بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    الرئيس الزُبيدي يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ونائبه    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناضل الوطني القيادي في جبهة التحرير ناصر العرجي ل "الجمهورية":
يوم الزحف المقدس في عدن تعبير عن رفض الشعب لمشاريع التقسيم
نشر في الجمهورية يوم 30 - 11 - 2012

المناضل الوطني والشخصية القيادية والنقابية والرياضية والدبلوماسي اليمني والسياسي المخضرم المناضل الجسور/ ناصر أحمد العرجي.. الذي قضى المشوار الأول من حياته مناضلاً محنكاً في مقارعة الاحتلال البريطاني.. وقضى الشطر الآخر من حياته لاجئاً سياسياً في مصر.. وإلى اليوم .. هذا الرجل والقامة الوطنية السامقة وهو في العقد التاسع من عمره مازال حاملاً همَّ وطنه وقضاياه المختلفة .. رجل تشبع بحب الوطن فأخلص له .. رغم أنه لم يلقَ جزاء ولاشكوراً .. فلا راتب ولا مسكن.. لكن وطنيته وحبه لليمن هي مسكنه الدائم وعشقه الأبدي .. “الجمهورية” أجرت معه الحوار التالي:- نود أن تعطونا نبذة عن بداية حياتكم الأولى؟
- أنا من مواليد منطقة الشيخ عثمان بمحافظة عدن في تاريخ 4/ 5/ 1934م.. ومثل أبناء عدن بدأت الدراسة الابتدائية بمدرسة الشيخ عثمان الوحيدة آنذاك بصحبة شقيقي التوأم المرحوم صالح أحمد العرجي.. وأتذكر من زملاء الدراسة عبده حسين أحمد (الصحفي المعروف بكركر جمل)، وقيس عبده غانم، وعوض بن عوض مبجر، سعيد علي الجريك (صاحب جريدة الصباح)، وأيضاً من زملاء الدراسة الشاعر/ أحمد غالب الجابري، وعندما أنهينا الدراسة الأساسية بمدرسة الشيخ عثمان انتقلنا للدراسة الثانوية بمدينة كريتر .. ومثل غيرنا من الشباب مارسنا لعب كرة الشراب بالشارع ثم في الحافات ببداية طفولتنا، وغرس هذا فينا حب وممارستنا للرياضة فأصبحت فيما بعد لاعبًا رياضيًا في أهم وأقدم الأندية والفرق الرياضية بمدينة الشيخ عثمان.
الدور الرياضي
كيف كانت بداياتكم مع الرياضة؟
- منذ الأربعينيات مارست اللعب بكرة القدم كلاعب وكهاوٍ وعاشق للعب الكرة، حيث كنت لاعب كرة قدم في نادي الهلال الرياضي وكذلك كنت سكرتير عام نادي الهلال الذي تأسس في 19 يونيو 1951م، وتوحدت جميع فرق الشيخ عثمان فيما بعد الاستقلال في نادٍ واحد أيام الاستقلال.. ومن هنا يضيف (العرجي): ضعفت الرياضة، وكانت هذه رغبة الجبهة القومية، حيث أضعفوا الرياضة بهذا الكلام.
هل تتذكرون نجاحات للنادي؟
- نعم كنا - فريق الهلال ونادي الشبيبة المتحدة في الشيخ عثمان - ابرز ناديين في الحصول على ما كان يسمى (ترس) الدوري والكأس على مستوى مدينة عدن كلها.
* ماهي النوادي التي كانت موجودة حينذاك؟
- في الشيخ عثمان، الشبيبة المتحدة، الواي، الهلال، وفي كريتر المحمدي وشباب الحسيني، بالإضافة إلى أندية شباب التواهي، ونادي الجزيرة وغيره.
كيف كان وضع الرياضة في تلك الفترة؟
- كانت عدن تعيش نهضة رياضية، والحقيقة أن صحيفة الأيام في عام 2008م قد قامت مشكورة بتكريم أشهر وأبرز القدامى الذين مارسوا هذه الرياضة. وكنت واحداً ممن شملهم التكريم، والذين وصل عددهم إلى حوالى خمسين مكرماً، وأتذكر من أبرز اللاعبين الذين كانوا زملاء لنا في أواخر الأربعينيات ومطلع الخمسينيات غلام عمر العوذري، عباس غلام، ناصر شاذلي، عبدالله الخوباني، وعلي محمد مسرج وآخرون.
ويضيف (العرجي): إن الرياضة في عدن كانت عريقة منذ حكم الاحتلال البريطاني، فقد تأسست نوادٍ عريقة في عدن، ويرجع تاريخ تأسيس بعضها إلى مطلع العقد الأول من القرن العشرين، وتعتبر من أقدم وأعرق النوادي ليس في اليمن والجزيرة العربية والخليج فحسب، ولكن على مستوى المنطقة العربية، سواء في مجال أندية وفرق كرة القدم أو الفرق والأندية الرياضية والشبابية الأخرى، كنادي التنس العدني، وغيرها، وقد كان لتلك الأندية الرياضية والشبابية دور كبير لا يمكن الاستهانة به في تنشيط الرياضة والعمل الرياضي والشبابي وأيضاً في الإسهام بدور الحركة الوطنية والعمل النضالي ضد الاحتلال.
الدور النقابي
كيف شق المناضل ناصر أحمد العرجي طريقه للعمل النقابي؟
- بعد وفاة الوالد في 30 سبتمبر 1952م والذي كان يعمل بأعمال حرة اضطررت للعمل في أمانة ميناء عدن، وكان أول يوم مارست فيه عملي 6 ديسمبر 1952م، ومن ذلك الموقع بدأ نشاطنا في العمل النقابي مابين عامي 54 – 1955م ومع زملاء آخرين، أعاننا الله على بناء أكبر حركة عمالية في الوطن العربي (المؤتمر العمالي اتحاد عمال اليمن).
كيف نشأ المؤتمر العمالي.. أعني اتحاد عمال اليمنعدن؟
- بدأ بنقابات فرعية، لكل مؤسسة نقابة، ومع تطور الزمن واحتكاكنا بالحركات العمالية في الخارج، واتحاد عمال العرب، تجمعت كل النقابات في اتحادات (اتحادات المواصلات، اتحادات الصناعية).
هل نستطيع القول إنه مع بدء عملكم النقابي بدأتم العمل السياسي؟
- في عدن كان هناك أحزاب، أقلية، لا تمثل القاعدة الشعبية في البلاد، فتحملت الحركة العمالية العمل السياسي وجابهت مشاكل من قبل السلطات البريطانية آنذاك على أساس أننا تنظيم عمالي صناعي غير سياسي ورغم النشاط العمالي استطعنا أن نحقق للعامل منجزات حياتية مثل حق العلاج والطب والمواصلات، والسكن والمعيشة، وتحسين شروط الخدمات للعامل، ومن هنا تمكنت الحركة العمالية من أن تكسب الرضا والتأييد المطلق من العمال وهو ما شجعهم جميعاً للقيام بالحركة الوطنية.
يعني أن انطلاق الحركة الوطنية كان نتاجاً لتوحيد الحركة العمالية؟
- بالضبط .. فإذا كانت الحركات العمالية قد بدأت ما بين 54 – 1955م فإنها توحدت في المؤتمر العمالي المنعقد في 6 مارس 1956م وتطورت إلى اتحادات، مثل: اتحاد المواصلات، واتحادالفرزات، والطيران وغيرها.
ماهي أول مهام نقابية تقلدها المناضل العرجي؟.
- كان منصبي نقابياً في نقابة أمانة ميناء عدن، وكان يرأس النقابة شقيقي التوأم المرحوم/ صالح أحمد عرجي، أمين عام النقابة، وكان هناك مجلس أعلى للحركة العمالية يسمى مجلس المندوبين وهو أكبر سلطة نقابية في الحركة.
ما أهم الأحداث والمواقف للحركة العمالية التي مازالت عالقة في أهميتها بذاكرة المناضل (عرجي)؟
- أذكر من الأيام التاريخية العمالية عندما قاطعت موانئ أمريكا وأوروبا الباخرة المصرية كيلوباترا، وكنا نحن في عدن لنا موقف تاريخي بمقاطعة كل السفن الأمريكية، حتى أن الرئيس جمال عبدالناصر كرم النقابيين في عدن بأن دعا وفداً يمثل الحركة مع العمال العرب الآخرين، والتقى فيهم ومن أعضاء الوفد شقيقي صالح أحمد عرجي، وبن ثابت ومحمد عبدالله القاضي، ومحمد أحمد نعمان عليه رحمة الله (كان مقيماً في مصر).
كيف تلخص لنا الارتباط التاريخي بين الحركة العمالية وانطلاق الحركة الوطنية المناوئة للاحتلال؟
- أواخر الخمسينيات بدأت الحركة النقابية.. ومثلما قلت لكم إن تلك الفترة كانت لا توجد أحزاب سياسية تملأ الساحة، وكانت الحركة العمالية تتحمل النشاط الوطني والنقابي، وتتصدى لكل المشاريع الاستعمارية، ومن تلك المواقف مثلاً الاعتراض على الهجرة الأجنبية، والوقوف ضد القانون الصناعي، لمنع الحركة العمالية من الإضرابات ومشاركات الاتحادات العربية بالمواقف القومية مثل الموقف التضامني مع قضية الباخرة المصرية كيلوباترا... فكنا نعبر عن شعبنا من خلال الحركة النقابية إلى أن وصلنا مع السلطات البريطانية إلى مفترق الطرق.
أول مواجهة مع السلطات البريطانية مثلا؟.
- السلطة البريطانية ترفض التفاوض مع قيادة العمال بحكم أنهم حركة صناعية عمالية، وليس سياسية، واضطررنا لتأسيس حزب الشعب الاشتراكي وقاعدته عمال عدن... وكان ذلك في عام 1962م برئاسة عبدالله عبدالمجيد الأصنج.. وانتشر هذا الحزب وقاد النضال ضد الاتحاد الفيدرالي، وكل المشاريع الاستعمارية ودخول عدن عنوة ، بالقوة إلى اتحاد السلاطين فتفجرت الحركة الوطنية بقيادة الحزب ممثل الحركة العمالية إلى انتفاضات ومسيرات ومظاهرات يوم 24 سبتمبر 1962م, وسمي هذا اليوم بيوم الزحف المقدس.
الزحف المقدس
لماذا سمى بيوم الزحف المقدس؟
- سمي يوم 24 سبتمبر 1962م والذي كان يسبق قيام ثورة 26 سبتمبر ب 48 ساعة يوم الزحف المقدس لأن فيه خرجت الجماهير اليمنية في عدن في مسيرة ومظاهرات حاشدة في انتفاضة شاملة هي الأولى من نوعها ضد الانجليز، وضد دخول عدن عنوة في الاتحاد الفيدرالي السلاطيني.
ولماذا استهدف الزحف المجلس التشريعي؟
- استهدفت المسيرات الجماهيرية الزحف على المجلس التشريعي لمنع الأعضاء المعينين من قبل السلطات البريطانية في المجلس التشريعي من الموافقة على دخول عدن وانضمامها إلى اتحاد السلاطين.. وطبعاً سقط شهداء في تلك الانتفاضة وكرموا من قبل دولة الوحدة (الجمهورية اليمنية) وكرموا من الدولة بعد الاستقلال.
لماذا تم اعتقالكم ووضعكم في السجن؟
- بعد يوم الزحف في سبتمبر 1962م تم القبض على جماعات كبيرة من المناضلين، بلغ عددهم أكثر من 340 ثم محاكمتهم بمحاكم صورية من قبل السلطات البريطانية وتم إدخالهم السجون وتفاوتت مدة الاحكام بالسجن ما بين ثلاثة أشهر وسنة وسنتين مثل إدريس حنبلة وعبدالله الأصنج، كانا من المحكوم عليهم بالسجن لمدة سنتين، وأحنا من المحكوم عليهم بالسجن لمدة شهرين ومعنا آخرون، وبيننا نساء ومنهن رضية إحسان، وزينب ذو الفقار، وليلى جبلي، ونعمة سلام، وأخريات إلى أن تسبب سجن النساء في إشعال أزمة داخل السجن حينما تم وضع هؤلاء المناضلات إلى جانب السجينات من ذوات الجرائم الجنائية والأخلاقية. مما جعل السلطات البريطانية تحول الكنيسة التي كانت في داخل السجن إلى زنزانة للوطنيات التي تمت محاكمتهن صورياً والحكم عليهن بالسجن لفترات مختلفة ومتباينة وكان موقع السجن في قلب مدينة كريتر قرب مكتب الأشغال حالياً.
متى تم إطلاق سراحكم من السجن وماهي المهام الجديدة التي أنيطت بكم؟
- تم إطلاق سراحنا في يناير عام 1963م وقد غادرت عدن في فبراير من نفس العام إلى القاهرة لأحل محل محسن العيني في اتحاد عمال العرب ممثلاً للحركة العمالية في عدن.
إلى متى استمريت بهذا المنصب؟
- بعدها تطورت الأمور فبعد يوم الزحف بثلاثة إلى أربعة أشهر تم فتح مكتب لحزب الشعب الاشتراكي في القاهرة وكان في البداية محمد سالم باسندوة هو المسئول عن المكتب بالقاهرة وأنا ممثل في اتحاد عمال العرب، ثم عين باسندوة مندوباً متجولاً للحزب وحللت محله في منصب مسئول مكتب حزب الشعب إضافة إلى عضويتي في اتحاد عمال العرب، ثم بقيت في القاهرة بعد اندماج التنظيمات في عدن تحت اسم جبهة التحرير، وكنت أنا ممثلهم في القاهرة في يناير 1965م.
هل لكم نشاطات خارجية أخرى؟
- شاركنا في افتتاح مكتب دمشق ومكتب بغداد في أكتوبر 1963م وعينا الأخ سعيد محسن ناشر ممثلاً لحزب جبهة التحرير في بغداد، وعبدالهادي باعوضه ممثلاً لنا في مكتب دمشق عام 1965، وبعد الاندماج أصبحت جميع تلك المكاتب تمثل حزب جبهة التحرير. بما في ذلك مكتبنا في لندن الذي كان يمثله عبدالرحيم عبدالله، وعبدالعزيز مقبل في مكتبنا بالجزائر، أما في يوغسلافيا وبعض البلدان الاشتراكية فكان يمثلنا فيها بعض الطلبة الكبار في السن.
طيب .. إلى متى ضللتم في القاهرة؟
- إلى اليوم..؟!
ألم تعد بعد الاستقلال؟
- منعونا من العودة, فبعد ما استلمت الجبهة القومية السلطة من بريطانيا منعنا من دخول البلاد فبقينا في مكتبنا غير الرسمي بالقاهرة.
تزامن الزحف المقدس مع قرب انطلاق ثورة 26 سبتمبر.. ألم يكن له أي ارتباط بالثورة في الشمال؟ وكيف كانت ردة الفعل للسلطات البريطانية؟.
- بالتأكيد إن يوم الزحف الذي صادف تاريخ 24 سبتمبر عام 1962م أي قبل الإعلان عن انطلاق ثورة 26 سبتمبر 1962م ب 48 ساعة حتى إن السلطات البريطانية ربطت بين هذا التاريخ وقيام الثورة السبتمبرية في الشطر الشمالي من الوطن اليمني، وأن هناك اتفاقاً ما بين الحركة العمالية في عدن، والقائمين على الثورة في الشمال، ووقفنا إلى جانب الثورة ودعمناها برجال ومعدات وغيرها، ونتذكر أن المرحوم محمد علي الأسودي من الأحرار اليمنيين الذين مدّونا بسيارات نقل وفيها الخيام والبطانيات والأدوية، وبعض أفراد الحرس الوطني تحت مسمى ممرضين، طباخين، فأكثر من مرة أخذنا منه سيارات، وكنت أنا واحداً من المشاركين إلى جانب المرحوم عبدالرزاق التيس.. وسلمناها في نقطة الراهدة للعميد محمد علي الأكوع الذي كان مسئول تعز في بداية الثورة، والمرة الثانية كنت أنا والمرحوم عثمان سيف، وفي المرة الثالثة كان معي عبدالكريم عبده عبدالله، هذا موجز لبعض المشاركات في دعم الثورة بشمال الوطن آنذاك.
يقال: إنكم قدمتم خرائط لتسهيل تنقل القوات الجمهورية والمصرية لملاحقة عناصر الإمامة في المناطق الشمالية.. ماذا بشأن ذلك؟.
- نعم هناك من الأعمال الكبيرة والمواقف الكبيرة الداعمة للثورة في الشمال هو أن القوات الجمهورية والمصرية كانت لا تمتلك أي خرائط للمناطق والأراضي والجبال والسهول في المحافظات الشمالية حتى تساعد القوات الجمهورية والمصرية على مقاومة هجمات عناصر الملكيين وملاحقتهم.. فاستخرجنا خرائط عسكرية من هنا في عدن من التي كانت بحوزة السلطات البريطانية من خلال تعاون كل الموظفين معنا وسلمناها للقيادات المصرية واليمنية في الشطر الشمالي حينذاك.
كيف تحولت الأمور في المحافظات الجنوبية بعد ثورة 26 سبتمبر في المحافظات الشمالية؟.
- كما قلت سابقاً في 24 سبتمبر قامت مسيرات ومظاهرات في عدن وإضرابات، ثم تطورت الأمور بعد قيام الجمهورية العربية اليمنية، فقدمت المساعدات لأبناء الجنوب، ووصلوا إلى أسلوب الكفاح المسلح، الذي خاضه أبناء شعبنا، إلى أن أعلن عن انطلاق ثورة 14 أكتوبر عام 1963م وما تلاها من نضال وطني حتى الاستقلال في 30 نوفمبر في عام 1967م.
باعتباركم من الرموز الوطنية والقيادات البارزة في جبهة التحرير.. كيف حسمت الأمور لصالح الجبهة القومية في استلام السلطة.. وأين غاب دوركم كقيادة لجبهة التحرير؟.
- الذي حدد الموقف وحسم الأمور ضباط الجيش والمندوب السامي من خلال إعلان اعترافهم بتنظيم الجبهة القومية وسلموهم السلطة في نوفمبر 1967م.. فالجيش الذي كان يضم من عناصر مختلفة تمت تصفيته من كل العناصر الفئوية.. وأبقوا العناصر من المنطقة الوسطى الذين كانوا متعاطفين مع الجبهة القومية والذين اعترف بهم المندوب السامي ومالوا إلى الجبهة القومية على هذا الأساس لكي تسلم لها السلطة.
خلال فترة الصراع بين الجبهتين في عدن دار لقاء في القاهرة بينكم وبين الجبهة القومية ... كيف كانت نتائجه؟.
- خلال الصراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير دار لقاء برعاية مصر والعراق والجزائر في القاهرة لمدة ثلاثة أسابيع، وفوجئنا بأن الجيش والمندوب السامي أعلنوا اعترافهم بتنظيم الجبهة القومية.. بعد تصفية العناصر العسكرية المنتمية لمنطقة العوالق.. وفي اليوم الثاني سافر أعضاء وفد الجبهة القومية إلى جنيف للمفاوضات، بمعنى أن الأمور كانت مرتبة حيث تسلمت الجبهة القومية السلطات دون التزام من قبل بريطانيا ببعض الشئون الأخرى.
الانحياز البريطاني لصالح القومية هل ترافق مع إقصاء واعتقالات لأعضاء جبهة التحرير من قبل الإنجليز؟
- أثناء الصراع كانت بعض المناطق تتحرر من قبل جبهة التحرير، وبعضها من قبل القومية، وكانت السلطات البريطانية تدفع رواتب للمناطق التي فيها عناصر الجبهة القومية وترفض تقديم أية مساعدات للآخرين بل محاربتهم ( فلوس “flossy” مختصر اسم للتحرير واسم (NLV) للقومية.. وكان الجنود البريطانيون يعتقلون أعضاء التحرير ويتركون أعضاء الجبهة القومية.
لماذا الجبهة القومية دون غيرها؟.
- لأننا في جبهة التحرير كنا في بعض المقابلات شديدين مع الاحتلال. وكان الطرف الآخر (الجبهة القومية) متعاونين من خلال بعض ضباط الجيش مع السلطات البريطانية، حتى إن هناك عناصر في الجبهة القومية لا يعرفون بذلك، أي بعلاقات بعض قيادات الجبهة القومية مع السلطات البريطانية.
وهناك ملاحظة أخرى وهي أن القاهرة كانت تطرح شروطاً ومقترحات تتماشى ووضعها في الشطر الشمالي آنذاك؛ لتتجنب المشاكل مع بريطانيا والملكيين، فكانت تحتضن حركة القوميين العرب، القيادات الكبرى، مثل جورج حبش، ومحسن إبراهيم، وهاني الهندي، وأحمد الخطيب، الذين كانوا يرعون الجبهة القومية بحكم أنهم عناصر حركيين، ولكن القاهرة انتبهت إلى أنهم استغلوا الموجة الناصرية لدعم تنظيمهم ليكون لهم دولة ولو شطر جنوبي مثلما كان للبعث دولتان في العراق وسوريا وخلطوا الأمور والأوراق إلى تعصب حزبي، حركة القوميين العرب ضد البعث، ولكن في 1965 انتبه عبدالناصر وطرح مشروع الاندماج في 13 يناير 1965م، واستطرد العرجي حديثه ضاحكاً (13 يناير قده يوم نحس من زمان) فانقسمت الجبهة القومية بعضهم مؤيد للاندماج وبعضهم معارض صامت ثم بعد سنة انقلبوا.
وعندما جرت المحادثات كانوا يحاولون تأجيج بعض الأمور والقضايا.. إلى أن تأتيهم إشارة من حركة القوميين العرب القيادة في بيروت.. وفي الأخير انقسمت العناصر الناصرية والوطنية في الجبهة القومية.. وعناصر حركة القوميين فيها التابعين للقيادة العامة في بيروت.
هل اقتصر دوركم في مصر على تنشيط الجانب السياسي؟
- لم يكن دورنا سياسياً وحسب ولكن كان أيضاً دوراً إنسانياً وخدماتياً، فقد كنا نطالب بمنح دراسية للطلاب اليمنيين بحكم أن القاهرة منطقة استراتيجية لكل سفارات العالم، وفعلاً حققنا نتائج رائعة في هذا الجانب، وقد حصلنا من جمهورية مصر الشقيقة ما يزيد عن 70 منحة ما بين عسكرية ومدنية، ومن العراق حوالي 40 منحة مدنية و20 منحة عسكرية في كل سنة، واستمرينا كذلك إلى ما بعد النكسة؛ إذ انخفضت المنح عن العدد السابق.
هل كانت تلك المنح توزع على أعضاء حزب معين أم للجميع؟
- لا .. بل كانت توزع على كل الشباب بما في ذلك أعضاء الجبهة القومية وحتى من الرابطة هناك شباب حصلوا على منح دراسية.. وهناك قصة في احتجاج من قبل عبدالفتاح، وسالم زين بدعوة أنني أعطيت منحاً دراسية لأعضاء الرابطة.. قلنا لهم أعضاء الرابطة هم من أبناء البلاد وسيعودون لخدمة الوطن.
ماذا نلتم من مكافآت بعد الاستقلال الوطني؟.
- دورنا هو دور أي ضحية من الأحزاب في العالم، في مجلس الأمة المصري وقف عبدالناصر يقول: بخصوص أبناء الجنوب، انتهى النضال الأصغر وسيأتي النضال الأكبر، والنضال الأكبر في كيفية المحافظة على الاستقلال وسيادة الوطن.
كيف حصلتم على حق اللجوء السياسي بعد الاستقلال في ال30 من نوفمبر عام 1967م؟
- أصدر عبدالناصر قراراً جمهورياً في آخر نوفمبر وبداية سبتمبر وأعطانا مع مجموعة تتكون من ثمانية أشخاص حق اللجوء السياسي، ولكن بعد خمسة أشهر كلفت المخابرات بأن تعطي حق اللجوء السياسي الثانوي بدون قرار جمهوري لمن تظلموا وهم كثير؛ لأن القرار الجمهوري تضمن ثمانية أشخاص مع صحبة حراسة وغيرها من شروط حماية الحاصلين على حق اللجوء السياسي، وكان الأول مكاوي، والثاني الأصنج، والثالث محمد سالم علي، والرابع باسندوة، والخامس أنا / ناصر أحمد العرجي، والسادس عوض العرشان، ودخلوا عبدالله سالم باسندوه أخو محمد سالم الذي كان وزيراً مع الاستعمار لاجئاً سياسياً، ثم منح الآخرون من المناضلين في مايو 1968م عن طريق جهاز المخابرات العامة وهم مئات من أعضاء جبهة التحرير.
الم تتلقوا أي رعاية أو دعم من قبل الحكومة الوطنية بعد الاستقلال؟.
- في المفاوضات تنازلنا لممثلي الجبهة القومية بثمانية من المناصب الوزارية وسبعة لنا، وبرضو لم يقتنعوا وطالبوا زيادة على ذلك، وشكل المجلس المقترح في المفاوضات من: المكاوي رئيساً للجمهورية، قحطان الشعبي رئيس الوزراء، والأصنج على أساس وزير الخارجية.. وأن المفروض نائب رئيس الجمهورية من أعضاء الجبهة القومية ونائب رئيس الوزراء مننا وزيدوا مطالبهم، فزودناهم ولكن وفي كل مرة كان يبدو عليهم ملامح المماحكات.
يعني ذلك وجود اتفاق مبطن مع سلطات الاحتلال؟
- أكيد أنه كان يوجد مخطط؛ بدليل ما كان يعتمل من عراقيل أمام نجاح المفاوضات، رغم تنازلنا في جبهة التحرير عن أشياء كثيرة، وهكذا إلى أن فوجئنا بالاتصال بنا من قبل قحطان الشعبي يقول لي: بالله بلغ الإخوان لقاء الغد أجلناه إلى أجل غير مسمى.. وفوجئنا في الغد وقدهم يقولوا: بعد 24 ساعة بيسافر إلى جنيف المندوب السامي نتيجة لولاء ضباط الجيش،ويعترف بالجبهة القومية ممثل وحيد للشعب، وبعدها أقفل كل شيء..
* ماذا كان دورك في المفاوضات؟.
- ما فيش حاجة اسمها دور لشخص كانت مجموعة عمل وكان هناك مناديب لمصر وسوريا والعراق يتدخلون في الأمور المختلف عليها، على أساس تقريب وجهات النظر.
متى عدت إلى أرض الوطن من القاهرة؟.
- كنت أعود إلى الشمال لزيارة أخي وابني.. لكن الجنوب ممنوع عليَّ، دخول أراضي الجنوب كانت ممنوعة... إلى أن جاءت الوحدة فسمح لنا بالدخول والعودة إلى مدينة عدن.. في عهد الوحدة.. وحدة ما يغلبها غلاب... دخلناها.!
في ظل الوحدة .. هل حصل هؤلاء المناضلون – أنتم وأمثالكم – على حقوقهم التي حرموا منها إبان الأنظمة التشطيرية؟
- للأسف لم يمشوا بالخطوات الأساسية لتحقيق الوحدة، لم أقل بالخطوات الديمقراطية، في الخطوات الشعبية الجماهيرية كاستفتاء.
فإذا كان علي عبدالله صالح اجتمع بكل المحاور الشمالية إلى حد أنه راح لزيارة المرحوم المناضل النعمان وهو في أحد المستشفيات، وهو يرتعش وراح للإرياني إلى مدينة اللاذقية، وأعاد محمد صالح الكهالي الذي كان في عدن، وأعاد أصحابه كلهم، لكن للأسف الشديد علي سالم البيض أهملنا (نحن المناضلين).
علي عبدالله صالح استدعانا في 12 ديسمبر، وكان يشيد بعلي سالم، وأنا تصادمت معه، وقلت له: يا فندم علي سالم البيض هذا قاتل، كيف بيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، هذا بيدخل التاريخ من أضيق الأبواب وبيحنب..
الاجتماع الأول كان في الخيمة صباحاً، الاجتماع الثاني كان ثاني يوم مقيل عمل، ولم يرض يسمع مني، وعاد زعل مني ليش ضربت بيدي في الأرض ونحن مقيلين وإلى ساعتك، والآن راتبي موقف.
متى كان ذلك؟
- قبل إعلان إعادة الوحدة بستة أشهر بعد التوقيع في عدن عام 89.. وبالتحديد في 12 ديسمبر 1989م، ولما استوت الحرب الأهلية طلبوا مني التحدث.. فقلت لمطهر تقي.. روّح أنا بتكلم وباقول الرئيس هو ساحل.
قال لي: بس خلص لا عد تكملش..!
أنا مسئول الإعلام الذي أعددت قائمة بأسماء المناضلين، ومن تلك الأسماء أعطاني محمد علي هيثم اسمين للحصول على رواتب ودخلتهم بالإعلام، وهم اليوم يستلموا رواتبهم وأنا رقم واحد بدون راتب وإلى اليوم.. لم ألاق أي مبلغ نتيجة لهذا الموقف!. ولا من أي تنظيم وكلهم يدعونا لحضور الاجتماعات، وبعد الاجتماعات، زي الاجتماع الأخير حق عدن، قالوا إننا عضو اللجنة التنفيذية، وقد أصدرت بياناً أكذب فيه ذلك.. وأنني حضرت مثلما نحضر أي مؤتمرات أو ندوات بصفتنا رموزاً وطنية، ولكن يقولوا إنهم قد أشركونا في اللجنة، فهذا الكلام ما صار، مش اعتراض على اللجنة، ولكن اعتراض على اتخاذ قرار دون أخذ الرأي.
ما قلته سابقاً عن الوحدة.. فسر لنا ذلك؟
- الوحدة جاءت بغفلة من الثمار، رغم أن الشعب كله يبحث عن الوحدة، كنا بالخمسينيات من القرن الماضي نرفع شعارات وحدوية، يمن واحد، شعب واحد، كنا ضد الإنجليز ليش يحرم أبناء الشمال من حق التصويت والترشيح، كنا ضد الانجليز ليش ما يجعلش أبناء المناطق الشمالية مثلهم مثل أي مواطن من أصحاب الكومنولث.. لكن لما جاءت الوحدة، وهذا أنا رأيي الشخصي، كان في الشمال أو في الجنوب كل واحد يفكر بالسلاح ليضرب به الآخر بعد تنفيذ الوحدة..!
علي سالم البيض وأعتقد أنه كان ملتزماً بميثاق الجبهة القومية يريد وحدة الأداء يعني بالقوة.. وعلي عبدالله صالح يريد وحدة الضم بدون تعب، يضمها كأنها خرج من الخروج.. علي عبدالله صالح بصراحة سياسي محنك، قد تختلف معه لكن عنده بُعد نظر، غير علي سالم البيض الذي يدوّر الشهرة ويدوّر التآمر والخلاص من أصحابه.
لما عبدالفتاح راح كان علي سالم يقول لأصحابه خلاص قد تخلصنا من الجبلي!! شوف كيف؟!
فالاثنان اصطدما، واحد يدوّر الشهرة، علي سالم البيض يقول زبطنا البراميل! وذاك يقول علي سالم دخل التاريخ، لكن بعد التجربة سنة، سنتين، إن لم يكن أقل من ستة أشهر اتضح أن علي عبدالله صالح يريد تكوين إمبراطوية له، ولا أحد يقول له لا. حكم الشمال 12 سنة كحاكم أوحد.. ويريد نفس الوضع في ظل دولة الوحدة.. حتى إن أبناء عدن كادوا يرفعون سيارته ، لكن بعد شهرين أو ثلاثة أشهر، عايروه في المنصورة، قالوا له جبناك وكدنا نرفع سيارتك، لكن الآن لما دخلت بهذه السيارات المرسيدس استغربنا.. وكل واحد كان ينظر للوحدة من مصلحته!! ما يهمهم الشعب ولا يهمهم احتياجات المواطنين ولا يهمهم إلا التصرف وفق المصالح.
إذاً ما المخرج من وجهة نظرك؟.
- المخرج أبناء اليمن شمالاً وجنوباً هم يعرفوا طريقهم.. أنا لا أنكر حق أبناء المحافظات الجنوبية.. لكن أنا مؤمن بالوحدة، أنا ضد الانفصال.. وضد الآخرين ممن يقولوا نريد الاستقلال, أي استقلال هذا الذي تتحدثون عنه؟! من أنتم حتى أيام الجبهة القومية لم تكونوا مستقلين، كانت حركة القوميين العرب هي من تحكمكم، هذه هي الحقيقة، المواطن العادي قد لا يعرف عنهم الكثير، لكن إحنا أعرف بهم، أيام محسن هندي، وهاني الهندي واحمد الخطيب، وأصحاب حركة جورج حبش أصحاب حركة القوميين العرب( الفوووق) كلهم خريجين معهد شملان في بيروت الذي كان يرعاه أمين البستاني (العميل الأمريكي الكبير المليونير).
كان البروتوكول لما جاء الأمين العام للأمم المتحدة يتمثل في أن يلتزم الرئيس السابق بوثيقة التوافق الخليجية لكن لم يحدث ذلك وحتى الآن، لا يوجد فيها التزام... لكن المواطن من كثر ما ظلموه منذ ما بعد الاستقلال وفي ظل الوحدة أصبح يطالب ويريد مخرجاً، صحيح أن الغلاء ظاهرة عالمية لكن عندنا هنا ظاهرة استغلالية. الحزب الاشتراكي يؤمم ممتلكات الناس ولا يعوضهم 20 سنة بدون تعويض وإذا جابوا لا يزيد على أن يكون بالأوراق، فقط جاء علي عبدالله صالح يكحلها أعماها، أعطى تعويضاً للأماكن التجارية، الناس قلبوا بعض الجريشات كأنها مسكن.. لازم تكون العدالة والرحمة قبل القانون!!. ولابد من معالجة الأوضاع؛ بما يعزز من تلاحم الشعب، وإزالة المظالم، وإعادة الاعتبار للمناضلين والمحافظات الجنوبية.
هل عانيتم شخصياً من مسألة التأميم؟
- إلى الآن.. تم تأميم جريش حق يتامى (محل) ولم يتم تعويضهم سوى بالجرايد فقط.. المكان غير صالح لأن يكون مسكناً، وأعطوا لذلك الشخص ملكية وهو لا يمتلك.. وعندما قام أصحاب الملك الحقيقيون بمتابعة الجهات المختصة قالوا له: كيف تكذب على الدولة؟.
وفي الشكوى التي تقدم بها المناضل ناصر أحمد عبدالله العرجي إلى رئيس اللجنة الإشرافية لمعالجة المساكن المؤممة، وحصلت (الجمهورية) على نسخة منها، ورد فيها أن المذكور يمتلك منزلاً يحمل رقم 515/5 بشارع تونس – الشيخ عثمان، وفيه ثلاثة أماكن تجارية في الدور الأرضي والدور الأول يسكن فيه.. وعند صدور قرار التأميم احتل أحد الأشخاص واحداً من المحلات وعملت الإسكان له عقد تأجير، ونحن غير متواجدين داخل البلاد.. وحتى الآن ونحن نطالب بإعادة المحل المؤمم إلينا؛ لأنه غير مؤهل للسكن، كما أنه جزء من ممتلكاتنا التي نحن بأمس الحاجة إليها.. خاصة وأن ذلك الشخص يتهرب دائماً وغير متواجد في المحل لعلمه أنه لا يمتلك حقاً بهذا المكان والذي تثبت جميع الوثائق أنه ملك لنا، وحق من حقوقنا، التي سلبت دون وجه حق، ونأمل من كافة الجهات المعنية إعادة الحق لأصحابه...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.