أجرى قسم الأذن والانف والحنجرة بمستشفى دبي عملية ناجحة لزراعة القوقعة لطفل موريتاني يبلغ من العمر 3 سنوات . وتعد هذه العملية واحدة من 22 عملية مماثلة اجريت لمواطنين ومقيمين وزائرين جاؤوا خصيصاً لإجراء عملية الزراعة في مستشفى دبي تحت اشراف الدكتور حسين عبدالرحمن، مدير الشؤون الطبية في المستشفى واستشاري ورئيس قسم الاذن والأنف والحنجرة بهيئة الصحة في دبي، الذي أكد ان نسبة النجاح لهذه العمليات بلغت 100% وبدون أية مضاعفات خاصة أن مستشفى دبي استحدث عيادة متخصصة بالكشف الدقيق والمبكر لضعف السمع وبالتالي الزراعة المبكرة للقوقعة السمعية للحصول على افضل النتائج . أشار الدكتور حسين عبدالرحمن إلى أن عملية زراعة القوقعة تستغرق تقريباً ساعتين تحت التخدير العام، ويمكن أن يغادر المريض المستشفى بعد يوم أو يومين من العملية، ويتم تنشيط الجهاز بعد ثلاثة إلى خمسة أسابيع من الجراحة بواسطة استشاري أمراض السمع والتوازن بعد أن يكون قد التأم الجرح وحينها يبدأ مستخدم الجهاز بسماع الأصوات . وقال: "إن المريض يحتاج إلى مراجعة عيادة أمراض السمع والتوازن عدة مرات حيث يقوم المختص بوضع عدة برامج داخل معالج الكلام ليتمكن الشخص المستخدم من اختيار البرنامج الذي يمكنه من سماع الأصوات بشكل مريح . وعادة ما يحتاج الأطفال إلى عدد أكبر من المراجعات . وبالنسبة للاحتياطيات الواجب اتباعها للمحافظة على سلامة جهاز زراعة القوقعة قال إنها تتمثل في عدم تعرض الجزء الخارجي إلى أي سوائل أو رطوبة، كما يجب أن ينزع المستخدم الجزء الخارجي قبل الاستحمام ويجب على المستخدم نزع الجهاز الخارجي قبل ممارسة رياضة السباحة . كما يجب تجنب بعض الأنشطة التي قد تكون خطرة على القطع الخارجية، ويجب أن يبتعد الشخص المستخدم عن كل الألعاب التي قد تسبب ضربة على الرأس، لأنها قد تؤدي إلى خراب الجهاز الداخلي وتوقف عمله، كما يجب تجنب أي مجال مغناطيسي لأنه يتسبب في خراب الجهاز الداخلي، ويجب أن يكون على حذر من وصول أي مواد كيميائية إلى القطع الخارجية مما يؤدي إلى تلفها" . وأشار الدكتور حسين عبدالرحمن إلى اهمية إجراء هذا النوع من العمليات بمستشفى دبي لتوفير الوقت والجهد والكلف المالية على المرضى ودعم وتشجيع مبادرة السياحة العلاجية التي تتبناها هيئة الصحة بدبي . كما أشار إلى الإنجاز الذي حققه قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى دبي من خلال تأسيس برنامج وطني لزراعة القوقعة السمعية الذي يعد من أفضل البرامج في العالم، موضحاً أنه أصبح بإمكان المريض المتابعة داخل دبي وبتكلفة للمقيم لا تتجاوز ربع التكلفة للسفر للخارج وذلك في اشارة إلى عيادة السمع والتوازن التي تم استحداثها بمستشفى دبي منذ العام 2011 . من جانبه ذكر الدكتور محمد فوزي أخصائي أمراض السمع والتوازن بمستشفى دبي أن الاختيار السليم لقرار زراعة القوقعة يتم عن طريق دراسة الحالة من خلال فحوصات دقيقة جداً تشمل: فحص الأذن وإجراء عدة أنواع من الفحوصات السمعية لتحديد درجة ضعف السمع مثل: فحص ضغط الأذن ورد الفعل المنعكس، فحص السمع الأساسي، فحص الانبعاث القوقعي، تخطيط السمع الدماغي، وإجراء فحوصات لتقييم حالة الأذن الداخلية مثل تصوير الرنين المغناطيسي والتصوير بالأشعة، وكذلك إعطاء الشخص فرصة لاستخدام "المعينة السمعية" لمدة لا تقل عن ستة شهور لتقييم مدى الاستفادة منها، وتقييم الوضع النفسي للمريض والعائلة عن طريق الحوار معهم وإعطائهم فكرة عن العملية واحتمالية نتائجها، وإجراء الاختبارات الاعتيادية التي تجرى قبل أي عملية جراحية . وحول كيفية عمل جهاز القوقعة، أوضح أن الجهاز المستخدم في عملية زراعة القوقعة ينقسم إلى أجزاء داخلية وخارجيه توضع خارج الأذن لاحقاً، وبين أيضاً أن القوقعة أداة إلكترونية صغيرة توضع جراحياً داخل الأذن الداخلية، وتحفز بواسطة جهاز يوضع خارج الأذن لتتخطى الخلايا الشعرية الدقيقة التالفة أو غير الموجودة، وتزود ألياف العصب السمعي بتنبيه كهربائي مباشر لينتقل إلى الدماغ مولداً إحساساً بالسمع لدى المستخدم . ولفت إلى أن الأشخاص المستفيدين من عملية زراعة القوقعة هم الأشخاص الذين يعانون من ضعف سمعي حسي شديد أو معدوم في كلتا الأذنين، وذوو الاستفادة المحدودة جداً من المعينات السمعية، وبعض حالات المرضى الذين كان لديهم سمع ولأسباب معينة فقدوا سمعهم وأصبح تمييز الكلام لديهم ضعيفاً جداً .