أ. د. عبدالله مصطفى مهرجي الحمد لله رب العالمين الذي بلّغنا شهر رمضان المبارك، شهر الخيرات والبركات ونسأله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا فيه للصيام والقيام وصالح الأعمال كما يُحب ويرضى، ويجعلنا فيه من المقبولين الفائزين بالرضا والرضوان. إنه سيد الشهور، نزلت في مشروعية صيامه وفضله صيامًا وقيامًا وعتقًا من النيران عديد الآيات الكريمة، آيات الصيام وما أدراك ما عظمة آيات الصيام! (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) «الآية 183 البقرة». (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) «الآية 184 البقرة». (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الآية 185 البقرة». (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الآية 187 البقرة». وصح في فضل شهر رمضان الكريم ومناقبه عشرات الأحاديث الصحيحة ومنها نذكر ما ورد في صحيح الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: «إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم» ويكفينا هنا أن نذكر ما ورد عن رسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ»، ولا يخفى على كل مسلم ملتزم بالكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة ما يضفيه شهر الصيام المبارك على المسلمين من روحانية مما يجعلهم يقبلون على الخير بشتى أنواعه وأصنافه وألوانه، ويبتعدون عن المعاصي وسيء الأخلاق ودنيء الخصال وقبيح السلوك ورديء الكلام. ومع هذا نلحظ أحيانًا بعض السلوكيات والتصرفات التي تصدر من بعض فئات المجتمع لا تليق بقدسية هذا الشهر الفضيل ولا تتسق مع روحانيته، وكأنهم يصومون عن الطعام والشراب فقط، ولهؤلاء وأمثالهم نقول لهم: (إنه رمضان فهلاّ احترمناه) ومن أمثلة ذلك:- - بعض القنوات الفضائية بما تعرضه من برامج تافهة ومسلسلات فاسدة محشوة بأفكار هدامة وعبارات هابطة ولقطات خادشة للحياء لا ترعى أي آداب ولا تصون أي فضيلة، فما بالك بشهر الفضائل! فلأصحاب هذه الفضائيات نقول لهم: اتقوا الله إنه رمضان فهلاّ احترمناه. - الأهل المتشاحنون والأقارب المتخاصمون ولأسباب دنيوية تافهة، نقول لهم عودوا لرشدكم وعززوا صلة رحمكم وانبذوا خلافاتكم الشخصية وتغلبوا على المصالح الضيقة، فهذا رمضان فهلا احترمناه. - الموظفون المتكاسلون عن أعمالهم المسوّفون لمواعيدهم المماطلون لمصالح الناس نقول لهم إنه شهر الجد والعمل والفتوحات ولم يكن قط شهرًا للكسل والتكاسل وتعطيل مصالح الناس، ونؤكد لهم إنه رمضان فهلاّ احترمناه! - السائقون المتهورون الذين يقودون مركباتهم بكل جنون ودون أدنى مراعاة لأبسط قواعد السلامة المرورية يحملون أرواحهم على أكفهم، مسببين كوارث لهم ولمن حولهم من الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. للسائقين المتهورين هؤلاء نقول لهم: اتقوا الله إنه رمضان فهلّا احترمناه. - هناك فئة لا يحلو لها التسوق إلا قبل صلاة المغرب بدقائق، فتزداد الاختناقات المرورية وتكثر المشكلات وترتفع الأصوات وتعلو الخناقات ويزداد السباب، لكل هؤلاء نقول لهم اهدؤوا واضبطوا أعصابكم واتقوا الله إنه رمضان فهلاّ احترمناه!!! - بعض الشباب لا همّ له إلا التلكع في الأسواق والتسكع في الطرقات إيذاء لخلق الله وإساءة لحرماته، لهؤلاء وأمثالهم نقول لهم: اتقوا الله وصونوا حرماته وتجنبوا أعراض المؤمنين، إنه رمضان فهلاّ احترمناه. فاصلة: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain