تمكن فريق من الباحثين في سويسرا من اكتشاف آلية جديدة تساعد على الكشف المبكر عن التغيرات الجينية التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الخلايا الصبغية في الجلد . وقالت دراسة صادرة عن فريق من جامعة (بازل) ومعهد (لودفيغ) لأبحاث السرطان في مدينة (لوزان) السويسرية إن هذا الاكتشاف سيسهم في معالجة سريعة للمرض المعروف أيضاً باسم (ميلانوما) قبل أن يتفشى على مساحات واسعة من جسم المريض لاسيما أنه مصنف ب"أكثر أنواع السرطان قسوة على جلد الإنسان" . وتعتمد الطريقة الجديدة على التقنية (نانو) في مجسات بالغة الحساسية والدقة يتم تثبيتها مؤقتاً على جلد المريض فتقوم بتسجيل التغيرات الناشئة بين الحمض الريبي النووي (رنا) ونظيره منقوص الأكسجين (دنا) في خلايا الجلد المشتبه في أنها مرشحة لتصبح مسرطنة . وتختلف تلك الطريقة عن طرق التشخيص المتبعة حالياً في أنها لا تتطلب حقن المريض بمواد كيماوية لقياس سرعة تكاثر الخلايا المشتبه فيها أو متابعتها من خلال النظائر المشعة فضلاً عن دقتها المتناهية في رصد مبكر لاحتمالات الإصابة بسرطان الجلد . وتتوقع الدراسة إمكانية تطبيق تلك التقنية على أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الرئة أو بعض أنواع السرطان التي تصيب الجهاز الهضمي لاسيما أن التقنية الجديدة يمكن تطويعها لتناسب مختلف المرضى كل حسب حالته . وأكد فريق الباحثين مواصلة الأبحاث لتطوير التقنية المكتشفة بصورة أفضل وذلك بعد الحصول على الدعم المالي اللازم من صندوق تمويل البحث العلمي السويسري في إطار مشروع أبحاث التقنية نانو التطبيقية التي يساهم فيها معهد أبحاث النانو بجامعة بازل إلى جانب بعض شركات صناعة التقنيات ذات الصلة . ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية يصل عدد الوفيات السنوية نتيجة الإصابة بسرطان الخلايا الصبغية في الجلد إلى 48 ألف حالة سنوياً من أصل 160 ألف حالة إصابة يتم رصدها سنوياً بسبب صعوبة العلاج إذا تأخر الكشف عنها في حينه . وتأتي الإصابة بهذا المرض بسبب خلل وراثي يصيب الحمض النووي داخل الخلايا ثم يتطور تدريجياً بسبب عوامل بيئية مثل شدة أشعة الشمس فوق البنفسجية أو سوء استخدام أجهزة البشرة ذات اللون الداكن . وعادة ما تنتشر تلك الخلايا السرطانية على شكل بقع سوداء أو بنية داكنة من دون سيطرة مسببة ورماً يمتد أفقياً وفي كثير من الحالات أيضاً يتعمق داخل الطبقات الأولى من الجلد . من جانب آخر وجد باحثون يابانيون أن البكتيريا المسببة لحب الشباب قد تساعد في علاج نوع نادر من سرطان الجلد . وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني NHK أن الباحثين في جامعة "مي" للطب حقنوا بكتيريا حب الشباب عند فئران مصابة بسرطان الخلايا الصبغية، وهو نوع نادر من سرطان الجلد، ووجدوا أنها كبحت نمو الخلايا السرطانية خلال شهر واحد من بداية المرض . وتبين أن حقن الفئران مرتين بالبكتيريا المذكورة قضى بالكامل على كل الخلايا السرطانية الموجودة . ويعتقد العلماء أن البكتيريا المسببة لحب الشباب تساعد الوظائف المناعية لخلايا الدم البيضاء، لتقضي على الخلايا السرطانية في الجلد . ويأمل العلماء في أن يؤدّي اكتشافهم إلى تطوير دواء جديد لهذا المرض الذي يصعب علاجه . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة كيتشي ياماناكا إن العلماء بحاجة أولاً إلى معرفة أي مكون في البكتيريا يعمل كأداة أساسية . من جهة أخرى اكتشف فريق بحث دولي أول عيوب جينية مرتبطة بسرطان الخلايا الصبغية melanoma لا علاقة له بالشعر أو الجلد أو لون العيون . وقال مسؤول البحث تيم بيشوب في مركز أبحاث السرطان بجامعة ليدز البريطانية إنه من المعروف سابقاً أن عوامل خطر الإصابة بالميلانوما تشمل الجلد الحنطي والعيون الخضراء أو الزرقاء والشعر الأشقر أو الأحمر والعدد الكبير من الشامات والاحتراق السريع للجلد ووجود مصاب بالمرض في العائلة . وقام الباحثون بقيادة بيشوب بمسح ضوئي للجينات في عينات من الدم من حوالي 3000 أوروبي مصابين بالمرض وقارنوها بعينات أخذت من أشخاص عاديين . وبينت النتائج التي نشرت في "جينات الطبيعة" أن معدل خطر الإصابة بالمرض واحد من 60 ولكن هذا يرتفع إلى 1 من 46 عند الذين لديهم نسختان من ثلاثة متغيرات وراثية . ووجدت الدراسة أن 4% من سكان إنجلترا أي 3 .2 مليون شخص يحملون نسختين من العيوب الثلاثة، بينها واحد موروث من أحد الوالدين . وقال بيشوب في بيان "نحن نعلم أن التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية يزيد خطر تطور الميلانوما ولكن هذا الدليل يظهر أن هناك عيوباً جينية جديدة يمكن أن تزيد الخطر" . وأضاف "من المدهش اكتشاف عوامل الخطر هذه ونتوقع أن تكتشف دراسات مماثلة المزيد من هذه العيوب" .