الدوحة - إبراهيم بدوي وقنا : يقوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى اليوم الاثنين بزيارة رسمية إلى دولة الكويت الشقيقة، في إطار جولة خليجية تشمل أيضاً مملكة البحرين الشقيقة، وسلطنة عمان الشقيقة، ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وسيجري سمو الأمير المفدى خلال الجولة مباحثات مع إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة الدول الشقيقة تتعلق بدعم وتعزيز العلاقات الأخوية، إضافة إلى تناول عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقد حظي خبر الجولة الخليجية التي يبدأها سمو الأمير اليوم بزيارة دولة الكويت باهتمام واسع لوسائل الإعلام الكويتية ، حيث سلطت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا" الضوء عبر تقرير موسع على عمق العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين. وأكدت " كونا" أهمية الزيارة باعتبارها الأولى لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى دولة الكويت الشقيقة منذ توليه سدة الحكم في شهر يونيو الماضي. ونوهت إلى أهم ما تحمله الزيارة من أهداف ، حيث سيلتقي سمو الأمير خلال الزيارة أخاه سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر أمير الكويت وعدداً من كبار المسؤولين ، وتركز المباحثات المشتركة بين الزعيمين على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين بما يعود بالنفع والخير على شعبيهما إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وأكدت وسائل الإعلام الكويتية متانة العلاقات القطريةالكويتية الراسخة على مستوى قيادات البلدين مشيرة إلى أن سمو أمير الكويت كان أول قائد عربي يصل إلى الدوحة للتهنئة بتسلم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مقاليد الحكم. وأشارت إلى منح صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قلادة الاستقلال إلى سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت خلال زيارته الرسمية إلى الدوحة في شهر يناير عام 2007 . ونوهت إلى أن أول زيارة خارج البلاد لسمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي بعد تسميته رئيساً لمجلس الوزراء كانت إلى الدوحة مما يعكس عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين. وقالت: استكمالاً لهذه الزيارات الثنائية المتبادلة تأتي زيارة سمو الأمير إلى الكويت لتضيف لبنة جديدة في صرح العلاقات الراسخة بين البلدين والتي تبلورت على مدى مئات السنين لتصل إلى أوج نضوجها عام 1990 إبان الغزو العراقي للكويت حيث هبت قطر حكومة وشعباً لتقف موقفاً صلباً قي الدفاع عن الكويت مسطرة أجمل الملاحم في التكاتف والتعاون بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي. وأضافت: لم يكن هذا الموقف بالغريب على الأشقاء في قطر .. فالكويتوقطر ارتبطتا بعلاقات وثيقة في مختلف المجالات سواء على المستوى الثنائي أو ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي، ففي الجانب الاقتصادي يرتبط البلدان بعدة اتفاقيات من أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي التي وقعها الجانبان في فبراير عام 1982 إلى جانب اتفاقية ربط شبكتي الصرف الآلي بين البنوك الكويتيةوالقطرية المبرمة في شهر أكتوبر عام 1997 على ضوء الاتفاق بين بنك الكويت المركزي ومصرف قطر المركزي. وأكدت وسائل الإعلام الكويتية أنه تتويجاً للعلاقات الاستثنائية بين البلدين الشقيقين تم التوقيع في شهر يونيو 2002 على اتفاقية تشكيل اللجنة العليا المشتركة للتعاون برئاسة وزيري خارجية البلدين ونصت في ديباجتها على أن قيام هذه اللجنة يأتي "انطلاقاً من علاقات الأخوة الراسخة وتجسيدا للرغبة المشتركة في تعزيز روح التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين ودعم مسيرة التعاون بينهما في مختلف المجالات". وقد شملت الدورة الأولى للجنة المشتركة القطريةالكويتية التوقيع على محضر الاجتماع الذي اشتمل على أوجه التعاون في مجالات الخارجية والدفاع والأمن والاقتصاد والتجارة والاستثمار والقطاع الخاص والبترول والكهرباء والماء والصناعة والتربية والتعليم العالي والخدمة الاجتماعية والتنمية الإدارية والعمل والأسرة والإعلام والشباب والجمارك والنقل الجوي. وعقدت اللجنة العليا المشتركة اجتماعات دورتها الثانية التي استضافتها الدوحة في شهر أبريل عام 2005 حيث اختتم الجانبان القطريوالكويتي اجتماعاتهما بالتوقيع على عدد من برامج التعاون في مجالات التربية والإعلام والمعارض والمؤتمرات بما من شأنه تدعيم أواصر التعاون بين الدولتين في هذه المجالات الحيوية. أما في مجال التعاون التجاري فقد شهدت حركة التجارة بين قطروالكويت تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الماضية حيث ارتفعت قيمة الصادرات بين البلدين في الفترة بين العامين 2005 و 2009 على سبيل المثال من 1ر6 مليون دينار كويتي الى 4ر14 مليون دينار بما يقارب معدل زيادة يصل إلى 55 في المئة بينما زادت الواردات من 2ر3 مليون دينار إلى 1ر5 مليون دينار. ولم تقتصر العلاقات الاقتصادية القطريةالكويتية على الجانب الرسمي فقط بل تعدته إلى شراكة ناجحة ومتميزة بين القطاع الخاص في كلا البلدين إذ تعتبر الشركة الوطنية للاتصالات في الكويت أحد أبرز الأمثلة على التعاون الاستثماري المثمر بين البلدين على مستوى القطاع الخاص. واستكمالاً لمنظومة العلاقات المتميزة بين الشعبين الشقيقين تم الإعلان في ديسمبر 1995 عن قرار السماح للمواطنين القطريينوالكويتيين بحرية التنقل والسفر من وإلى البلدين في جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية بموجب البطاقة المدنية. وعلى صعيد العلاقات الثقافية بين قطروالكويت وقع البلدان في نوفمبر 1981 اتفاقية لإنشاء مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية كما يشترك البلدان في مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي يلعب دوراً مهماً في تعزيز أوجه التعاون التربوي بين دول مجلس التعاون الخليجي. كما يشكل التعاون التربوي والتعليمي أحد القطاعات المهمة ضمن مجالات التعاون بين الكويتوقطر خصوصاً في السنوات الأخيرة حيث أتاحت المنح التعليمية المتبادلة بين البلدين فرصاً عديدة للكثير من طلبة الكويت للدراسة في العديد من أفرع أفضل الجامعات العالمية التي تم افتتاحها في قطر. ومن بين تلك الجامعات جامعة (وايل كورنيل) و(كارنيجي ميلون) و(جورج تاون) إضافة إلى انضمام طلبة الكويت إلى أكاديمية (قطر) للقادة التي تجمع بين الدراسة العلمية والعسكرية.