ما هي الأنوثة؟ ومن الذي يملك حق تعريفها؟ هل هي سلوك أم مظهر؟ الأنوثة حضور طاغٍ لامرأة لا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة فهي الفاتنة والقلب الحنون والجسد والصوت الأنثوي الآسر كلها تنطق بحروف الأنثى.. وهي مملكة تنتظر مكتشفها بعض الشّباب يرون أنوثتها في رقتها ونعومتها وكلامها وسلوكها وصوتها وجسدها كما تصورها وسائل الإعلام، والآخر يرى الأنوثة من زاوية مختلفة.. في عاطفتها واهتمامها وحنانها الذي لا يعلى عليه.. والآخر في حيائها... فقيرة كانت أو غنية.. جميلة كانت أو زكية ويحقق كل هذا التزامها بدينها هو مصدر غناها بالإيمان وفقرها لله وزينها الله بالخلق والحياء الذي هو مصدر عفتها وعلى ضوء ذلك يا ترى هل تتفق الآراء على ملامح محددة تحملها المرأة لتكون هذه فعلاً هي الأنوثة؟ أم أن الأنوثة انطباع وحس اتجاه المرأة، وما تجره من واقع خاص في نظر الرجل.. الاستطلاع التالي يتحدث حول هذا الموضوع : فطرة مغروسة البداية كانت مع الأخت هدى سلطان حيث ترى أن جمال المرأة مركب أساسي في شخصيتها وقالت: ومن البديهي أن يظهر في مقدمة ظهورها وحضورها، ولكن جمال المرأة المسلمة الحقيقي هو نور المنبعث من الروح لينير أجزاء الجسد، وجمال الروح والعقل وسمو النفس هو الأهم فجمال الروح والعقل مع الزمن يزداد عطاءه ويشتد عوده ولكن جمال الجسد مع الوقت يذبل. وأضافت هدى: المرأة السوية تقتضي أن تكون حيث خلقها وأرادها الله عز وجل؛ فالأنوثة فطرة مغروسة في تكوين وطباع المرأة، وباختلاف التكوين بين الرجل والمرأة - بيولوجياً وأخلاقياً واجتماعياً ونفسياً - ليتحقق التكامل - لا التساوي - في جدلية العلاقة بين المرأة والرجل في هذا الكون. الجمال بشتى صوره أما الدكتور حسن الراسني فقد قال: الأنوثة لا تقتصر على جمال الشكل الخارجي فقط، بل هي الأمن والأمان، هي مكمن الاستقرار والعاطفة، هي الجمال بشتى صوره، هي في المعنى والمبنى، في المظهر والجوهر. الأنوثة: أن تؤدي الأنثى دورها كما أراد لها خالقها، حضن دافئ للأبناء والبنات، وسكن للزوج، واستقرار للأسرة، وعطاء في المجتمع مع ما يتناسب وطبيعتها وتركيبتها. وبلا شك فتلك الصورة النمطية السلبية القاصرة للأنثى تؤثر على الأسرة، فينعكس ذلك في تعاملها مع الأنثى التي تحت سقفها، فيحصل الظلم والاستبداد الأسري تحت دعاوى زائفة مغلفة لا معنى لها.. خلق الحياء الأخت رفيدة أنس النهاري من جانبها قالت: الأنوثة إن وصفت بهذا فهو ليس وصفاً إنما هو ذم، الأنوثة الحقيقية هي أن تتجلى المرأة بعقلها وقيمها ومبادئها الراقية، وأن تتحلى بخلق الحياء وليس الخجل، وبحشمتها أن تبرز نفسها أمام الجميع، وتتصدر المواقع بعقلها وأخلاقها ليس بجسدها فالجسد زائل أمام العقل، وما يبقى بعدها من أثر طيب وملموس هو الباقي والدائم، وأضافت النهاري: الأنوثة هي الحياء، الذي يزين المرأة ويُكسبها الاحترام؛ لذلك كان يضرب المثل بحياء العذراء حتى قيل: إنه صلى الله عليه وسلم : “كان أشد حياءً من العذراء في خدرها، وقال صلى الله عليه وسلم مؤكداً خصوصية الأنوثة وأنها لا تكون إلا لمن أحلها الله له برباط الزواج قال : كل عين زانية ، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا . عواطف وأحاسيس ومن جانبه الشاب محمد علي تحدث قائلاً: تختلف الأنوثة عندنا نحن الشباب من شخص إلى آخر ..في رأيي الشخصي.. الأنوثة هي أن تكون ضعيفة معاي.. وقوية الشخصية مع غيري.. الأنوثة هي أن تكون ضعيفة ومحتاجة لي دوم عشان تستمد مني القوة والحنان.. الأنوثة هي أن تكون كتلة من العواطف والأحاسيس.. رقيقة في عباراتها.. خجولة وجريئة بنفس الوقت.. الأنوثة هي أن تغرقني في بحر من الحب والعواطف.. غيورة بشكل طبيعي.. الأنوثة هي الابتسامة والمرح البريء والدلع الخفيف.. الأنوثة هي العيون الناعسة التي إذا شفتها يتجمد الدم في عروقك!! ويرجع تعريف الأنوثة إلى طباع الرجال ونظرتهم للأنوثة من أي زاوية؛ فهناك رجال في نظرهم أن الأنوثة في اللبس والشكل والمنظر وهناك من يرى انه رقة ودلع ولكن يجب أن لا يكون متصنعاً أو يرى آخر أن الأنوثة تكمن في المشاعر والعواطف الجياشة وهناك نوع يمزج كل الذي ذكرناهم، وهذا صعب إيجاده في أمر واحد؛ فهو كما قلت يرجع للرجل ومدى تعريفه للأنوثة والزاوية التي ينظر منها، وهناك كثير من النساء اللاتي يتمتعن بالأنوثة ولكن هذه الأنوثة سرعان ما تفقدها هذه المرأة بسبب إهمال الرجل لها؛ فالرجل له دور كبير في منح المرأة أنوثة حتى لو كانت تفقدها، و له أن يمحي منها الأنوثة حتى لو كانت اكثر النساء تمتعاً بالأنوثة. الأخلاق والدين أما الأخت سارة المخلافي فقد قالت : المرأة تكون بكامل أنوثتها عندما تكتمل أخلاقها ودينها، وبهذا ما قيمة الجسم الجميل وهي عديمة الأخلاق, وأضافت: الأنوثة هي اختلاف تام عن الرجل وهي في المرأة، ويمكن أن نعرفها بأنها الصفات والأحاسيس والمشاعر التي تمتلكها الفتاة، وتكون لا توجد في الرجل وأيضاً الأنوثة تتصف بالشاعرية والرقة والعاطفة اللينة والتي تتصف أيضاً بها الفتاة. صفة فطرية عمار الحميري قال : خلق الله المرأة ومنحها صفة الأنوثة ووضع بها صفات رائعة، وترك الأمر للمرأة لتكتشف ذاتها وتطور نفسها.. الأنوثة صفة رائعة في المرأة وأي امرأة تخفي أنوثتها أو تصطنع صفة أخرى فهي تضر بكيانها وتخالف طبيعتها التي خلقها الله عليها. الأنوثة مطلوبة وضرورية في تجسيد شخصية المرأة ولكن هذا لا يعني أن تهمل المرأة أموراً أخرى بالغة الأهمية وعلى رأسها الشخصية القوية. . الأنوثة وقوة الشخصية لا يتنافران أبداً بل يكمل كل جزء الجزء الآخر وتخرج المرأة المتصفة بكلا الصفتين بصورة أكثر من رائعة وبتأثير قوي على الآخرين، وتكون مثيرة للاحترام والتقدير بل تنتزعه من الآخرين انتزاعاً دون أن تضطر لخوض معركة من أجل ذلك بل سيصلها الإعجاب والاحترام والتقدير على طبق من ذهب، وقال: الأنوثة في شخصية المرأة شيء تشعر به، ولكن لا تراه بعينيك، كل امرأة تتمتع بالأنوثة منذ ولادتها فهي صفة فطرية، ولكن بعض النساء وبدافع شخصي أو نتيجة ظروف الحياة لا تظهر لديها الأنوثة بل تعلوها طبقة من الغبار، وما إن تهتم بتنظيف هذا الغبار حتى تظهر أنوثتها للعلن. هبة من الله ومن جانبها الأخت سارة قاسم قالت : الأنوثة هبة من الله عز وجل لنا نحن الفتيات، وهي الروح المتعلقة بالله عز وجل العقل الناضج والفكر السليم والقلب الطاهر، وكما أن الأنوثة تكتمل بالمشاعر الرقيقة والعواطف الجياشة والحنان الفائق والمظهر الخارجي له دور، ولكن ثانوي بالنسبة للأمور الأساسية. وأضافت: الأنوثة أمر جميل تتمتع به كل فتاة، فهي ميزة خلقها فينا خالق الكون رب العزة والجلالة. صفات رائعة وليد الوتيري من جانبه قال : لن أعرف الأنوثة بأنها الدلع وترقيق الصوت وغيرها هذه تعريفات معروفة, فالأنوثة مجموعه من صفات رائعة ترتبط بالمرأة لكن التعريف الحقيقي للأنوثة وقمة الأنوثة : هو بالمحافظة عليها وسترها فليس للأنوثة معنى إذا كانت حقاً مشتركاً للجميع . مضيفاً: برأيي الأنثى لن تكون أنثى حقيقية إلا إذا كانت فتاة عفيفة طاهرة يجملها الحياء ويعطرها حسن الخلق، أما الصفات مثل النعومة والرقة والدلال والله في كثير شباب ذكور ناعمين هل نعتبرها أنوثة؟ فكون أنثى بالمقاييس التي وضعها لنا الإسلام وأعزنا بها وبواسطتها ارتفع قدرها كأنثى أولاً وكامرأة ثانيا. يشاركه الرأي الأخ طه صالح قائلاً: عالم الأنثى عالم مليء بكل الصفات التي خلقها الله عز وجل.. صفات غنية عن التعريف ولن نستوفي حقها لو كتبنا الليل والنهار عنها.. يكفيني أنا أن الأنثى قلبها حنون وهي منبع السماحة رحيمة تسامح بسرعة.. مضيفاً أما من يعشق الأنثى فقط لجسدها ولا غير ذلك فهو لم يكتشف من الأنثى سوى ربع عالمها. جمال الروح أما حنان النقيب فقد قالت: بالطبع هذا ليس المعني الصحيح للأنوثة، المرأة الجميلة هي الأنثى التي تحمل جمال الروح وطيبة القلب ورقة وهدوء الأنثى فمن تعجبه امرأة لجمالها لن تكفيه نساء الأرض ومن ينظر إلى الجمال الداخلي للأنثى فهذا هو الرجل المثالي، فالجمال زائل وتتبقى الأخلاق خالدة، ولا مانع من وجود الجمال والأخلاق فكلاهما يكمل الآخر، فما أجمل الدين والدنيا اذا اجتمعا .. وبلا شك أن المرأة هي المؤثر الأول في الأسرة من جميع النواحي.