يؤكد خبراء وباحثون أن حوكمة الشركات أو المصارف تُمثل جوهر استراتيجيات وعمليات المؤسسات الحديثة، وتتعاطى مع القضايا الحيوية الخاصة بأداء المؤسسة واستمراريتها، بداية من اختيار مجلس الإدارة واتخاذ القرارات الاستراتيجية، مرورًا بالعمليات اليومية، والامتثال للقانون، فعن طريق الحوكمة يتسنى للمؤسسات إنشاء إطار عام يضمن ممارسات صحيحة، ونمو مستدام، وإدارة رصينة للمخاطر. نحو الولوج إلى الديمومة والاستمرار، ونحو الانتظام الإداري السليم، بل ونحو مهجة تبعث الراحة لرجال المال للحفاظ على شركاتهم، الحوكمة تُوجد كل ذلك، لمَ لا؟ وهي من تنظم سير الأعمال في المنشاة مالياً و إدارياً عبر قوانين تنفذ وتطبق حتى على المالك ذاته، جاءتك طريق نحو الرقي بالمؤسسات والشركات، التي بالتأكيد تنعكس على الاقتصاد الوطني حسب خبراء اقتصادين، المصارف، شأنها شأن أي منشأة تجارية، وقد تكون في المقام إلا ولتكون النموذج الذي يحتذى به في الحوكمة لبقية المنشآت التجارية، وحول ذلك نظم المعهد اليمني للمديرين التابع لنادي الأعمال اليمني بالشراكة مع البنك المركزي اليمني صباح أمس الأول الخميس ورشة عمل بعنوان “الحوكمة وأبعادها على النجاح الاستراتيجي للمصارف” بفندق موفنبيك بصنعاء. وهدفت الورشة التي شارك فيها عدد من رجال المال والأعمال ورؤساء وأعضاء مجالس البنوك، إلى التعرف على افضل الممارسات في حوكمة المصارف والفوائد التي تعود على المصارف الحوكمة والوقوف على أهم المهارات الحديثة في حوكمة المصارف ودور مجلس الإدارات في تنفيذها والاستفادة من خبرات مجالس الإدارات في تصميم خطة عمل تضمن تفعيل الحوكمة في المصارف. وفي الافتتاح تحدث الأخ نبيل المنتصر وكيل البنك المركزي اليمني لقطاع الرقابة على البنوك بكلمة أشار فيها إلى الدور المهم الذي تلعبه الحوكمة للرقي بالبنوك، ومدى أسهمها في تطبيق ذلك وتقديم نفسها كنموذج إداري ومؤسسي لبقية القطاعات التجارية، مشيداً بالدور الذي يقوم به معهد المديرين من البرامج والأنشطة التوعوية في مجال الحوكمة. من ناحيته أكد الأخ منصر القعيطي، رئيس مجلس إدارة بنك التسليف التعاوني الزراعي، “كاك بنك” على أهمية التركيز المستمر وبذل الجهود الجبارة والحثيثة، التي تعمل على إيصال وتحقيق الأهداف المرجوة في تطبيق الحوكمة في المصارف، مشيراً إلى مدى الأهمية التي تضطلع بها الحوكمة، مستشهداً بالعديد من التجارب الدولية التي أقدمت على حوكمة مصارفها، وما ترتب عليها من نجاحات وأثار إيجابية تعمل على ردف الاقتصاد الوطني، حد قوله. الدكتور جابر السنباني القائم بأعمال المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية أكد على الشراكة بين المؤسسة والمعهد اليمني للمديرين الاستراتيجية لما يلعبه المعهد من أدوار فعالة بالتوعية بأهمية الحوكمة، التي أصبحت توجه عالمياً، لما تحتله من أهمية في الرقي المؤسسي والتجاري سواء الشركات أو المصارف. هذا وقدم كل من الدكتور داود الحدابي رئيس المعهد ورقة عمل حول “ دور مجالس الإدارة في تطبيق المفاهيم الحديثة للحوكمة في المصارف “تحدث فيها عن دور مجالس الإدارة وأنواعها وتصنيفاتها، والتحديات التي تواجهها ، كما تطرق إلى الفروق بين مجلس الإدارة والإدارة ذاتها والتوصيفات والمهام لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة. فيما قدم مدير عام بنك اليمن والكويت الإسلامي عامر طوقان ورقة عمل حول “مبررات وفوائد تطبيق الحوكمة في المصارف اليمنية” والتي تطرق فيها إلى أن الحوكمة تعمل على جلب الاستثمار، وتحسين فرص الحصول على راس المال ودخول الأسواق المالية، مشيراً إلى أن الممارسات الجيدة للحوكمة توفر للمساهمين أماناً أكثر على استثماراتهم. كما قدمت مساعد مدير التفتيش بالبنك المركزي اليمني بلقيس الفسيل عرض تعريفي حول دليل حوكمة البنوك، وتعليماته وأدواته، ومراحله والأدوار واللجان المنبثقة عن مجلس الإدارة. وقال احمد الفقيه المدير التنفيذي للمعهد اليمني للمديرين بأن هذه الورشة تأتي في اطار برنامج متكامل للتوعية بالحوكمة للبنوك.. مشيراً إلى العديد من الأنشطة والبرامج الاستشارية والتدريبية حتى ترسم الصورة الكاملة والوصول إلى الأهداف المرجوة المتمثلة بحوكمة المصارف. وأضاف الفقيه بأن المعهد يعمل على إرساء وترسيخ مفهوم الحوكمة بين الأوساط التجارية والاستثمارية، بهدف الرقي بالعمل المؤسسي والتجاري. هذا وقد خرجت الورشة بالعديد من التوصيات أبرزها، تنفيذ سلسلة من البرامج التوعوية حول حوكمة المصارف في ضوء دليل حوكمة المصارف، وتفعيل دور مجالس إدارات المصارف في عملية التوجيه والرقابة المستمرة سعيا في تحسين الأداء والعمل على التقييم الدوري للمصارف ومجالس إداراتها بشكل دوري بغرض التطوير المستمر للأداء.