مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    جامعي تعزّي: استقلال الجنوب مشروع صغير وثروة الجنوب لكل اليمنيين    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    الزندان أحرق أرشيف "شرطة كريتر" لأن ملفاتها تحوي مخازيه ومجونه    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحثاً عن أضحية خالية من العيوب..!
نشر في الجمهورية يوم 15 - 11 - 2010

يأتي العيد وفي كل مرة وهو مثقل بالهموم والأحزان تطير الفرحة عند البعض ليحل محلها الهم والألم' ذلك لأن متطلباته تقصم الظهر خاصة أضاحي العيد, والتي نحن في صدد ذكرها في سياق هذا الاستطلاع:
أضاحي العيد هذه السنة ارتفعت أسعارها بشكل غير معقول، البعض من الناس صار يفكر بأضحية الدجاج ليس اقتناعا منه بذلك وإنما لأنه ليس لديه خيار آخر، وأصبح المواطن بين نار الغلاء والخوف من اللحوم الفاسدة لأن بعض الحيوانات قد تكون مصابة بأمراض خطيرة لأن أكثر المذبوح لا يعرض للكشف الصحي خاصة في القرى والأرياف والتي قد تعرض حياته للخطر.. وفي هذه الزاوية رصدت صحيفة “الجمهورية” آراء بعض المواطنين وجهات الاختصاص حول أضاحي العيد ومشاكلها المتعددة.
زحمة
يقول سلطان مالك صاحب “ملحمة”: تزدحم علينا الأعمال مع قرب عيد الأضحى، بل إن بعض الأحيان قد لا أستطيع مواجهة الطلبات الكثيرة للمواطنين والزبائن والبعض منا يلقى ضالته في هذه الأيام خاصة في الأرياف حيث يكون وقعها أكثر من المدينة حيث يتم استئجارنا لذبح المواشي هناك وبرغم الفائدة الكبيرة، والمبالغ الباهظة، والتي لم نحلم بها حتى طوال أعمال أيام السنة كاملة إلا أن ضغط العمل المتزايد طوال النهار والليل يسبب لنا الكثير من التعب والإرهاق الشديد.
لحم فاسد
هناك كثير من المواطنين خاصة الساكنين في القرى والأرياف أحياناً يشاهدون بعض الجزارين يخرجون إلى هذه المناطق خاصة في وقت الليل ويقومون بسلخ وذبح المواشي النافقة المتوفاة وتقطيع أوصالها ثم يحملونها داخل سيارة ويتم بيعها داخل المحل بالكيلو على عامة الناس.
غش
لكن أحد الجزارين وهو يملك “ملحمة” في المدينة نفى أن يقوم شخص بهذا العمل اللاإنساني وقال: إن الشخص الذي يقوم ببيع لحم فاسد وميت على أنه صالح وسليم شخص فقد كل ما يربطه بهذا العالم من قيم إنسانية وهو لاشك بدون ضمير ومعتوه والحيوان أرقى وأفضل منه بكثير واستطرد بالقول: أنا والحمدلله أقوم وأؤدى عملي بما يرضي الله وأكسب وأطعم أولادي بالحلال وأشعر براحة عندما أقوم بعملي بما تمليه عليّ القيم والمبادىء وشرع الله.
تنظيم عملية الذبح
يلاحظ أن عملية ذبح الأضاحي تتم بطريقة عشوائية حيث لا تخصص أماكن محددة للذبح خاصة في القرى والأرياف حيث تترك مخلفات الذبح وراءها مشاكل عديدة منها ما يسبب أضراراً بيئية للإنسان وتشويه المنظر الجمالي للطبيعة، وأسوأ ما يكون هو انتشار الكلاب الضالة في كل الشوارع والطرقات ووسط الأحياء في المدن والقرى، وهذا يشكل خطورة على الأطفال الصغار وأيضاً الكبار.
منصور الجندي: لم يجد حيلة في الوصول إلى اللحم، لكنه يفكر حالياً في دجاجة يضحي بها قرباناً لله في العيد حيث تحدث قائلاً: بصراحة ظروفي المادية لا تسمح بشراء أضحية العيد وحياتنا لن تتغير كثيراً فنحن نعيش حياة معاكسة على المدى الطويل ويضيف قائلاً: الوضع معقد جداً بالنسبة لي فأنا لدي درزن جهال بين كبير وصغير وأعول والدي ووالدتي وظروفي المادية قاسية وصعبة جداً، وليس سراً أن أخفيك أن الثلاث السنوات الأخيرة وأضحيتي في العيد هي الدجاج والجميع يعرف ذلك بمن فيهم الأصدقاء والساكنون في الحي.. ويستطرد حديثه: أنا لا أصنع هذا لأن الفكرة أعجبتني، وليس لديّ خيار آخر فالراتب المهين، الذي أستلمه لا يكفي حتى لشراء مادة الدقيق والخبز لهذه الأسرة الكبيرة فكيف بباقي المواد الغذائية الأساسية الأخرى خاصة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار.
أسعار.. نار
كثير من الناس يذهبون إلى تلك الأسواق لشراء أضحية العيد أكان ذلك كبشا أو ماشية أو ماعزا أو جديا أو غيرها من الأضاحي.. وبرغم وجود أعداد كثيرة من الحيوانات في السوق إلا أن الأسعار مرتفعة والبعض يعود من السوق بخفي حنين.
معدمون
يذهب معظم الناس من القرى والمدن هذه الأيام إلى الأسواق لشراء أضاح ولحم العيد ومع قرب أيامه تكتظ الأسواق بالحيوانات المختلفة الأشكال والأحجام وتكون في ذروتها، والتي عادة ماتدخل إلى المدينة بأعداد كبيرة من الأرياف والقرى يسوقها أصحابها إلى الأسواق الرئيسية المخصصة والمعدة لمثل هذه الأشياء.. البعض من أهل القرى يقومون بتربية الماشية والأغنام.. الخ.. لمدة سنة كاملة أو قد تصل إلى عدة سنين ثم يقومون ببيعها ويعتمدون عليها في شراء حاجاتهم من أغذية وملابس؛ لأنهم معدمون وليس لهم مصدر دخل.. والبعض يمارسونها تجارة للكسب والثراء إلى جانب أعمالهم ويستغلون أيام المناسبات والأعياد لازدياد طلبات الناس على شراء الأضاحي، والذي يؤدي إلى زيادة ثمنها وتعود عليهم بمبالغ باهظة.
الالتزام بالسُنّة
- محمد صالح 45 عاما يطبق السنة النبوية في الأضحية وهو لا يرتاح إلا في حال ذبح أضحيته بنفسه مهما كان الأمر وقال إنه يفضل ذبح أضحيته بنفسه.. وأضاف: في كل عيد أشتري “جديا أو كبشا” وأقوم بذبحه وسلخه وقد أصبحت هذه العادة ملازمة لنا من أيام زمان وهي ليست عادة إن صح التعبير فهي سُنّة ومن الأفضل تطبيقها..
شراكة
في القرى والأرياف كان يتم شراء ثور أو تبيع أو بقرة بمشاركة مجموعة أفراد يصل عددهم إلى سبعة أفراد أو عشرة ويكون نصيب كل واحد منهم سُبعا أو أكثر أو أقل بقليل ويحضر كل واحد منهم للمشاركة في الذبح حتى يأخذ كل واحد نصيبه.. وكأن في قرارة أنفسهم أنهم ينالون في ذلك الخير والبركة والأجر العظيم لتطبيق السنة يقول المواطن أحمد غيل، 50عاما: تغير في هذا الزمن كل شيء ولم يعد هناك وقت لديهم فهم مشغولون بالعيد في زيارة الأرحام والأهل والأقارب أو مشغولون في أسواق القات؛ لذلك فهم لا يحضرون إلا القليل وقت الذباحة ليس هذا فحسب بل إنهم يقومون بجمع مبلغ من المال ويذهبون به إلى أحد الجزارين بالعمل كله ومن ثم يأخذ كل واحد منهم نصيبه جاهزا.
إهدار الثروة
- ويضيف غيل قائلاً: كان آباؤنا وأجدادنا يصنعون من جلود الحيوانات، التي يتم ذبحها ملابس شتوية وأحزمة ودروعا تقيهم من البرد ويوضح غيل قائلاً ، رغم أن المجتمع كان يعاني الجهل والفقر إلا أنهم كانوا يستشعرون مدى أهمية هذه الجلود ويقومون بتنظيفها وتمليحها لتعود عليهم بالفائدة.. وفي وقتنا الحاضر يتم رميها كمخلفات قمامة للكلاب.. ويردف بالقول: لكن يمكن أن نعذر المواطن تجاهله هذا خاصة إذا كانت الجهات المختصة وصاحب الشأن لا يحرك قدما أو ساقا في المتابعة ولا يضع أي أهمية للموضوع من الأساس فكيف نلوم المواطن!؟.
تهاون
- يقول الحاج عبدالرؤوف الشامي: كان الناس في الماضي عندما يأتي عيد الأضحى يذبح كل واحد أضحيته ويجتمع كل سبعة أشخاص ويقتسمون الثور أو البقرة ويكون نصيب كل واحد منهم سبعا وهذه الطريقة تشريع ديني وهو مالا يفهمه الكثير اليوم.. ويرى الشامي أنه لم يعد هناك من يطبق التشريع في الأضحية في أي جانب يخص الأضحية ويردف: صحيح أنها سنة وليست فرضا وربما أن هناك من لا يطبقها نتيجة لظروفه وعدم استطاعته، لكن البعض يتهاون متعمداً ذلك.
التكافل الاجتماعي
التفكك والتشرذم وعدم التكافل بين أبناء المجتمع عادة صار مرض أصاب الجميع وفي هذا السياق تحدث سمير القاضي وكيل مدرسة حيث قال: في العصر الراهن تغير كل شيء وطغى عصر المادة على كل القيم النبيلة وفقد الناس التراحم فيما بينهم وتلاشت الفضيلة والكرم وأصبح المجتمع يعاني التمزق والتشرذم حتى إن القبيلة الواحدة أو الأسرة الواحدة تعاني التفكك وعدم الترابط الأسري والاجتماعي.
ويعلل على صدق حديثه بالقول: المجتمع مليء بمثل هذه الظواهر غير الحميدة فمثلاً عندما يأتي عيد الأضحى لا تقسم الأضاحي بالطريقة الشرعية وكثير من الأسر لا تقوم بتوزيع جزء من أضحيتها للفقراء والمساكين أو للمحتاجين الذين لا تسمح ظروفهم المادية بشراء قليل من اللحم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المجتمع فقد فيما بينه صفة التكافل والتراحم.
الخير لايزال موجودا
أما مقداد معمر, مدرس برغم أنه يوافق زميله في الرأي إلا أنه يخالفه في بعض وجهات النظر حيث يقول: صحيح أن المجتمع يعاني كثيراً الفرقة وعدم الترابط الاجتماعي وتكاد تكون ظاهرة اجتماعية مقيتة.. لكن لازال هناك أشخاص يحملون بوادر الخير.
مضاعفة الدور الرقابي
تتعدد الجهات ذات العلاقة بالرقابة والتفتيش والإشراف الفني والصحي على المواشي والذبائح في أماكنها المختلفة .. وفي مواسم الأعياد تتضاعف الجهود وتنشط أدوراها في المسالخ وأسواق اللحوم والأماكن الخاصة باستقبال الماشية.
بحسب مدير عام مكتب الزراعة بتعز وصل إلى ميناء المخا مايقارب 150 ألف رأس من الأغنام وبحدوده 20 ألف رأس من الماشية وقال المهندس عبدالله الجندي: إن الكمية مفتوحة طوال السنة وخاضعة للعرض والطلب فضلاً عن زيادة الطلب في الأعياد.. وأشار إلى أن استيراد المواشي لا يقتصر على ميناء المخا فقط بل ثمة موانئ أخرى تستقبل ذلك كمينائي الحديدة والمكلا ومنها توزع إلى المحافظات .. وإن عملية الاستيراد للمواشي كما هي العادة من دول القرن الأفريقي أبرزها الصومال وجيبوتي فيما يحظر استيرادها من الدول الموبوءة بالأمراض الحيوانية.. لافتا إلى أن عملية الفحص تتم من خلال أخذ عينات وفحصها في المختبر المركزي بصنعاء إضافة إلى الفحص الظاهري في المحجر الصحي بالمخا، والذي تعكف وزارة الزراعة وبتمويل من البنك الدولي للعمل على إعادة تأهيله بقيمة 5 ملايين دولار خلال العام القادم.
الرقابة الصحية
عن دور الرقابة الصحية والتفتيش الدقيق على أسواق اللحوم يقول منصور الأبيض مدير صحة البيئة بمحافظة تعز: إن عمل صحة البيئة يقتصر على محلات بيع اللحوم وثلاجات حفظ اللحوم المجمدة مشيراً إلى أن هناك رقابة وتفتيشا دوريا للتأكد من مدى مطابقة الاشتراطات ببيع اللحوم وفضلاً عن وسائل النقل ومخازن التبريد وثلاجات حفظ اللحوم والتأكد من سلامتها وتقييم مدى الالتزام بالطرق الصحية خلال فترة تداولها في الأسواق، والكشف عن فترة صلاحيتها المعتمدة للحد من تغييرات عرضية طارئة في جودتها أو صفاتها والتدقيق في ذلك من خلال البيانات المدونة على عبواتها ومنع أي غش تجاري في ذلك .
وأضاف: وعندما نتلقى بلاغا من المستهلك أو حتى أي جهة بأي مخالفة تتعلق بذبح حيوانات مريضة أو تسويق لحوم فاسدة لحيوانات نافقة من قبل أصحاب الجزارة وعرضها للبيع يتم التحرك على إثر البلاغ إلى المكان المحدد للتأكد من صحة البلاغ وفي حال ثبت صحة ذلك، نقوم بضبط المخالفين، ومن ثم إحالتهم إلى النيابة.
مؤسسة المسالخ: نستقبل مالاطاقة لنا به
عبدالرؤوف العديني، مدير مؤسسة المسالخ بتعز أوضح أن عملية الذبح في المسالخ، لاتتم إلا بعد التأكد من صحة الحيوان وخلوه من أي مرض.
وقال: إن مؤسسة المسالخ لا تستطيع مواجهة المذبوح الكبير خلال العيد نظراً لإمكانياتها المحدودة؛ حيث تقدم خدمات ذبح الأضاحي للمواطنين والكشف عن سلامتها الصحية.. مشيراً إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق المسالخ خاصة في مواسم الأعياد حيث يتضاعف الجهد لمواجهة طلبات المواطنين والقصابين والجمعيات في ذبح الأضحية.
لافتاً إلى أن عدد المذبوح خلال فترة العيد يتفاوت ما بين 12001400 رأس من المواشي “أثوار وعجول وتيوس وكباش” .. وعد ذلك رقماً كبيراً بالنسبة لمؤسسة المسالخ مقابل إمكانياتها المحدودة؛ كونها تمتلك مسلخا فقط “مركزيا” نصف آلي إلى جانب السلاخين البالغ عددهم نحو 30 سلاخا والذين يعدون طاقة المؤسسة خلال الأيام العادية من السنة غير فترة العيد والتي عادة ما تتطلب الحاجة اللازمة لاستيعاب ذبائح المواطنين ليصل العدد من 150200 سلاخ يعملون في خمسة مسالخ لمواجهة الطلب.
وقال: إن الصعوبات التي تواجه مؤسسة المسالخ أنها لاتستطيع استيعاب خمس المذبوح المعروض للذباحة في يوم العيد. وإلى جانب ما تقوم به المؤسسة يتم متابعة ما يذبح من المواشي والماعز والتأكد من سلامة وصحة اللحوم وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي وذلك بواسطة الكادر البيطري وذلك من خلال الكشف المبكر للذبيحة قبل وبعد عملية الذبح وفي حال تم الكشف عن أي لحوم غير صالحة للاستهلاك، يتم مصادرتها وإعدامها وإرسالها إلى حديقة الحيوان؛ لتقدم كوجبات للأسود في الحديقة.
الحجر الصحي
ويقول الدكتور درهم القدسي مسئول الحجر الصحي بميناء المخا:
عندما تأتينا الحيوانات عبر ميناء المخا نقوم بعمل اللازم لها وهو الفحص الظاهري، ونعمل لها عملية حجر داخل المحجر وأيضاً عملية حجر لمدة معينة قد تكون أسبوعا أو عشرة أيام وقد تطول إلى أربعين يوما، وهذه المدة تتم حتى بعد إجراء عملية الفحوصات، والكشف؛ حتى يتم التأكد من خلوها من الأمراض تماماً بعد أن نقوم بإرسال عينة للتأكد وإذا واجهتنا بعض الحالات المرضية أو حتى إذا كان شكلها هزيلا وضعيفا، فإننا نقوم بإعادتها إلى بلد المنشأ.
وأوضح القدسي أنه بلغ عدد الحيوانات من الأبقار من شهر أكتوبر مايقارب 22 ألف رأس وعدد الأغنام ألف رأس إضافة إلى 9200 رأس من الأبقار في شهر نوفمبر مشيراً إلى أنه يتم استيراد أكثرها من الصومال وجيبوتي.
مايجهله البعض عن الأضحية
يقول الشيخ الدكتور عقيل المقطري: إن من شروط الأضحية وأقسامها وشرعيتها أن تكون من بهيمة الأنعام وهي “الإبل والبقر والماعز والضأن” وأن يتوفر فيها السن المقررة شرعاً بأن تكون جذعة من الضأن أو ثنية من غيره لقوله صلى الله عليه وسلم: “لاتذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن” رواه مسلم.
ومقصود الحديث أن يكون سنها “الإبل ما أتم خمس سنوات والبقر ما أتم سنتين والماعز ما أتم سنة والضأن ما أتم ستة أشهر” وأن يكون رأساً من الماعز أو الضأن عن الرجل وأهل بيته أو السبع من البقر أو الإبل” كما أن من شروط الأضحية أن تكون سليمة من العيوب فلا يجوز التضحية بالعوراء البين مرضها ولا الهزيلة التي زال مخ عظمها لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل ماذا ينقى من الضحايا فأشار بيده وقال أربعاً: "العرجاء البين ضلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لاتنقى” رواه مالك في الموطأ من حديث البراء بن عازب وفي رواية في السنن عنه رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أربع لاتجوز في الأضاحي.. وذكر نحوه، صححه الألباني في إرواء الغليل، كما لا تصح التضحية بالمرهون وألايتعلق بها حق الغير.. كما يجب أن تكون ملكاً للمضحي أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع أو من قبل المالك فلا تصح التضحية بما لايملكه كالمغصوب والمسروق، أيضاً يجب أن تذبح الأضحية في الوقت المقرر شرعاً وهو من بعد صلاة العيد وينتهي قبل غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة فمن ذبح قبل صلاة العيد فإنما هو لحم يقدمه لأهله وليعد مكانها أخرى ومن ذبح بعد غروب شمس يوم الثالث عشر، فإنما هو لحم يقدمه لأهله.
أفضل الأضحية
ماهو الأفضل في الأضحية الماعز أم الضأن أم البقر أم الإبل؟
الأفضل من الأضاحي جنساً: الإبل ثم البقر إن ضحى بها كاملة ثم الضأن ثم الماعز ثم سبع البدنة ثم سبع البقرة.
والأفضل منها صفة: الأسمن، الأكثر لحماً الأكمل خلقة، الأحسن منظراً وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة:“من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة” رواه البخاري وأما كون النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين فليس دليلاً على أن الأفضل الكباش؛ لأنه قد يختار النبي صلى الله عليه وسلم ما فيه رفق للأمة؛ كونه يتأسى به.
ما مقدار الكمية المشروعة من الأضحية للأسرة الواحدة؟
رأس من الماعز أو الضأن “والماعز الغنم والضأن الكباش” أو سبع من الإبل أو البقر.
هل من الضروري أن يكون مقدار الأضحية سبعا في الماشية؟ وكيف يكون الحال في أضحية الإبل والأغنام؟
الماعز والضأن لايصلح فيه الاشتراك؛ لأنه لو حدث ذلك كان لحماً وليس أضحية وإنما الاشتراك بالسبع يكون بالإبل والبقر.
ماذا عن الأسر التي لم تسمح ظروفها المادية بشراء أضحية العيد؟ هل تجوز الأضحية بشراء كمية من اللحم المستورد الجاهز “اللحوم المثلجة” أو من عند الجزار؟
الأضحية ليست مزاجية، وإنما هي سنة مؤكدة فمن عجز عن شراء أضحية فليس عليه حرج، ولا يجوز أن يشتري لحما قد ذبح من قبل كاللحم المستورد مثلاً، أو المذبوح محلياً حتى لو كانت رأساً كاملاً؛ لكونها ذبحت قبل العيد، بل حتى لو ذبح الجزار ثوراً بعد صلاة العيد لأجل بيعه بالكيلو، لايجوز أن يشتري شخص سبعه على أنه أضحية؛ لأنه لم يذبح أضحية، وإنما للبيع بالكيلو فلو اشترى شخص من هذه اللحوم، فإنما هو لحم يقدمه لأهله.
كثير من الناس لاتطبق الهدي النبوي في تقسيم الأضحية وتوزيع جزء منها للفقراء والمحتاجين حدثنا ياشيخنا الفاضل في هذا الجانب عن أهمية التكافل الاجتماعي وروح التعاون البناء بين أبناء المجتمع المسلم؟
تقسم الأضحية على ثلاث “ثلث صدقة وثلث هدية وثلث للمضحي وأهل بيته” استحبه بعض أهل العلم أخذاً من قوله تعالى "فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير" وقوله تعالى "فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون".
ومعنى القانع السائل المتذلل ومعنى المعتر الذي يتعرض للعطية بدون سؤال وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“كلوا وأطعموا وادخروا” رواه البخاري من حديث مسلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
والإطعام يشمل الهدية للأغنياء والصدقة على الفقراء وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:“كلوا وادخروا وتصدقوا” رواه مسلم.
وهذا هو الأفضل لو كان المتصدق به أو المهدى أقل من ذلك، فلا حرج على المضحي وفي إرشاد الله عز وجل وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم عن الأضحية إحياء لروح التكافل بين المسلمين فالغني يتصدق على الفقير ويدخل عليه وعلى أسرته السرور وليس من الإيمان أن يكون أبناء الموسرين في ذلك اليوم يأكلون ما لذ وطاب وأبناء الفقراء يتضورون جوعاً ويشمون روائح طبخ اللحم والمرق حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرشد الصحابة للتصدق بقوله كما في حديث أبي ذر: “إذا طبخت لحماً فكثر مرقها وتصدق على جيرانك من مرقها” وفي العام الذي حج فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام منع الناس من أجل أن جمعا من الفقراء وفدوا عليه فأمر الصحابة أن يوزعوا اللحوم ولايدخروها كل ذلك حتى يشبع الفقراء فينبغي إظهار روح التكافل بين المسلمين في يوم العيد وسيخلف الله على الأغنياء والموسرين خيراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.