السعودية: حالات اشتباه تسمم غذائي في حفر الباطن وإجراء عاجل من أمانة المنطقة    لعبة المصارفة التي تمارسها الشرعية تحصل على الدولار بسعر 250 ريال يمني    ماذا يحصل على مذبحة سعر صرف؟!    باير ليفركوزن يكمل الثنائية بالتتويج بكأس ألمانيا على حساب كايزرسلاوترن    باريس سان جيرمان يتوج بكأس فرنسا بعد تفوقه على ليون في النهائي    ريال مدريد يتعادل امام بيتيس في وداعية كروس    الميلان يودع حقبة بيولي بتعادل مخيب امام ساليرنيتانا    لودر بأبين ترتجف تحت وطأة انفجار غامض    "فاطمة محمد قحطان" تُدوّن جانباً من معاناة أسرتها جراء استمرار إخفاء والدها    الحرب على وشك الاتساع: صراع دامٍ بين الهاشميين بصنعاء والحوثيين!    " بريطانيا والحوثيون يتبادلون الرسائل خلف الكواليس"    بوتين يكشف مفاجأة بشأن مقتل رئيس إيران    هل هو تمرد أم تصفية؟ استنفار حوثي في صعدة يثير مخاوف من انقلاب داخلي    الحوثيون يواجهون وحشاً جديداً: جرائمٌ غامضة تُهدد صفوفهم!    العميد طارق صالح يعلق على فوز العين الإماراتي بدوري أبطال آسيا والأهلي المصري بدوري أبطال إفريقيا    عيدروس الزبيدي يصدر توجيهات عاجلة للحكومة بعد انهيار الريال اليمني في عدن    بتمويل سعودي.. العرادة يعلن إنشاء مدينة طبية ومستشفى جامعي بمدينة مارب بمناسبة عيد الوحدة اليمنية    إضراب شامل في أفران عدن والضالع احتجاجًا على ارتفاع أسعار الروتي    قبائل الصبيحة تودع الثارات والاقتتال القبلي فيما بينها عقب لقاءات عسكرية وقبلية    غزة.. استشهاد 6 نازحين بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    البرلمان العربي: الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين يمثل انتصاراً للحقوق وعدالة للقضية    المنظمة البحرية الدولية تدين هجمات الحوثيين ضد ممرات الشحن الدولي مميز    الرئيس الزُبيدي يشدد على ضرورة اضطلاع الحكومة بمسؤولياتها في انتشال الوضع الاقتصادي والخدمي    الموت يفجع مخافظ محافظة حضرموت    مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي يقدم رؤية للحد من الانقسام النقدي في اليمن مميز    أيمن باجنيد "رجل الظل لدعم الارهاب و تعزيز الفساد في اليمن"    - لاول مرة منع دخول اجهزة إنترنت فضائي لصنعاء من قبل الجمارك فما هي اجهزة الإنترنت الفضائي    برشلونة يعلن إقالة تشافي رسمياً    اليدومي: نجاح التكتل السياسي الوطني مرهون بتجاوزه كمائن الفشل ومعوقات التحرير    الفريق الحكومي: المليشيا تتهرب من تنفيذ التزاماتها بشأن المختطفين عبر خلق مسرحيات مفضوحة    صاعقة رعدية تنهي حياة شاب غربي اليمن    بعد تعادلة مع نادي شبام .. سيؤن يتاهل للدور 16 في كأس حضرموت ثانيا عن المجموعة الثامنة    البنك المركزي يشرعن جرائم إنهيار سعر الريال اليمني    بن ثابت العولقي: الضالع بوابة الجنوب وقلعة الثورة والمقاومة    34 تحفة من آثار اليمن مهددة للبيع في مزاد بلندن    شاهد: مراسم تتويج الهلال بلقب الدوري السعودي    الامتحانات وعدالة المناخ    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    السعودية تعلن عن الطرقات الرئيسية لحجاج اليمن والدول المجاورة للمملكة للتسهيل على ضيوف الرحمن    كيف يزيد الصيف أعراض الربو؟.. (نصائح للوقاية)    حملة طبية مجانية في مأرب تقدم خدماتها لأكثر من 839 من مرضى القلب بالمحافظة    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    أحدث ظهور للفنان ''محمد عبده'' بعد إصابته بالسرطان.. كيف أصبحت حالته؟ (فيديو)    دورة الانعاش القلبي الأساسي للطاقم الطبي والتمريضي بمديرية شبام تقيمها مؤسسة دار الشفاء الطبية    المهندس "حامد مجور"أبرز كفاءات الجنوب العربي تبحث عنه أرقى جامعات العالم    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    نايف البكري يدشن صرف البطاقة الشخصية الذكية لموظفي وزارة الشباب والرياضة    وزير الأوقاف يحذر ميليشيا الحوثي الارهابية من تسييس الحج والسطو على أموال الحجاج    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيخ الأزهر يصف ما حدث امام قصر الاتحادية بأنه ضد الدين والأخلاق والشرع.. و'النور' يشرح مبادرته مع كفار 'الانقاذ'
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 02 - 2012

شيخ الأزهر يصف ما حدث امام قصر الاتحادية بأنه ضد الدين والأخلاق والشرع.. و'النور' يشرح مبادرته مع كفار 'الانقاذ'القاهرة - 'القدس العربي' كان الموضوع والخبر الرئيسي في الصحف المصرية الصادرة أمس عن جريمة سحل وتعرية مبيض المحارة المسكين حمادة صابر، الذي ألقى ثاني قنبلة له بعد الأولى التي قال فيها ان الذين عروه وسحلوه هم المتظاهرون لا الشرطة التي أنقذته منهم، وأمام نيابة مصر الجديدة، اعترف ان الشرطة هي التي فعلت فيه ذلك.
مما دفع المستشار ابراهيم صالح رئيس النيابة الى الأمر بنقله من مستشفى الشرطة الى مستشفى حكومي، وازدادت المطالبات بتقديم الرئيس ووزير الداخلية وضباط وجنود الشرطة الذين شاركوا في ضربه وسحله الى القضاء، وإلى قليل قليل من كثير، كثير، لدينا:
'الحرية والعدالة': حمادة
قام بخلع ملابسه بنفسه
ونبدأ برد جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' التي نشرت أمس تحقيقاً لزميلنا معتز ونان وإسلام شوقي جاء فيه: 'وعلى صعيد المفاجآت التي تتوالى في قضية حمادة صابر مسحول الاتحادية، أكد أحد شهود العيان في محضر شرطة، أن حمادة قام بخلع ملابسه بنفسه، وجاء ذلك ضمن خمسين بلاغا تقدم بها مواطنون لنيابة مصر الجديدة، وفي المحاضر التي بدأت النيابة التحقيق فيها واستعملت شريط الفيديو، من قناة الحياة التي يظهر فيها واقعة الاعتداء على المواطن المسحول لمواجهته بها بعدما أنكر تعدي قوات الأمن عليه'.
هل هذا كلام يمكن أن يكتبه عقلاء، ليقرأه عقلاء؟
ولماذا لم يدفعوا ألفاً من عناصرهم بدلا من خمسين ليتقدموا بشهادات زور، وإصدار فتوى لهم بأنهم سينجون من عقاب الله يوم الحساب لشاهد الزور ولعنة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل هذا هو الإسلام وأخلاقه؟
أما الأمر من ذلك وأضل سبيلاً، فهو ما أخبرني به زميلنا الرسام ب'الوفد'، عمرو عكاشة، والذي لا تستفيد جريدته من موهبته، انه وهو يقلب الريموت، شاهد على إحدى القنوات الدينية احد دعاة الإخوان والسلفيين وقد أخرج لسانه من فمه من شدة العصبية، ويصرخ مهاجماً حمادة صابر ومتهماً إياه بإثارة الفتنة في المجتمع، قائلاً: 'ما الذي جعل هذا الغلام ينزل في الزحام؟ ألم يسمع عن فتنة الأمن؟ ولماذا تعرى أمام الكاميرات انه يريد أن يفتننا جميعاً'.
'التحرير': 'عورة إنسان
فقير عرتكوا في التانية'!
والشهادة لله، وحتى لا أكون شاهد زور، فأنا لم أشاهد هذه الفقرة، والعهدة على عمرو، لكن الذي أؤكده وأنا مرتاح الضمير لأنني قرأته، هو رد صديقنا والشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودي الذي قال ردا على هذا الداعية في بابه - مربعات - أمس بجريدة 'التحرير':
القصر زي الدبيحة ململم الدبان
كلاب بتخدم طلاب يا زبالة الدنيا
أولنا ست البنات فضيحتكو في الميدان
وعورة إنسان فقير عرتكوا في التانية!
'المصريون': هل هناك
عاقل يدافع عن هذه الجريمة
هذا وإذا كنت لم أشاهد ما شاهده عمرو عكاشة، فقد أخبرني في نفس اليوم زميلنا في 'المصريون' حسام فتحي، بأنه شاهد فعلاً، وقال وهو مذهول: 'هل هناك عاقل يدافع عن مثل هذه الجريمة، بكل، وبأي معيار على الإطلاق؟ تصدقون، نعم هناك من يدافع ويبرر، أحدهم خرج مطمئناً على احدى القنوات الدينية، مؤكدا ان المواطن المسحول قام بنفسه بإلقاء عبوة مولوتوف على أحد الضباط، وإطلاق الخرطوش على أربعة ضباط عساكر وأصاب أحدهم في عينيه، مما أوغر صدور زملائهم ضده وأسأله، أيها الشيخ الجليل، هل رأيت ما حدث مثلنا؟ وهل يرضى ديننا بذلك؟'.
وهل هذا سؤال؟ طبعاً، لا، ولذلك قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في بيان له:
'هذا المنظر الغريب والخارج عن الدين والأخلاق الذي رأيناه في وسائل الإعلام من سحل مواطن وكشف عوراته، صادماً بذلك ضميرنا الإنساني والأخلاقي والشرعي'.
القضاء يعود لممارسة دوره الوطني
وبالإشارة إلى بعض ردود الأفعال على سحل وتعرية عامل مبيض المحارة المسكين حمادة صابر، والذي نقلته كل فضائيات الدنيا، ثم خرج المسكين وهو في المستشفى يعترف بأن من خلعوا ملابسه، المتظاهرون، لا الشرطة، وأنها كانت تحميه منهم.
وقد أرهقهم وأتعبهم لأنه بيفلفص منهم، وذكرني المسكين بلعبك بلاستيك، بزمبلك، كانت منتشرة منذ ثلاثين سنة وتباع على الأرصفة كان الباعة ينادون عليها، يالا، يالا، حمادة بيلعب وأمام كل منهم آنية بلاستيك مملوءة بالماء، يلعب فيها حمادة، بعد ملء الزمبلك، عندما استمعت إليه تذكرت حمادة بيلعب رغم النار التي اشتعلت داخلي، لا على حمادة بيلعب فقط، ولكن على جهازنا الأمني. كما للقضاء على القدر من التماسك الذي وصل إليه وبدء عودة ثقة الشعب فيه، أيام وزيره الأسبق اللواء محمد إبراهيم والسابق اللواء أحمد جمال الدين، وتحقيقه نجاحات ملحوظة لإعادة الأمن وضرب بؤر البلطجية، وكانت النتيجة عزله، والاتيان بالوزير الحالي لتعود الأزمة بين الشعب والشرطة، ويتعرض الجهاز إلى إهانات جديدة، وكأن الإخوان لم يكفهم الصمت على الإهانة التي وجهها صديقنا الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل إلى الشرطة عندما قال عنهم انهم يحتاجون إلى التأديب، والجلد، وكانت النتيجة عزل أحمد جمال الدين، والحقيقة أن على المعارضة أن تفرق بين الشرطة كجهاز وطني لا بد من تدعيمه وإبعاده عن سيطرة أي قوة سياسية، وبين وزيره الحالي وبعض الضباط الذين يرتكبون جرائم وأخطاء، حتى لا يهدد الوزير اللواء محمد إبراهيم بأن تفكك الجهاز مرة ثانية، سيجعل الميليشيات بديلا عنه، أي أن يقبل الشعب بتحويل الجهاز إلى أداة في يد الإخوان، أو حله وانزال ميليشياتهم إلى الشارع.
أحمد منصور يدافع عن اعتداء الشرطة
ورغم اعترافه بهول ما حدث، وكذلك أسف رئاسة الجمهورية فقد سارع زميلنا ومقدم البرامج في قناة الجزيرة أحمد منصور بالدفاع عن الشرطة، وكأن شيئاً لم يحدث إذ قام بالمزايدة على الرئاسة والداخلية، وقال يوم الأحد في عموده اليومي بجريدة 'الوطن' - بلا حدود - وهي من أبرز صحف الفلول المتآمرين كما يصفهم:
'ما أن وصلت الأحداث على ذروتها وتدخل الأمن في النهاية بعدما أصبحت الحرائق على أسوار القصر وفي داخله وبدا أن مخطط جبهة الإنقاذ فشل في هذه الجمعة حتى ظهر الرصاص الحي من قبل البلطجية الذين كانوا يهاجمون القصر وقتل شاب برصاصة في عنقه لأن الشرطة لم تعد تمتلك الرصاص الحي وإنما الخرطوش، والتعليمات الموجهة إليها ألا تستخدمه إلا عند الضرورة القصوى، ومع كل فشل للمظاهرات التي تدعو إليها، أو يقودها أبطال جبهة الإنقاذ، يظهر الرصاص الحي ويقتل المتظاهرون السلميون، وتضيع دماء الضحايا الأبرياء ويختفي القاتل وتلصق التهمة بالسلطة والشرطة، حينما قُتل الشباب هرب كل قادة جبهة الإنقاذ من المشهد، وأصبح كل منهم يدين العنف الذي صنعوه هم، ويتهم السلطة العاجزة عن حماية نفسها وسرعان ما تلاشى كل هذا حين تم تسريب شريط فيديو للشرطة، وهي تجر مواطنا عارياً أو شبه عار مقبوض عليه، حتى عاد الهاربون بسرعة ليلطموا الخدود ويشقوا الجيوب مع منظومة الإعلام المتواطىء، ويتم التغطية على كل الجرائم والحرائق المشتعلة وتصبح القضية هنا هي سحل المواطن وتوجيه كل الأسلحة الإعلامية والسياسية للشرطة وجهازها'.
يا سبحان الله على الأمانة والمهنية، أحمد منصور الذي تعرض لاعتداء آثم من قبل عناصر من الشرطة قبل أن يدخل الى المبنى الذي يقع فيه مكتب الجزيرة بالقاهرة - أيام اللواء حبيب العادلي وتم تحطيم نظارته الطبية، وتم سحله في الشارع ومع ذلك خرج على الشاشة وحكى ما حدث له، وقال انه يتقدم ببلاغ وكان يلوح بالنظارة المكسورة، وكانت فضيحة للنظام وللأمن، وصدرت بيانات الاستنكار من منظمات حقوق الإنسان، وكتبت أنا وقتها مهاجماً ما حدث له، يأتي الآن ليدافع عن عمل إرهابي ومشين، استنكره وزير الداخلية والرئاسة والحكومة ووعدوا بالتحقيق فيه؟
الداخلية تعترف لأول مرة بخطئها
ولكن وزير الداخلية أصدر منذ عشرة أيام قرارا بتعيين صديقنا العزيز اللواء هاني عبداللطيف، وهو من أكفأ العناصر متحدثا باسم الوزارة وخرج هاني بعد دقائق من الحادث ليعلن انه سيتم التحقيق في الحادث بواسطة جهاز التفتيش، وأن الداخلية تعترف لأول مرة بخطئها؟
لكن الذي يهمنا هنا هو مستوى الأمانة عند صاحب الدروس في الأمانة والمهنية، وكيف يفهمها ويستخدمها فبينما مليارات البشر في جميع القارات شاهدوا ويشاهدون تعرية حمادة من ملابسه ولم يبق من بنطلونه إلا جزء على حذائه، وشاهدوا عمليات الضرب والركل يقول هو شبه عاري، رغم أن عورتيه من الأمام والخلف ظاهرتان ويقول عبارة، تسريب شريط فيديو وكأن جهة أمنية هي التي سربته، وكأن الجريمة كان مفروضا أن تظل طي الكتمان؟
الهمجية في التعامل مع المتظاهرين
ونظل مع حمادة بيلعب، يالا يا حمادة، حيث قال لي زميلنا وأحد مديري تحريري 'اليوم السابع' سعيد الشحات: 'تأمل الصورة بكل قسوتها وعد قليلا إلى أيام قضت لتعرف أنها لم تبدأ أمس الأول، ولكنها بدأت من اليوم الذي خرجت فيه جحافل من جيش الإخوان لتواجه المعتصمين العزل أمام قصر الاتحادية بعد الإعلان الدستوري الاستبدادي الذي أعلنه الرئيس مرسي، تأمل صورة السحل أمس الأول وتذكر أن عشرات الصور الأخرى الشبيهة حدثت قبل أسابيع أمام الاتحادية، حدثت مع مواطن مسيحي اسمه مينا فيليب الذي شبع ضرباً وكان عارياً وبلغت قسوة الاعتداء عليه درجة أنه لم يتذكر اسمه حين سألوه عنه وتذكر صورة هذا 'الطويل' الملتحي الذي كان مرتدياً بلوفر أحمر وهو يتعرض للمناضلة المحترمة شاهندة مقلد ليسد فمها حتى لا تطلق هتافها'.
شكوى ظلم الاخوان لامير المؤمنين
وتأملت الصورة ودمعت عيناي من وراء زجاج النظارة، والتفتت إلى زميله عادل السنهوري، أحد مديري التحرير، حيث سمعته يبكي نيابة عني ويناجي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو ظلم الإخوان ورئيسهم، قائلاً:
'عذراً أيها الفاروق عمر لقد حاولوا - كذباً وبهتاناً - في فضائيات الضلال والزيف تشبيه من يسكن الآن في قصر الاتحادية بك وهو عنك بعيد بعد السماوات عن الأرض، أنت يا خليفة المسلمين الذي قلت 'لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها: لم لم تمهد لها الطريق يا عمر؟
وحكمت فعدلت بين المسلمين وغير المسلمين فنمت آمنا مطمئناً مستريح البال والضمير أمام رب العالمين، الآن يا عمر ليست قصة البغلة التي عثرت، بل هو اعتقال وقتل للأبرياء في كل مكان في مصر وسحل وتعرية للمواطنين دون شفقة أو رحمة أمام قصر الحاكم وعلى مسمع ومرأى منه، هذا هو الشبيه بالفاروق الذي سقط في عهده وفي أسبوع واحد فقط أكثر من خمسة وستين مصرياً في بورسعيد، وفي شارع محمد محمود، وأمام قصر الاتحادية وتصطاد وزارة داخليته عشرات النشطاء وتقيم عليهم حفلات التعذيب بدم بارد'.
'المصري اليوم': عورتكم هي التي انكشفت!
وسمعت صوتاً قوياً صادراً من 'المصري اليوم' واتضح انه لزميلنا محمد أمين وكان يقول بتحد: 'عرني كيف شئت، لأنك عرة، لا شيء يعرني إن عريتني، لا يشغلني إن لبست أو تعريت على يد التتار، أنا رجل، انت عرة، قبلك من عرى النساء، قالوا إيه اللي نزلها؟ عروها واتهموها، كانت بألف رجل مما تعدون، قالوا إيه خلاها تلبس عباية بكباسين؟ هل كنت ألبس قميصاً بالكباسين؟ هل ضرني إن عريتني؟ هل ضرني أن نزعت ثيابي؟ أنا رجل وأنتم أشباه رجال! أي ضمير عندكم؟ أين الرئيس الثوري؟ قالوا إنه يراقب المشهد عن كثب، هل رآني عارياً؟ هل جاءه قلب لينام؟ هل يبكي لو تعثرت بغلة بالعراق ولا يبكي حين أهدروا كرامتي الإنسانية على باب قصره؟ أنا الذي أبكي لأني انتخبتك، أبكي ليس لأن أحداً كسر رجولتي، ولا لأن أحداً كشف عورتي، عورتكم هي التي انكشفت شرعيتكم هي التي سقطت، ثورتنا هي التي ضاعت!'.
والحقيقة أن المشكلة هي في الخلط لدى المعارضين، ذلك أن حمادة بيلعب انسان وليس بغلة، فلماذا المقارنة الخاطئة؟
'التحرير': لم نتصور
أن يصل الأمر إلى هذا الانحطاط
وإلى 'التحرير' في نفس اليوم وزميلنا وصديقنا ونصيب الصحافيين الأسبق جلال عارف وقوله بهدوء شديد: 'أعرف منذ أن جاء مرسي وجماعته للحكم أن علينا أن نستعد لمواجهة الفاشية، لكن لم أتصور أن يصل الأمر إلى هذا الانحطاط ولهذه السفالة التي تجلت في مشهد سحل المواطن العاري بجانب أسوار قصر الرئاسة الذي أصبح عنوانا للجرائم ضد الإنسانية، والذي شهد قبل ذلك في معارك الأربعاء الدامي 'حفلات تعذيب' كان رجال الرئاسة هم الرعاة الرسميون لها!! لم يكن المواطن الذي سحلوه أمام 'الاتحادية' هو الوحيد الذي تعرى كان نظام الحكم كله - في نفس اللحظة - يقف عارياً '!!' قبل المشهد بساعات قليلة كان رئيس الجمهورية يصدر بيانا يطلق فيه يد الشرطة لتفعل بالمواطنين ما تشاء، الآن نعرف لماذا جاء وزير الداخلية الجديد لموقعه، وما المهام الموكولة إليه، الآن نعرف لماذا كانت حالة الطوارىء وحظر لتجول في مدن القناة والتي كان الحكم يريد لها أن تعم مصر كلها، الآن نعرف من الملثمين الذين اندسوا وسط الثوار في ميدان التحرير وفي المظاهرات أمام الاتحادية ليثيروا الشغب ويعطوا المبرر لقمع النظام'.
النور والإخوان: حقن الدماء
ما استطعنا الى ذلك سبيلا
وإلى المعركة التي اشتعلت بين صفوف السلفيين والجماعات الإسلامية، بسبب المبادرة التي تقدم بها حزب النور - الذراع السياسي لجمعية الدعوة السلفية، وعرضها على جبهة الإنقاذ الوطني، واتفقت معه على ثماني نقاط رئيسية أعلنها رئيس الحزب يونس مخيون في مؤتمر بمقر حزب الوفد مع عدد من قادة الجبهة، وأدت إلى حالة من الغضب الشديد لدى الإخوان، ثم إلى انتقادات وجهها بعض السلفيين والجماعات الإسلامية للحزب لأنه اتفق مع الكبار، ضد فصيل إسلامي.
وقد رد عليهم القيادي بالحزب والجمعية المهندس عبدالمنعم الشحات بمقال مطول له بجريدة 'الفتح'، لسان حال جمعية الدعوة، ويوم الجمعة، أوضح فيه دافع الحزب للمبادرة، والاتفاق مع الجبهة سواء من الناحية الشرعية والسياسية، وقام بتوجيه غمزات وانتقادات لاذعة للإخوان وغيرهم من السلفيين الذين هاجموا الحزب، ومما قاله: 'جميع الإسلاميين يحفظ عن ظهر قلب الدروس المستفادة من صلح الحديبية وعلى رأسها أن حقن الدماء ما استطعنا الى ذلك سبيلا من أهم مقاصد الشريعة حيث رضي أمر الوحي النبي صلى الله عليه وسلم بتقديم تنازلات للكفار الذين صدوه عن البيت الحرام رغم ما توارثوه من ميثاق غليظ ألا يصدوا أحد عن البيت ومع استطاعة النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليهم مكة عنوة ولكن أمره الله بالرضى بتأجيل العمرة رغم انعقاد أحرامها سنة كاملة لأن ذلك مع حفظ الدماء أولى من إتمامها مع احتمال إراقة الدماء، محاولة استثارة الخير الكامل في بعض المخالفين وإن كان جزئياً أمر محمود ومن ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم للصحافة أن يرسلوا الهدى بين يدي سهيل بن عمرو لأنه من قوم يعظمون الهدى أملا في أن يدفعه هذا لإبداء موقف أكثر مرونة، أن يصرف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الواقعة مع فداحة ما تلبس به الطرف الآخر تجعلها تصلح قاعدة عامة من باب أنها من التنبيه بالأعلى على الأدنى، وانطلاقا من هذه القاعدة العامة تصرفت الدعوة السلفية ومن بعدها ذراها السياسية 'حزب النور' في مواقف كثيرة وبالطبع وجد في كل موقف من يعترض علينا من باب أنه لا بأس بالتضحية ببعض الدماء 'رغم القدرة على حقنها' وعندما نحاول أن نتلمس مواطن إنكارهم علينا يصعب علينا في كثير من الأحيان معرفة وجه الاعتراض، كان من الأمور المستغربة استغراباً شديداً أن تثور هذه الأمور تعليقاً على مبادرة حزب النور للخروج من الأزمة الراهنة، كررت مؤسسة الرئاسة نداءها للجميع بالانضمام إلى الحوار الوطني وخصت بالذكر كلا من الدكتور البرادعي والأستاذ حمدين صباحي من جبهة الإنقاذ والتي يتهم حزب النور بالخيانة العظمى لأنه تحاور معهم يؤكد عدة معان:
الشيخ ياسر برهامي:
حسبنا الله ونعم الوكيل!
وفي نفس العدد، قال الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية مفسراً موقف الإخوان وغيرهم من الجماعات الذين انتقدوا النور: 'من يبادر بالهجوم على المبادرة ويشبه جلسات الحوار بالتحالف مع الكفار في حربهم ضد المسلمين وبأن الذين قاموا بها في قلوبهم مرض يسارعون مع الكافرين وأنهم يريدون إثبات وجودهم على الساحة السياسية فنقول لهم أولاً: حسبنا الله ونعم الوكيل، والعجب انكم رضيتم بحوار المشايخ منذ أيام وبحوار الرئاسة منذ يومين ومع نفس الأطراف فلماذا كان الحلال مرحباً به بالأمس، حراماً ونفاقاً ومرضاً اليوم؟ ونسألهم ما هي التنازلات التي قدمها حزب النور في هذا الشأن؟ وأين التحالف المزعوم، الذي قبلتموه قبل الانتخابات النيابية السابقة مع نفس القوى الليبرالية في قائمة التحالف الديمقراطي؟ وكأن على رؤوسها نفس الرموز التي هي الآن في جبهة الإنقاذ وكنتم تستدلون على ذلك بحلف الفضول، ولم نقبل ذلك حينها ولم نفعله لأن هناك فرقاً بين التحالف السياسي وبين الحوار ومحاولة الوصول الى حل للأزمة وتقليل للشر والفتنة'.
حزب النور لم يتحالف
مع أي حزب غير إسلامي
لم يسبق لحزب النور التحالف مع أي حزب غير إسلامي ومع هذا فلم نشنع على من أداه اجتهاده إلى التحالف مع أحزاب غير إسلامية ومن المعلوم أن حزب الوفد وحزب الكرامة بقيادة حمدين صباحي آنذاك كانا ضمن التحالف الديمقراطي بقيادة الحرية والعدالة، ومن خلال هذا التحالف نجح الدكتور وحيد عبدالمجيد وأبو عيطة وأمين اسكندر ومنير فخري عبدالنور وغيرهم ممن هم رموز في الجبهة الآن، بل إن أحداً ممن استنكر على حزب النور هذه المبادرة كان الدكتور البلتاجي الذي تصادف أن يكشف الدكتور مصطفى النجار في مقال له بعنوان 'عشاء الماريوت وجريمة البحث عن التوافق' عن لقاء جمعة هو وآخرون من زعماء الجبهة مع رموز من الجانب الإسلامي كان منهم البلتاجي والدكتور حلمي الجزار 'طبعاً حدود الحوار والقبول والتوافق عند الدكتور حلمي تتخطى هذا المقدار بكثير كما يعلم ذلك المتابع، ولا أريد أن أخوض في هذا الأمر اكثر من ذلك، وكان معهم أيضاً نادر بكار، ولم نكن نظن أن المطالبة بتغيير شخص رئيس الوزراء منكر شرعي لا سيما أنه في حالة الاستجابة لهذا المطلب سوف يطالب الحزب بشخصية اقتصادية تكنوقراط كما سبق ان طالب النور والحرية والعدالة بالدكتور الجنزوري أيام المجلس العسكري قبل أن يتراجع الحرية والعدالة ويطالب بإسقاطه قبل الانتخابات بأقل من شهرين لسوء أداء بعض وزرائه وحينها طالب حزب النور بتغيير هؤلاء الوزراء بينما أصر الحرية والعدالة على تغيير الدكتور الجنزوري نفسه وهي الظروف التي تم فيها حل مجلس الشعب السابق'.
الرئيس اتصل بالشيخ
محمد حسان يسأله النصيحة
وبالنسبة لحوار المشايخ فان رهامي يشير الى اللقاء الذي عقده الشيخ محمد حسان والشيخ حسين يعقوب مع عمرو موسى وحمدين صباحي، وغيرهما للوساطة، بل ان الشيخ محمد حسان قال في حديث نشرته معه 'المصريون' يوم الخميس وأجراه معه زميلانا صابر نور الدين ومحمود البرغوثي، جاء فيه: 'كشف الداعية السلفي الشيخ محمد حسان، إن الرئيس محمد مرسي اتصل به في وقت سابق وطلب منه النصيحة قائلا له 'يا شيخ حسان انصحني كلي آذان صاغية'، وأضاف حسان في حديثه على قناة 'الرحمة': 'أدعو الله لك يا دكتور مرسي بالسداد والتوفيق وأن يعينك الله على أن تخرج بالبلاد من هذه الكبوة' وأنصح الدكتور مرسي بما نصح به سيدنا عمر بن الخطاب سيدنا العباس بخصوص إدارة البلاد قائلاً: 'هذا الأمر لا يحمله إلا اللين في غير ضعف والقوي في غير عنف والجواد في غير إسراف والممسك في غير نجل ولا يطيق هذا الأمر إلا رجل لا يصانع ولا يضارع ولا يتبع المطامع'، هذه نصيحتي وأسأل الله أن تبلغك'.
'المصريون': الخطأ الأكبر يتحمله الإخوان
ومن رد النور على الإخوان والجماعة الإسلامية، وغيرها، الى قيادي في الجماعة، شن هجوما عنيفاً على الإخوان يوم الجمعة في 'المصريون' هو الدكتور أحمد زكريا جاء فيه: 'أقولها وبوضوح ومن باب نقد الذات والحرص على المشروع الإسلامي الذي ضحينا كثيراً بالدماء ومعاناة التعذيب والمعتقلات لتسطع شمسه: إن الخطأ الأكبر فيما تعيشه مصر اليوم يتحمله الإخوان المسلمون، ولن يزايد أحد في دعمنا للمشروع الإسلامي وللرئيس المنتخب ولكن مصر تتجه إلى منعطف خطير يؤذن بشر مستطير، وإن لم تتفهم جمعة الإخوان الأمر جيداً فستكون مع أعداء الفكرة الإسلامية، وسبباً في السقوط المدوي للمشروع كله ليس في مصر وحدها ولكن في العالم كله، أتذكر في هذا المقام ما قاله لي أحد قيادات الإخوان عندما فاز في انتخابات مجلس الشعب السابق عندما هنأته بالفوز: خلاص البلاد بقت بلدنا، فقلت له: اتق الله وتواضع حتى تدوم النعمة، بها الفهم تعامل الإخوان مع مصر، فخسروا كثيرا، ولولا مواقف التيار الإسلامي والوطني الرائعة في الدفاع عن القضايا المصيرية كانتخابات الرئاسة وقضية الدستور - بعد توفيق الله عز وج - لكانت النتائج مخيبة، ولكن للأسف الشديد لم يتعلم الإخوان الدرس وظنوا أن التيار الإسلامي مجرد داعم فقط يستخدمونه عند تأزم الأمور وما تعاملوا أبداً على أن الإسلاميين والوطنيين وشباب الثورة الشرفاء شركاء في هذا المشروع ومن أهم عوامل نجاحه، ففي صعيد مصر حيث تتركز قوة الجماعة الإسلامية، إذا بالرئاسة تعين محافظاً للمنيا وأسيوط من جماعة الإخوان، وكأنها تخرج لسانها للجماعة وتقول لها عليك أن ترشحي وعلينا أن نختار من الإخوان، وفي الإسكندرية يتكرر السيناريو مع السلفية بعد أن يتقدموا بمرشحين تجد التعيينات إخوانية، وتكرر المشهد في التشكيل الوزاري ومستشاري الوزراء وفي تعيينات مجلس الشورى.
ولذلك نقولها بكل قوة: أيها الإخوان إن مصر لن تقوم إلا بجميع أبنائها الشرفاء، وإن لم تنتبهوا إلى ذلك الآن قبل الغد فستسقطون ولن تسقط مصر، وستصدرون صورة مشوهة للفكرة الإسلامية التي ينتظرها العالم في مصر، آن الأوان لتفكروا في مصالح الإسلام والوطن بعيدا عن رؤية الجماعة القاصرة'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.