمله من شوق إلى الوطن الذي تحرر من كابوس الجهل والمرض والفقر وبدأ يشق طريقه على الدرب الصحيح نحو آفاق الحرية والتقدم والازدهار. ونذكر بمقطع منها إذ يقول:
بالله عليك يا طير يا رمادي
تفرد جناح تردني بلادي
صوت المذيع بكر يدق بابي
يعلن على الدنيا على الروابي
شرع السما وحكمنا النيابي
علي نصر والمرشدي
ومع توالي الانتصارات الثورية كان التوالي أيضاً للأغاني الوطنية فجاءت أغنية «أنا الشعب» للشاعر علي عبدالعزيز نصر والتي لحنها وغناها الفنان المرشدي , وقد عبرت تلك الأغنية تعبيراً حقيقياً وصادقاً عن توحد صفوف أبناء الشعب وما يكنه بداخله من غضب بركاني تجاه تلك الحياة المريرة في ظل كهنوت الإمامة وبطش الاستعمار البريطاني، وجسد فيها الأستاذ علي عبدالعزيز نصر قوة الشعب وإرادته التي لا تقهر تقول مقاطعها:
أنا الشعب زلزلة عاتية
ستخمد نيرانهم غضبتي
ستخرص أصواتهم صيحتي
أنا الشعب عاصفة الطاغية
أمان والمرشدي
وهناك قصيدة أخرى للشاعر لطفي جعفر أمان، لحن وغناء: محمد مرشد ناجي، هذه القصيدة الوطنية الرائعة كان عنوانها أخي كبلوني (سأنتقم) قال في بعض أبياتها:
أخي كبلوني وغلوا لساني واتهموني
باني تعاليت في عفتي ووزعت روحي على تربتي
ستخنق أنفاسهم قبضتي لأني أقدس حريتي
لذا كبلوني وغلوا لساني واتهموني
أخي .. يا أخي أيصفعني الخوف؟ لا يا أخي
أأحبس ناري؟ لا يا أخي أنا لطخة العار في موطني
إذا انهار عرضي ولم أصرخ بحق الوطن.. بهذا القسم
أخي قد نذرت الكفاح العنيد لهذا الوطن
إلى أن أرى أخوتي في السجون وهم طلقاء
يقولون ما مات حتى انتقم
القمندان
وقد قدم الشاعر والفنان القمندان العديد من الأغاني الشعبية المغمورة والمشهورة. من بينها:
بلادنا لحج وواديها تبن
فيها الجناحان يبزج وفالج رب سقاها عدن
لحج الهنا تبن الرخاء لله درك من وطن
بالروح نفديك وهل لك أيها الوادي ثمن
الكبسي والسنيدار
ومما لا جدل حوله إن الكلمة واللحن قدمتا وخلال عقود زمنية دوراً لا يستهان به في إيقاظ وإشعال الروح الوطنية داخل كل فرد عشق تربة هذا الوطن المعطاء.. ومن الأغاني الثورية التي ألهبت حماس الجماهير الثائرة أثناء وبعد الثورة : “برع يا استعمار”, وكالقذيفة” التي شدا الفنان أحمد السنيدار بقصيدة وطنية من ألحانه وكلمات الشاعر إسماعيل الكبسي وتعتبر احد نماذج الشعر الوطني الغنائي المعبر عن الانطلاقة الجبارة ثورة سبتمبر وأكتوبر وهي بعنوان« ثورة الشعب» ومن هدير كلماتها نورد المقطع التالي:
كالقذيفة كالبراكين العنيفة
ثورة الشعب الشريفة
نصيب والآنسي
ولا ننسى وقع القصيدة الوطنية الغنائية للشاعر صالح نصيب بعنوان« ثورة» والتي لحنها وقدمها الأستاذ حسن عطاء كما غناها الفنان الكبير علي بن علي الآنسي، ونختار منها المقاطع التالية:
باسم هذا التراب
والفيافي والرحاب
والجبال الصعاب
سوف نثأر يا أخي
إلى أن تقول أبياتها العظيمة الدلالات
إن في الثورات موتاً
ومن الموت الحياة
إن في الثورات نصراً
تسمع الدنيا صداه
كما يستشهد الشاعر صالح نصيب برمز الثورة العربية جمال عبدالناصر ويقول:
إنها ليست خيال
فاسالوا عنها جمال
فهو قهار المحال
الإرياني وغلاب
ومع تصاعد وتيرة الأحداث على مستوى الساحة الوطنية والعربية يتجلى دور شعرنا الوطني الغنائي للتعبير عن ذلك وتجسيده بين أوساط الجماهير. وها هي قصيدة الشاعر مطهر الأرياني « بلادي» تعبر عن قيام ثورة سبتمبر وتصور مشاهد من فجرها الجميل. وقد قام بتلحينها وتقديمها للجماهير التي استقبلتها بحماس منقطع النظير الفنان عمر غلاب..
يقول الشاعر مطهر الأرياني في قصيدة « بلادي»:
كان أيلول وكان الليل داجي
قاتم الجدران مضروب السياج
فأتينا صارخين
يا جدار الليل إنا قادمون
كما يصور الشاعر تلك الساعات التي تعالى فيها دوي الرشاشات ومدافع الدبابات المصوبة على قصر البشائر بقوله:
وعلى طلقات رشاش ومدفع
اجفل الليل على ذعر واقلع
واستفاق النائمون
يشهدون الليل صبحاً مستبينا.
إلى ان يقول:
إنها الثورة وانداحت عواصف
ورعود وبراكين قواصف
وأطاح الثائرون
بطواغيت العتاة الظالمينا
الأرياني وأيوب
ويغني الفنان أيوب طارش للشاعر مطهر الأرياني أغنيته الجميلة « حارس البن» والتي يحذر فيها أعداء الثورة من العواقب الوخيمة التي ستنالهم اذا ما حاولوا الاقتراب من وهج الثورة أو اعتراض مسيرتها الوطنية المتقدمة حيث تقول كلماتها:
حارس البن في وادي سبأ
شعب كامل
شعب لكن بشعبين
شعب كادح مكافح مقاتل
شعب يقضي به الدين
من يعادي اليمن يبشر بكسر المفاصل
ويذوق الأمرين
الوطن والكرامة يفتديها المواطن
بالقلوب ذي يدقين
ثورة الشعب
فرسان خليفة
وتستمر هتافات الأناشيد وصدحات الأغنية الوطنية بعد قيام ثورة سبتمبر المجيدة لتعبر عن الفرحة والبهجة بانتصار الثورة وانبلاج فجرها الساطع، كما يواصل الفن الغنائي الوطني دوره الذي لا يقل أهمية عن البندقية والمدفع في الدفاع عن الثورة وتثبيت أركانها بالإضافة إلى نشر أهدافها المباركة والتبشير بملامح المستقبل الوضاء والتخلص من مخلفات العهد الإمامي البائد وها هو الفنان فرسان خليفة يشدو بأغنية وطنية يقول مطلعها:
عاد يا بلقيس عهدك من جديد
حي نصر الشعب في اليمن السعيد
عبده عثمان
ولقد اتسعت آمال الجيل الجديد والذي أدرك ان وحدة اليمن في ظل الحرية قريبة المنال وان دور اليمن التاريخي قد تفتحت أبوابه ولن يعود لا برهة وجود من جديد بقول الشاعر عبده عثمان:
يامن تغادر القبور
يا شعبي الذي يثور
لابد أن يعود(ذويزن)
ومأرب وحضرموت لليمن
غداً سنابك الخيول
مجنونة تدوس (أبرهة)
وتختفي إلى الأبد
عيون ليلة (المشوهة)
د. المقالح والفضول
ويقول د. عبدالعزيز المقالح - وهو يتحدث عن الفضول في مقالة سابقة له - لا يستقيم الحديث عن الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) إلا انطلاقاً من تاريخه النضالي المبكر الذي جعل منه - وهو في مطلع الشباب - صوتاً ثورياً هادراً بالحق، ضارباً في صدر الطغيان بمعاول من الكلمات الشعرية والنثرية، وبمستويات نادرة من التعبير تجمع بين الجاد والسخرية الحادة.. وإليه ثم إلى الشهيد عبدالله علي الحكيمي يعود الفضل في بقاء شعلة الحرية في بلادنا مشتعلة بعد فشل الثورة الدستورية التي تفجرت في 17 فبراير 1948م، فقد استطاع المناضلان الكبيران من خلال صحيفتي «السلام» و«الفضول» ان يبقيا جذوة الحرية متقدة ونداء الحق والضمير صارخاً بأعلى ما يكون وأصدق ما يكون، وقال: ولا أنسى ما أثارته في نفسي الصور الشعرية الساخرة التي كان يرسمها الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب، وهو أستاذ بارع في هذا المجال من الفن، ومن ذلك الصورة التالية:
باللحى باللحى أبيدو قواهم
بالمساويك قاوموا الطائرات
فمساويككم أشد وأقوى
ولحاكم من أعظم المعجزات!!
والفضول لم يكتب للحبيب وللمهاجر والمزارع والأرض والوطن والغربة فقط، بل ألهب مشاعر الناس بأجمل الأناشيد الوطنية، مثل : “هذه يومي فسيروا في ضحاها” و “أملؤوا الدنيا ابتساما” و “هتافات شعب” و “ياسماوات بلادي باركينا” و “عطايا تربتي” وغيرها الكثير. لكن أروع هذه المجموعة من الأناشيد الوطنية النشيد الذي اختير نشيداً وطنياً لجنوب الوطن قبل الوحدة، والذي أعيد اختياره ليكون النشيد الوطني لليمن الموحد، بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وإعلان الجمهورية اليمنية وهو :
رددي أيتها الدنيا نشيدي
ردديه وأعيدي وأعيدي
وأذكري في فرحتي كل شهيد
وأمنحيه حللاً من ضوء عيدي
وقال عبدالعزيز المقالح قصائد كثيرة عن الثورة ونستشهد هنا بقصيدة مازال يرددها جميع الشعب ومازال المقالح يتكلم في أكثر من موطن ويعاني مما تمر به اليمن سواء في العهد السابق الإمامي أو اليوم، وتجسد ذلك في قصيدته يا بلادي والتي قال فيها ونختم بها هذه التناولة:
يابلادي وأنت لم تمنحيني
غير أذن مثقوبة وتنائي
بح صوتي على الجبال وتكسرت
أعلى كلً ربوة خرساء
أكل الليل ضوء عينيك أغفى
تحت جفنيك هيكل الظلماء
فلماذا لم تغضبي لم تثوري
أي قلب كصخرة صماء
لا دموعي تهز ذرة رمل
في موانيك أو يهز غنائي
أسفي أن أموت يوماً غريباً
ودم الشوق صارخ في دمائي
ومن هؤلاء أيضاً كثير من الفنانين محمد سعد عبدالله في «با يذوق البرد من ضيع دفاه»، ، ومحمد محسن عطروش في «برع يا استعمار وبوس التراب»، ويوسف أحمد سالم في «الله الله يا أكتوبر»، وكثير من الشعراء كما ذكرنا آنفاً ولا يتسع المقام لذكرهم، الأمر الذي يدل على أن كلمات الشعراء عانقت حناجر الفنانين وصدحت بالثورة وكانت ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م ملهمة الإبداع الأدبي والفني في اليمن حقاً وحقيقة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.