استشهد سبعة فلسطينيين، أمس، في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء إلى 15 معظمهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عملية «عمود السحاب» العسكرية الاسرائيلية ضد الفصائل المسلحة في قطاع غزة، فيما قتل ثلاثة اسرائيليين بعد سقوط صاروخ على عمارة سكنية، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستقوم «بأي عمل ضروري» للدفاع عن مواطنيها، وفي وقت أعد الإسرائيليون أنفسهم للبقاء فترات طويلة في ملاجئ للحماية من الصواريخ، بينما توقعت مصادر إسرائيلية القيام بعملية برية أوسع من «الرصاص المصبوب» ضد القطاع. وتفصيلاً، قال الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الطبيب أشرف القدرة، إن عدد الشهداء ارتفع الى 15 في 22 ساعة من الغارات الجوية الاسرائيلية، بينما هناك 150 جريحاً. واستشهد مسن فلسطيني في غارة على بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بينما توفي الطفل وليد محمود العبادلة جراء إصابته في غارة على خانيونس. واستشهد ثلاثة ناشطين فلسطينيين، أمس، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت دراجة نارية شرق خان يونس. واستشهد فلسطينيان آخران في غارة اسرائيلية اخرى في شرق جباليا بحسب مصادر طبية. وأكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، أن الخمسة هم من كوادرها. وكانت إسرائيل اغتالت، أول من أمس، القيادي البارز في كتائب القسام، احمد الجعبري، في غارة على قطاع غزة. وشارك آلاف الفلسطينيين، أمس، في جنازة غاضبة لتشييع جثمان القائد العسكري الكبير في حماس أحمد الجعبري، الذي قتل في غارة اسرائيلية أول من أمس في غزة، وسط هتافات تدعو للثأر لاغتياله. وانطلقت الجنازة من أمام مشرحة مشفى الشفاء بغزة إلى منطقة الشجاعية شرق غزة، اذ تسكن عائلة الجعبري، وألقيت نظرة الوداع من عائلته وأقاربه، قبل أن ينقل الجثمان الى المسجد العمري الكبير وسط المدينة، حيث اديت صلاة الجنازة في ظل غياب القادة البارزين في حماس. وأعلن مصدر أمني مصري مسؤول أن السلطات المصرية اتخذت إجراءات بفتح معبر رفح البري الحدودي مع القطاع بشكل دائم وعلى مدار 24 ساعة، استعداداً لاستقبال أي جرحى فلسطينيين جراء الهجوم الإسرائيلي. وتم رفع حالة الطوارئ في سيناء عامة وفي مستشفيات سيناء خشية من استمرار القصف الإسرائيلي لغزة، وتعرض المزيد من الفلسطينيين للإصابة ونقلهم إلى سيناء. ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، خالد مشعل، القيادات العربية والإسلامية إلى «تغيير قواعد اللعبة» مع إسرائيل، وشدد على أن على زعماء الأمة في ربيعها ألا ينسوا «ملفات الأمة» إلى جانب المسائل الداخلية لبلدانهم. في المقابل، قتل ثلاثة إسرائيليين واصيب أربعة آخرون، أمس، في انفجار صاروخ أطلق من قطاع غزة وسقط على منزل في بلدة كريات مالاخي في جنوب إسرائيل، كما أفادت الشرطة الاسرائيلية وكالة «فرانس برس». وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية، لوبا سمري «هناك ثلاثة قتلى واربعة جرحى». وأضافت أنهم سقطوا في انفجار «قذيفة صاروخية سقطت مباشرة على مبنى سكني بكريات مالاخي» التي تبعد 30 كيلومتراً شمال قطاع غزة. وتبنت كتائب القسام إطلاق الصاروخ. وأكد وزير التعليم، جدعون ساعر، المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بانه «لم يتم اتخاذ اي قرار بخصوص إطلاق عملية برية ضد قطاع غزة». واشار ساعر الى أن شن «عملية مماثلة غير مستبعد والجيش على استعداد لذلك». وأطلقت صواريخ من قطاع غزة بشكل مستمر على مدن اسدود وعسقلان وجان يفني وكريات جات وبئر السبع التي تبعد 40 كيلومتراً عن القطاع، ما أوقع أضراراً. وأعلنت مدارس البلدات الجنوبية في إسرائيل إيقاف الدراسة، وطلبت وزارة الجبهة الداخلية من السكان البقاء بالقرب من الملاجئ وتجنب أي تجمعات حتى إشعار آخر. وتبنت كتائب القسام إطلاق 100 صاروخ على الأقل على اسرائيل، ذاكرة بانها أطلقت صواريخ باتجاه مدينة تل ابيب (شمال إسرائيل)، الامر الذي نفاه الجيش الاسرائيي. وأوضحت الشرطة الإسرائيلية أنه تم نشر مئات من رجال الشرطة «في كل المناطق الحساسة في الاراضي الاسرائيلية»، لتجنب هجمات فلسطينية محتملة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، إن الطيران الحربي الإسرائيلي دمّر جميع الصواريخ من طراز «فجر» الطويلة المدى نسبياً الموجودة في القطاع بحوزة حماس. وأضاف أن الجيش سيستمر بعملياته من أجل إعادة الردع والهدوء في جنوب إسرائيل. أكدت مصادر إسرائيلية، أمس، أن القيام بعملية برية على قطاع غزة «ليس إلا مسألة وقت»، وأنها ستكون مرحلة مكملة للغارات الجوية التي تم تنفيذها حتى الآن.وأعربت عن اعتقادها بأن نطاق العملية البرية سيكون أوسع بكثير من عملية «الرصاص المصبوب»، التي نفذتها إسرائيل على قطاع غزة عام 2008، وستطال جميع أنحاء القطاع.
