أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، ضرورة عقد مؤتمر "جنيف 2" من دون شروط مسبقة، قائلاً "لن تكون هناك ظروف مثالية لعقد المؤتمر" . ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن لافروف تأكيده خلال مؤتمر صحفي في موسكو "ضرورة عقد مؤتمر "جنيف 2" من دون شروط مسبقة"، مشيراً إلى أن الجهات التي تحاول طرح شروط تسعى أساساً إلى تأجيله أو حتى إجهاضه، وإلى أن موسكو كانت ترغب في عقد "جنيف 2" في وقت سابق، مضيفاً أنها "ستحاول الآن استخدام الفترة قبل انعقاد المؤتمر في 22 يناير/كانون الثاني للتشاور مع كافة الأطراف السورية" . وقال إن موسكو تناقش مع مختلف قوى المعارضة استضافة اجتماع لها، مشيراً إلى أن الجهات التي اتصلت بها روسيا أبدت اهتمامها بالمشاركة . وأكدت دمشق مشاركتها "بوفد رسمي" في مؤتمر جنيف، وأشارت وزارة الخارجية في بيان إلى أنها لا تفعل ذلك من أجل تسليم السلطة، وذكر مصدر مسؤول "تؤكد سوريا مجدداً مشاركتها بوفد رسمي يمثل الدولة السورية مزوداً بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد ومحملاً بمطالب الشعب السوري"، وأضاف أن الوفد "ذاهب إلى جنيف ليس من أجل تسليم السلطة لأحد بل لمشاركة أولئك الحريصين على مصلحة الشعب السوري المريدين للحل السياسي"، وتعليقاً على "ما أدلى به وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وغيرهم من أنه لا مكان للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية"، نقل البيان عن وزارة الخارجية أنها "تذكر هؤلاء جميعا أن عهود الاستعمار قد ولت إلى غير رجعة وعليه ما لهم إلا أن يستفيقوا من أحلامهم" . وردا على بيان الخارجية السورية، أصدر مكتب رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا بيانا اعتبر فيه أن ما صدر عن النظام "يكشف نواياه الحقيقية وهي استخدام تعاون مزعوم مع المجتمع الدولي من أجل التغطية على المضي في حربه ضد الشعب السوري"، وقال إن "النظام يدعي أن طلب إنهاء النظام السوري هو سياسة غربية استعمارية، بينما الحقيقة انه مطلب الشعب السوري الذي يريد إزاحته"، وأشار إلى أن مؤتمر جنيف يتناول العملية الانتقالية، و"هدفنا من خلال المشاركة ينسجم تماما مع تطلعات الشعب السوري لإنهاء التسلط ومع قرار مجلس الأمن وبيان لندن الصادر في 22 أكتوبر" . ورأى الائتلاف أن "أهداف النظام تتناقض بشكل كامل مع بيانات المجتمع الدولي"، وجدد موقفه لجهة المشاركة في مؤتمر جنيف ،2 مع رفض أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية ومع المطالبة بوصول الإغاثة إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين، لا سيما النساء والأطفال، ورأى أن الأسد "هو من جلب الإرهاب إلى بلادنا وأنه أكبر إرهابي" . وكشف بدر جاموس الأمين العام للائتلاف عن محادثات أجراها وفد الائتلاف في جنيف مع ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية، وقال إن اللقاء الذي استغرق حوالي الساعتين "كان واضحا وصريحا وبحثنا فيه مختلف القضايا المتعلقة بالوضع السوري لا سيما أوضاع الداخل السوري، إضافة إلى مؤتمر جنيف 2 ورمزية الإعلان عن موعد عقد المؤتمر بعد التسوية الأمريكية الإيرانية"، وحسب مصادر من داخل الاجتماع فإن وفد الائتلاف طرح كل الأفكار التي يطرحها الشعب السوري والمخاوف من مؤتمر جنيف 2 . واعتبر جاموس أن "شيرمان قدمت تأكيدات بأن واشنطن تدعم الشعب السوري وستزيد من مساعداتها له وأنها تسعى جاهدة إلى وقف نزيف الدم وأنه لا صفقات أو مقايضات بين الملفين السوري والإيراني" . من جهته، قال تيار التغيير الوطني السوري المعارض إن مجموعة دول "أصدقاء سوريا" والنظام يتحملان مسؤولية تأجيل مؤتمر جنيف 2 إلى شهر يناير المقبل" . وأضاف إن التيار "يدعم تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية يضم كل أطيافها وتلاوينها" . ودعا نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام المعارضة إلى مقاطعة "جنيف2" . وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده وتركيا ستبذلان جهودهما لإنهاء القتال ووقف إطلاق النار في سوريا قبل عقد مؤتمر جنيف 2" . (وكالات)