الأحلام والتطلعات إلي مستقبل أفضل وحياة كريمة حلم كل الشعوب التي رضخت تحت وطئت الاستعمار الأجنبي .. وغير الأجنبي وأحلامنا في حضرموت لم تكن غير مشروعة ولا مستحيلة ولا حتى خيالية كما يحلو تسميتها لبعض الطغاة فقد كانت أحلام بسيطة جدا إذا ما وصفناها بالأحلام ولكنها في واقع الأمر ليست إلا حقوق مشروعة مقابل واجبات أديناها ولم نحصل مقابلها على حقوقنا وهو مايسمى في عالم السياسة بانتهاك الحقوق وسلبها من أصحابها بعد أن كفلها له م الدستور والقانون وكل الأعراف الدولية ومواثيق الأممالمتحدة . حضرموت التي حلمت في عام 1967م وتطلعت إلي المستقبل المشرق بعد أن أنزاح كابوس الاستعمار البغيض والذي جثم على صدرها ردحا من الزمن وأزاح معه غبار السلاطين الذي تراكم على كاهل هذا الشعب التواق دوما للحرية والعيش الكريم .. وصفَق الحضارمة طويلا للجبهة القومية التي انغمست وذابت في جلباب الرفاق الذين احكموا قبضتهم على البلاد والعباد ولم يكلفوا أنفسهم عناء تدوير عجلة التنمية واقتاتوا على المشاريع التي خلفتها لهم بريطانيا والقليل من المشاريع التي اطفؤا بها فرحة الشعب بالاستقلال . خمسة وعشرون عاما ظل فيها الشعب يعاني ويلات التخلف ويصارع ظلمات الجهل كانت هذه المدة كافية بان تضعنا في مصاف الدول النامية على اقل تقدير ولكن شيئا من ذلك لم يحدث وبعد مضي تسعة عشر عاما على توليهم مقاليد الأمور في البلاد اختلف الرفاق وأدخلونا في أتون حرب أهليه أكلت الخضر واليابس وأهلكة الحرث والنسل ولن نتحدث عن ماخلفته تلك الحرب من قتلى وجرحى ودمار في البنية التحتية ولان ذلك ليست محور حديثنا ولا مبلغ قصدنا . عشنا في ظلاما دامس حتى شعشع فجرا جديدا ربما لم يكن حلما لدى الحضارم خصوصا بقدر ماكان الهروب من سجن الرفاق الي فضاء الوحدة اليمنية التي تعسرت ولادتها كثيرا ثم ولدت مشوَهة وبها عاهات كثيرة لم يسعفنا الوقت لأكتشافها في غمار فرحتنا بالتخلص من حكم الرفاق وتبعاته والتطلع الي حلمنا المنشود.. وصفق الحضارم ثانية في الثاني والعشرين من مايو 1990م وهللوا وكبروا وقالوا أشعارا بهذا المنجز وبنوا عليه أمال وأحلام ولكن لم تمضي سواء أربعة أعوام حتى انكشف للجميع ماتعاني منه هذه الوحدة من تشوهات وبات الكل ينفر منها ويتحاشى الحديث عنها .. يبدوا أن البلاد اعتادت على الصراعات والمناحرات.. وغالبا ماتكون حضرموت محور هذه الصراعات في كل تلك العصور والدول المتعاقبة على حكم البلاد فبعد ان عرف حكام الوحدة ماتمتلكة حضرموت من خيرات وناس خيرين لم يعجبهم وجود من يشاركهم نهب هذه الثروات من أبناء الجنوب عامة لان لديهم أساليب وطرق لايريدوا ن يعرف بها احد ولا يريدوا ن يقاسمهم في ذلك أحدا أيضا وانتهت حرب صيف 94 وخلت البلاد لأمراء الحرب والفيد وعاثوا فسادا بكل خيرات حضرموت خاصة والبلاد عامة وأصبحوا من اباطرة التجارة بعد إن أتوا مجرد موظفين دولة ...و لما اكتشفوا هذه الثروات دخل الطمع الي بعضهم واختلفوا على التقسييم الذي اتفقوا علية خصوصا بعد وفاتة الحاج عبد الله بن حسين وهذه الاختلاف استفحل ولم يستطع احد ان يسطر علية فكان لابد من قيام حرب اخرى وهذه المرة بين ابناء الأحمر حاكموا هذه الفترة وهذا المنجزة الذي حلمنا به وتقاتل الإخوة على خيرات البلاد وولدت من رحم هذه الحرب أوعلى تنقاض هذا الاختلاف على تقسيم الثروة والسلطة ولدت دولة اتحادية جديدة .. بتسمية جديدة ونظام حكم جديد .. ولكن السؤال المطروح هل يجب علينا أن نتطلع إلي حلمنا هذه المرة ؟ علما أن الحضارم هذه المرة لم يجرءوا على التصفيق فقد كلًت أيديهم من ذلك ولربما تعلموا أن لا يصفقوا أبدا بعد اليوم (كثر اللطم يعور ) رغم أن حضرموت أصبحت إقليما ربما يدار من قبل أبنائه ومعظم خيراته لهم ولكن هل يثق الحضار بما يقال لا سيما والطبخة من مطابخ صنعاء ؟ والتي ياما أكلنا منها وعود الوجبات الجاهزة وصل بعضها إلي الوعود بالطاقة النووية وهل سينفَذ ما يقال ؟ ام هي مجرد خدعة قد لا تنطلي هذه المرة على بو حضرم لان دروس 48 عاما كافية لتعليمه ؟ إنا من المنتظرين !!!! حضرموت برس