ما إن ظهرت إلى العلن «فضيحة» عشق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حتى بدأت الصحف الفرنسية تخصص صفحات لمعالجة هذا الموضوع في وقت انقسم الصحافيون الفرنسيون بين من اعتبر أن الحياة الشخصية للرؤساء لا تعني أحداً من العامة فيما ذهب البعض الآخر إلى أن حياة الرئيس الشخصية يجب ان تكون محل نقد، على اعتبار انه يمثل الشخص الأول في البلا،د غير أن ما يروج حاليا في وسائل الإعلام الفرنسية والغربية أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي هو من يقف وراء «فضيحة هولاند». وعرضت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية تقريراً تطرقت فيه إلى تاريخ «فضائح الرؤساء في فرنسا» ومواقف الفرنسيين من هذه المسألة، حيث يعتبر الصحافي كريستوف دوبو أن رجل السياسة هو كأي مواطن له حياة شخصية متعلقة به فقط ولا يجوز الخوض فيها طالما لا تتأثر بسياسات البلاد الداخلية أم الخارجية، مضيفاً أن من حق الرئيس أن تكون له اسرار في حياته شأنه في ذلك شأن أي شخصية في البلاد، معتبراً أن القاعدة العامة هي «المحافظة على أسرار الحياة الشخصية للرؤساء». وكان هولاند قال إن شريكته فاليري تريرفلر «أفضل حالا» عقب خروجها من المستشفى مطلع الأسبوع بعد أن أصيبت بصدمة لدى انكشاف علاقة هولاند السرية. ليست الاستثناء من جانبه تطرق الصحافي آلان دوهانال إلى بدايات اقتحام عالم الصحافة الحياة الشخصية لرؤساء قصر الإليزيه، حيث يرى أن «فضيحة هولاند ليست الاستثناء»، إذ قائمة الفضائح والمغامرات العاطفية خارج إطار الزواج في قصر الإليزيه لا تعد ولا تحصى. وإذا كان الرئيس الفرنسي الحالي آخرها فالأكيد أنه ليس الأول في القائمة الطويلة لمن مروا من القصر على حد قوله، فمن فيلكس فور، الذي باغته الموت وهو يصرخ نشوة مع عشيقته في مكتبه الرئاسي في قصر الإليزيه العام 1899، إلى الرئيس فاليري جيسكار ديستان، الذي اتخذ الفرنسيون من فضائحه الجنسية مادة للتندر ورواية النكات. فيما اتخذت الصحف الفرنسية من مغامراته العاطفية مادة لملفاتها الأسبوعية الخاصة، مرورا بالرئيس فرانسوا ميتران، الذي استطاع أن يعيش حياتين منفصلتين: منزلان وعائلتان، إحداهما شرعية أمام أنظار الشعب الفرنسي لزوجته دانييل ميتران، المبتسمة أمام الكاميرات رغما عنها، والأخرى لعشيقته، التي أنجبت له ابنة، مرورا بجاك شيراك الذي عشق النساء حد الجنون، إلى درجة أن الخدم كان يتندرون على مغامراته ويتساءلون عن أي من نساء فرنسا لم يمررن بغرفة نومه، إلى الرئيس ساركوزي الذي عشق وانفصل حتى ملأت غرامياته صفحات الصحف والمجلات أكثر من اجتماعاته الأسبوعية مع وزرائه، وصولا إلى هولاند، الذي بدأت الزوبعة حوله بشائعة على مواقع في الإنترنت قبل أن تصل إلى صفحات أكثر المجلات شعبية ورواجا في فرنسا «كلوزر». اتهامات تطال ساركوزي في غضون ذلك، وجه مساعدون ومستشارون مقربون من قصر الإليزيه أصابع الاتهام للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بأنه وراء فضيحة خلفه هولاند مع ممثلة. ويرى مستشارو الإليزيه أن «مزاعم علاقة الرئيس فرانسوا هولاند مع الممثلة جولي غاييه زادت من مشاكل الرئيس في إدارة البلاد. ويعتقدون جميعاً بأن وراء هذه الفضيحة شخصاً اسمه نيكولا ساركوزي». وهم يرون أن «أجهزة الأمن هي التي سربت لقاءات هولاند السرية بالفنانة، جولي غاييه، في إحدى الشقق الباريسية، وذلك لأن ساركوزي لا يزال يحتفظ بنفوذ قوي داخل أجهزة الأمن». قرار ضد غاييه على وقع تداعيات «فضيحة» عشق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قررت الحكومة الفرنسية في وقت سابق حرمان الممثلة جولي غاييه، من المشاركة في لجنة تحكيم ثقافية. ولم تعلق وزارة الثقافة الفرنسية على الأسباب التي أدت إلى حرمان غاييه من الانضمام للجنة التحكيم، التي تختار المنح للأكاديمية الفرنسية في روما «فيلا مديسي». البيان الاماراتية