تغيرت ملامح الحياة بشكل جذري في إمارة الفجيرة خلال ال 41 عاما الماضية التي عاشتها الإمارة في ظل اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر من عام 1971، حيث طالت التغيرات جميع مجالات الحياة الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية وغيرها من مختلف مناحي الحياة الأخرى. وحافظت الفجيرة مثل بقية الإمارات على روح الأصالة التاريخية المستمدة منها قيمها ومبادئها العربية والإسلامية القويمة. وقد عضد اتحاد الدولة في أكثر من موقع أهمية الحفاظ على التراث والإرث الثقافي المحلي لكل إمارة بشكل خاص، ولدولة الإمارات بشكل عام معتمدة على أقوال وتوجيهات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في ضرورة التمسك بتراث الآباء والأجداد وإحياء هذا التراث والموروث المحلي لدى النشء من الأجيال القادمة، ومن ثم حافظت دولة الإمارات على شكلها العربي وعلى موروثها الشعبي الأصيل، بالرغم من حركة التقدم التكنولوجي والتقني الكبيرة التي تشهدها جميع إمارات الدولة. كانت الفجيرة إحدى إمارات ساحل عمان المتصالحة، وقد أقام آل الشرقي فيها حكماً امتد منذ سنوات طويلة وحتى الآن، وذكرت كتب التاريخ أن أصل سكان الفجيرة يعود إلى الهجرات المتتابعة من الفينيقيين الذين جاؤوا إلى جنوب شرق الجزيرة العربية في عصور التاريخ الأولى، وقد اشتهر أهل الفجيرة تاريخيا بركوب البحر لذا أطلق عليهم "عمالقة البحار"، لما أبدوه من حنكة في ركوب البحر وممارسة فنونه المختلفة. أصل تسمية الفجيرة اختلفت كتب التاريخ حول أصل تسمية إمارة الفجيرة بهذا الاسم، فمنهم من قال إنها سميت بذلك لكثرة ينابيع المياه التي تتفجر فيها، كما قال البعض إنها سميت، نظرا لحالة الفقر والبؤس التي كانت تعيشها في القرون الماضية. وبحسب مراد عبد الله البلوشي في كتابه الصادر عن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بعنوان "الفجيرة في عهد الشيخ محمد بن حمد الشرقي.. 1937 – 1974"، فإن رأس الأسرة الحاكمة في الفجيرة قد قدم من منطقة "نزوى" العمانية والجد الأول هو الشيخ محمد بن مطر، ولد فيها وكان أبوه حاكما ومن محمد بن مطر أصبح الحكم في الشرقيين وراثيا، وكانت مدة حكم الواحد منهم لا تتجاوز سبع سنوات باستثناء الشيخ حمد بن عبد الله والد الشيخ محمد فقد حكم قرابة خمسين عاما وتوفي في الثمانين من عمره. وأكدت مصادر التاريخ فيما كتب عن إمارات ساحل عمان أن سكان الفجيرة من العرب معظمهم من الشرقيين، وترجع أنسابهم إلى فهم بن مالك وقد غادروا اليمن بعد انهيار سد مأرب واتجهوا شرقا على ساحل عمان، وهم من المساكرة الذين يتحدرون من الأزد كما أنهم هناوية شافعية. ويتفرع الشرقيون إلى عدة أفخاذ يعيشون على سواحل عمان وفي الأودية وسلاسل الجبال المطلة على الساحل الشرقي للدولة. قلاع وحصون ... المزيد