وصفت أمراض العمود الفقري خلال ورقات عمل مؤتمر دبي الرابع عشر للعلوم العصبية وأمراض العمود الفقري الأسبوع الماضي بأنها «أمراض الرفاهية أو أمراض المكاتب»، وأشارت شعبة العلوم العصبية بجمعية الإمارات الطبية، أن %80 من الأشخاص بالدولة يعانون من آلام في الظهر خلال فترة من مرحلة عمرية من مراحل العمل، مؤكدة ضرورة ممارسة الرياضة والحركة، وعدم الجلوس لفترات طويلة على المكاتب. وأن أمراض العمود الفقري تنتج عن كسل عضلات الجسم التي وظيفتها تخفيف الضغط على الفقرات والغضاريف ما يعجل بشيخوخة العمود الفقري وظهور أعراضها مبكراً. فضلاً عن كونها أمراضاً شائعة جداً بين البالغين والطبقة العاملة، وهو ما يستلزم الاهتمام بضرورة مراعاة ما يتعرض له الناس من آلام لتأثيرها على أدائهم العملي.. يجدر التوقف أمام هذه النسبة العالية لمن يعانون من متاعب وآلام العمود الفقري، وما يرتبط بها من علل أخرى أهمها التهاب المفاصل، كأحد أبرز الأمراض المستعصية التي تحتاج المزيد من كشف أسرارها وخفاياها، فضلاً عما تمثله شكاوى البالغين والطبقة العاملة ولا سيما من العاملين منهم في المكاتب المكيفة، أو الذين لا يتطلب عملهم المزيد من الحركة والنشاط لساعات طويلة، لدرجة أن يطلق عليهم «مرضى رفاهية المكاتب»، في ظل ابتعاد كثيرين منهم عن مزاولة أي نشاط رياضي. فما هي حقيقة متاعب العمود الفقري؟ وما أكثرها انتشاراً؟ وما هي الأسباب؟ وما السبيل إلى الوقاية منها والحد من انتشارها؟ الأسباب يشير الدكتور ولاء الأسيوطي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، ومدير مركز «اكسترا ميديكال سنتر» في أبوظبي، إلى أن هناك كثيرين يعانون من آلام بدرجة معينة في الظهر والعمود الفقري والمفاصل، وغالباً لا يعرفون سبباً لآلامهم، لكنهم يشكون من قصور في عمل الجهاز الحركي، لكن علينا أن نلاحظ ارتباط ذلك بطبيعة الأعمال التي يمارسونها، فالركون إلى الراحة، وبنمط الحياة بدءاً من طريقة الجلوس مرورا بحركته اليومية وحمل الأشياء، وانتهاء بطريقة النوم، وقلة الحركة، والاعتماد على القيادة في التنقل، وقلة المشي وعدم ممارسة الرياضة، والوزن الزائد، والجلوس لفترات طويلة سواء في مكان العمل أو الجلوس أمام الكمبيوتر. فالأوضاع الخاطئة للاسترخاء ومشاهدة التلفزيون والقراءة أو المذاكرة دون التقيد بالوضعية الصحيحة للجلوس لفترات طويلة، من شأنها التسبب في آلام وأمراض العمود الفقري. وتعد أمراض التهابات المفاصل والخشونة، أو ما يسمى «الديسك» أو الانزلاق الغضروفي، واختناقات الحبل الشوكي، من أهم شكاوى المرضى. كما تعد آلام اسفل الظهر من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً بين الناس، لذلك يطلق على هذا النمط «أمراض الرفاهية». كما يعتبر الحمل بالنسبة للنساء سببا رئيسا في التعرض لآلام الظهر نتيجة الضغط الزائد لوزن الجنين على الأربطة وعضلات الظهر والبطن، وعادة ما نجد 50 -70% من النساء الحوامل يعانين من آلام في أسفل الظهر، فضلاً عن العادات السيئة كالنوم بطريقة خاطئة أو أوضاع الجلوس لساعات طويلة على الكرسي أمام جهاز الكمبيوتر أو الانفعال الزائد والضغط النفسي، وهشاشة العظام، وتشوهات العمود الفقري. آلام أسفل الظهر ... المزيد