بمثلما اتجه الأمر في الشأن السياسي في البلاد إلى منحنى البحث عن مكان آمن لإجراء الحوار.. فإن الكرة اليمنية هي الأخرى لا تقل شأناً، عن أهمية أن تجد لها محافظة آمنة تقام على ملاعبها منافسات الدوري، الذي بدأ أرنباً وانتصف سلحفاة ثم تجمّد في فصل الشتاء بسبب الواقع الأمني الحالي.. هل بات علينا أن نقترح على الجماهير الرياضية أن تخرج للشارع لتطالب بمنح أنديتها والرياضيين الفرصة لإقامة مناشطهم وعدم إقحامها في أتون الصراع الدائر بين الأطراف المتنازعة على السلطة.. وممارسة الضغط الشعبي على الاتحاد الكروي لينهض من سباته ويتحرك باتجاه تطبيع الحياة الرياضية بالتنسيق مع الجهات الأمنية والمسيطرة على الأوضاع في المكان الذي ستقترحه الأندية وتتوافق عليه في إتمام مسابقة الدوري العام 2014 2015م.. كما فعل الاتحاديون قبل أربعة أعوام من الآن. نسخة من موسم 2011م لابد للاتحاد العام لكرة القدم أن يفكر بذات الفكر الذي قاد به الدوري إبان الأزمة التي عصفت بالبلاد في مطلع العام 2011م ونتج عنها ثورة الشباب كما أطلق عليها.. ومع الأخطار الأمنية فإن الاتحاد الكروي أصر وقتها على إقامة المباريات إلزاماً على كل الأندية وعاقب المخالفين ومنهم صقر الحالمة بالهبوط للدرجة الثانية.. فهل الأوضاع اليوم أعظم خطراً على الرياضيين من ذلك العهد الذي شهد انفلاتاً أمنياً لا سابق له..؟ إننا نقترح على الاتحاد الكروي أن يطالب القائمين على تسيير الأعمال بالوزارة في ضخ المخصصات المرصودة للدوري وتطبيع الوضع بدلاً عن البقاء في زاوية التربص والانتظار عما ستسفر عنه الحوار في عدن وصنعاء.. ونذكرهم أن المشهد اليوم يشابه المشهد بالأمس.. فما الذي يجعل الاتحاديين يرفضون اختيار النظام الذي يمنح الفرق الفرصة لإقامة المباريات ويرجئ بعضها إن كان ذلك اضطرارياً..؟! نريد أن يتذكر اتحاد الشيخ والدكتور ما فعلوه بحق أندية تعز وقتها الصقر والرشيد بتهبيطهما بقرار إلزامي وهما من طالبا مع من طالب بضرورة وجود تأمين للمباريات والرياضيين الذين سيخوضون المباريات؟ فالوضع الراهن استنساخ للانفلات الأمني في 2011م ويستحق من الاتحاد الكروي اتخاذ السبل الكفيلة بإتمام الدوري أو إعلان صيغة أخرى لإتمامه بحيث لا يلزم الأندية بالهبوط وإنما يتم من خلال استكمال مباريات الدوري الحصول على شخصية بطل الدوري بالتوافق على النهج المتبع وإقراره من الأندية المنضوية في دوري المحترفين حتى لا تذهب كل المقدرات التي صرفت بالملايين من الأندية أدراج الجمود الذي يبديه الاتحاديون. إيجاد مخرج آمن إن من حق الأندية أن ترفع صوتها احتجاجاً على الركود الذي يبديه الاتحاديون تجاه مسئوليتهم لإكمال مسيرة الدوري، كونها الخاسر الأكبر من توقف البطولة فهي ستظل تصرف على لاعبيها وأجهزتها الفنية لفترة تتجاوز الموسم الواحد أو المرصود لها في الموسم الكروي.. وقد تضطر للتخلي عن بعض أهدافها المشروعة من المنافسة على البطولة إلى المنافسة على البقاء بحكم أن الوضع المالي سيكون صعباً وفوق طاقتها، حتى تلك الأندية الكبيرة بدعمها كالصقر والأهلي الصنعاني والوحدة بأمانة العاصمة والعنيد وغيرهم.. فمن حق الأندية الأربعة عشر أن تطالب الاتحاديين بالعمل معها على إيجاد مخرج مناسب للوصول إلى إتمام بطولة الدوري.. وترتيب ذلك في مدينة آمنة أو بطريقة آمنة. لا مقعد ولا ربعه..!! ونذكر الاتحاد العام لكرة القدم أن كرة القدم في بلادنا مازالت تحت الحظر الدولي كروياً وهو ما جعل ممثل اليمن وبطل الدوري والكأس فيها يحصل فقط على ربع مقعد.. ومع أن نادي الصقر هو أحد الأندية التي تنعم بالاستقرار المالي والفني والإداري ولديها كتيبة من اللاعبين المحترفين الأفضل على المستوى المحلي، كونه يضم في صفوفه أفضل لاعبي المنتخب الوطني إلا أنه لم يتمكن من اجتياز المرحلة الأولى باعتبار أنه فاز في مباراته أمام بطل تركمانستان وخسر أمام بطل كأس البحرين فريق الحد بهدفين مقابل هدف.. وهذا شيء محبط للكرة اليمنية التي لم تنل حقها من الاهتمام الكافي الذي يجعل بطلها يتحصل فقط على ربع مقعد بما يعني أن الكرة اليمنية في المشاركات الآسيوية لن تحصل على المقعد ولا نصفه ولا حتى فرصة ربع المقعد، التي ربما لا تأتي ولن يراها البطل القادم، إذا تخلى الاتحاديون عن مسئولياتهم ولم يبحثوا عن موقع آمن لإجراء المباريات المتبقية، وبالأسلوب الذي يعطي للجميع الحق في التنافس دونما إلغاء الشروط الواجب اتباعها والظروف الحالية وذلك عبر التنسيق مع الأندية لتحديد سقف زمني لاستئناف المباريات وانتهائها وموقعها ولو بأسلوب الضغّاط الذي دأبت تسير عليه اللجنة العليا للمسابقات قبل هذا الموسم.. أعني بضغط جدول المباريات وإعلان بطل الدوري.. وإلا فمن حق الأندية أن تقاضي الاتحاد والوزارة في حال خسرت ملايينها هدراً. «على مافيش» وإذا افترضنا أن الاتحاد العام لكرة القدم برر جمود المسابقة وتجميد الدوري لأجل غير مسمى اعتماداً على الوضع غير المستقر في البلاد، فإنه لابد من تذكيره بأنه سيتهم بالعشوائية والارتجالية في توصيف الموسم الكروي بفترة 2011م بأنه عادي فيما يصنف الموسم الكروي هذا الموسم بفترة مضطربة مع أن الوقائع تتشابه، ما يشير إلى عدم وجود انضباطية في العمل.. ولسنا نلغي الأسباب التي تبرز هذه الأيام من صراع على السلطة، لكننا نؤيد الاتجاه القائل بضرورة إيجاد ملعبين أو ملعب واحد في مدينة يتم استقبال فيها الأندية كتجمع وليس كدوري ذهاب وإياب حسب الظروف مع مراعاة حقوق الأندية التي صرفت المبالغ الباهظة خلال منافسات الموسم الجاري وما زالت تدفع رواتب لاعبيها.. أما عن التكاليف لاستضافة الفرق، فإنه ينبغي إيجاد حل توافقي بين الأندية والاتحاد والوزارة بشأنها. ضف إلى ذلك أن التوقف الإجباري للاعبين سيعرضهم للانخفاض في مستوياتهم إذا فكرت الأندية بالتوقف عن الاستمرار في أداء التمارين ترشيداً للإنفاق وبخاصة أن معظمها منحت لاعبيها وأجهزتهم الفنية إجازة للتقليل من الأضرار المالية التي تصرف “على مافيش كما يقال”.. ومن ثم يحتاج المدربون إلى فترة زمنية مناسبة لإعادة أعضاء فرقهم إلى اللياقة البدنية والجاهزية الفنية المناسبة لخوض المباريات المتبقية.. صحيح أن التجاذبات السياسية مؤثرة لكن ينبغي على الاتحاد أن لا يتجمد ذهنياً ويجمد معه الأنشطة، بل يبحث ويسعى للتغلب على الواقع باعتبار الرياضة والرياضيين ليسوا جزءا من المعادلة التنافسية بين الفرقاء السياسيين، وعليه فمن حق الأندية أن تصر على إتمام الدوري في أجواء جيدة وآمنة في محافظة آمنة مع مراعاة أن يكون التجمع للأندية مثلاً مشابهاً كما صنع ذلك اتحاد القدم عام 1999م بمجموعتين للوصول إلى مربع ذهبي ومن ثم الوصول إلى حامل اللقب أو بطريقة يجمع ويتوافق عليها الإداريون في الأندية ولجنة المسابقات بدلاً عن التوقف بانتظار ما ستسفر عنه المحاورات الطويلة الأمد بين السياسيين.