د. عبد العزيز حسين الصويغ يحملنا البعض أكثر من طاقتنا على التحمل، أملاً منهم في أن يشاركونا في "الأملة" التي نحن فيها، غير مدركين أن البعض منا ينطبق عليه المثل القائل: "من بره الله هله، ومن جوه يعلم الله". فمع كتاباتنا، و "النفخة الكدابة" التي نظهر بها على القراء الكرام، لا ألوم البعض لو تعشم فينا الظن وأعتقد أن "تحت القبة شيخ"؟! *** لقد سخر لي القدر بعض المتابعين على موقعي في الفيس بوك وبريدي الاليكتروني أتلقى منهم رسائل يشرحون فيها ظروفهم وحالات العوز والفاقة التي يعيشونها، وأملهم فيك، بعد الله، في إقالة عثرتهم .. الخ. وبقدر ما تكون كلماتهم - بداية - حنونة مُحببة تحمل التقدير والمدح، تنتهي وتتحول إلى معزوفة من التوبيخ والكلمات القاسية يصوبونها عليك، دون هوادة، وكأنك مسؤول عن مآسيهم، أو تكون "خلّفتهم ونسيتهم"؟! *** كتبت لي أخيراً سيدة تطلب مشاركتها صفحتها "المتواضعة بتعليقاتكم الراقية فتكون خواطرى المتواضعة ذات قيمة لنا ولغيرنا ويشرفنى صداقتكم ..الخ". لتنتقل في رسالة تالية لتقول: "نعم .. أنت لاتعرفنى وأنا أيضاً لا أعرف عنكم شيئاً وتمنيت أن تكون ممن اختصهم رب العزة بقضاء حوائج الناس" .. ثم تشرح ظروفها الصعبة وحاجتها الماسة ليد المساعدة .. وتبدي الاستعداد، إذا ما أعطيتها الوعد بالمساعدة، في إرسال الوثائق التي تثبت حاجتها . .الخ". لتنتهي بوضعي خصماً لها يوم العرض العظيم، فتقول: "عندما كتبت رسالتي إليكم ..أردت بها أن تكون شاهداً على طلبى هذا حتى تكون حجة لي أمام الله عز وجل .. فيمن كان قادرا ولم يساعدني حينما نُعرض جميعاً أمام الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .."؟! *** لقد حمّلتني هذه السيدة من بين سكان العالم الذين يفوق عددهم اليوم 7 مليارات إنسان ... مسؤولية تلبية حاجتها، لتضعني بعدها مسؤولاً أمام الله تعالى عنها وعن فاقتها. ويا سبحان الله لا أقول لها هنا إلا جزاك الله كل خيراً عندما اخترتني من بين كل البشر لهذا التشريف، ووضعتِ شخصي الضعيف في هذا الموقف العظيم. وهو ما ذكرني بكاريكاتير نشرته إحدى الصحف المصرية عن التحرش والمعاكسة التي أصبحت ظاهرة خطيرة في بعض بلداننا العربية، حيث تلتفت إحداهن للشخص الذي ظل وراءها يعاكسها لتكتشف أنه "ربي زي ما خلقتني"، فتخاطبه قائلة: "يعنى ياخويا اللى يشوفك وانت بتعاكسنى فى الشارع يقول ياما هنا ياما هناك"!! الفرق هنا أن السيدة هي من بدأ "التحرش" .. وهي من أنهاه على تلك الصورة القميئة. *** ولا يمكن أن أصف هذه الظاهرة إلا بأنها نوع من "الإبتزاز النفسي" يمارسه بعض من يرى في هذا الأسلوب "طريقة حياة" .. ومصدر دخل إضافي لا يكلفهم إلا بعض كلمات رقيقة يعقبها، في حالة عدم الاستجابة، كلمات منتقاة من التوبيخ والتأنيب، حتى يكادوا يجعلونك مسؤولاً عن بغلة لو عثرت بالعراق؟! ولا أجد أمام الكلمات التي اختارت صاحبتها إطلاقها على شخصي مباشرة، دون أن يكون بيني وبينها سابق معرفة، أو تعامل بالسلب أو الإيجاب، إلا أن أشكوها إلى الله تعالى على ما أنزلته في شخصي الضعيف من ألم نفسي غير مبرر. وستكون، كما أختارتني خصماً لهاِ يوم القيامة، على أمر لا علاقة لي به، خصماً لي أشكوها لله تعالى على ما ألحقته بي من أذى .. ولو حتى بالكلمات .. فالكلمة أشد إيلاماً من الرصاصة والمدفع!! نافذة صغيرة: [[كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته.]] حديث نبوي [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain