طلاب في إحدى المدارس العراقية مواضيع ذات صلة يُدمن أطفال العراق على وجبات الأكل الجاهزة ، في أشكال وأذواق مختلفة ، يطلق عليها العراقيون اسم (اللفات) وهي اكلات (الكص) و(الشاورما) و(الكباب) و(الفلافل) ، اضافة الى أكلات اخرى تباع على الأرصفة مثل (الكبة) و(اللبلبي) و(الباقلاء) ، يضاف اليها وجبات غذائية أخرى سريعة تحضّر في المطاعم ، او في الطرقات بواسطة العربات المتنقلة كل تلك الوجبات تشكل خطرا على صحة الأطفال وأدائهم المدرسي. بغداد: ما يساعد على انتشار الوجبات السريعة انها رخيصة الثمن وسريعة التحضير ، يستطيع الطفل ان يصحبها معه الى حيث يريد سواء للمدرسة أو البيت ، كما ان الاسر والأمهات يشجعن أطفالهن على تناول هذه الوجبات تخلصا من أعباء الطبخ ، بل ان الطفل في الكثير من الحالات يغافل أهله ليتناول هذه الوجبات بعد ان أدمن عليها . وهذه الوجبات السريعة تسبب للأطفال الكثير من المشاكل الصحية كما يؤكد خبراء وأطباء ، اولها السمنة ، يضاف الى ذلك الاصابة بأمراض المعدة والربو واضطراب الهضم بسبب عدم الانتظام في الأكل . تجارب حيّة طبيب الأطفال كاظم شاكر يؤكد هذه الحقيقة ، فتجربته العلاجية تشير الى ان الكثير من الأطفال مصابون بسوء تغذية واضطراب الهضم لانهم يأكلون كلما سنحت الفرصة من مطاعم الوجبات السريعة ، مما يؤدي الى زيادة الوزن ايضا. يؤكد عثمان كريم صاحب كافتريا (هناء) في بغداد الذي يبيع ( الساندويش ) والمرطبات هذه الحقيقة ، حيث يقول ان نحو السبعين بالمائة من زبائنه من الأطفال والفتيان . ويشير عثمان الى انه كلما كانت المطاعم والكافتريات قريبة من المدارس والجامعات والمعاهد كلما زادت أرباحها وارتفعت قيمتها الشرائية . جدير ذكره ان أغلب الدراسات تشير الى العلاقة بين الوجبات السريعة الجاهزة والكثير من الأمراض لاسيما تلك التي تصيب الأطفال . بعيداً عن المنزل الفتى عامر قيس (10 سنوات) يعترف انه يتناول بشكل شبه يومي من مطاعم الوجبات السريعة ، في ذهابه وإيابه الى المدرسة ، وغالبا ما يتذوق ( الكص ) الذي هو عبارة عن قطع من اللحم الغنية بالدهون والشحوم . وتمر أيام في بعض الأحيان دون ان يأكل عامر من مائدة المنزل ، مشيرا الى ان أغلب الأطفال والفتيان يقصدون في مجاميع هذه المطاعم ، إضافة الى ما يتناولونه في جلساتهم من أنواع الحلويات و(الجبس) والمشروبات الغازية المليئة بالسكر . الطريقة الافضل أحد الأمثلة على البرنامج اليومي للعراقيين الذين يمارسون وظائف منتظمة ، المهندسة إقبال النعيمي التي تعمل طوال النهار مع زوجها ، مما اضطرها الى اعتماد الوجبات الجاهزة الطريقة الأفضل لتوفير ما تحتاجه الاسرة من الأكل. وغالبا ما تقصد النعيمي مطاعم (تثق) بها لتصطحب الأكل معها بعد انتهاء عملها ، كما يفعل زوجها نفس الامر. وتعترف النعيمي انها راجعت الطبيب اكثر من مرة بسبب عسر الهضم نتيجة سرعة الأكل. في الطريق الى المدرسة المعلمة كوثر حسن تشير أيضا الى ان بعض الطلاب يصطحبون معهم ( السندويشات) الى المدرسة على رغم ان هذا الامر غير مسموح به من قبل الادارة. تقول كوثر : الأطفال يتناولون هذه الوجبات السريعة في الطريق الى المدرسة ، مما يؤدي الى إصابتهم بالإسهال والوعكة الصحية . وترى كوثر التي تدرّس العلوم والتغذية أيضا ان تناول هذه الأطعمة إضافة الى الحلويات والجبس بدلا من الفواكه والخضروات يؤدي الى نقص فيتنامينات لاسيما C وE الموجودة بكثرة في الحمضيات والتفاح وعصير الفواكه والتي تغيب عن برامج الأكل اليومية في العراق. وبسبب الكميات كبيرة من الدهون ومكسّبات الطعم ، فان تأثيرات سلبية على كيمياء المخ تجعل التلاميذ كسالى ، ويميلون الى النوم وعدم متابعة الدرس ، بحسب كوثر . منع الوجبات السريعة الباحثة الاجتماعية امل الطائي ، تُرجع بعضا من أسباب انتشار الظاهرة الى ان العراقيين يقبلون على الوظائف بشكل كبير مما لا يتيح لهم تحضير وجبات الغذاء لأطفالهم. الخبير الصحي والطبيب احسان الجبوري يؤيد التشدد في تناول طلاب المدارس لهذه الوجبات ومنعها عنهم بسبب المخاطر الصحية الكثيرة الناجمة عنها. وبحسب الجبوري الذي له تجربه طويلة في برامج الصحة المدرسية فان بين كل فصل دراسي في العراق يتألف من عشرين طالبا تجد حوالي ستة طلاب من البدناء وهي نسبة تزيد في بعض الأحيان ، كما تقدر نسبة البدانة في العراق بحوالي أربعين بالمائة بين كلا من الرجال والنساء وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالكثير من دول العالم.