| اعداد د. أحمد سامح | تزدهر النباتات والأزهار والورود في فصل الربيع وكذلك يزدهر تكاثر الكائنات الحية وتنتشر في الجو محدثة الأمراض والأوبئة. وتنتشر في مثل هذه الأوقات من كل عام في فصل الربيع فيروسات مرض الحصبة والجديري المائي والهربس العصبي والنكاف. وينتشر أيضا في فصل الربيع بكتيريا معينة مثل بكتيريا بورتدلا برتيس «Bordetlo Pertseus» التي تسبب الاصابة بمرض السعال الديكي. ومن أخطر فيروسات الربيع فيروس الحصبة ذلك الفيروس الذي يجيد فن المراوغة. وتنتشر العدوى بفيروس الحصبة بصورة وبائية فتصيب عددا كبيرا من الأطفال كل عامين أو ثلاثة أعوام. وأعراض الاصابة بمرض الحصبة تتشابه في الأيام الأولى مع بداية الحميات الأخرى والانفلونزا. وتبدأ الأعراض بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة ثم ظهور الطفح الجلدي والسعال والقيء وحساسية العين للضوء. ومن مشاكل وخطورة مرض الحصبة ان المضاعفات لا قدر الله إذا حدثت فإنها تطول جميع أنسجة وأجهزة الجسم، وأخطر مضاعفات مرض الحصبة يكون على الجهاز العصبي والمخ وقد ينجم عنها آثار ومضاعفات صحية تجعل الطفل يعاني منها فترة طويلة من حياته. لهذا السبب عزيزي القارئ عزيزتي الأم يجب الالتزام بمواعيد التطعيم الإلزامية في وقتها. والحمد لله فإن التطعيمات متوافرة صباحا ومساء في المراكز الصحية بأقسام الصحة الوقائية كافة المنتشرة في ربوع البلاد في دولة الكويت كافة. مع نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع تظهر أمراض معدية عدة تنقلها الفيروسات وكأنها الورود والأزهار والنباتات تتفتح وتزدهر وتنشط مثل بقية الكائنات الحية تتكاثر وتنتشر وتحدث الأمراض في هذا الفصل من كل عام. الحصبة سريعة الانتشار الحصبة مرض شديد العدوى سريع الانتشار وينتشر غالباً في مثل هذه الأوقات من كل عام. وتتخذ العدوى بمرض الحصبة صورة موجات وبائية تحدث كل عامين أو ثلاثة أعوام. وغالبية الحالات تحدث في سن أقل من خمس سنوات ومن النادر الاصابة بها قبل السنة الأولى من عمر الطفل عندما تكون رضاعته رضاعة طبيعية من ثدي أمه فهو يكتسب مناعة ضد مرض الحصبة نتيجة انتقال الأجسام المناعية عبر حليب الأم لأن الأم قد تكون تم تحصينها ضد مرض الحصبة أو أصيبت بها. وتقل هذه المناعة حتى يبلغ الطفل الشهر السادس من عمره ثم تتناقص تدريجيا حتى تختفي قرب نهاية السنة الأولى من عمر الطفل. ولهذا فمن النادر أن يصاب الطفل في الأشهر الأولى بمرض الحصبة ولهذا ايضا يؤجل التطعيم ضد الحصبة حتى نهاية السنة الأولى من عمره كي تكون جميع الأقسام المناعية «الأجسام المضادة أو الأجسام الدفاعية» التي انتقلت اليه عن طريق الرضاعة الطبيعية قد اختفت فلا تقضي على الفيروسات التي تدخل إلى جسمه بالتطعيم والتي من المفروض أن تولد مناعة في جسمه ضد الحصبة. طريقة انتشار العدوى ينتقل الفيروس المسبب للمرض عن طريق الرذاذ المتطاير من أنف وحلق الطفل المريض أثناء تنفسه وعطسه وسعاله. والعلامات الأولى لظهور مرض الحصبة تبدأ في الظهور بعد اليوم العاشر من تاريخ مخالطة المريض المصاب بالحصبة وهو ما يعرف بفترة حضانة المرض. والطفل المريض بالحصبة لا ينقل العدوى بالمرض بعد عودة درجة حرارته إلى المعدل الطبيعي. أعراض مرض الحصبة الحصبة مرض يجيد فن المراوغة والتمويه فتبدأ الأعراض بارتفاع في درجة حرارة الطفل يصاحبه رشح وعطس واحتقان بالعين وسعال جاف. وأعراض الانفلونزا تتشابه مع بداية الحميات الأخرى ونزلات البرد والانفلونزا ويصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة في الأيام الأولى وظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم ناحية الخد في اليوم الثالث أو الرابع من ارتفاع درجة الحرارة ويطلق عليها «بقع كوبليك» وهي مميزة لمرض الحصبة كأنها حبات ملح على سطح أحمر. وفي اليوم الرابع أو الخامس يظهر الطفح الجلدي على هيئة نقاط حمراء صغيرة داكنة تبدأ في الوجه ثم خلف الأذن، وبعد ذلك على العنق والصدر والبطن والأطراف. وقد يعاني الطفل من القيء والارتفاع الشديد في درجة الحرارة وسعال شديد بعد ظهور الطفح الجلدي. هذا وتزداد حدة الالتهابات في العين وحساسيتها للضوء وبالتالي يتخذ الوجه شكلا مميزا وتنتشر عليه البقع والبثور «وجه محصب» ثم تظهر بعد ذلك قشور رقيقة في وقت تختفي فيه البقع تدريجيا وهذه القشور الرقيقة جدا تشبه قشر الرأس. علاج مرض الحصبة يجب على الوالدين أن يخصصا من وقتهما اسبوعا كاملا لرعاية طفلهما المصاب بالحصبة وقد يمتد الوقت لأكثر من أسبوع في حالات حدوث مضاعفات. وتتلخص طرق علاج مرض الحصبة في ما يلي: الراحة التامة في الفراش وجعل الإضاءة في الحجرة خافتة قدر الامكان لتجنب مضايقة الطفل بسبب الضوء الباهر نظرا لالتهاب عينيه. في حال ارتفاع درجة الحرارة وتجاوزها 38 درجة مئوية يجب اعطاء الطفل الأدوية المخفضة للحرارة. يجب أن يكون طعام الطفل سهل الهضم مغذيا يحتوي على كميات كبيرة من السوائل ويحتوي على السعرات الحرارية العالية. بقدر الامكان يجب الاحتفاظ بدرجة من الرطوبة في الحجرة أو تعريضه للماء الساخن لاستنشاقه وذلك للتقليل من السعال الجاف المؤلم والتهاب الحنجرة المزعج. مضاعفات مرض الحصبة مضاعفات مرض الحصبة تمتد لتصيب أنسجة وأجهزة الجسم المختلفة وقد تكون المضاعفات خطيرة وينتج عنها مشاكل صحية يظل الطفل يعاني من آثارها فترة طويلة من عمره وأهم مضاعفات مرض الحصبة ما يلي: التهاب الأذن الوسطى وتتسبب في عودة درجة الحرارة للارتفاع مرة أخرى وقد يعاني الطفل بسببها من القيء والتوتر خصوصا الأطفال الصغار في السن. التهاب العين: يؤدي التهاب الملتحمة إلى حدوث مضاعفات للطفل وتسوء حالته. التهاب الجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهابات الرئوية. التهاب الأمعاء والنزلات المعوية التي قد تكون سببا في حدوث الجفاف. أما أخطر المضاعفات فهي نادرة الحدوث والحمد لله تلك التي تصيب الجهاز العصبي المركزي. التطعيم ضد الحصبة التطعيم ضد الحصبة من التطعيمات الإلزامية في دولة الكويت ويعطى عند نهاية السنة الأولى من عمر الطفل. ويكون التطعيم بالحقن تحت الجلد وقد لوحظ أن المناعة المكتسبة نتيجة التطعيم قبل نهاية العام الأول من عمر الطفل لا تستمر أكثر من ثلاث أو أربع سنوات ويحتاج الأمر إلى إعادة التطعيم عند العام الرابع من عمر الطفل. ويجب تأجيل التطعيم ضد الحصبة إلى ما بعد السنة الثانية من عمر الطفل إذا كان الطفل أصيب بتشنج عصبي أو إذا كان هناك تاريخ لمرض الصرع في العائلة. ويعطى التطعيم حديثا في السنة الثانية من عمر الطفل مع التطعيم ضد النكاف والحصبة الألمانية «MMR» حيث كان يعطى عند سن دخول المدرسة. الحالات التي يؤجل فيها التطعيم يعطى التطعيم ضد الحصبة للطفل عند نهاية السنة الأولى من عمره وعند السنة الثانية ويؤجل التطعيم في الحالات التالية: عندما يكون الطفل أقل من تسعة أشهر من العمر. إذا كان الطفل يعاني بمرض يعالج بأدوية الكورتيزون. إذا كان الطفل مصابا بمرض الدرن «السل» النشط. إذا كان الطفل يعاني من أعراض مرض حاد. الآثار الجانبية للتطعيم تبدأ الأعراض الجانبية للتطعيم ضد مرض الحصبة في الظهور بعد فترة من خمسة إلى عشرة أيام من التطعيم. تظهر الآثار الجانبية على شكل طفح جلدي خفيف يظهر على الأطراف. يصاحب الطفح الجلدي ارتفاع في درجة الحرارة. هذه الآثار الجانبية التي تظهر على الطفل بعد خمسة أيام إلى عشرة أيام من التطعيم تعني أن الطفل يعاني من حصبة مخففة وتستمر هذه الأعراض ثلاثة أيام أو أربعة أيام ثم يشفى منها دون إصابته بمضاعفات.
