شكلت المناورات الإيرانية الأسبوع الجاري محاولة من جانب طهران لإيصال رسالة للغرب بأنها قوية عسكريا باعتمادها على قدراتها الذاتية، كاشفة عن صواريخ وطائرات محلية الصنع. بيروت: تقدم مناورات إيران الأخيرة نظرة خاطفة على الصناعة العسكرية في البلاد التي تعتمد على التكنولوجيا العتيقة التي يعاد تجميعها لتصبح مماثلة لأحدث المعدات. والمثال الأكبر على ذلك هو الطائرات بدون طيار التي فاخر بها قادة ايران خلال الجولة الأخيرة من التدريبات الإيرانية هذا الأسبوع، زاعمين انها قادرة على إطلاق الصواريخ. هذه الطائرات بدون طيار التي تسمى ثاندر (الرعد) كانت إحدى وجوه التدريبات، التي تضم طائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة ونحو 8000 جندي في جميع أنحاء شرق إيران. ووفقاً لوكالة إيران الرسمية للأنباء، تخصص هذه الطائرات "لعمليات استطلاع هجومية والبعثات البرمائية متوسطة المدى والدفاع"، وفقاً لما قاله وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي الاثنين الماضي. وقال وحيدي إن هناك أيضاً نسخة معدلة من هذه الطائرات، التي تصنّع محلياً، والمخصصة لنقل الجنود. وتختبر طهران أيضاً منظومات الدفاع الجوي الروسية الصنع من نوع S-200، والتي سيكون على الولاياتالمتحدة تدميرها في حال قيرر الرئيس باراك أوباما أن يهاجم طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل. ويقول الخبراء إن ايران بصدد إجراء تجارب على نظام دفاع صاروخي آخر يسمى "مرصاد"، الذي أشارت وسائل الاعلام الرسمية الايرانية إلى أنه قادر على رصد طائرات العدو على بعد 50 ميلاً وتدميرها عن بعد 30 ميلاً، جنباً إلى جنب مع صاروخين جديدين، بما في ذلك صاروخ ذو علو منخفض يسمى "يا زهراء 3" الذي تم تصميمه وصنعه في ايران "ليناسب الاحتياجات الداخلية". لكن ليس هناك أي معلومات عما إذا كانت هذه الأسلحة حديثة أو أنها مجرد تحسينات وإضافات أُدخلت على الأسلحة القديمة التي كانت بحوزة طاهرة. هذه الأسلحة المنتجة محلياً تعتبر مصدر فخر عسكري لطهران التي تصارع منذ عقود العديد من العقوبات، وتعتمد على الأسلحة التي تأتيها من روسياوالصين. وتفخر وسائل الاعلام الرسمية الايرانية بالأسلحة الايرانية الصنع "100 في المئة"، لكن هذا التفاخر يثير الكثير من الشكوك حول مدى صحة هذه الإدعاءات. طهران تريد من العالم أن يصدق أن جيشها يتمتع بالاكتفاء الذاتي، وأن العقوبات الموجهة نحو برنامجها النووي لا تؤثر على تقدمها العسكري، ففي الاسبوع الماضي، أطلق الايرانيون النار على مقاتلة أميركية من نوع بريداتور MQ-1من دون طيار، وسرعان ما انتهز القادة الفرصة ليفاخروا بقدرتهم على "الرد على أي عدوان في أقصر وقت وأقوى شكل ممكن". لكن هذه التصريحات لا تعدو كونها كلاماً في الهواء كما يقول المحللون، إذ أن القوات الايرانية لم تصب الطائرة الأميركية المقاتلة. ويبدو الأمر واضحاً أيضاً في مفاخرة زعماء ايران بالطائرة "رعد"، التي على الرغم من أنها صُنّعت محلياً، إلا أن تصميمها شبيه بالطائرة البريطانية من طراز SR.N6 – التي حصل عليها شاه ايران عندما كان في السلطة - وقادرة على التحليق بنسبة 58 عقدة، ويبلغ وزنها نحو 10 طن. ولن تكون سابقة إذا قامت ايران بتطوير طائرة SR.N6، لتصبح قاذفة صواريخ مع تزويدها ببعض التحسينات والطلاء الجديد ربما، ثم تطلق عليها اسماً جديداً باللغة المحلية. كما أن مبادئ التصميم العسكرية التي كانت تستخدم لصنع الطائرات في السبعينات ليست سرية ويمكن معرفتها، وبالتالي فمن غير الصعب على ايران صنع نسختها الخاصة من الحوامات. وفي الوقت الذي كانت إيران تتباهي فيه بأحدث "تكنولوجيات السبعينات المطورة" في المجال العسكري، أعلنت الصين عن أحدث صناعاتها للطائرات بدون طيار، حيث عرضت العديد من الروبوتات التي تحلق بدون طيار، بما في ذلك طائرة ال "وينغ لونغ" الشبيهة بال "بريداتور" الأميركية والتي تنافسها إنما مع مدى أطول. ومن الملاحظ أن الطائرات بدون طيار التي عرضت في معرض علوم الفضاء والتكنولوجيا في الصين أظهرت "شبهاً واضحاً بالطائرات الغربية"، وفقاً لمجموعة "شيبارد ميديا"، ومن ضمنها طائرة بدون طيار صغيرة تسمى "اوسبيشوس بيرد" (أي الطائر الميمون) وطائرة هليكوبتر بدون طيار تسمى "الترمجان". من يقاون أحدث الصناعات العسكرية الصينية بالأجهزة المعروضة في ايران هذا الاسبوع، يشعر بأن ايران تفاخر بخردة لا قيمة لها، لكن لا ينبغي أن ننخدع بالمظاهر.