(...) حلّق فإن الأرضَ أصغرُ من هبوطِكَ يا سُنونو حلّق وحدّق في مناكبِها التعيسةِ هل ترى ما يفعلُ المالُ الحقيرُ بها؟ عاماً فعاماً تُستباحُ والرأسماليّون الذئابُ توغّلوا وتغوّلوا فتبوأوا عرشَ الإلهِ وعلّقوها بين هاويتين ماذا .. هل تراها؟ إنها تمشي على عكّازها تنسى تبولُ تشيخْ ومَن عليها مثلُها تبلى ولا تبلى السنونُ حلّق فإنّ الأرضَ أصغرُ من هبوطِكَ يا سُنونو! (...) .. وأنا أرقبُ الشابةً العارية فوق رملٍ وتحت عناقيد شمسْ والمياهُ بلون الأفق _ أحترق! ليس هذا شبق إنه: مُطلقي في الحواس (...) الجبالُ، هناكَ، .. وأعبرُها صخرةً صخرةً بقطارٍ يخبُّ على الجانبينِ، كدودٍ صغيرْ وفي لمحةٍ أتكهربُ ماذا هنالك .. يقْظَةٌ أم نُعاس؟ ليس هذا هَجَاس إنه مُطلَقيْ دخلَ التوَّ لحمَ الحواس! (...) بين نورٍ وظلّ وفاكهةٍ تتساقط من كيس عاملةٍ في المحلّ ولا يأبهُ المشترون لها _ تأخذني لحظة الإلتباس إلى .. مطلقٍ ما وراء الحواس! (...) صفحات كتابٍ تضيء وتُعتم أُشعلَ الضوءُ أو أُغلقَ الضوءْ وفي الشِّعر، لا ليس هذا بمغنَم! ولكنّه [والشوارعُ هادئةٌ حولَهُ في نهاية يوم الأحدْ] يمسكُ الآنَ في إصبعيه بطيف الأبد! (...) جارته الألمانية تتقن ستَّ لغاتٍ وتعيش بمفردها لا صاحب لا عاشق إلا الكلب وفي الفجر الفجر الأزرق من هول برودته يسمعها وهي تكلم صاحبةً بالموبايل ثم تنام وتبكي في حضن الكلب بستٍّ لغات! (...) بعد قرنٍ، يعودُ إلى قاعة الدرس يغتمُّ في المُبتدى ثم يفرح فهاهوذا يستعيدُ طفولته وشقاوتها بين حشدٍ من الغرباء يا إله السماء! ضحكٌ ونكاتٌ ومزيجُ مرواغةٍ وغباء وهاهي جارته من جورجيا تتواعد مع جارها من أعالي القرم في المراحيض والمترو وأمام الجميع يا إله القطيع البديع! لم يعد لطفولتهِ منذ قرنٍ مضى والآن، ها هي ذي فرصةٌ تتفتّح إنما أينه الجسم ذاك الذي تفترسه نيوب الصقيع! (...) علقت يأسي على حبليْن قلت: يجفُّ لم يجفُفْ وعاد إليّ أخضرَ مثل بحّة ناي وأحمرَ كالدم المسفوك في أجيال فمعذرةً أيا يأسي أيا درع الرجال المثقلين بحمْلهم وبنُبلهم أريدك أن ترافقني إلى أقصاي فأنت الحق وغيرك ليس إلا الزيف والتزييف حتى لو أحلتَ الوقتَ أجمعَهُ : فصولَ خريف! (...) في بلاثا كتالونيا طيرُ حمامٍ بالمجموع سيدةٌ تبتاع غذاءً وتجمّعه حول البرْكة أعرفها بعد قليلٍ ستغادرُ نحو الشقة في سيغرادا حيث سريرُ الوحدة ينتظرُ والمطبخُ: مترُ ثم تعود قبيل نهايات الإسبوع لتطعمَ كلَ حمامٍ تلقاهُ من جوع! (...) إذهبي يا رؤوس البشر يا المليئةُ حسبُ بالمال إذهبي للجحيم وخلّي لنا فقرنا وشقانا العميم خليّ لنا الحرَّ والقرّ حشفَ الأرض نأكلُهُ ثم نأوي إذا الشمسُ آذنت بالزوال إلى سُرر البوص، حيث خليلاتنا في انتظار الرجال (...) لم تكن صدفةً أننا قد ولدنا هنا في بلادٍ معلقةٍ فوق حبلٍ على الهاوية لم تكن صدفةً أنّها نورُ أعيننا أنها .. نارُنا الكاوية يا ربيعَ القصيدةِ حين يجنُّ الخريف يا فداحةَ هذا الجمال الرُهيف صلابةً هذي الوجوهِ وتلك الأيادي .. ... بلادي. (...) على رسْلها سوف تأتي الصواريخُ ضامنةً: لا احتمالَ اعتراضٍ وواثقةً: في قليل من الوقت تمسي البيوتُ رماداً وأشلاءَ أنقاضٍ على رسلها سوف تأتي وتنقضُّ مثل زئير أسودٍ على فقرنا ليلِنا المتهالكِ لكننا سوف ندفن أطفالنا والنساء على عجلٍ ونرمّم هذي البيوت ثُمَّ .. ثَمَّ متسعٌ للأسى للدموع الخفيضة في غرفة النوم حيثُ الخفوتُ وحيثُ السكوت!