وجد باحثون في جامعة "جونز هوبكينز"من خلال دراسة شملت ما يزيد على 2500 امرأة في سن 45 إلى 84 عاماً، أن خطر الإصابة بأمراض القلب وسكتات الدماغ يزداد مرتين عند النساء اللواتي يختبرن سن اليأس باكراً . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة دانانجاي فايدايا، إنه "عندما يعرف الطبيب أن مريضة دخلت سن اليأس قبل سن ال،46 فينبغي عليه إجراء توصيات وتقديم علاجات للمساعدة على منع الإصابة بأزمات القلب والسكتات الدماغية". أضاف إن نتائجنا أظهرت أنه من الضروري أيضاً تفادي سن اليأس المبكر إن أمكن، فعلى سبيل المثال تدخل المدخنات في هذا السن قبل سنتين من غير المدخنات، وبالتالي فالإقلاع عن التدخين قد يؤخر سن اليأس . ومن العوامل المؤثرة أيضاً في بدء سن اليأس، الوراثة والغذاء والرياضة . ووجد العلماء أيضاً أن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية ترتبط بسن اليأس المبكر الطبيعي أو الحاصل نتيجة جراحات إزالة الأعضاء التناسلية . يذكر أن دراسة سابقة توصلت إلى أن النساء اللواتي يبلغن سن اليأس مبكراً أكثر عرضة للإصابة بنزف دماغي قاتل . وقال الباحثون في جامعة "ماونت راش"الأمريكية إنهم وجدوا أن النساء اللواتي يبلغن سن اليأس مبكراً، يزيد لديهن خطر الإصابة بالورم الوعائي للدماغ الذي يحصل عندما يضعف الشريان الدماغي وينتفخ . ويمكن لهذا الشريان أن ينفجر متسبباً بسكتة دماغية، ونصف المصابين يموتون على الأرجح . وقال الباحثون إن مراقبة النساء المعرضات لهذا الخطر، وإعطاءهن العلاج الهرموني البديل قد يخفف منه . وقد تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالورم الوعائي للدماغ، مقارنة بالرجال بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد سن اليأس . فقد راقب الباحثون 76 امرأة بعد سن اليأس عانين الورم الوعائي للدماغ، و532 امرأة بعد سن اليأس لم يصبن بهذه الحالة . ووجد العلماء أن تأخر سن اليأس واستخدام العلاج الهرموني البديل، يخفف من خطر الإصابة بالورم الوعائي للدماغ بنسبة 21% عند من تأخر سن اليأس لديهن، و77% عند من تناولن العلاج الهرموني البديل . وفي هذا الصدد ذكرت دراسة أمريكية أن هرمون الأستروجين النسائي قد يقي النساء المصابات بسن اليأس المبكر من السكتات الدماغية . وكان الباحثون في مجموعة "مايو كلينيك"الطبية للأبحاث في أمريكا قد دمجوا نتائج دراستهم مع 6 دراسات أخرى حول العالم ووجدوا أن الأستروجين يحمي من السكتات الدماغية للنساء قبل الخمسين من العمر، وهو على الأغلب سن اليأس عند المرأة . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة "والتر روكا«، "تفاجأنا جداً بهذه النتائج غير المتوقعة . . إن الفكرة القديمة أن الأستروجين هو دائماً مشكلة في الدماغ يجب تصحيحها". لكن الباحث فسّر أن الأستروجين يمكن أن يشكل مشكلة عند النساء الأكبر سناً، لكن عند الأقل من 50 هو قد يكون مهماً لحماية الدماغ من السكتات . وذكر أن للهرمون المذكور آثاره في النساء اللواتي يعانين سن اليأس المبكر، أي قبل الأربعين لأسباب طبيعية أو بسبب إزالة المبيض . وقال الطبيب إن تلك النساء يجب أن ينظرن بتناول الأستروجين إلى قرابة عمر الخمسين منعاً للإصابة بالسكتات . وفي السياق نفسه قال باحثون أمريكيون إن مادة "برفلوروكاربون"(َّئذ) الموجودة في كثير من المنتجات المنزلية مثل حاويات الطعام مرتبطة بسن اليأس المبكر . وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة في جامعة "وست فيرجينيا"للطب في مورغانتاون، سارة نوكس، إن الاستخدام الواسع لمادة "برفلوروكاربون"في مختلف المنتجات المنزلية بينها حاويات الطعام، والألبسة، والأثاث، والأغطية، والطلاء، تسبب بانتشارها في المياه والهواء والتربة وحياة النباتات والحيوانات والبشر . وقد شملت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "جورنال اوف كلينيكال اندوكرينولوجي اند متابوليزم"25 957 امرأة بين 18 و65 عاماً، جرى اختبار هذه المادة وتأثيرها في معدلات هرمون الإستراديول لديهن . ونظر العلماء أيضاً في حالة سن اليأس لدى المشاركات، وتبيّن ارتباط بين التعرض ل "برفلوروكاربون«، وانخفاض مستوى الإستراديول، وسن اليأس المبكر لدى النساء اللواتي تخطى عمرهن ال 42 عاماً . وقالت نوكس إن "بياناتنا أظهرت بعد مراقبة السن، أن اللواتي هن قبل مرحلة سن اليأس، وفي هذه المرحلة، في هذا المجتمع هن عرضة أكثر لانقطاع الحيض إن كان في اجسادهن معدلات عالية من (َّئذ) مقارنة بمن تنخفض لديهن هذه المعدلات".