أظهرت دراسة جديدة أن ذوبان نهر جليدي في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) سيكون أكبر عامل يساهم في ارتفاع منسوب البحار، ومن المرجح أن يستمر لعقود حتى بدون الحافز الإضافي المتمثل في ارتفاع درجات الحرارة في العالم. وقال علماء إن نهر جزيرة باين الجليدي - الذي يحمل مياها إلى البحر تفوق المياه التي يحملها نهر الراين- شهد أيضا قبل 8 آلاف سنة ذوبانا بمعدلات مماثلة للمعدلات الحالية استمر لعقود وربما لقرون. وفي دراستهم التي نشرت في دورية ساينس الأميركية كتب العلماء "نتائجنا تظهر أن نهر جزيرة باين شهد ذوبانا سريعا لمرة واحدة على الأقل في الماضي وأنه بمجرد بدء عملية الذوبان فإن التغييرات السريعة في طبقات الجليد في هذه المنطقة يمكن أن تستمر لقرون". ويشكل ارتفاع منسوب البحار تهديدا للمناطق الساحلية المنخفضة من بنغلادش إلى فلوريدا وللمدن من لندن إلى شنغهاي. ومن بين أكبر الأنهار الجليدية في العالم والموجودة في أنتاركتيكا وغرينلاند فإن نهر جزيرة باين هو أكبر مساهم في ارتفاع منسوب البحار. والتقلص القديم لنهر باين الجليدي، الذي قدر بحوالي متر سنويا كان سببه على الأرجح تغييرات طبيعية في المناخ أدت إلى ارتفاع درجات حرارة البحر وهو ما سبب ذوبانا للجزء الطافي من النهر وأزال ركيزة، مما جعل الجليد على الأرض ينزلق بشكل أسرع إلى البحر. وقال البروفسور مايك بنتلي من جامعة دورهام في إنجلترا، الذي شارك في الإشراف على المشروع الذي تضمن خبراء من الولاياتالمتحدة وألمانيا "يبدو أن هناك آلية مشابهة الآن، وهي قد تستمر لعقود". وتشير دراسات أخرى إلى أن تراكم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بفعل الإنسان وليس التغيرات الطبيعية هي السبب وراء ارتفاع درجات حرارة المياه وهو ما أدى إلى زيادة سرعة ذوبان الجليد على مدار العقدين الماضيين. وقال البروفسور أندرو شيبرد الخبير بجامعة ليدز، الذي لم يشارك في الدراسة: "حجم الجليد المفقود من نهر جزيرة باين الجليدي يعادل قيام كل شخص في كوكب الأرض بسكب 5.7 لتر من الماء في المحيط يوميا". وتقول لجنة الأممالمتحدة للتغير المناخي إن الاحتباس الحراري يعني أن مستويات البحر من المرجح أن ترتفع بما يتراوح من 26 إلى 82 سنتيمترا بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين بعد أن زادت حوالي 20 سنتيمترا على مدار ال100 عام الماضية. ريتاج نيوز