الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهدانا دعماً ومساندة فأهديناه قلباً ينبض بالحب والعرفان
الكويت بقلوب يمنية
نشر في الجمهورية يوم 13 - 05 - 2014

للكويت الشقيق في قلوب اليمنيين مكانة خاصة تنبض حباً ووفاءً لشعب الكويت وقيادته السياسية التي دعمت اليمن في مختلف المجالات التنموية, وقدمت الدعم السياسي عبر مراحل اليمن التاريخية المختلفة, وجعلت من اسم الكويت متصلا بكل ما هو حيوي وهام واستراتيجي, ومرتبطاً بالمدرسة والمستشفى والجامعة والطريق, بالإضافة إلى حضور بصمة الكويت ناصعة البياض في أهم حدث يمني تاريخي للعصر الحديث عبر تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في العام 1990م.. «الجمهورية» شاركت فعاليات وأنشطة مبادرة الوفاء للكويت المنبثقة فكرتها من المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية, وأجرت بعض الحوارات في واحدة من أهم منجزات الشعب الكويتي وقيادته السياسية في اليمن جامعة صنعاء وأحد الصروح العلمية الشامخة التي تخرج منها مئات الآلاف من الساسة, والطب, والفكر والإعلام, وكان لنا على هامش فعالية المحاضرة العامة الاستشرافية لمستقبل العلاقات اليمنية الكويتية التي نظمها المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية الاستطلاع التالي:
أفق جديد
رئيس مبادرة الوفاء للكويت السفير د. عبد الملك سعيد يتحدث قائلاً: المبادرة الوطنية التي اطلقتها اللجنة التحضيرية والمنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية تجسيداً لوفاء الشعب اليمني للكويت وأهله وحكومته ينطلق من ذات واحدة كون البلدين جزءً أصيلاً ومكوناً بشرياً حيوياً وهاماً من تكوين جزيرة العرب, ويشكلان معاً جزءاً من المعادلات الإقليمية التي يترتب عليها مستقبل أمن واستقرار الجزيرة العربية ذات الموقع الحساس جغرافياً وسياسياً للعالم أجمع, بغض النظر إلى الإحالات التاريخية للتدليل على عمق ما يجمع البلدين من قواسم مشتركة للتأكيد على التطلعات الواحدة, والوشائج الأخوية المتجذرة التي تجعل من البلدين ظهيراً لبعضهما بشرياً وسياسياً واقتصادياً في مواجهة التحديات المختلفة, موضحاً أن المواطن العربي قد فجع خلال الفترة الماضية مما آلت إليه العلاقات العربية البينية, وما أصاب مؤسسة العمل العربي المشترك «الجامعة العربية» ووهنها في مواجهة التحديات والمهددات الداخلية والخارجية كالإرهاب والعنف وغيرها من القوى المتربصة بالمنطقة ما يقتضي على الجميع المغادرة السريعة لحالة الشك والريبة التي سادت المناخ العربي في السنوات الأخيرة, وضرورة التأكيد في كل وقت على احترام سيادة الدول, واحترام حدودها الإقليمية, ووحدة ترابها الوطني, وحق كل دولة في اختيار نظام حكمها, وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المنتظم العربي عموماً, مبيناً أن تلك محددات تلتزم بها بلادنا بحزم وهي تقلع سياسياً نحو أفق جديد في عالم متغير.
الوفاء للكويت
وأكد رئيس مبادرة الوفاء للكويت أن زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي الأخيرة إلى دولة الكويت قد مثلت نقلة نوعية مهمة على طريق تمتين العلاقات البينية التي ينتظرها مستقبل مشرق أكثر إيناعاً وثقة من أي وقت مضى, سيما وأنها ترتكز على كل ما هو ثابت وأصيل واستراتيجي وجوهري في علاقات البلدين الشقيقين, مشيراً إلى أن احتفاء الشعب اليمني بمبادرة الوفاء لشعب الكويت وقيادته يؤكد في ذات الوقت على ضرورة تنمية تلك العلاقة في شتى المجالات وصونها والارتقاء بها لما لتلك العلاقة الأخوية من مكانة في نفوس أهل اليمن قاطبة, كون الكويت الشقيق كان من أوائل الدول التي وقفت بصدق وعلى الدوام إلى جانب اليمن وأهله منذ مطلع الستينيات, متمنياً أن ترسخ مخرجات الحوار الوطني دور الهيئات البرلمانية والشوروية والتنفيذية على مختلف مستوياتها في الأقاليم والمركز, والتي ستبنى عليها مقتضيات الدستور الجديد ليكتمل عقد النظام الديمقراطي القادم الذي يستجيب لمطالب التغيير نحو غدٍ افضل وتنعكس على سياسة البلاد الخارجية انعكاساً أميناً للمنطلقات التي سيحددها الدستور ولا تخرج عن كونها سياسة راشدة تجسد المصلحة الوطنية والقومية كمعيار أساسي ينبغي احترامه مع الالتزام بالانفتاح والشفافية والمصداقية في التعامل مع جميع دول المنطقة بعيدا عن الأنماط والانطباعات والذهنيات المتسرعة, أو دخول فاعلين مؤازرين بغتة عند اتخاذ القرار السياسي الخارجي, خاصة لمن يحملون أحكاماً مسبقة غير واقعية, ولا تنطلق من الارتباط الاستراتيجي والمميزات, والمعطيات الجيوستراتيجية, والجيوبولوتيكية التي تمكن الدبلوماسية اليمنية من أداء دورها المأمول وتعطي العوائد والمنافع في نطاق العلاقة مع دول المنطقة بصورة عامة.
جوانب تنموية ومواقف سياسية
مهما تحدثنا عن الدور الكويتي ومسيرة العلاقات الأخوية بين البلدين لن نوفي هذا الموضوع حقه وما مبادرة الوفاء للكويت الحبيب إلا إسهام يسير في بقاء الذاكرة التاريخية والعطاء للكويت الحبيب في يمن الإيمان والحكمة.. هذا ما بدأ به القول رئيس المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية الدكتور سعيد العامري، مبيناً أن مبادرة الوفاء للكويت جاءت إحياء لذكرى الدبلوماسية الشعبية ودعماً للجهد الرسمي للإسهام في تحسين علاقات اليمن الخارجية عامة والكويت بصورة خاصة تزامناً مع ذكرى الأعياد الوطنية للكويت الشقيق التي انطلقت يومي (25-24) فبراير, وتقديرا وعرفانا لإسهامها بشكل فاعل في إحداث تنمية حقيقية لا زالت عطاءاتها متدفقة حتى اليوم في مختلف المجالات التنموية, موضحاً أن الدور الكويتي لم يقتصر على الجانب التنموي بل امتد ليشمل تسجيل مواقف سياسية لن ينساها الشعب اليمني على امتداد تاريخه فقد كانت الكويت من أهم الدول التي أسهمت في تحقيق الوحدة اليمنية وإعادة اللحمة لشطري الوطن.
خطوة هامة
مختصراً القول اللواء حيدر بن صالح الهبيلي - رئيس التكتل الوطني للتصحيح إن مبادرة الوفاء للكويت الدولة التي ساهمت بصورة كبيرة من قديم الزمن في دعم اليمن ومساعدته على كل الأصعدة, خطوة هامة توضح من خلالها مشاعر حب اليمنيين للكويت الشقيق وشعبه الكريم, وتحسين العلاقات بين الدولتين, معبراً كواحد من اليمنيين بقوله: إن الاعتراف بالجميل جميل.
رائع وجميل
من جهته رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح - سعيد شمسان المعمري دعا جميع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشرائح الفاعلة الاجتماعية والشباب والمرأة ووسائل الإعلام المختلفة التفاعل مع مبادرة الوفاء للكويت التي وصفها بالرائعة التي تقدم جزءاً من الواجب والجميل والشكر والعرفان لأشقائنا في دولة الكويت الحبيب, مضيفاً القول: الوفاء للكويت الحبيب عنوان جميل ورائع وراقٍ, الكويت التي أسهمت في محطات تاريخية متعاقبة في دعم الشعب اليمني وتنميته في المجالات الأساسية الحيوية والمتمثلة في التعليم والصحة والتنمية كان لها ثمارها واستفاد منها ملايين من أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً, وسعُدَتْ بتلك الإنجازات العظيمة والسخية والغير مشروطة التي كانت فعلاً هبات تثبت مصداقية أشقائنا في الكويت أميراً وحكومة وشعباً.
علاقات حميمية
عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية عضو مبادرة الوفاء للكويت - محمد بن محمد الرجوي استعرض أدوار الكويت التعاونية والثقافية والسياسية تجاه اليمن بقوله: نحن منذ أن بدأنا نعرف انفسنا خلال مراحلنا التعليمية في المدارس والجامعات ارتبط اسم الكويت باسم اليمن, وبالتالي كانت أغلب مواقف الكويت حميمية مع اليمن بشكل غير عادي, سواء في دعمها للجمهورية منذ بدايتها أو إيجاد التوافق والتصالح فيما بين الفرقاء آنذاك الشمال والجنوب حتى حصل لقاء الكويت الخاص بالوحدة اليمنية, واستمر هذا الدعم بأشكال عدة تمثل في بناء المدارس والمستشفيات والمستوصفات والمساجد المتواجدة تقريباً على مستوى أرجاء الوطن, والأهم من هذا كله أن الثقافة الرائعة التي نشأت في الكويت بعد الاستقلال كان أغلب المثقفين يعطون حيزاً واسعاً من الاهتمام لليمن, ولذلك أنا أتذكر عندما كنت أتابع مجلة النهضة كان هناك كاتب اسمه عبد العزيز المساعيد خصص مقالاً أسبوعياً ثابتاً يسمى بالقلم الأحمر يتكلم عن أهمية اليمن تاريخياً وثقافياً وجغرافياً, ويتحدث عنها كعمق استراتيجي لمنطقة الخليج.
اليمنيون جبلوا على الوفاء
مواصلاً الرجوي أن هذه المبادرة أتت من خلال تداول أفكار مجموعة من السفراء والأكاديميين والنشطاء السياسيين والشخصيات الاجتماعية بعد قيام مجموعة من السفراء بزيارة الكويت والتقائهم بمجموعة من المثقفين الكويتيين, ومع مجموعة من الكويتيين من أصول يمنية, حيث دار النقاش حول العلاقة الحميمية التي كانت ولا زالت بين الشعبين, ففكرة المبادرة نابعة من وفاء اليمنيين الذين جبلوا على الوفاء وهدفها الرئيسي ترميم العلاقة التي حصل فيها التصدع لتعود المياه إلى مجاريها.
تجديد أواصر الإخاء
أما عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية د. عبد الكريم عاطف فقد قال: إن مبادرة الوفاء للكويت جاءت كرد جميل للشعب الكويتي وقيادته السياسية لما قدماه للشعب اليمني عبر مراحله المختلفة من المشاريع في مختلف المجالات, مستشهداً بجامعة صنعاء أهم الصروح العلمية على مستوى اليمن الموحد, والمنافسة لأكبر الجامعات على مستوى الوطن العربي من حيث البنية الأساسية, وتعتبر من أهم منجزات القيادة السياسية الكويتية, مؤكداً أن الشعب اليمني يكن للكويت كل تقدير واحترام, لوقوفه الدائم مع اليمن في كل الظروف الصعبة والمنعطفات التي يواجهها, وأبرزها في الوقت الحالي استعدادهم المتواصل الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في هذه المراحل الصعبة التي يمر بها, باعتباره شعباً شقيقاً وعمقاً استراتيجياً لدول الخليج في كل المراحل, مقدراً قيمة وفاء اليمنيين لدولة الكويت لإعادة اللحمة والثقة وتجديد أواصر الإخاء والتعاون بين الشعبين الشقيقين.
مساعدات بيضاء
كماأن العلاقات اليمنية - الكويتية من وجهة نظر المهندس حسن محمد فتاح تعتبر علاقات أخوية متميزة وصادقة نتيجة الوقفة الأخوية للكويت إلى جانب اليمن, وتقديم المساعدات البيضاء دون شروط أو إملاءات سياسية, مبيناً أن الشعب اليمني يكن لشعب الكويت كل الاحترام, متمنياً للعلاقات مزيدا من التطور والإخاء.
دعم منذ 50 عاماً
الاكاديمي والباحث في مركز الدراسات والبحوث اليمني د. محمد أحمد مشرح يرى أن العلاقات اليمنية الكويتية منذ قيام الثورة اليمنية في العام 1962م كانت نموذجاً يحتذى به في العلاقات اليمنية العربية بشكل عام والعلاقات اليمنية الخليجية بشكل خاص منذ أن بادرت دولة الكويت الشقيقة قبل أكثر من خمسين عاماً إلى تقديم الدعم السخي والكبير لليمن بشماله وجنوبه آنذاك، مبيناً أن ذلك الدعم الذي لمسه كل أبناء الشعب اليمني هو نوعي ومتميز من خلال تلك المشاريع العملاقة التي ساهمت فيها الكويت بشكل مباشر وواضح في مجالات مختلفة ومتعددة تخدم البنية التحتية في اليمن، وكان أبرزها مجالي التعليم والصحة, موضحاً أن دولة الكويت قامت ببناء العديد من المدارس والمرافق الحكومية في العديد من المناطق اليمنية منها الصرح العلمي الشامخ جامعة صنعاء بكلياتها العلمية والإنسانية تحديداً كلية الطب، والتي تعتبر أكبر كلية طبية عربية كأحد ثمار الأيادي البيضاء الكويتية في اليمن, مشيراً إلى أن الدعم الكويتي لليمن لم يقتصر في الجانب التنموي بل امتد إلى الجانب السياسي والمساهمة الفاعلة في المصالحة اليمنية منذ مطلع السبعينيات, واستضافة العديد من اللجان الوحدوية التي مهدت لقيام الجمهورية اليمنية.
هدية من الشعب الكويتي
مؤكداً أن مبادرة الوفاء للكويت الشقيق والتي يتبناها المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية وتضم العديد من الاكاديميين والدبلوماسيين والشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال تأتي لتقول اليوم بصوت عال شكراً لدولة الكويت أرضاً وإنساناً على كل ما قدمته وتقدمه لليمن حتى اليوم من غير مَنِّ ولا أذى, مبدياً سعادته أن هناك العديد من الأشقاء في دولة الكويت يسعون لإقامة العديد من المشاريع في محافظة سقطرى, تلك المحافظة الجديدة التي تفتقر إلى العديد من المشاريع الضرورية وتحتاج إلى الدعم الحكومي الرسمي والشعبي، قائلاً: ها هم الأشقاء الكويتيون يبادرون كعادتهم لتقديم دعمهم المتواصل والمستمر لليمن وفي كل المحافظات اليمنية ممهورة بتلك العبارة الشهيرة “هدية من الشعب الكويتي لأشقائهم اليمنيين”.
أصالة الكويت
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. عبد الخالق السمدة أوضح أن للكويت إسهاماتها الكبيرة والمتعددة الفاعلة تجاه اليمن تنموياً وخدمياً, فكما كان للكويت الأثر الكبير في تطور اليمن ونموه الاقتصادي والتنموي في مجال البنى التحتية والخدمية التي لامسها المواطن اليمني في الحضر والريف عن قرب، وما تزال تقدم الدعم السياسي لليمن على أكثر من صعيد، كانت السباقة للاعتراف بالنظام الجمهوري ودعم ثورته ضد الاستبداد والاحتلال، ومد يدها لمساعدة ودعم النظام الجمهوري رغم حداثة استقلالها، وعندما لم يكتب النجاح للثورة اليمنية في تحقيق الحلم اليمني باستعادة وحدته عندما شهد شطرا اليمن نزاعات مسلحة خابت معها اتفاقية القاهرة 1972م, وبيان طرابلس في إيجاد مخرج للصراع واستعادة اللحمة اليمنية، ومبادرة الكويت لاحتضان قيادة شطري اليمن في 30 مارس 1979م التي أنهت النزاع المسلح بين شطري اليمن, وأسست لقيام دولة الوحدة الجمهورية اليمنية في 22 مايو1990م، بما خرجت به هذه القمة من تشكيل للجان الوحدة التي باشرت أعمالها عقب تلك القمة, وأنجزت العديد من المشاريع والخطوات الوحدوية وفي المقدمة منها إنجاز مشروع دستور دولة الوحدة الذي بموجبه تم إعلان قيام الجمهورية اليمنية 1990م، فكانت كما يراها السمدة أن قمة الكويت 1979م هي بحق قمة الوحدة اليمنية التي لفظت التشطير إلى الأبد بإذن الله، وأنه برغم ما شاب العلاقة بين البلدين بعد الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990م الذي كان له انعكاساته الوخيمة ليس على الكويت فقط وإنما على الأمة العربية جمعاء فإن أصالة الكويت وقيادتها ظلت داعمة لليمن ووحدته حتى اللحظة.
حفظ الجميل
مختتماً حديثه بالقول: هذه هي الكويت العربية مواقف وأفعال عونا للإخوة وسنداً للأمة، إلا إننا في المقابل لا ننسى أن اليمن اليوم بمختلف أطيافه، يبادل الجود بالوفاء مستعيداً ذاكرته تجاه هذا البلد المعطاء، معلنا للملأ أن اليمن وفي بطبعه يحفظ الجميل ويعترف لأهل الفضل بفضلهم, حفظ الله اليمن والكويت من كل سوء ومكروه وجعلهما ذخراً للأمة.
مصالح حيوية
الباحث في قسم العلوم السياسية جامعة صنعاء محمد محسن الحوثي يعتبر أن العلاقات الكويتية - اليمنية تتسم بالتفاعل الإيجابي منذ نشأتها بشكليها الرسمي وغير الرسمي، وأن الدبلوماسية قد لعبت فيها الدور البارز، لاسيما أثناء الأزمات والمشكلات التي مرّ بها البلدان منذ ستينيات القرن المنصرم، وإدراك صانع القرار السياسي في الكويت منذ الاستقلال بأهمية اليمن الاستراتيجية, والعمل على تعزيز العلاقة والتفاعل مع قضاياه وأزماته ومشكلاته، وبذل ما في وسعه لإيجاد الحلول بصورة مباشرة عبر الوساطة بين قيادة الشطرين من جانب، وبين فرقاء العمل السياسي داخل كل شطر، كما يبين الباحث السياسي محمد الحوثي إن الكويت طرح أكثر من مبادرة للوصول إلى حلول لتلك المشكلات وإنهاء الصراعات شبه الدائمة, إضافة إلى المساعدات المالية السخية، وخدمات البنية التحتية كالمدارس والمستشفيات والجامعات.. الخ, أو بشكل غير مباشر من خلال التفاعل مع الفاعلين المؤثرين في قضايا اليمن وأزماته كمصر، السعودية، الجامعة العربية.. الخ, وإنه كان للكويت الدور البارز في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، عندما لعب دوراً مهماً منذ سبعينيات القرن المنصرم، وجمع قيادة الشطرين حينها ووقع الاتفاق المشهور باتفاقية الكويت 1972م, موضحاً أن التغيرات العالمية والإقليمية التي شهدناها منذ عام 1990م، أثّرت بشكل مباشر ليس على العلاقات الكويتية - اليمنية فحسب، بل على النظام العالمي الذي اتّسم بالفوضى الهدّامة وبالتحديد على دول العالم العربي خاصة، والمنطقة المحيطة به عامة، غير أن العلاقات بين البلدين استمرت ولوفي حدّها الأدنى ولم تتصف بالقطيعة، وأسهمت الدبلوماسية الشعبية في تلطيف الجوّ، وشهد عام 1997م حدثاً مهماً في العلاقة بين البلدين عند قيام الأستاذ عبد القادر باجمال رئيس الوزراء حينذاك بزيارة رسمية إلى دولة الكويت الشقيقة، وأعاد فتح السفارة اليمنية بشكل رسمي، فعادت العلاقات إلى التفاعل الإيجابي من جديد، وانعكاس ذلك على التفاعل في المسارات الأخرى (الثقافية والاقتصادية.. الخ), متمنياً أن تتوطد العلاقة أكثر, وأن تسود العقلانية إلى جانب الحميمية المعزّزة بروابط الأخوّة وأواصر المحبة والوئام بما يحقق المصالح الحيوية والعقدية المشتركة بينهما.
الدبلوماسية الشعبية
عن الأسباب الداعية وفكرة مبادرة الوفاء للكويت والأهداف الرئيسة لها يوضح رئيس اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية لمبادرة الوفاء للكويت - رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية السفير د. علي عبد القوي الغفاري أنهم في المبادرة عاقدون العزم في اليمن من خلال الدبلوماسية الشعبية على وضع الأسس والركائز الصحيحة لمستقبل جديد في علاقات البلدين الشقيقين منطلقين في ذلك إلى أن المساعدات الكويتية لليمن جاءت على شكل مشاريع تم من خلالها بناء المدارس والمعاهد والجامعات وعدد من المستوصفات والمستشفيات وفي قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والطاقة والصناعة والخدمات، والرائع في ذلك أن مساعدات ودعم الكويت لليمن ماثلة للعيان وفي خدمة أبناء الشعب اليمني مكتفين بعبارة صغيرة مكتوب عليها (هدية الكويت إلى الشعب اليمني الشقيق ).
دلالات عربية
وأكد السفير الغفاري أن هذه المبادرة مستلهمة من شعور كل اليمنيين للتعبير عن مشاعر الوفاء والتقدير لعظمة دور الكويت يمنياً وعربياً وإسلامياً، كما أن لهذه المبادرة في نظره دلالات عربية أصيلة تبشر بأن أمتنا العربية والإسلامية رغم الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية ماضية في دربها المرسوم قومياً وإسلامياً مهما عظمت التحديات، وانطلاقاً من ذلك يقول الغفاري: قررت هذه الصفوة الممتازة من المثقفين والأكاديميين والسفراء وممثلي قطاعات المجتمع المدني أهمية الاعتراف بالجميل لأهل الجميل لما قدموه لتنمية اليمن، فجزيل الشكر والثناء والوفاء لدولة الكويت حكومة وشعباً، باعتبار ذلك يجسد القيم والمبادئ اليمنية الأصيلة للشعب اليمني الساعية إلى بناء وتطوير العلاقات العربية ووحدة المصير المشترك وفق ميثاقي جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، مما يتطلب من كل الشرفاء العمل لمتابعة مسيرة من أناروا درب الحرية والعدالة والمساواة والقيم العربية الأصيلة, مشيراً إلى أن الأهداف الرئيسة من مبادرة الوفاء للكويت تتمثل في إبراز الدور السياسي والاقتصادي والتنموي للكويت, وتعميق أواصر الإخاء وفتح آفاق جديدة وقنوات تواصل وتكامل بين الشعبين, وتوثيق المحطات التاريخية للشعبين وإبراز دور الشعب الكويتي في وقوفه الدائم مع الشعب اليمني, بالإضافة إلى الإعراب عن شكر الشعب اليمني لما قدمه الكويت عبر مسيرة العلاقات الأخوية بين الشعبين.
مؤكداً على أهمية استشراف العلاقات المستقبلية للبلدين من خلال الاعتراف بأهمية محددات وأبعاد علاقات بلادنا مع دول مجلس التعاون القائمة على خدمة المصالح المشتركة و الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشئون الداخلية للغير، والوفاء لمن يستحق الوفاء وخاصة للكويت الحبيب, ما يتطلب من اليمن بشكل خاص ومن دول مجلس التعاون بشكل عام المزيد من الجهود والمصداقية لتقوية جسور الإخاء والمحبة والتعاون التي سادت في العقود السابقة، والانطلاق نحو مستقبل أساسه التعاون الأخوي الصادق، وضرورة البحث عن أفضل السبل لرسم مستقبل زاهر لعلاقات دول شمال الجزيرة بجنوبها استناداً إلى عوامل التاريخ المشترك والصلات الأخوية التي تجمع وتوحد الجميع تحت راية واحدة ومصير واحد, مضيفاً بالقول: نحن في اليمن ندين بالجميل لدول المجلس بشكل عام و للكويت بشكل خاص بأنهم كانوا ولا زالوا في الصف الأول الذين وقفوا مع اليمن في كل الظروف و أن اليمن بحكم موقعه يمثل العمق الاستراتيجي لجنوب الجزيرة العربية إذ إن الموقع الجغرافي لليمن و دول الخليج العربي يمثل قلب العالم فكلاهما يتصلان يبعضهما البعض و يسيطران على حركة المواصلات و التجارة الدولية بين الشرق و الغرب فضلاً عن مساهمة اليمن والدول الخليجية في بناء الحضارة الإنسانية على امتداد الماضي و الحاضر.
وأضاف د. علي الغفاري إن مبادرة الوفاء للكويت سيتلوها مبادرات أخرى تعبر بالدبلوماسية الشعبية اليمنية إلى شعوب منطقة الخليج الحرص على تقوية علاقات اليمن بالكويت الشقيق وببقية دول المجلس سواءً من خلال العمالة اليمنية المتواجدة في أوطانها الخليجية الذين هم خير سفراء اليمن في هذه الدول الذين ساعدوا في تعمير هذه الدول وظلت هذه الدول بالنسبة للمغتربين اليمنيين تشعر أنهم جزء منهم وأنهم أبناؤها، ولابد من تبادل الزيارات بين أبناء البلدين الشقيقين على المستوى الشعبي والرسمي لمزيد من تقوية وتمتين العلاقات الأخوية مع الكويت ودول المنطقة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.