رجح خبراء سياسيون أن ترشح المدنيين للرئاسة المصرية سيكون في إطار التمثيل المشرف، حيث بات فوز أى من المرشحين المدنيين أمرا مستبعدا في حال ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، وهو أمر بات مؤكدا بعد بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي ترك للسيسي حرية تلبية نداء الوجب الوطني والانصياع لإرادة الشعب بالترشح للرئاسة استجابة، وأضافو ا أن خريطة المرشحين المدنيين من المتوقع أن تشمل كلا من رئيس التيار الشعبي حمدين صباحي ورئيس حزب مصر القوية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وربما يتم الدفع بمرشح إسلامي تقف خلفه جماعة الإخوان «الإرهابية « وينحصر أمر دعم ما يعرف بتحالف دعم الشرعية، والذى تقوده جماعة الإخوان في كل من الدكتور محمد سليم العوا أو الفريق سامى عنان رغم كونه عسكريا، وربما ينضم إلى خريطة المرشحين شخصيات أخرى ممن لديهم الرغبة في تولى المنصب الرفيع، ولكنهم لا يملكون القدرة والدعم الشعبى المؤهل للفوز في هذه الانتخابات واتفق الخبراء على أن ترشح المشير عبد الفتاح السيسي صاحب الشعبية الطاغية يقلل من فرص منافسيه، سواء كانوا من العسكريين أو المدنيين، مؤكدين أن الظروف الراهنة، التي تعيشها مصر في المرحلة الحالية تتطلب شخصا يتمتع بمقومات القيادة وتتوفر له قاعدة شعبية كبيرة تدعمه لكي تجتاز مصر أزماتها وتقضي على الإرهاب، الذي بات يهدد الأمن القومى المصرى واستقرار البلاد، وأيضًا قضية التنمية، التي تتطلب رئيسا يحظى بقبول ودعم الأشقاء العرب وقادر على إحداث تغيير في معادلة التفاعلات الإقليمية وبما يدعم مصر على استعادة مكانتها الإقليمية، وقالوا إن الفرصة الوحيد، التي تجعل للمرشحين المدنيين أملا في الفوز هو عزوف الفريق السيسي عن الترشح، وهو ما سوف يحدث صدمة للرأي العام الداعم للمشير السيسي، وربما ينقلب عليه باعتباره تجاهل ثقة الشعب وحطم أحلامه في العبور بمصر إلى بر الأمان وتحقيق الاستقرار المنشود. من ناحيته قال نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور هاني رسلان، إن الفرصة محدودة للغاية إن لم تكن منعدمة لفوز أي مرشح مدني في حال ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، الذي بات بطلا قوميا لدى قطاعات عريضة من الشعب المصرى، وبات ترشحه مطلبًا شعبيًا، وهو الأقرب للحدوث في ضوء المعطيات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية مؤخرا وعلى رأسها قرار الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور بترقية «السيسي» إلى رتبة المشير وما تبعها من قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتفويض «السيسي» في الترشح للرئاسة نزولا على رغبة الشعب المصري وحملات المطالبة المستمرة. وأضاف «رسلان»، أن فوز مرشح مدني في الانتخابات الرئاسية بات مرهونًا فقط برفض «السيسي» الترشح للرئاسة، وأنه في هذه الحالة من وجهة نظري سيكون السيناريو الأقرب للتحقق هو سيناريو انتخابات 2012، ومن المرحج في هذا السيناريو أن تشهد مصر جدلا حول المرشحين وسيعود الانقسام والاحتقان في الشارع حول المرشح الثوري والمرشح الممثل للدولة، وقال: إن هذا السيناريو القائم على افتراض لن يتحقق في تقديرى وهو عدم ترشح «السيسي»، وسوف تشهد خريطة المرشحين خلاله عددا من المرشحين مثل رئيس التيار الشعبي حمدين صباحي ورئيس حزب مصر القوية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وأيضا الفريق سامى عنان والفريق أحمد شفيق، وأنه من المستبعد فوز مرشح إسلامي طبقا لمعطيات هذا السيناريو. أما السيناريو الآخر والمتمثل في ترشح المشير عبدالفتاح السيسي، أعتقد أنه خلال هذا السيناريو لن تكون هناك فرصة لفوز أي مرشح سواء كان مدنيا أو عسكريا نظرا للشعبية التي يحظى بها «السيسي»، وستكون نتيجة الانتخابات محسومة له بنسبة كبيرة ومن الجولة الأولى. وحول تكتل جبهة الإنقاذ والقوى الثورية خلف حمدين صباحى باعتباره مرشحا للثورة، قال «رسلان»: هذا لن يتحقق وهناك نسبة كبيرة رافضة ترشح «صباحي» وبعضها أعلن دعمه للمشير عبد الفتاح السيسي حال ترشحه، كما أن جبهة الإنقاذ باعتبارها ائتلافا سياسيا من المتوقع أن يتم حلها خلال الفترة المقبلة. على صعيد متصل قال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية وعلوم الاتصال الدكتور سعد الزنط إن الحديث عن فوز مرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة يتطلب النظر في نقطة أساسية، وهي مدى امتلاك الشخص المرشح للمنصب للقدرة على قيادة مصر والقدرة على مواجهة التحديات، التي تشهدها مصر سواء على مستوى التنمية ومشكلاتها وضرورة البحث عن حلول عاجلة لها، أوعلى مستوى الأمن القومي المصري الذى يواجه في هذه المرحلة عدة تهديدات له، بعضها داخلي ممثلا في الإرهاب، الذي تمارسه الجماعات الإرهابية وبعض هذه المنظمات مدعومة من أطراف خارجية وتسعى للنيل من استقرار الدولة المصرية وربما السعي لهدمها بالكامل. وأضاف «الزنط» أن المرحلة التي تعيشها مصر تحتاج إلى شخصية قوية وتحظى بشعبية كبيرة وتملك القدرة على إدارة مؤسسات الدولة وتجيد التعامل مع الأطراف الدولية، وأعتقد أن هذه المواصفات لا تتوفر في معظم المرشحين المحتملين للرئاسة من الشخصيات المدنية، كما أعتقد أن معظم النخب القديمة باتت مستهلكة ولا تصلح لإدارة مصر في المرحلة المقبلة، وأن معظم هذه النخب تحركها طموحات شخصية ولا تنطلق من دوافع وطنية لصالح مصر الدولة والشعب. وأشار «الزنط» إلى أن هناك اتجاها عاما يمثل غالبية الشعب المصرى يتبنى ترشح المشير عبد الفتاح السيسي بسبب إدراك الشعب لوطنية الرجل ورغبته في تحقيق أحلام البلاد، وأن الشعب سبق أن جربه وتأكد من قدرته في التعاطي مع الأزمات الكبيرة، التي تهدد أمن الوطن، كما حدث في 30 يونيو وما بعدها، ومن هنا أستطيع القول بأن محبة الشعب للمشير عبد الفتاح السيسي والمخاطر الكبيرة التي تواجه مصر تجعل «السيسي» هو الأنسب لقيادة المرحلة ويملك القدرة على التعاطي الإيجابي مع هذه التحديات، وأنه لامجال للحديث عن فوز مرشح مدني. المزيد من الصور : صحيفة المدينة