سلاح وهدية حج للشاب الجريح الذي اثار اعجاب الجميع في استقبال العليمي بمأرب    الوية العمالقة تتحدث عن طرد الحوثيين من المحافظات الجنوبية    أول "قتيل أمريكي" في البحر الأحمر .. ومحمد علي الحوثي يعلق!    صادم للانتقالي.. الكشف عن تحركات أمريكية لحل "القضية الجنوبية" بعد تصريحات الرئيس العليمي وفقا لهذه الخطة!!    السد يتوج بطلاً لكأس أمير قطر    الهيئة العامة لحماية البيئة تشكو من تدخلات وزارة الزراعة في رقابتها على مبيدات الصحة وتكشف عدم التنسيق معها    الامتحانات وعدالة المناخ    مصدر مقرب من انتقالي شبوة يصدر تصريح صحفي ردا على بيان حزب الاصلاح فرع المحافظة    ترحيب عربي ودولي بقرار "العدل الدولية" وقف الهجوم على رفح ومطالبات بتطبيقه فورا    غموض يكتنف وفاة الطفلة حنين القطوي بعدن: لا أدلة على الانتحار    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    السعودية تعلن عن الطرقات الرئيسية لحجاج اليمن والدول المجاورة للمملكة للتسهيل على ضيوف الرحمن    كيف يزيد الصيف أعراض الربو؟.. (نصائح للوقاية)    استشهاد وإصابة 4 مدنيين بانفجار لغم من مخلفات المليشيات غربي تعز    حملة طبية مجانية في مأرب تقدم خدماتها لأكثر من 839 من مرضى القلب بالمحافظة    انهيار جنوني لأسعار الصرف وقفزة سريعة وجديدة للسعودي والدولار أمام الريال اليمني مساء اليوم الجمعة    يامال يودع تشافي على طريقته الخاصة    رئيس تنفيذي الإصلاح بحجة: الوحدة نقطة تحول مهمة في تأريخ اليمن الحديث    مصرع قيادات حوثية بارزة في انفجار غامض بمنزل صالح!    وزير المياه يناقش آلية التنسيق والتعاون مع مجموعة المانحين الرئيسيين لليمن    اليابان بطلة العالم للجودو "أبوظبي 2024"    قرارات مفاجئة لنجمين في الهلال والنصر السعوديين قبل النهائي    مانشستر يونايتد يقرر إقالة إيريك تن هاج    توقيع اتفاقية بين اليمن والامارات بحضور وزير الخارجية.. والكشف عن تفاصيلها    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    بعد استراليا ..تحرك اوروبي وشيك لمواجهة تصاعد تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    أحدث ظهور للفنان ''محمد عبده'' بعد إصابته بالسرطان.. كيف أصبحت حالته؟ (فيديو)    احباط تهريب 213 شخصًا من اليمن ومداهمة أوكار المهربين.. ومفاجأة بشأن هوياتهم    دورة الانعاش القلبي الأساسي للطاقم الطبي والتمريضي بمديرية شبام تقيمها مؤسسة دار الشفاء الطبية    بصعوبة إتحاد النويدرة يتغلب على نجوم القرن و يتأهل إلى نصف النهائي    الدوري الايطالي ... سقوط كالياري امام فيورنتينا    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    محاولات التركيع وافتعال حرب الخدمات "يجب أن تتوقف"    المهندس "حامد مجور"أبرز كفاءات الجنوب العربي تبحث عنه أرقى جامعات العالم    الروس يذّكرون علي ناصر محمد بجرائم 13 يناير 1986م    السعودية تقدم المزيد من الترضيات للحوثي    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    رونالدو يفاجئ جماهير النصر السعودي بخطوة غير مسبوقة والجميع ينتظر اللحظة التاريخية    احتجاز نجم نادي التلال العدني وثلاثة صيادين في معاشيق: نداء عاجل لإطلاق سراح أبناء صيرة المقاومين    نجل القاضي قطران: والدي معتقل وارضنا تتعرض للاعتداء    منارة أمل: إنجازات تضيء سماء الساحل الغربي بقيادة طارق صالح.    بنك اليمن الدولي يرد على شائعات افلاسه ويبرر وقف السحب بالتنسيق مع المركزي .. مالذي يحصل في صنعاء..؟    بنك مركزي يوقف اكثر من 7شركات صرافة اقرا لماذا؟    الحكومة تطالب دول العالم أن تحذو حذو أستراليا بإدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب    سنتكوم تعلن تدمير أربع مسيّرات في مناطق سيطرة الحوثيين مميز    نايف البكري يدشن صرف البطاقة الشخصية الذكية لموظفي وزارة الشباب والرياضة    وزير الأوقاف يحذر ميليشيا الحوثي الارهابية من تسييس الحج والسطو على أموال الحجاج    شاب سعودي طلب من عامل يمني تقليد محمد عبده وكاظم.. وحينما سمع صوته وأداءه كانت الصدمة! (فيديو)    للوحدويين.. صنعاء صارت كهنوتية    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانترنت والشباب..أداة للمعرفة أم وسيلة لبناء علاقات حب وصداقة !
نشر في الجمهورية يوم 06 - 10 - 2011

يلجأ الكثير من الشباب والشابات إلي الانترنت حتى وصل الأمر عند البعض إلى درجة الإدمان , ترى ماذا يفعل هؤلاء الشباب ؟ هل يعتبرون الانترنت أداة معلومات بالدرجة الأولي ؟ أم مجرد أداة ترفيه لا يتعدى دوره التسلية وتمضية الوقت ؟ وما مدى الفائدة منه ؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على عدد من الشباب في عدد من مقاهي الانترنت .أحد الشباب قال: لم يكن الحديث عن الانترنت لسنوات مضت بالكثافة التي هو عليها الآن, فالكثير ممن يأتون إلي الإنترنت اضن انه بهدف المعرفة , حيث أصبح بالإمكان عن طريق الإنترنت معرفة ما يدور وما يحدث في العالم , أتمنى من الشباب أن يغتنموا هذه الوسيلة. ويعترف سامي محمد 18 عاما أن هناك الكثير من الشباب يعتبرون الانترنت وسيلة جديدة لإنشاء علاقات صداقة وحب مع الجنس الآخر. يشاركه في هذا الرأي بسام نعمان 20سنة. وأضاف قائلاً: بل وقد تتطور العلاقة أحياناً لتتحول إلى مشروع زواج وأنا شخصيا أعرف كثيرا من الشباب يأتون إلى الانترنت بهدف إيجاد علاقة حب وغرام وغيره.
تجاوزات خطيرة
وفي غضون ذلك قد تحدث تجاوزات خطيرة - حسب مجموعة من الشباب والفتيات الذين تحدثوا إلينا حيث أشاروا إلى أن من التجاوزات التي تحدث منها حصول ممارسات فاحشة من خلال الكاميرات أو ممارسة الجنس في غرف الدردشة..أعمار الشباب والشابات الذين يلجأون إلى مثل هذا النوع من العلاقات تتراوح بين 12-30 عاما.
الأسباب والدوافع
وعن الأسباب والدوافع التي ترغِّب الشباب بمثل هذه العلاقات أكثر من غيرها، قالت الأخت شروق (ن.ع 25عاماً) التعرف على شاب والتحدث إليه عبر الانترنت يعد أسهل من غيره في مثل هذا النوع من العلاقات؛ لأنه يخفف من حدة الخجل والإحراج لكلا الطرفين.
التعرف على الجنس الآخر
في حين يرى الشاب تامر توفيق أن السبب الحقيقي يعود إلى شخصية الإنسان وقال: البعض يشعر بالخجل من اتباع الطريقة التقليدية في التعرف على الجنس الآخر، في حين تختصر الدردشة الكثير من العناء؛ كونك لا ترى الطرف الآخر وجهاً لوجه.
طرق التعارف
وعن الطريقة التي يتم بها التعارف وجدنا أن معظم الشباب والشابات يلتقون في المواقع الخاصة بالدردشة فيما يحصل البعض على البريد الإلكتروني الخاص بالآخرين عبر الرسائل المرسلة من أصدقائهم, أو عن طريق الرسائل ومنتديات الشات وكذا المدونات التي أصبحت بمثابة ملجأ ومتنفس لكثير من الشباب .
الدردشة تسلية
يقول محمد الهادي 25عاما طالب جامعي: بصراحة أحضر هنا “ويقصد مقهى الإنترنت “ يومياً للدردشة, إنها أمر مسل وباعتباري أجيد اللغة الإنجليزية فأنا أحب الدردشة مع الأجانب على وجه الخصوص, وعندما سألناه عن المواضيع التي يتناولها أثناء الدردشة قال محمد: الحوار يكون في مختلف المواضيع. وإن هناك شبابا أجانب أصبحوا أصدقاء له ومنهم من وجه له دعوة لزيارة بلده, نفس الرأي يراه عبد الله عبدالرحمن الذي قال: إلي حد اللحظة لم أستسغ هذه الأداة “قاصدا الانترنت” لكنني أحضر هنا للدردشة بالدرجة الأولى, أحاول أن أفعل أشياء أخرى، لكن المشكلة أن المواقع التي أريدها اغلبها بلغة أجنبية. وأضاف: الدردشة أمر مسل تستطيع أن تقول وتكتب ما تريد دون خوف أو خجل من ردة فعل الطرف الآخر, هذه نضرة قاصرة جدا بالطبع, إنها مشكلة نأخذ من الأشياء قشورها تاركين اللب للغرب، خصوصاً إذا علمنا أن الدردشة لا تتعدى كونها أداة لتبادل السب والشتم في الغالب, ونستثني هنا بعض المواقع الجادة التي تطرح المواضيع الجيدة والمتميزة للنقاش.
البحث عن الزواج
وبالصدفة وجدنا الشاب هاني 30عاما لأول مرة يأتي إلى الإنترنت حسب قوله عندما سألنه عن السبب قال: أقول لك بصراحة أحب أن ابحث عن مواقع للتعارف والمراسلة بوضوح ابحث عن زوجة يمنية أو خليجية, وعن السبب الذي دفعه إلى ذلك قال هاني: قرأت في إحدى المجلات وشاهدت كثيرا من الأفلام والمسلسلات وسمعت من عدد من الأصدقاء عن هذا الموضوع فأحببت ذلك.
آراء متشابهة
وكما هو معروف انه مهما حدثت من أحداث وتغيرات لا تزال العادات والتقاليد ميزة في مجتمعنا فعلى سبيل المثال وجدنا صعوبة في التحدث مع الفتيات “الشابات” وبالذات حول العلاقات التي تمارس عبر شبكة النت, ولم يختلف الأمر كثيرا في وجهة نظر الفتيات لشبكة الانترنت عن نظرة الشباب, احداهن طلبنا منها أن تتحدث لكنها اشترطت عدم ذكر اسمها بالكامل تقول دلال: الانترنت رغم العلاقات الكاذبة دائما من خلال الأسماء المستعارة لكنه يظل متنفسا رائعا لبث الهموم والتفرج عن النفس, والاستفادة من تجارب الآخرين في حل المشاكل التي نعاني منها, وأضافت دلال قائلة: إن النت يختصر المسافات ويعمل علي تقريب وجهات الآراء بين أعضاء المنتدى أو الشبكة من خلال تناول موضوع واحد يمكن أن يكون مفيدا أو نصيحة يمكن العمل بها, بالإضافة إلى كون النت أصبح بمثابة مكتبة عالمية كبيرة يمكن من خلاله تناول أي موضوع وبأي لغة وفي أي وقت.
علاقة مجهولة
وتنظر دلال إلى العلاقات التي تمارس بين الشباب والفتيات عبر الإنترنت إلى أنها من النادر أن تنجح مثل هذه العلاقات, وأشارت إلى أن الفتاة قد تلجأ إلى السؤال عن بريد شاب بعينه في حال أعجبت بذلك الشاب وأرادت التعرف عليه.. زميلتها منى هي الأخرى من جانبها قالت: إنها لا تثق بعلاقات الحب “الالكترونية” أصلاً وذلك لاستحالة التأكد من صدق الطرف الآخر، مؤكدة أن علاقات الحب لا يمكن أن تبدأ إلا باللقاء وجهاً لوجه أو عن طريق الهاتف على الأقل. كما انتقدت منى علاقات الحب التي تعتمد كلياً على الانترنت كون الانترنت عاجزا عن إيصال المشاعر والأحاسيس والتي يصعب التأكد من صدقها عن بعد.
تميز المشاعر
من جهته يرى يوسف حامد أن إمكانية التمييز بين المشاعر الصادقة والمشاعر المفتعلة حتى عن طريق الدردشة “رغم أنني وقعت ضحية لعدة مقالب، لكني واثق تماماً من مقدرة البعض على تمييز الأحاسيس الصادقة من المزيفة مع مرور الوقت وتعميق العلاقة مع الطرف الآخر. أنا أؤمن بإمكانية وقوع الحب عن طريق الدردشة حتى في لو تعذرت المقابلة وجهاً لوجه أو المحادثة هاتفياً”.
حب مجنون
أما فؤاد منصور فيرى أن الاعتماد على الانترنت وحده في بناء علاقة حب مع فتاة يعتبر ضرباً من الجنون، وقال: بالرغم أني مررت بتجربة مماثلة إلا أني أرى أن الحب يتطلب تواجد الحواس الخمس، أو ثلاثٍ منها على الأقل. الحب يتطلب رؤية الطرف الآخر والتحدث إليه وسماع صوته أيضاً.
علاقة الانترنت تنتهي بالزواج
في ساحة حرم كلية الآداب بجامعة تعز التقينا بالأخ عبدالله محمد والأختين ندى ومها طلبنا منهم التحدث حول علاقة الشباب بالانترنت وأهميتها فرحبوا بذلك وكان حوارا ثلاثيا بدأ عبدالله الحديث فقال: طبيعة العلاقة التي تربط الطرفين، أعتقد أن معظم الشباب اليمنيين والعرب بشكل عام لا يأخذون هذا النوع من العلاقات بجدية، بل يلجأون إليها كأداة تسلية لقتل أوقات فراغهم. حيث يرى عبد الله أنه “لو وجد من يأخذ هذه العلاقات بجدية معتبراً أنها علاقة حب حقيقية، فمن النادر أن يفكر بالزواج كنهاية منطقية لهذه العلاقة”.
تفاؤل بحذر
أما الفتيات فيبدو أنهن يؤمن بإمكانية تطور علاقات الانترنت إلى حد يصل بها إلى الزواج، حيث أشارت ندى إلى أن علاقة الانترنت قد تتطور وتتحول إلى علاقة هاتفية، ثم إلى حب حقيقي ينتهي بالزواج.
من ناحيتها لا ترى مها أي غرابة في تحول علاقات الانترنت إلى مشروع زواج ناجح معتبرةً أنها كغيرها من العلاقات التي بدأت بطرق أخرى.
آراء متعددة
وعن اختلاف طبيعة الشخص الحقيقية عن الصورة التي تعكسها علاقة الانترنت، قالت ندى: “من خلال بعض التجارب أرى أن الصورة التي يعكسها الانترنت مختلفة تماماً عن الصورة الحقيقة للشاب، فهو يبدو أكثر جرأة وتصنعاً على الانترنت فيما يظهر على طبيعته ويكون أكثر خجلاً في اللقاء وجهاً لوجه, في حين قالت مها: “لا يمكن للانترنت أن ينقل المشاعر والأحاسيس التي يتبادلها الطرفان خلال اللقاء وجهاً لوجه، فالصوت والنظرات وال ..... الخ تلعب دوراً مهماً في تكوين صورة واضحة عن الطرف الآخر.
أما عبد الله فيرى أن الانترنت قد يؤدي الغرض أحياناً وقال: أنا أؤمن بوجود حاسة الكترونية سادسة يستطيع الإنسان مع الوقت تنميتها والاعتماد عليها في تكوين صورة صحيحة عن الطرف الآخر.
حل لعنوسة الفتيات
وترى معظم الفتيات أن مثل هذا النوع من العلاقات يشكل حلاً فعّالاً لمشكلة العنوسة التي تواجه الفتيات العربيات والخليجيات بشكل خاص، حسب قول ندى وقالت: إن ظهور مثل هذه الظاهرة يزيد من فرص التقاء الشباب بالفتيات وإقامة علاقات “نظيفة” قد تقود إلى الزواج، فيما استبعد عبدالله أن تقود علاقات الانترنت إلى زواج ناجح وأضاف: “بل تقود إلى علاقات غير شرعية تزيد بدورها من نسب الخيانة والعنوسة في المجتمع.
وسيلة للتواصل
وترى الفتيات أن على مجتمعاتنا العربية أن تتقبل هذا النوع من العلاقات، وأن تنظر إليه كوسيلة حديثة للتواصل بين الجنسين، فيما يخالفهم الشباب معتقدين أن العلاقات التي تنشأ بهذا الشكل إنما تعتمد وتبنى على الخداع والكذب هكذا قالت مها . أما عبدالله يعتقد أن “ما بني على خطأ فهو خطأ، فلا يمكنك أن تبني حياة أسرة على أساسٍ ضعيف وواهٍ.
وأضاف عبد الله: “على الرغم من خوضي لعدة تجارب، إلا أني أرى أنها مجرد ظاهرة غير صحية تجتاح مجتمعاتنا المحافظة، فما هي إلا طريقة جديدة لإضاعة الوقت وإلهاء الشباب والفتيات عما ينفعهم ويفيدهم. أما فائدتها الوحيدة فتكمن في توفير الاستقرار العاطفي المؤقت لمن يعيش هذه الدوامة، لكن سرعان ما يعود الشاب إلى فراغه العاطفي عند حصول الانفصال عن عشيقته الالكترونية, وعن الممارسات الخاطئة التي قد تقود إليها علاقات الانترنت كاستخدامها كوسيلة لتبادل الجنس عبر الكاميرات أو ما يسمى بال Cyber Sex, قاطعته الحديث ندى وقالت “لا أتخيل أن يصل أحدهم إلى هذا الحد من الفحش والبذاءة، إذ لايعقل أبداً أن يحصل هذا تحت مسمى الحب”، وتوافقها زميلتها مها التي قالت: رغم أني أعرف بعضاً من الفتيات اللاتي يمارسن مثل هذه التصرفات، إلا أني أرى استحالة صدور مثل هذه التصرفات الحيوانية ممن يعيش علاقة حب راقية.
علاقات الانترنت ترفع نسب الطلاق
عبدالله قال إنه قرأ ذات مرة في أحد المواقع مقالاً للدكتور محبوب هاشم أستاذ الاتصال الجماهيري في الجامعة الأمريكية في الشارقة قال فيه: إن علاقات الانترنت قد تتحول إلى كوارث اجتماعية إذا ما تم تحميلها أكثر من طاقتها، فهي بطبيعتها لا يمكن أن تمثل أكثر من كونها مقدمات لعلاقات أكثر تطوراً.. وأشار د. هاشم إلى أنه لا يرى أن علاقات الانترنت تمثل حلاً لمشكلة العنوسة، بل يرى أنها “إذا ما خففت من نسبة العنوسة، فلا شك أنها سترفع من نسب الطلاق؛ لأن هذا النوع من العلاقات لا يكفي لأن يعطي صورة دقيقة عن الطرف الآخر، فلا تلبث أن تظهر الخلافات والمشاكل بعد الزواج”. وأضاف: “لا شيء يفوق اللقاء وجهاً لوجه، فهو عامل مهم في ترسيخ جميع أنواع العلاقات الإنسانية.
متنفس للانفتاح على العالم
بحوث ودراسات عديدة أجريت حول رواد الانترنت أكدت أن ظهور هذا النوع الجديد من العلاقات في المجتمعات إنما يمثل متنفساً للشباب والفتيات الراغبين في الانفتاح على العالم، حيث يلتقون ويقيمون علاقات لا يتقبلها المجتمع العربي المحافظ. وأشار إلى أن لعلاقات الانترنت محاسنها ومساوئها ، فهي تخفف من الإحراج والخجل، كما تسمح للطرفين المتصلين بالتحدث صراحة عن مشاعرهما دون مشاكل، وأكدت أن مساوئها تفوق محاسنها بكثير.
تجارب وعلاقات عابرة
كما أشارت إلى أن رواد الانترنت من الشباب والفتيات يمرون بكثير من التجارب والعلاقات العابرة والتي قد تصل أحياناً إلى عدة سنوات، قبل أن تنتهي بالانفصال. ويحدث الانفصال بمسح الطرف الآخر من قائمة الاتصال أو ربما الاكتفاء بحجبه.
زوجان تعارفا عبر النت
ونروي هنا قصة زوجين عربيين ولأننا لم نستطع الحصول على تجربة يمنية رغم أن الكثير ممن تحدثنا معهم أكدوا أن هناك يمنيين أقاموا علاقات عبر النت انتهت بالزواج, قصة الزوجين العربيين بدأت علاقتهما عن طريق الانترنت لتتطور شيئاً فشيئاً حتى توجت بالزواج. يحكي الزوج حسام محمود عن بداية العلاقة قائلاً “بدأت علاقتنا في غرف الدردشة العربية حيث كنت أبحث عن زوجة مناسبة لي، فأنا أؤمن بفعالية الانترنت كأداة بحث عن شريكة الحياة وأؤمن أيضاً بإمكانية وقوع الحب في مثل هذا النوع من العلاقات”.
البداية تسلية
و تتحدث الزوجة بدورها عن بدايات العلاقة قائلة: “لم يكن الأمر في بدايته أكثر من تسلية بالنسبة لي، فلم أكن أتطلع إلى إيجاد عريسي على الانترنت، لكن الصدفة والقدر لعبا دوراً كبيراً في تحويل الصداقة إلى علاقة جدّية, ولم يواجه حسام أي مشاكل اجتماعية تذكر كونه سلك طريقاً غير مألوف في اختيار زوجته “لم يعارض الفكرة إلا بعض الأصدقاء، لكن الواقع الذي أعيشه أقنعني وزادني إصراراً على المضي قدماً والزواج منها”. أما الزوجة فقد أشارت إلى أنها لقيت معارضة شديدة من أهلها في بداية الأمر “إلا أنهم سرعان ما رضخوا بعدما تعرفوا على الشاب عن قرب وعلى الرغم من قناعته التامة بفعالية الانترنت كوسيط في العلاقات العاطفية، يرى حسام أن الانترنت وحده لا يكفي، إذ “لا بد من التحول إلى علاقة أخرى، فمن الصعب أن تبنى علاقة حب قوية دون رؤية الطرف الآخر وجهاً لوجه ومخالطته والجلوس معه”.
نصيحة مجرب للشباب
ونصح حسام الشباب من مستخدمي الانترنت بأن يأخذوا العلاقة بجدية ولا يتخذوها طريقة جديدة للتسلية والكذب وجرح مشاعر الآخرين. من جهتها نصحت زوجته الفتيات بألا يأخذن العلاقات بجدية إلا إذا أظهر الشاب اهتماماً حقيقياً مشيرة إلى أن “معظم الشباب وللأسف يسلك هذه الطرق ليخدع الفتيات ويلعب بمشاعرهن.
أبحاث عالمية
وهناك أبحاث عالمية تم إجراؤها على رواد الإنترنت أشارت إلى أن الكثير من رواد الانترنت وخصوصاً الشباب يستخدمون غرف الدردشة المنتشرة بكثرة على الشبكة العالمية كوسيلة للتعارف وبناء علاقات حب وصداقة مع الجنس الآخر، بل قد يصل الأمر ببعضهم إلى اعتبار الانترنت وسيلة ناجعة لإيجاد شريك الحياة.
وأوضح بحث نشرته مجلة U.S. News & World Report الأمريكية أن علاقات الانترنت أثبتت نجاحها وفعاليتها كغيرها من العلاقات الأخرى، وأن أكثر من 1500 حالة زواج منذ العام 2000 تمت بعد تعارف الطرفين على واحد من أشهر مواقع الدردشة في الولايات المتحدة.
أخيرا
مثل هذه المواضيع عندما يتم مناقشتها بلاشك هناك آراء مختلفة , وهذا الاستطلاع يؤكد ذلك قمنا به بهدف التعرف والتعريف باتجاهات الشباب أمل الحاضر وقادة المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.