حين أضاء البلاد في سبعينياتها بألوانه المميزة باتت تفتقده البلاد والألوان معاً .. فأين غاب رائد الفن التشكيلي في اليمن عبد الجبار نعمان؟!! عبد الجبار نعمان الذي رسم بقلبه قبل ريشته معالم اليمن وإنسانها الريفي الجميل ..لوحاته التي عُتقت بنكهة البن والخضرة والرعي..كيف لها أن تسافر نحو فضائها الخارجي وهي تبحث بعينين ملؤها الخوف :أين ذهب مبدعها الأول؟ “عاش السنوات الأخيرة منطوياً على نفسه يتأمل إنجازه الكبير باعتزاز وحسرة..اعتزازه بما قدم وحسرة على التجاهل وحالة النسيان التي غرق فيها”هكذا اختصر د. عبد العزيز المقالح ما آل إليه فنان يعد رائداً ومعلماً ومبدعاً مميزاً قادراً على التقاط أدق التفاصيل في وجه الإنسان اليمني..ذلك الفنان الذي كان تراث بلده هو ملهمه الأول ونهره المتدفق بألوان مميزة عكس من خلالها مقدرته الفائقة في توظيف الخطوط العميقة وانعكاسها على صفحة اللوحة لتكون كلمات تُقرأ.. كيف لوطن رسمته ريشة عبد الجبار بسلاسة وحب أن يتناساه وهو الذي خلد ذكراه في كثير من البلدان التي شارك فيها بمعارض متألقة..فهولندا وكندا والدنمارك واليابان والخليج العربي وغيرها مازالت تزدهي مؤسساتها بعبق من ضوء عبدالجبار نعمان..؟!! كيف لي ألا أتعطر بذكره في صفحات «فرشاة» لنستقي أصالته وهو الذي جعل أرواحنا أكثر التصاقاً بمشاهد الحياة اليمنية وجعلنا نتفاعل مع عمرٍ لم نعشه ربما إلا في حكايات الجدات؟!!.. عبد الجبار نعمان..حين تفتحت الزهور على أنامله اكتست لوحاته بساتين متنوعة أخذت عبقها من كل مدرسة فنية حتى تكتمل الألوان في عيني الزائر لمعارضه التي ربما كان آخرها “سماء من بنفسج” حسب ما أعلم وحسب ما أفادتني به الشبكة العنكبوتية من معلومات..ذلك المعرض الذي أعاد إلينا قامة سامقة بعد انقطاع دام 20 سنة لاهتمام أ.خالد الرويشان وزير الثقافة آنذاك ولأنه يملك روحاً محلقة في سماء اللون والشعر فقد أصر على رسامنا الأنيق أن يعود محملاً بسماء من البنفسج..فهل سنرى له سماوات أخرى بلونه هو؟.. مزيداً من النفاصيل