رفض الأردن، رسمياً، إقامة مطار إسرائيلي بالقرب من مدينة العقبة وذلك "لاعتبارات فنية وقانونية متعددة"، وفق ما أكدت مصادر أردنية رسمية، الخميس. وكانت (إيلاف) تابعت في تقريرين سابقين تداعيات إقدام إسرائيل على تدشين المطار الجديد, ونقلت في التقريرين التخوفات الأردنية من إقامته وتهديده لعملية السلام، فضلا عن تهديده السلامة الجوية للطيران في المنطقة ككل". عقدت لجنة النقل الأردنية - الإسرائيلية اجتماعاً الخميس، لمناقشة موضوع بدء الجانب الإسرائيلي في إقامة مطار "تمناع"، بالقرب من الحدود بين الأردن وإسرائيل، شمالي مدينة العقبة. وأكدت الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، صباح الرافعي، أن إقامة مطار إسرائيلي في المنطقة "سيؤدي لانتهاك السيادة الأردنية في الأجواء" ، فضلاً عن أنه "سيمثل خرقاً للقانون الدولي، وخاصة المادة الأولى من اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي لعام 1944، وانتقاصاً من معايير منظمة الطيران المدني ICAO." كما شددت المتحدثة الأردنية، وفق ما نقلت وكالة "بترا" الرسمية للأنباء، على أن "الجانب الأردني أكد على أن إقامة المطار في الموقع المذكور، ستهدد السلامة الجوية للطيران في المنطقة ككل"، مشيراً إلى قرب موقع المطار الإسرائيلي من مطار "الملك حسين" في العقبة. وكان وفد الاردن للاجتماع برئاسة الأمين العام لوزارة النقل، ليث دبابنة، بحضور ممثلين عن كافة الجهات والمؤسسات الأردنية المعنية، فيما ترأس الجانب الإسرائيلي رئيس هيئة الطيران المدني. تقرير إيلاف وكان تقرير (إيلاف) نشرته في 28 سبتمبر/ أيلول 2013 تحدث عن أن اتصالات بدأت في الآونة الأخيرة بين الجانب الأردني ونظيره الإسرائيلي بهدف حمل إسرائيل على التوقف عن مشروع المطار الجديد لما يحمله المشروع من مخاطر وكانت نبّهت مصادر مطلعة إلى أن الخطوات الأردنية، ولو أنها تأتي متأخرة، فإنه يتعيّن على الأردن التلويح باتفاقية وادي عربة للسلام، التي تضبط مثل هذه القضايا مع الجانب الإسرائيلي، مع الأخذ في الاعتبار أن يستعين الأردن بمنظمة الطيران الدولي، وكذلك مصر، التي ستتأثر مطاراتها هي الأخرى، لمواجهة المشروع الإسرائيلي. ويشار الى ان الأردن يراهن على مستقبل استراتيجي جاذب للاستثمارات الضخمة في منطقة العقبة الاقتصادية، التي يعتبر مطار الملك الحسين الدولي أبرز عوامل الجذب السياحي العالمي فيها. وكانت إسرائيل شرعت، حسب تقارير بالبدء في أعمال إقامة المطار على بُعد 15 كيلومترًا شمال مدينة العقبة، التي تضم مطار الملك حسين الدولي، والذي سيكون المتأثر الأكبر من المطار الإسرائيلي الجديد، فضلًا عن قرب هذا الأخير من المنطقة الحدودية، من دون مراعاة الاتفاقيات الموقعة أو الرجوع إلى الجانب الأردني. وكانت اللجنة الحكومية الخاصة بتطوير مدينة إيلات الجنوبية على مدخل خليج العقبة، برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قررت في العام 2011 إنشاء مطار دولي جديد في منطقة "تمناع" القريبة من إيلات، ليحلّ محلّ المطار القديم في وسط المدينة. انتهاك الاتفاقيات ورأت المصادر الأردنية أن قيام إسرائيل بتدشين المطار في تلك المنطقة الحدودية يعدّ انتهاكًا للاتفاقيات الدولية، والتي تقضي ببعد أي مطار عن المناطق الحدودية المشتركة للدول، أكثر من 2000 متر كحد أدنى، في حين أن المطار لا يبعد عن المنطقة الحدودية القريبة من العقبة سوى 200 متر. وحذر مصدر أردني من تأثير بناء المطار على مطار الملك حسين الدولي في العقبة، مؤكدًا أن السلامة الجوية ستكون معرّضة للخطر في حال إتمام المشروع، نظرًا إلى الاقتراب الشديد بينه وبين مطار العقبة، مما يؤدي إلى احتمالية حدوث حوادث طيران مستقبلية وانتهاك للأجواء الأردنية. وأكد المصدر أن الجانب الإسرائيلي لم يراعِ الاتفاقيات الدولية واتفاقية السلام الموقعة مع المملكة، حيث تفيد اتفاقية وادي عربة ببناء مطار دولي مشترك تحت مسمّى مطار السلام، إضافة إلى الآثار السلبية، التي قد تنتج من بناء مطار على مقربة كبيرة من الحدود، ومن دون التنسيق أو الرجوع إلى الجانب الأردني، وفق ما تنص عليه اتفاقية السلام. وحول الموقف الرسمي بيّن المصدر أن الموقف الرسمي الأردني غير راضٍ عن التصرفات الإسرائيلية، وأن هناك اتصالات ومراسلات بين الجانبين اتسمت بالسرية والتكتم الشديد، كان آخرها دعوة من السفارة الإسرائيلية في عمّان وجّهت إلى عدد من المسؤولين الرسميين لحلّ الخلافات مؤكدًا في الوقت عينه أنه وفي حال إخفاق الجانبين في التوصل إلى اتفاق، سيتم رفع شكوى إلى منظمة الطيران العالمي والمحاكم الدولية المختصة للحفاظ على السيادة الوطنية. وبيّن المصدر أن جهات سيادية في الدولة، إضافة إلى سلطة العقبة وهيئة الطيران المدني، تبذل جهودًا مضنية لوقف بناء المطار عبر مختلف قنوات الاتصال، محذرًا في الوقت نفسه من أزمة دبلوماسية، قد تنشب في حال تعنت الجانب الإسرائيلي وإصراره على المضي في البناء. تحذير العام 2011 وكانت تقارير رُفعت في نهاية العام 2011 إلى الجهات الأردنية المعنية حذرت من مخاطر نية إسرائيل بناء المطار الجديد فنيًا واستراتيجيًا، نظرًا إلى معارضته اتفاقية وادي عربة للسلام، ثم تأثيراته السلبية على نشاط مطار الملك الحسين الدولي في العقبة، فضلًا عن الاستثمارات السياحية الضخمة التي سترافقه في إيلات. كما إن التقارير حذرت من أن إنشاء مطار جديد في الإقليم (البحر الأحمر) من شأنه أن يقلل من شأن، ليس فقط مطار الملك الحسين الدولي وحسب، بل والمطارات المصرية في الإقليم، ويزيد من حجم المنافسة عبر فرص غير متكافئة، علمًا أن المطارات المصرية في الإقليم هي رافد للسياحة لمدينة العقبة، وكذلك تقليل حجم الحركة الجوية لمطار الملك الحسين الدولي. ونبّهت كذلك إلى خطورة تداخل المجال الجوي الإسرائيلي مع المجال الجوي الأردني، خصوصًا وأن المطار الإسرائيلي المقترح يواجه تحديات، وتحديدًا في المناطق الجبلية غربًا. ايلاف