في مثل هذه الأيام من العام الماضي، أعلن فريق لوتوس، خلال جولة أبوظبي، عن رغبته التعاقد مع البطل الفنلندي كيمي رايكونن قادماً من سباقات "ناس كار«، التي خاض بها تجربة بعد اعتزاله سباقات الفورمولا ،1 فتمكن هذا الفريق الطموح من إغراء "رجل الجليد المجنون"فوقع معهم . لم يتمكن رايكونن من تحقيق أي بطولة هذا العام، لكنه كان ينتظر سباق جائزة الاتحاد للطيران ليرد الجميل لفريق لوتوس، ويؤكد لهم أنه أهل لهذه الثقة، فمن أبوظبي أعلنوا رغبتهم التعاقد معه وفي نفس المكان منحهم "المجنون"لقبهم الأول هذا العام، فحقق اللقب عن جدارة متفوقاً على أعتى السائقين وأقوى السيارات، ليثبت أرجله في المركز الثالث في البطولة العالمية برصيد 198 نقطة، خلف الألماني سيباستيان فيتيل سائق فريق ريدبول، المتشبث بالمركز الأول ب 225 نقطة، والوصيف الإسباني فيرناندو ألونسو سائق فيراري ب 245 نقطة . بالعودة إلى جولات بطولة العالم الحالية، نجد أن السائق الفنلندي لم يحقق أي لقب، فبطولة أبوظبي تعد الأولى بالنسبة له بعد سباق جائزة بلجيكا الكبرى 2009 عندما كان مع فريق فيراري، وقد يتعجب البعض لوجود رايكونن في المركز الثالث خلف فيتيل وألونسو، على الرغم من حصولهما على العديد من البطولات هذا العام، على عكسه تماماً، لكن الجدير ذكره أن البطل الفنلندي خاض جولات بطولات العالم كاملة، حيث لم يشهد أي سباق خروجه لأي سبب كان، فظل "رجل الجليد"يحصد النقاط بهدوء ليتفوق على نفسه قبل الجميع، في استراتيجية يتوجب على فريق مكلارين تعلمها، خاصة مع استمرار حلقات مسلسل هروب النجوم، والذين كان آخرهم البريطاني لويس هاميلتون، الذي سيخلف شوماخر في فريق مرسيديس . فريق لوتوس يحقق ما وعد به قبل انطلاق السباق قال إيريك بولييه، مدير فريق لوتوس: "لوتس قادرة على المنافسة مع الفرق القوية المتصدرة حالياً، والمتمثلة في ريد بول وفيراري، وفريقنا يقوم بتحضيرات جيدة من أجل دخول الموسم المقبل بصورة تنافسية سواء على مستوى السيارة أو الاعتماد على سائقين ذوي كفاءة عالية بوجود الفنلندي كيمي رايكونن، بطل العالم السابق والثالث في ترتيب السائقين هذا الموسم، والفرنسي رومان غروغان". وبالفعل نافست لوتوس وانتصرت على فرق تفوقها بمراحل من حيث العتاد والدعم والخبرة، ليعود بولييه بعد السباق ويقول: "العامل الرئيس الذي ساعد رايكونن على التأقلم مجدداً في سباقات الفورمولا1 هو توفير الجو المناسب له وتحريره من الضغوط، وأتوقع أن يقدم المزيد من العطاءات في الموسم المقبل". وعندما سُئِل بولييه عمّا إذا كانت سياسة فريقه قد أعطت ثمارها في أبوظبي بالنسبة لسائقه الفنلندي، أجاب: "يجب عليكم أن تسألوه هذا السؤال، ولكن أعتقد ذلك، لقد كنت حريصاً على هذا الأمر منذ البداية، فعندما تحدثت مع كيمي رايكونن للمرة الأولى في مكتبي، دار النقاش بيننا لساعتين . وكان من الواضح جداً أنه لم يكن سعيداً، لأنه يستمتع بالقيادة والسباقات فقط، ولا يحصل على عوائد أخرى من إعلانات ولقاءات، فمنحناه ما أراد، لنبدأ مرحلة الحصاد". من هو فريق لوتوس: اسم الفريق الكامل: لوتس أف وان المقرّ: إنستون، انجلترا مدير الفريق: اريك بولييه السائقين: كيمي رايكونن، ورومان غروجان السيارة: لوتس إي20 في عام 1981 وصل "تولمان موتورسبورت"إلى الفورمولا واحد بعد نجاحات عدة كممول وكمصنع ضمن فئة الناشئين في الفورمولا 2 . وعلى الرغم من مهارات المصمم روري بيرني، سار هذا الفريق، الذي يحظى بتمويل بريطاني، مع القليل من النجاحات لحين إطلاق نجم جديد من البرازيل، وهو أيرتون سينا، مسيرته للمرة الأولى في الفورمولا واحد مع الفريق في العام ،1984 والذي كاد أن يفوز بسباق جائزة موناكو الكبر، في واحدة من أبرز التأديات في تاريخ بطولة العالم . تخلى سينا عن فريق تولمان ليتوجه للتسابق لفريق لوتس عام ،1985 ومرة جديدة وجد تولمان نفسه يكافح للبقاء . وجاء الانقاذ من قبل مصنع الملابس بينيتون، الذي اشترى الفريق وجلب معه محركات بي أم دبليو توربو والسائق النمساوي غيرهارد برغر لقيادة الفريق . وباستخدام استراتيجية رائعة استخرجت الأفضل من إطارات بيريللي، حقق بيرغر الفوز الأول لبينيتون في سباق جائزة النمسا الكبرى ،1986 بينما بدأ الفريق بالصعود نحو المراتب العليا . في عام 1987 عينت بينيتون فلافيو برياتوري من شعبة تسويق الملابس في منصب المدير التجاري لفريق الفورمولا واحد، فقام الإيطالي بالتخلي عن الإدارة القديمة وجلب بطل العالم لثلاث مرات البرازيلي نيلسون بيكيت، كما زود السيارة بمحركات فورد واستفاد من المهارات الإدارية لتوم والكينشو من أجل رعاية عمليات الفريق . في عام 1991 أضاف الفريق الناحية الاستراتيجية المتألقة لروس برون جنباً إلى جنب مع المواهب الخارقة للشاب الألماني مايكل شوماخر للفوز ببطولة العالم للسائقين عامي 1994 و،1996 وببطولة العالم للصانعين عام 1995 . في العام 1996 تحطم نجاح فريق بينيتون، مع انتقال كل من شوماخر، برون وروري بيرني الى فيراري، حيث حققوا أرقاماً قياسية في الفوز بالألقاب المتتالية . وبعد كفاح من أجل البقاء ضمن إطار السرعة، قامت بينيتون بالتخلي عن برياتوري في 1997 وباعت الفريق الى رينو في عام 2000 الذي أعاد برياتوري لتسلم مهامه . وبعد فشله في اللحاق بفرق المقدمة مع محرك بتصميم ثوري مع زاوية انفراج لاسطوانته العشر، بلغت 110 درجات، استثمر برياتوري في مواهب قيادية جديدة مثل مارك ويبر والإسباني فرناندو الونسو، حيث بات هذا الأخير أصغر فائز في إحدى الجوائز في عام ،2003 وأصغر فائز ببطولة العالم عام 2005 . بعد الدفاع عن ألقابهم بنجاح في عام ،2006 افترق رينو وألونسو . وكان موسم 2007 كارثياً بالنسبة لرينو، ولكن بعد سقوطه مع فريق مكلارين تمكن الصانع الفرنسي من جذب ألونسو مجدداً، ليعود الى عرينه عام 2008 . وبعد موسم مخيب للامال آخر، تخلله سباق جائزة سنغافورة الكبرى 2008 مع حادث من سائق رينو الثاني في الفريق نيلسون بيكيت الابن، الذي سمح لألونسو بالاستفادة من استراتيجية عالية المخاطر لإحراز الفوز للفريق . وخلال عام 2009 أصبح من الواضح أن حادث بيكيت كان متعمداً واعتبر انتصار ألونسو بالتالي نتيجة الغش الفضيحة التي أدت إلى إيقاف برياتوري ومدير الفريق بات سيموندس مدى الحياة من قبل الاتحاد الدولي للسيارات "فيا". بعد بيع 75 في المئة من الفريق الى مجموعة الاستثمار "جيني"في نهاية ،2009 ظهر الفريق الجديد لرينو في العام 2010 مع مدير الفريق السابق إريك بولييه، والسائق السابق ل بي أم دبليو ساوبر والفائز بإحدى الجوائز الكبرى البولندي روبرت كوبيتسا . وجنباً إلى جنب مع كوببيتسا أول سائق بولندي في تاريخ الفورمولا واحد أضافت رينو مواهب فيتالي بتروف كأول سائق روسي في بطولة العالم للفورمولا واحد . وبالرغم من عدم توالي الانتصارات، بدا الفريق أقوى حتى لو كان من المعروف على نطاق واسع، أن فريق رينو الفائز بأول جائزة كبرى في التاريخ والتي نُظمت في فرنسا في العام ،1906 وبسبعة ألقاب للصانعين مع فريق ويليامس خلال حقبة التسعينات كان يبحث عن خفض مشاركته في الفورمولا واحد . في ديسمبر/ كانون الأول 2010 تم الإعلان أن المجموعة الماليزية التي تملك لوتس باتت الراعي الرئيس للفريق حتى عام 2017 . ونتيجة لذلك سوف يتم إطلاق تسمية لوتس رينو للفورمولا واحد على الفريق الجديد، ولكن شُنت حملة قانونية من قبل المستثمرين الماليزيين لمنع المجموعة الماليزية التي تملك لوتس من استخدام الاسم ذاته . ومن غير المتوقع أن ينتهي الخلاف قبل جلسة المحكمة في لندن، في بريطانيا في 21 آذار/ مارس المقبل وهذا يعني أننا سنرى في سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2011 فريقين مملوكين من قبل ماليزيين، مع رينو كمزود للمحركات يتنافسان تحت اسم لوتس! السيارة الجديدة التي تدعى آر31 في استمرارية لتقاليد رينو هي ذات تصميم جذري جديد وقد وصفها المدير الفني جيمس أليسون قائلاً: "صحيح أن بإمكاننا القول إنه قد تم تصميم السيارة بطريقة طموحة، ولكن نظرة سريعة على التخطيط يؤكد أن مفهوم الطراز الجديد يختلف اختلافاً كبيراً، ليس فقط عن سيارة العام الماضي، ولكن عن أي سيارة أنتجها هذا الفريق". تم الكشف عن السيارة الجديدة باللونين الأسود والذهبي، ما يعيدنا الى الحقبة التي فاز خلالها فريق لوتس ببطولة العالم 1973 و1978 برعاية من جون بلاير سبيشل (شركة لتنصنيع السجائر والسيكار) وعلى الرغم من أن "جي .بي .أس"ليست راعية للفريق . ومع روبرت كوبيتسا، الذي سجل أسرع توقيت في الاختبار الاول للتجارب الحرة للموسم الحالي، والتي أقيمت على حلبة فالنسيا بين 1 و3 فبراير/ شباط، ترتفع الآمال للعودة قريباً الى أيام مجد ونجاحات مايكل شوماخر والإسباني فرناندو الونسو في الفوز ببطولة العالم . في عام 2012 قام الفريق بتغيير اسمه إلى لوتس أف 1 والتعاقد مع ثنائي جديد الفنلندي كيمي رايكونن والفرنسي رومان غروجان . عروض وأغان لفرقة كندية على هامش السباق قدمت فرقة نيكل باك الكندية عرضاً رائعاً ليلة أمس في ميدان دو أمام جمهور غفير وحصري من حملة بطاقات سباق الفورمولا ،1 ومع هتافات "نحن نحبك يا تشاد"أمتعت الفرقة التي باعت أكثر من 504 ملايين ألبوم للجمهور من محبي سباقات السيارات طوال الليل . وانطلق الحفل بشكل قوي بعرض من آلات الإيقاع والطبول، قدم فيها المغني الرئيس في الفرقة تشاد كروغر عرضاً مميزاً، إلى جانب زميله عازف الطبول دانيل آدير الذي أدى سبعة دقائق من العزف المنفرد على الطبول أذهل فيها الحضور . وقدمت الفرقة مجموعة من أغانيها المشهورة مثل "Rockstar"و"How you remind me«، إضافة إلى أغان من ألبومها الأخير "Here and Now«، أظهرت فيها الفرقة مدى استعدادها للحفل . وأنهت الفرقة الحفل ثم عادت لتقديم أغنية إضافية لتضيف إلى فرحة الجمهور . أما منطقة عشاق الفورمولا 1 في قلب الكورنيش، فقد شهدت حضور العديد من الجماهير إلى شاطئ الساحل، للتمتع بالأجواء الرائعة، وتعلم مهارات الرقص والموسيقا الجديدة، ضمن ورشات الكورنيش التفاعلية . وسيختتم نجم موسيقا الراب الأمريكي الأسطورة ايمينيم حفلات "يا سلام"الليلة في ميدان دو . وينصح المنظمون حملة بطاقات سباق الفورمولا 1 التوجه إلى الحلبة اليوم لأخذ ربطة المعصم الخاصة بالحفل، حيث لن يكون باستطاعتهم الدخول إلى الحفل من دونها، لأن هذه الحفلات حصرية لحملة بطاقات سباق الفورمولا 1 . أشاد بنجاح السباق هوجن: قرابة نصف مليار شخص تابعوه أشاد جيمس هوغن رئيس المجموعة الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران بالنجاح الكبير الذي حققه سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 أبوظبي 2012 . وقال هوغن إن السباق الذي اختتم أمس الأول على مضمار حلبة مرسى ياس في نسخته الرابعة التي تمثل الجولة ال 18 لبطولة العالم توج بنجاح كبير وسط حضور جماهيري من مختلف أنحاء العالم من محبي هذه الرياضة . وذكر أن قرابة نصف مليار شخص في العالم تابعوا السباق من أبوظبي على شاشات التلفزة، مما يؤكد نجاح عاصمة الإمارات في خطف الأنظار إليها، منوها إلى أن استضافة الإمارة لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى "الفورمولا 1"يجعل منها مقصداً عالمياً للسياحة الرياضية والثقافية . وأكد في الوقت نفسه أن هذا الإقبال الجماهيري على حضور البطولة يعطي أبوظبي مكانة خاصة على الصعيدين الإقليمي والعالمي خاصة في استضافة وإقامة أبرز الأحداث الرياضية العالمية . وأضاف أن هذه البطولة من أهم الفعاليات الرياضية في العالم، وها هي تقام بنجاح منقطع النظير في أبوظبي للسنة الرابعة على التوالي عقب النجاح الكبير الذي حققته العام الماضي الذي أجمعت عليه الدوائر الرياضية العالمية . وأوضح هوغن أن الاتحاد للطيران بوصفها الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تفخر برعاية هذه البطولة وتعتز بنقل عشرات الآلاف من المسافرين من عواصم العالم لحضور هذا الحدث الرياضي التاريخي الذي يتزامن مع احتفال الشركة بعيدها السنوي التاسع الذي يصادف يوم الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري . ونوه إلى أن الاتحاد للطيران تستعد لتسيير خط جوي مباشر بين أبوظبي والعاصمة الأمريكيةواشنطن في فبراير 2013 وخط مباشر أيضاً بين أبوظبي وساوباولو في البرازيل وآخر مباشر من أبوظبي إلى فيتنام في مطلع العام المقبل . وأكد إسهام الاتحاد للطيران في التدفق السياحي على أبوظبيوالإمارات بوجه عام، مشيراً إلى أن المشاريع السياحية العملاقة التي تنفذ في أبوظبي وفق رؤية "أبوظبي 2030"خاصة في جزيرتي السعديات وياس تجعل من العاصمة مقصداً سياحياً عالمياً لسياحة النخبة ورجال الأعمال وعشاق رياضية السباقات والغولف . وتوقع المزيد من الإقبال لقضاء العطلات في أبوظبي وجزيرتي ياس والسعديات بفضل المرافق الترفيهية المميزة مثل مدينة عالم فيراري، أول وأكبر مدينة ترفيهية في العالم مغطاة، إضافة إلى المنتجعات والفنادق الفاخرة في السعديات . وأكد أن رئيس المجموعة الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران الاتحاد للطيران ستواصل خططها الترويجية لنقل المزيد من الزوار إلى أبوظبي في المرحلة المقبلة . (وام)
