الخرطوم - عماد حسن: أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده لن تسمح بأي عمل ضد جنوب السودان من داخل أراضيه، في حين رفض نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت مطالب المتمردين بقيادة نائبه المقال ريك مشار بالإفراج عن معتقلين سياسيين في بلاده، وكشفت الخرطوم أن جوبا طلبت عقد محادثات مع السودان بخصوص نشر قوة مشتركة لتأمين حقول النفط في الجنوب، بينما بدأت في أديس أبابا مفاوضات بين حكومة جوبا والمتمردين وسط اتهامات ألمانية للطرفين بالمماطلة، فيما أعلنت الصين إيفاد مبعوث للمساعدة . وقال البشير في مؤتمر صحفي مشترك مع سلفاكير في جوبا، في ختام زيارة خاطفة لجوبا أمس، إن زيارته للدولة الجارة تأتي في إطار اهتمامهم بما يدور فيها، وبحث ما يمكنهم تقديمه لإعادة الأمن والاستقرار في جنوب السودان . ونفى البشير بشدة دعمه لأي قوى معارضة في أي بلد مجاور للسودان . وقال "لن نسمح لأي أحد في السودان أن يعمل ضد حكومة جوبا انطلاقاً من أراضينا" . وأضاف البشير "نحن في السودان قررنا عدم دعم أي معارضة لأي دولة مجاورة، لأن ذلك سيسهم في تضييع المصالح، وقد جربنا دعم المعارضة لكننا اكتشفنا أنها كلها جهود ضائعة" . وأشار البشير إلى أنهم قبلوا تقسيم السودان لدولتين من أجل السلام، وقال "قناعتنا الآن هي أن العمل المسلح لا يحل قضية، ولابد من الجلوس على طاولة الحوار والوصول لاتفاق" . وأبدى البشير استعداده لاستقبال النازحين الفارين من القتال في جنوب السودان، مشيراً إلى أن أي مشكلة تحدث في جنوب السودان تنعكس على الخرطوم . وقال إنه وجه الأجهزة الحكومية في بلاده لاستقبال العائدين من جنوب السودان داخل الأراضي السودانية ومعاملتهم كمواطنين سودانيين وليسوا لاجئين . من جانبه، قال سلفاكير ميارديت في المؤتمر الصحافي "نحن مستعدون للتفاوض مع مشار، ولكن من دون شروط مسبقة من طرفهم ولن نفرج لهم عن معتقليهم إلا وفق القانون وبعد تحديد المسؤولين عن قتل الكثير من المواطنين" . وأكد سيطرة الجيش الحكومي على الوضع الأمني في جوبا، وقال إنه سيتخلص من كل العناصر غير المنضبطة في حزب الحركة الشعبية الحاكم . وفي الأثناء، قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي للصحافيين في مطار جوبا، إن جنوب السودان طلب عقد محادثات مع السودان بخصوص نشر قوة مشتركة لتأمين حقول النفط في الجنوب، فيما يخشى السودان من أن يؤدي الصراع المندلع منذ ثلاثة أسابيع في جارته الجنوبية إلى تعطيل تدفق النفط الجنوبي عبر أراضيه إلى موانئ التصدير والإضرار باقتصاده الذي يواجه مصاعب . ويسيطر المتمردون على عواصم ولايات مهمة مثل جونقلي الشرقية والوحدة النفطية، إلى جانب المداخل الرئيسة المؤدية إلى ولاية أعالي النيل شمالي البلاد . وقالت تقارير أمس إن مدينتي ياي ومريدي انضمتا إلى حصيلة المتمردين وسقطتا في يد قوات موالية لمشار بعد انسحاب قوات سلفا كير من المدينتين، وأضافت التقارير أن قوات مشار أسقطت كذلك منطقة مبولو بالقرب من رومبيك بولاية البحيرات على الحدود مع شرق الاستوائية . وانطلقت، أمس، بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا أول مفاوضات من نوعها تجمع طرفي الصراع في جنوب السودان، منذ اندلاع الحرب بين الجانبين منتصف الشهر الماضي . وبدأت المفاوضات تحت رئاسة السكرتير العام لمنظمة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا "إيجاد"، محبوب معلم، وسط تفاؤل من الجانبين . وكان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير قد اتهم طرفي النزاع في اتباع "أسلوب المماطلة" . ونقل المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر عن الوزير قوله أمس إنه لذلك يتعين على المجتمع الدولي زيادة الضغط بصورة واضحة على جنوب السودان . إلى ذلك، دعت الصين أكبر مستثمر في صناعة النفط بجنوب السودان أمس إلى وقف القتال هناك فوراً . وفي زيارة إلى إثيوبيا أبدى وزير الخارجية الصيني وانغ يي قلقه البالغ إزاء الاضطرابات التي تفجرت في جنوب السودان منذ ثلاثة أسابيع وأدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص وأرغمت الحكومة على خفض إنتاج النفط بنحو 20 في المئة . وقال وانغ في مؤتمر صحفي في أديس أبابا المحطة الأولى في جولة إفريقية "موقف الصين فيما يتعلق بالوضع الحالي في جنوب السودان واضح تماماً، أولاً ندعو إلى وقف فوري للقتال والعنف" . وقال وانغ إن الصين ستبذل قصارى جهدها للمساعدة في إرساء الاستقرار في جنوب السودان إلا أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل . الخليج الامارتية