فقدت اليمن برحيل عبدالملك الشيباني مؤرخاً عظيماً وعلماً من أعلام الحركة الإسلامية ومربياً فاضلاً، تتلمذ على يديه الآلاف من الطلاب في طول اليمن وعرضها سواءً بصورة مباشرة أو عن طريق مؤلفاته التي بلغت قرابة 15 كتاباً. رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بتعز أحمد عبدالملك المقرمي قال: برحيل عبدالملك الشيباني لقد خسرت اليمن علماً من أعلامها ورجلاً من رجالاتها الأفذاذ مخلفاً وراءه فكراً وتاريخاً وتربية حوتها كتبه وأبحاثه ومقالاته التي كتبها، وأهم من ذلك ترك وراءه تلامذة تربوا على مائدة عطائه التربوي والفكري. الشاعر أحمد الجبري يقول: المفكر عبدالملك الشيباني رحمة الله عليه عرفته لأول مرة وأنا طالب في الثانوية العامة، كان يدرّسنا مادة الثقافة الإسلامية، وكان أستاذاً مرحاً بشوشاً قريباً من طلابه والفكاهة لا تفارق شفتيه.. رافقنا في كثير من رحلاتنا الترفيهية كطلاب، وأضفى عليها البهجة والسرور، وكان يقضي كثيراً من وقته في السكن الطلابي التابع لمعهد تعز العلمي آنذاك، والذي كنا نسكن فيه، ويحضر فعالياته محاضراً ومرشداً.. جمعتني به الأيام بعد ذلك كرئيس للرابطة اليمنية للثقافة والفنون «طيف»، والتي كنت أشغل فيها أميناً عاماً مساعداً، وكان خير موجه وداعم للأدب والفن، قريباً من هموم الثقافة والشأن الثقافي.. ويضيف الجبري: كنت ألتقيه مؤخراً ونتبادل أطراف الحديث، وكان حديثه شيقاً لا يمل، أهديته نسخة من أول مجموعة نشيد سجلت في دار القرآن في سبعينيات القرن الماضي للمنشد جلال عبدالواحد ضمن توثيق جمعته حول الأنشودة في تعز، ففرح بها كثيراً، وكان ولده محمد يخبرني دائماً بإعجابه بهذه الأناشيد التي تذكره بالأيام الأولى من حياته الدعوية، ووعدته بالمجموعة الثانية، إلا أن الأقدار لم تسمح بذلك، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. من جانبه أكد رئيس منظمة «يمن حقوق» المحامي عبدالسلام رزاز أن الفقيد الشيباني رحل وهو في قمة عطائه، حيث كان مايزال في طريق إعداد الكثير من الأعمال سواء المطبوعة أو المرئية؛ فقد كان موسوعة تتحرك على الأرض.. وأشار رزاز إلى أن ذاكرته كانت قوية حافلة بالمعلومات الغزيرة التي يصعب على الشخص استحضارها.. منوهاً أنه كان يحمل روح الشباب، ولديه طموح لخدمة الإسلام والمسلمين في مجال علمه.. ويضيف رزاز : إن وفاته شكلت صدمة كبيرة وخسارة بالغة، سوف تترك فراغاً كبيراً، لكن الأمل يبقى في الشباب الذين تتلمذوا على يديه ونهلوا من علومه بأن يواصلوا مسيرته العلمية ويعملوا على إخراج كتبه وأبحاثه إلى النور حتى يستفيد منها الأجيال القادمة. محمد سيف سعيد - أستاذ التاريخ - يشير إلى أن عبدالملك مرشد الشيباني قضى حياته مربياً ومعلماً ومرشداً ورمزاً من رموز الدعوة الإسلامية ومؤلفاً وكاتباً في التاريخ والفكر والثقافة؛ فقد كان أحد الحكماء المشهود لهم بالبصيرة الثاقبة، اتصف بالتواضع والبساطة، برحيله فقدت عاصمة الثقافة أهم أعلامها ومعالمها.. الصحفي محمد أمين الشرعبى، اعتبر رحيل الشيباني بمثابة فاجعة كبيرة لتعزواليمن، وقال الشرعبي: إن الشيباني يعد من المؤرخين اليمنيين الذين أثروا المكتبة اليمنية والعربية بإصداراته الكتابية التاريخية، لكنه لم ينل حقه من الاحتفاء والتكريم من الجهات الثقافية الرسمية، فقد ظل يعمل بصمت بعيداً على الأضواء.. ويضيف الشرعبى: كان لي لقاء معه قبل أكثر من 5 أشهر في إطار تسجيل حلقة تلفزيونية توثيقية عن علماء اليمن، وكان أول لقاء أتعرف عليه، لكني كنت أسمع عنه وأقرأ له، حين قابلته وجدته رجلاً بشوشاً ثرياً في طرحه، له أسلوبه الجميل في الطرح، لا يجعلك تمل منه وهو يتحدث، حيث يعطي الحديث جواً من النكتة التي تعبر عن روحه النقية وسريرته البيضاء.