الدوحة - قنا : صرح سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية مساء أمس بأنه سيترأس اللجنة التي شكلها مجلس أمناء هيئة متاحف قطر لكتابة تاريخ قطر في النفظ والغاز. جاء تصريح العطية خلال كلمة ألقاها في حفل عشاء أقامته شركة "رويال داتش شل" لتوديع الرئيس التنفيذي المتقاعد بيتر فوسر والترحيب بالرئيس الجديد فان بيوردن، وذلك بحضور سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، وسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة وعدد من قيادات قطر للبترول وشركة شل. وأفاد العطية بأن سعادة الشيخة المياسة طلبت منه المشاركة في مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، وطلبت منه أيضاً أن يرأس لجنة خاصة لكتابة تاريخ قطر في قطاع النفط والغاز، معرباً عن فخره بتلبية هذا الطلب والعمل لتحقيق هذا المشروع الذي سيعرض لمجتمع قطر قبيل اكتشاف النفط والغاز ومرحلة ما بعد النفط والغاز والتغيرات التي طرأت على المجتمع من جراء هذا الاكتشاف. وأضاف سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية خلال كلمته بالحفل أن "شل" عادت للعمل في قطر منذ عدة سنوات حينما طالبت في عام 2003 بالعودة للعمل بالدولة بعد سحب أنشطتها من دولة قطر في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وحينما عاودت نشاطها في قطر، وخلال فترة توليه منصب وزير الطاقة والصناعة فإنه أكد للمسؤولين في "شل" ضرورة بناء مزيد من الثقة للبدء من العمل معاً مجدداً. وأوضح سعادة رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية أنه "بعد مرور نحو 10 سنوات رأينا كيف أصبحت شل أكبر مستثمر في قطر، حيث بدأنا بمشروع (قطر غاز 4) ثم طلبت "شل" فيما بعد بحث تطوير التعاون بإنشاء مشروع لتحويل الغاز لسوائل، وحينها كانت قطر إحدى أوائل دول العالم التي تمتلك مشروعاً تجارياً لتحويل الغاز إلى سوائل في العالم وهو مشروع "اروكس جي تي ال" بالتعاون مع شركة ساسول والذي ينتج نحو 34 ألف برميل يومياً وهو ما جعله الأكبر حينها". وأفاد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية، رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، بأن "شل" أذهلته حينما كان وزيراً للطاقة والصناعة بطلبها إنشاء مشروع لتحويل الغاز لسوائل مثل مشروع أوريكس ولكن أكبر حجماً يصل إنتاجه لنحو 145 ألف برميل يومياً وتصل تكلفته لنحو 18 مليار دولار، وهو ما يعني أكبر مشروع من نوعه في العالم وواحداً من أكبر مشاريع الهيدروكربون على الإطلاق من حيث القيمة. وأشار العطية إلى أنه اقتنع بإمكانية القيام بمثل هذا المشروع، رغم تشكك البعض في مدى نجاح مشروع بهذا الحجم في قطر وتقديم نصيحة له بعدم المضي قدماً في هذا المشروع، إلا أنه اتخذ قراراً بالمضي قدماً بهذا المشروع قناعة منه بالمقولة الشهيرة بعدم وضع البيض في سلة واحدة، مضيفاً أنه رأى أنه من الأفضل أن يكون هناك تنوع في الصناعات القائمة على الغاز الطبيعي لدى قطر وعدم حصر النشاط بها على الغاز الطبيعي المسال، مؤكداً في الوقت نفسه أن منتجات تحويل الغاز لسوائل منتجات جيدة مثلها مثل المنتجات النفطية إلا أنها تم إنتاجها من الغاز فيمكن من خلالها إنتاج الديزل والنافتا وزيت الغاز وهي منتجات يتم الاحتياج لها محلياً إلى جانب إمكانية تصديرها. وأوضح سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية أنه بالفعل تم توقيع الاتفاقية الخاصة بهذا المشروع بعد الخوض في مفاوضات شاقة جرت بين قطر للبترول وشركة "شل" وبالفعل تم التوصل إلى اتفاق بشأن هذا المشروع بعد أن ظن الطرفان أنهما لن يصلا إلى اتفاق بهذا الشأن، مشيراً إلى أنه اليوم يعد مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز لسوائل واحداً من أنجح مشاريع الهيدروكربون التي تم بناؤها في العالم، معرباً عن سعادته بأن تكلفة هذا المشروع سوف تتم استعادتها خلال سنوات من بدء عمل المشروع. كما قدم سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية شكره للرئيس السابق ل"شل" على الجهد والتعاون الذي قدمه خلال فترة عمله ومساهمته في إنجاح المشاريع المشتركة بين الجانبين التي تمت خلال فترة توليه المنصب، قائلاً إنه بعد انتهاء العمل من مشروع اللؤلؤة، طلبت شركة "شل" مزيداً من التعاون وهو ما تمت الاستجابة له بالفعل بمشروع في قطاع البتروكيماويات وبالفعل تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مجمع كرعانة للبتروكيماويات بين قطر للبترول و"شل" ليشكل المشروع الثالث المشترك بين الجانبين بعد "قطرغاز4" واللؤلؤة لتحويل الغاز لسوائل. من جهته، قال بيتر فوسر الرئيس التنفيذي المتقاعد لشركة "رويال داتش شل" العالمية إن الشراكة التي جمعت قطر للبترول و"شل" نجم عنها تحقيق العديد من النجاحات خلال السنوات العشر الأخيرة، معرباً عن فخره ببلوغ هذا المستوى من التعاون بين الجانبين. كما تمنى خلال كلمته التي ألقاها في حفل توديعه باستمرار التعاون المستقبلي وتطويره بين الجانبين، مبدياً ثقته بأن هذا سيعود بنتائج مثمرة على كل من شل وقطر للبترول. أما فان بيوردن، الرئيس التنفيذي الجديد ل"شل" فقال إنه قام بزيارة قطر لعدة مرات خاصة في الست سنوات الأخيرة نظراً لمشاركته في فريق عمل "شل" الذي توصل لاتفاق بشأن الكرعانة للبتروكيماويات، مشيراً إلى وجود علاقات قوية بينه وبين العديد من المسؤولين في شركة قطر للبترول وأن أول تهئنة جاءته بعد تعينه بالمنصب الجديد كانت من قطر للبترول، ما يعكس حجم العلاقات الوطيدة بين شل وقطر للبترول. كما أعرب عن أمله في أن يتواصل حجم علاقات التعاون بين قطر للبترول و"شل"، قائلاً إن هذا الأمر سيدفع نحو مزيد من النجاحات لكل من الجانبين وإن آفاق التعاون ليست مقصورة فقط محلياً بل دولياً أيضاً.