حاولت إسرائيل، أمس، التقليل من أهمية التصويت في الأممالمتحدة لمنح دولة فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو لفلسطين في الاممالمتحدة، واستبعدت إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين كعقوبات للمسعى الفلسطيني «أحادي الجانب»، فيما نظمت مسيرات تأييد للمسعى الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتفصيلاً، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ان التصويت المرتقب في الاممالمتحدة على منح فلسطين وضع الدولة المراقب غير العضو «لن يغير شيئا على الارض»، معتبرا ان الفلسطينيين لن يحصلوا على دولة بهذه الطريقة. وقال نتنياهو في القدس قبل ساعات من التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة على قرار فلسطيني يرفع وضع فلسطين من «كيان» مراقب الى «دولة مراقب غير عضو»، ان «قرار الاممالمتحدة لن يغير شيئا على الارض، ولن يدفع عملية اقامة دولة فلسطينية قدماً، بل على العكس سيؤخرها». وأضاف «يمكن تحقيق السلام فقط من خلال سبيل وحيد هو مفاوضات مباشرة بين الطرفين ودون شروط مسبقة، وليس من خلال قرارات احادية الجانب في الاممالمتحدة تتجاهل الاحتياجات الامنية والوجودية الاسرائيلية». وسيقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشروع قرار للتصويت لرفع مكانة فلسطين من «كيان» مراقب الى «دولة مراقب غير عضو». ومن المتوقع ان يحصل المشروع على الاغلبية المطلوبة ليتم تبنيه من 193 دولة عضو في الجمعية العامة. وقال نائب وزير الخارجية، داني ايالون، إن «هذا القرار لا يساوي الورق الذي كتب عليه»، متهماً عباس «بالارهاب السياسي». ووصفت صحيفة «اسرائيل اليوم» المجانية والمؤيدة لنتنياهو في ما يبدو اقرب الى الموقف الرسمي الإسرائيلي، فلسطين ب«الدولة الافتراضية». واستنكر عدد من المحللين هزيمة الدبلوماسية الاسرائيلية التي فشلت في اقناع أغلبية الدول الاوروبية بالتصويت ضد او الامتناع عن التصويت على المشروع. وتحدث المعلق السياسي للاذاعة العامة الاسرائيلية، شيكو منشيه، عن «انهيار سياسي». ورأى شمعون شيفر، وهو معلق في صحيفة «يديعوت احرونوت»، ان الفلسطينيين «سيسجلون انتصاراً تاريخياً مع الدعم الهائل من الاوروبيين». في المقابل، ستنظر الحكومة الاسرائيلية في رد محدود بعد ان هددت بالفعل «بالاطاحة» بالسلطة الفلسطينية. وبحسب وسائل الاعلام فإن الولاياتالمتحدة حثت اسرائيل أخيرا، على عدم زعزعة استقرار السلطة. كما دعا قادة الجيش الاسرائيلي أيضا الى ذلك. وقال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية، يغال بالمور، لوكالة فرانس برس، «لا ننوي إلغاء اي اتفاق لاسيما في المجال الاقتصادي، وما سنقوم به بعد التصويت هو تطبيق هذه الاتفاقيات بالحرف». وأكد بالمور انه من خلال الدخول الى الجمعية العامة للامم المتحدة فإن الفلسطينيين يقومون «بانتهاك فاضح للالتزامات التي تعهدوا بها لحل الصراع مع اسرائيل عبر المفاوضات، وليس عبر الاجراءات احادية الجانب». وقال مسؤول حكومي آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان اسرائيل لن تقوم بتجميد نقل الاموال الى السلطة الفلسطينية. في المقابل، تجمع مئات الفلسطينيين في وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، أمس، وهم يحملون العلم الفلسطيني، تعبيرا عن مساندتهم طلب الحصول على اعتراف الاممالمتحدة بدولة فلسطينية غير كاملة العضوية. كما شارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرة حاشدة بدعوة من القوى الوطنية والاسلامية تمركزت امام مقر الاممالمتحدة في مدينة غزة تأييداً لطلب عضوية مراقب، وانطلقت التظاهرة التي شارك فيها عدد من قادة الفصائل، في مقدمتهم حركة فتح من امام مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة حتى مقر الاممالمتحدة غرب المدينة. وذكرت اذاعة «صوت فلسطين» ان اذاعات عربية من الجزائر ومصر وتونس ولبنان واليمن والعراق والسعودية والسودان والاردن انضمت، أمس، الى اذاعة صوت فلسطين في موجه مفتوحة واحدة لمساندة الطلب الفلسطيني للحصول على دولة غير كاملة العضوية في الاممالمتحدة.